اشتبكت مجموعات من اليمين المتطرف مع الشرطة البريطانية، لدى محاولتها الوصول إلى النُصب التذكاري لضحايا الحرب في بريطانيا، في حين حمّل سياسيون وزيرة الداخلية سويلا برافمان مسؤولية التوتر الذي يأتي قبل انطلاق مظاهرة ضخمة لمؤيدي فلسطين.

ووقع الاشتباك عندما حاول العشرات من أنصار اليمين المتطرف، الذين كانوا يرفعون الأعلام الإنكليزية ويهتفون "إنكلترا حتى الموت"، التقدم باتجاه النُصب الذي كان يشهد احتفالا رسميا وتنفيذ دقيقي صمت كما هو معتاد كل عام.



وبحسب سكاي نيوز، فقد وقع الاشتباك قبل بدء دقيقتي الصمت مباشرة، بحضور أعضاء من الأسرة الملكية، عندما قد حاول المحتشدون الذين غطى الكثير منهم وجوههم، إزالة الحواجز الحديدية في محيط المنطقة لمنع الوصول إليها أثناء الاحتفال الرسمي.

وقالت شرطة لندن على منصة إكس (تويتر سابقا): "بينما كانت دقيقتا الصمت تمضيان بسلام ودون حوادث في وايتهول، واجه الضباط عدائية من مناهضي المتظاهرين (المؤيدين لفلسطين) الذين يتواجدون في المنطقة بأعداد كبيرة".

وأضافت الشرطة: "سنستخدم كل الصلاحيات والتكتيكات المتاحة لمنع مناهضي المتظاهرين من مواجهة المسيرة الرئيسة التي تدعو إلى وقف إطلاق النار" في غزة، علما أن مظاهرة فلسطين لم تمر من المنطقة وستبقى على بعد أكثر من ميل.

ولاحقا ذكرت الشرطة أن أنصار اليمين المتطرف ابتعدوا عن منطقة وايتهول، حيث مقر الحكومة، وتحولوا إلى منطقة قريبة ثم بدأوا بإطلاق الألعاب الناري على عناصر الشرطة الذين حاولوا التعامل معهم. وقالت الشرطة إنها دفعت بأعداد إضافية من عناصرها، مؤكدة "عدم التسامح مع الإخلال النظام في وسط لندن اليوم".

وكانت دعوات من اليمين المتطرف للتجمع عند النُصب المعروف باسم "سينوتاف"، بحجة حمايته من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، قد جذبت مشاركة أشخاصا مثل مشاغبي ملاعب كرة القدم (الهوليغنز) وشخصيات معروفة بخطاب الكراهية ومعاداة المسلمين مثل تومي روبنسون، ومؤيدون لرابطة الدفاع الإنكليزي المعادية للأجانب والمسلمين.

من جهته، علّق رئيس الحكومة الأسكتلندية على الاشتباك قائلا: "اليمين المتطرف تمت تعبئته من قبل وزيرة الداخلية. لقد أمضت أسبوعها وهي تشعل نار الانقسام. وهم الآن يهاجمون الشرطة في يوم الهدنة".

وجاءت الاشتباكات قبل نحو ساعتين من انطلاق مظاهرة ضخمة لمؤيدي فلسطين؛ توقعت الصحافة البريطانية أن يشارك فيها مئات الآلاف ويقول منظموها إنها ستكون مليونية، وتدعو لوقف إطلاق النار.

وكانت برافمان شنت هجوما متكررا على المظاهرات السابقة ووصفتها بأنها "مظاهرات كراهية".

وحاولت الحكومة الضغط على الشرطة لحظرة تظاهرة اليوم لأنها تتزامن مع ذكرى يوم الهدنة (انتهاء الحرب العالمية الأولى)، لكن الشرطة قالت إنها لم تجد ما يكفي من أدلة تؤكد أنها ستتسبب بالإخلال بالأمن العام، فيما رفض المنظمون دعوة الشرطة لتأجيلها.

وبينما عبر رئيس الوزراء ريشي سوناك عن رفضه للتظاهرة ووصفها بأنها تنم عن عدم احترار للذكرى، ذهبت برافمان بعيدا لتهاجم الشرطة وتتهمها بالتحيز إلى جانب مؤيدي فلسطين وأنها تتشدد مع اليمين.

وفي مقال افتتاحي بصحيفة التايمز، كتبت برافمان: "هناك تصور بأن كبار ضباط الشرطة يلعبون لصالح المتظاهرين عندما يتعلق الأمر بالمحتجين".

وقالت: "المحتجون اليمينيون والقوميون الذين ينخرطون في العدوان يُقابلون برد صارم، لكن الغوغاء المؤيدين للفلسطينيين الذين يظهرون سلوكا متطابقا تقريبا يتم تجاهلهم إلى حد كبير، حتى عندما يخالفون القانون بشكل واضح".

وأصبحت وظيفة برافمان على المحك بعد أن أوضح مكتب رئيس الحكومة أنه لم يوافق على هذا المقال.

وحذر عضو حزب المحافظين الحاكم ووزير المالية الأسبق، جورج أوزبورن؛ رئيس الوزراء ريشي سوناك، من أنه يخاطر بالظهور بمظهر الضعيف ما لم يُقل برافمان.


وبينما أثارت ادعاءاتها احتجاجات غاضبة، انشق أحد الوزراء المحافظين، واتهمها بتأجيج "الكراهية والانقسام".

