جريدة الوطن:
2024-09-19@11:39:51 GMT

من دراسات الشورى «13ـ16»

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

من دراسات الشورى «13ـ16»

الثالث عشر: «إنشاء مُجمَّعات سكنيَّة وتمليكها بأقساط مُيسَّرة».
ضمان تحقيق حلم المستقبل بامتلاك سكن خاص، يرهق تفكير الأُسرة فهو يأتي كأولويَّة أولى ضِمْن برنامجها وخطَّتها المستقبليَّة، وبالأخصِّ المسؤول عَنْها، والشَّاب المقبل على الزواج، بل إنَّ الأسئلة الأساسيَّة والأهمَّ الَّتي سوف تُطرح عَلَيْه من قِبل والدَي الفتاة الَّتي سيتقدم لخطبتها «هل لدَيْك بيت؟ وكيف ستدبِّر أمْرَه؟ وأين سوف تسكنان…؟»، وسوف يشعران بالراحة والطمأنينة على ابنتهما عِندما يسمعان بأنَّ المتقدِّم لدَيْه بيت ملك له، حتَّى وإن كان تأمينه تحقَّق بقرض بنكي، يستنزف قِسطَه الشهري وفوائده البنكيَّة ما يقارب إن لَمْ يكُنْ يزيد عن نصف راتبه، وسوف يستغرق تسديده مُعْظم سنوات خدمته في الوظيفة، ولَنْ يتمكَّنَ فيما بعد من شراء سيارة وتوفير تكلفة الزواج وتأثيث المنزل وصيانته في المستقبل إلَّا بتمويل بنكيٍّ ينمو سنة إثر أخرى إلى أن يصبحَ وأُسرته رهينةً لأوَّل قرض أخذه من المصرف، فهذا هو حال وواقع مُعْظم شبابنا ـ للأسف الشديد ـ إذ يُعدُّ تأمين السَّكن العائق الأوَّل والأهمَّ في حياة الشَّباب يجهد تفكيرهم ويشغلُ وقتهم ويضعهم أمام خيارات ضيِّقة وفرص صعبة محدودة، ويقودهم في نهاية المطاف إلى إيجار لا نهاية له يستنزف دخلهم المتواضع أو دَيْن يُبقيهم أسْرَى تسديده لعقود من الزمن يسرق مِنْهم السَّكينة والاستقرار والراحة، ويُهدر الجزء الأكبر من الراتب، بل وقَدْ يُهدِّد استقرار الأُسرة وتماسكها لِمَا يتسبَّب فيه الدَّيْن والإيجار على السَّواء من خلافات ومشكلات وعجْزٍ عن توفير متطلبات الحياة في هذا العصر، وما أكثرها وما أسرع نُمو أسعارها.