وطالب العديد من كبار المحافظين بإقالة برافمان، متهمين إياها بـ"رفع إصبعين إلى رئاسة الحكومة".

وقال وزير الداخلية السابق جاك سترو، إنه يجب على رئاسة الوزراء أن تقيلها بسبب هجومها "غير العادي" على الشرطة.

ووصفت نائبة رئيس حزب المحافظين تصريحاتها بـ"الخطيرة"، واتهم كبار ضباط الشرطة برافمان بتجاوز الحدود وتهديد استقلالهم العملياتي.

كما اتُهمت برافمان بتشجيع الجماعات اليمينية المتطرفة على الخروج في مظاهرات مضادة.

وقال حزب العمال إن الوزيرة "خرجت عن السيطرة".. وأصبح مستقبل برافرمان كوزير للداخلية موضع شك الآن، بعد أن أعلن مكتب رئاسة الحكومة أنه يبحث في كيفية نشر المقال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية بريطانيا فلسطين اليمين المتطرف الاشتباكات المظاهرات بريطانيا مظاهرات فلسطين اشتباكات اليمين المتطرف سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الیمین المتطرف

إقرأ أيضاً:

شرطة الحكومة الانتقالية السورية تستعيد الأمن في حلب وحمص

أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة السورية الانتقالية عن سلسلة من العمليات الأمنية الناجحة التي أسفرت عن القبض على عدد من اللصوص وتفكيك شبكة تزوير أموال في مناطق مختلفة من البلاد.

وتأتي العمليات التي نفذتها قوات الشرطة بالتنسيق مع فرق الأمن الداخلي في إطار تعزيز الأمن ومكافحة الجريمة التي تزايدت في بعض المدن السورية، كما أكدت الوزارة في تقاريرها الأخيرة.

ومن أبرز العمليات التي نفذتها الشرطة في مدينة حلب، تمكنت قوات قسم شرطة الشهباء من استعادة مصاغ ذهبي ومبالغ مالية بعد أن ألقت القبض على سارق قام بسرقة ممتلكات عدة مواطنين.

ووفقًا لوزارة الداخلية، فقد تم إعادة المسروقات إلى أصحابها وفقًا للأصول القانونية، وهو ما يعكس حرص الأجهزة الأمنية على استعادة الحقوق المسلوبة للمدنيين، تأتي هذه العملية في وقت حساس، حيث تواصل الأجهزة الأمنية حربها على الجريمة المنظمة في المدينة.



أعلنت الشرطة أيضا في حلب القبض على مجموعة من اللصوص الذين كانوا يحاولون سرقة سيارات في أحياء المدينة، وهذا الأمر يسلط الضوء على الجهود الأمنية المبذولة لحماية ممتلكات المواطنين وضمان استقرار الحياة اليومية في ظل الظروف الحالية، بحسب بيان للشرطة.

ويعد التصدي لسرقات السيارات من أبرز أولويات شرطة حلب، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية التي تشهد العديد من محاولات السرقات.

تفكيك شبكة تزوير
في محافظة حمص، تمكنت قوات الشرطة من تفكيك شبكة تزوير أموال من فئة الـ 100 دولار، وعمليات التزوير لا تزال تشكل تهديدًا كبيرًا للاقتصاد المحلي، ويأتي هذا التحقيق في وقت حساس حيث تعمل الحكومة السورية على تقوية الإجراءات الاقتصادية والتجارية داخل البلاد.

وقالت الشرطة إنها قمات "بتتبع الشبكة والقبض على أفرادها، ما يعكس كفاءة أجهزة الأمن في تتبع الشبكات الإجرامية التي تهدد الاقتصاد الوطني".


استعادة مسروقات من كنيسة الاتحاد المسيحي
ولم تقتصر عمليات الشرطة على مكافحة الجريمة المنظمة فحسب، بل شملت أيضًا عمليات لاستعادة ممتلكات مسروقة. ففي حمص، نجحت شرطة المدينة في استعادة مسروقات من كنيسة الاتحاد المسيحي في حي الأرمن، حيث تم القبض على اللصوص الذين قاموا بسرقة ممتلكات الكنيسة.

وتكتسب هذه العملية أهمية خاصة كونها تتعلق بمؤسسة دينية تعكس حماية الممتلكات الدينية التي تعد جزءًا من الهوية الثقافية للشعب السوري.



مقالات مشابهة

  • شرطة الحكومة الانتقالية السورية تستعيد الأمن في حلب وحمص
  • نائب بريطاني : يدعو الحكومة البريطانية إلى “التوقف عن دعم إسرائيل
  • سعودي لديه إقامة دائمة.. تفاصيل جديدة حول هجوم سوق عيد الميلاد في ألمانيا
  • رئيس الوزراء الإسباني يدعو للاعتراف بدولة فلسطين وإنهاء الاحتلال
  • رئيس وزراء إسبانيا يدعو للاعتراف بدولة فلسطين وإنهاء الاحتلال
  • كم عدد المليارديرات الذين يعيشون في إسطنبول؟
  • معادٍ للإسلام ويحسب على اليمين المتطرف.. من هو منفذ عملية ماغدبورغ؟
  • قبل شهر من نهاية ولايته..رئيس كوبا يتقدم مظاهرة ضد تشديد بايدن الحظر الأمريكي
  • الخارجية البريطانية: نراقب الوضع في ألمانيا عن كثب بعد هجوم ماجديبورج
  • مأرب.. مظاهرة حاشدة تضامنا مع فلسطين وللمطالبة بوقف العدوان على غزة