وزارة الإسكان (آنذاك) والجهات الحكوميَّة ذات العلاقة لَمْ تلتفت إلى المُشْكلة العميقة وأضرارها البليغة على الأُسَر ونفسيَّة الشَّباب، فظلَّت توزيعات الأراضي ومساعدات بناء وتخصيص المساكن رهينة الإجراءات العقيمة والمعقَّدة والأهواء والمصالح والواسطات والعلاقات، ومَنْ يملكها حصل على عشرات الأراضي في مواقع استراتيجيَّة وبمساحات ضخمة وذات أغراض واستخدامات متعدِّدة، ومن حرم مِنْها ظلَّ لسنواتٍ وعقودٍ ينتظر حلمًا لا يتحقَّق وقطار العمر يجري مسرعًا لا ينتظر أحدًا، وإن حصل على أرض ففي بقعة بعيدة (نائية) عن الخدمات، فيبيعها ببخس الأثمان لِيسدِّدَ بعضًا من دَيْنه والتزاماته الماليَّة أو تُعِينه على شراء منزل فيضيف قطرة إلى بحر من الدَّيْن. تواصَلَ هذا الواقع المُرُّ لسنوات طويلة، وبالأخصِّ في العقود الثلاثة الأخيرة. وبالرغم من الشكاوى والمطالبات والاستغاثات الَّتي يضجُّ بها فضاء المشهد الوطني بكُلِّ برامجه وقنواته ووسائله، ودراسات ونقاشات الشورى ومقالات الكتَّاب والتحقيقات الصحفيَّة حَوْلَ تداعيات هذا الملف الشَّائك وآثاره، إلَّا أنَّ المعالجات والتغيير إلى الأفضل، والنظر في إعداد خطط تقوم على المساواة في استحقاقات الأراضي والمساكن، وتحقيق مصالح الأُسرة العُمانيَّة وفئة الشَّباب المُقبل على المستقبل، ظلَّت تصطدم بجدران المصالح الخرسانيَّة الَّتي تأبى أن تلينَ وتتجاوبَ مع الواقع. وما زلتُ أذكُر مناقشات أعضاء الشورى المُطالِبة بإلغاء فوائد بنك الإسكان وضخِّ الأموال إلى رصيده لِيتمكَّنَ من الإسهام في توفير حلم الآلاف من الشَّباب في تملُّك منزل واستيفاء جميع الطلبات المتراكمة، وعشرات المقالات والمستندات والمواقف والصوَر الَّتي تعرضها حسابات وسائل التواصل والصحافة حَوْلَ مواطنين مستحقِّين مضَى على طلباتهم سنوات طويلة، بعضهم انتقل بهم العمر من الشَّباب إلى الشيب، وآخرون غيَّبهم الموت دُونَ أن يتحقَّقَ حلمُ التملك، فأيُّ معضلةٍ أنْكَى وأشدُّ كربًا من هذا الوضع المحزن… مجلس الشورى، وفي دراسته المتعلِّقة بـ»إنشاء مُجمَّعات سكنيَّة وتملّكها بأقساط ميسَّرة»، الَّتي أقرَّها في يونيو 2014م، أرادَ ومن واقع مسؤوليَّته وتمثيله لمصالح المُجتمع، والدِّفاع عن حقوق المواطن على ضوء المعايشة لتفاصيل هذا الملف وحيثيَّاته، الإسهام في معالجة مُشْكلة توزيعات الأراضي، فاستندت دراسته إلى «الوقوف على مدى حاجة فئة الشَّباب لمِثل هذه المُجمَّعات السكنيَّة في ظلِّ ارتفاع تكاليف المعيشة المستمرِّ ـ الوقوف على البرامج والخطط الإسكانيَّة بسلطنة عُمان ـ التعرُّف على أبرز التحدِّيات أمام تحقيق التنمية الإسكانيَّة المستدامة ـ الوصول إلى سياسات إسكانيَّة تُلبِّي احتياجات الشَّباب ـ تحقيق العدالة الاجتماعيَّة الإسكانيَّة بالمُجتمع…»، وقَدْ توصَّلت الدراسة إلى جملة من التوصيات، من أهمِّها: «إيجاد استراتيجيَّة اجتماعيَّة وإسكانيَّة تُجدِّد من خلالها الرؤية المستقبليَّة للجانبيْنِ الاجتماعي والإسكاني، تشمل جميع فئات المُجتمع، ووجود هذه الاستراتيجيَّة سوف يُعزِّز دَوْر السِّياسات الاجتماعيَّة حسب التوجُّه العامِّ للسَّلطنة آخذين بعَيْنِ الاعتبار توجيهات صاحب الجلالة في خِطابه لمجلس عُمان 2012م، بأنَّ مسؤوليَّة الحكومة الَّتي تركِّز على الجوانب الاجتماعيَّة، والاستراتيجيَّة سوف تُسهم في تعزيز التكافل الاجتماعي الإسكاني لهذه الفئات ـ إيجاد منظومة قانونيَّة لضمان الفرص المتساوية لحيازة الأراضي بمختلف أنواعها ـ إقامة مُجمَّعات إسكانيَّة للشَّباب المقبلين على الزواج، وحديثي التوظيف، لكَيْ ينعموا بحياة كريمة ومستوى معيشي لائق»، وفقًا للآليَّات والأُسُس الآتية: «تأسيس شركة حكوميَّة في مجال الإنشاءات الإسكانيَّة تموَّل من قِبل الصناديق الاستثماريَّة الحكوميَّة، وتعمل على إقامة مُجمَّعات سكنيَّة متنوِّعة بَيْنَ الشّقق والفلل المدمجة. تتاح الوحدات السكنيَّة للبيع للشَّباب العُماني بأقساط ميسَّرة. تتولى الحكومة تخصيص مخطَّطات سكنيَّة لهذا المشروع بجميع ولايات السَّلطنة بحسب كثافة الطلبات المسجَّلة. تتحمل الحكومة تكاليف البنى التحتيَّة للمشاريع». من ضِمْن التوصيات الَّتي عرضت لها الدراسة «استخدام وتطويع التكنولوجيا في المعاملات الإسكانيَّة بجميع مراحلها ومجالاتها دُونَ لجوء المواطنين للمراجعات الإسكانيَّة من قِبل الجهات المختصَّة…». وطالبت الدراسة بإنشاء مركز بحثي يتولَّى إصدار الدراسات وتقديم المؤشِّرات والمعلومات وتحليل البيانات الخاصَّة بالقِطاعات الإسكانيَّة، وضبط ومراقبة السوق وإيجاد آليَّات تكبح التضخُّم في أسعار البناء، وتشجيع الشركات والمؤسَّسات الخاصَّة الكبيرة لتقديم الدعم في مجال الإسكان… دراسة شاملة ورصينة، احتوت على رؤى ومعالجات ثمينة. وفي كُلِّ دراسة استعرضها يتكرَّر السؤال ذاته: لماذا تجاهلت أو تغافلت أو أسقطت الجهات الحكوميَّة هذه الجهود؟ ولَمْ تنفَّذ وتطبَّق توصياتها، لمعالجة الكثير من الإخفاقات والمشكلات وأوْجُه الخلل في موضوعات وقضايا المشهد الوطني الَّذي حاولت هذه المقالات تقديم إضاءات متواضعة عن جهود وإنجازات الشورى بشأنها، والَّتي تناولها بالبحث والتحليل والرؤى العميقة؟
سعود بن علي الحارثي
Saud2002h@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

ولي العهد يفتتح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى

الرياض : واس

 نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله -، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى.

 ولدى وصول سمو ولي العهد، مقر مجلس الشورى، كان في استقباله – حفظه الله -، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، ومعالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ.

 ثم عُزف السلام الملكي.

 إثر ذلك تشرف معالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور مشعل السلمي ومعالي مساعد رئيس المجلس الدكتوره حنان الأحمدي ومعالي الأمين العام للمجلس الاستاذ محمد المطيري، بالسلام على سمو ولي العهد.

 وتوجه سمو ولي العهد إلى قاعة الجلسات، حيث تشرف رئيس مجلس الشورى بتلاوة القسم أمام سمو ولي العهد وردد أعضاء وعضوات المجلس القسم.

 بعد ذلك التقطت الصور التذكارية لسمو ولي العهد مع أعضاء مجلس الشورى.

 وبعد أن أخذ سمو ولي العهد مكانه في المنصة الرئيسية في القاعة الكبرى، بدأ الحفل المعد لهذه المناسبة، بتلاوة آيات من القرآن الكريم.

 عقب ذلك ألقى معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ الكلمة التالية:

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،نبينا محمد وعلى آلهوصحبه أجمعين.

 صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء

 أصحاب السمو الأمراء

 أصحاب السماحة والفضيلة والمعالي والسعادة

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 صاحب السمو :

 بمشاعر تفيض بالشكر والتقدير ، وفي أجواء يملؤها السرور والبهجة ، وبقلوب تتطلع للإنجاز والنجاح ، يتشرف مجلس الشورى بهذه الرعاية الكريمة حيث تتفضلون ــــ حفظكم الله ــــ نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــــ حفظه الله ــــ بافتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى وانطلاق دورة جديدة من عمر هذا المجلس الذي حظي طيلة مسيرته بدعم القيادة الرشيدة وذلك إيماناً بدوره في عملية البناء والتنمية فمرحباً بكم يا صاحب السمو .

 صاحب السمو :

 إن العمل التنموي الجبار والمتميّز الذي تشهده بلادنا في هذا العهد الميمون لم يكن ليتحقق لولا فضل الله سبحانه وتعالى ثم السياسة الحكيمة التي انتهجتها الدولة بعد أن رسمت رؤية 2030 المباركة التي يشرف عليها سموكم الكريم مساراً تنموياً متفرداً في أبعاده وأهدافه ، ومتنوعاً في طموحاته وعطاءاته لتضع هذه البلاد المباركة في مكانها المستحق بين الأمم وذلك من خلال العمل على صناعة الحاضر وبناء المستقبل والاعتزاز بالتاريخ العريق والممتد لهذ البلاد بقيادتها الحكيمة وشعبها المخلص ، مما أدى إلى تحقيق عدد من الإنجازات والنجاحات ومن ذلك إقامة المشاريع النوعية العملاقة والمتميزة ، ومواصلة تحقيق قفزات في عدد من المؤشرات ، والحصول على جوائز دولية في عدد من المجالات ، كما أن استضافة المملكة للعديد من الاجتماعات والقمم الدولية وغيرها من المؤتمرات والمنتديات والبطولات الدولية المختلفة تؤكد مكانتها وريادتها ، يضاف إلى ذلك وفي مقدمته اهتمام القيادة الرشيدة ــــ أيدها الله ــــ بتقديم أقصى درجات العناية بالحرمين الشريفين وتسخير التقنيات وتطوير الخدمات المقدمة لقاصديهما ، وغير ذلك مما لا يتسع المجال لذكره .

 صاحب السمو :

 يطيب لي أن أعرض لسموكم الكريم بإيجاز أنه صدر عن مجلس الشورى خلال السنة الماضية وهي السنة الرابعة من الدورة الثامنة للمجلس أربعمائة وثلاثة وتسعون قراراً (493) في مختلف الموضوعات التي يدرسها المجلس ، منها ثمانية وخمسون قراراً (58) تتعلق بمشروعات الأنظمة واللوائح ، ومائتان وأربعون قراراً (240) تتعلق بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية ، ومائة وأربعة وتسعون قراراً (194) تتعلق بتقارير الأجهزة الحكومية ، وغيرها مما يدخل في اختصاص المجلس ومهامه ، ويأتي ذلك في ظل الرعاية المستمرة والدعم الكبير الذي يلقاه المجلس من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ومن سموكم الكريم ـ يحفظكما الله ـ.

 وفي الختام اسمحوا لي يا صاحب السمو أن أرحّب بأعضاء المجلس رجالاً ونساء الذين نالوا الثقة الكريمة متمنياً لهم التوفيق والنجاح ، وأن أقدم الشكر للأعضاء الذين انتهت مدة عضويتهم على ما بذلوه من جهود طيلة مدة عملهم تحت قبة المجلس ، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ويحفظ سموكم الكريم ، وأن يديم على بلادنا نعمة الإيمان والأمن والرخاء ، إنه سميع مجيب .

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 وقد ألقى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الخطاب الملكي السنوي، فيما يلي نصه:

 بسم الله الرحمن الرحيم

 الإخوة والأخوات

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 بعون الله وتوفيقه نفتتح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، نيابة عن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله -، سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا ويسدد خطانا.

 الإخوة والأخوات:

 ونحن على أعتاب دورة جديدة من أعمال مجلس الشورى، نؤكد أهمية دور المجلس في الارتقاء بأداء مؤسسات الدولة، ودوره الفعال في تطوير الأنظمة وتحديثها، إلى جانب مهامه الرقابية ومتابعته المستمرة لتنفيذ الاستراتيجيات والخطط المعتمدة، منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 والمواطن نصب أعيننا فهو عمادها وغايتها، وأي إنجاز يتحقق من خلال مظلتها الشاملة للمسارات المختلفة، هو رفعة للوطن ومنفعة للمواطن وحصانة – بإذن الله – للأجيال القادمة من التقلبات والتغيرات.

 نلتقيكم اليوم وقد قطعنا أجزاءً من هذه الرحلة بخطوات ثابتة وعمل مستمر، نفخر فيها بتحقيق الكثير من المستهدفات على المستوى الوطني والدولي، وارتقت فيها المملكة درجات متقدمة في المؤشرات والتصنيفات الدولية، ونحن ماضون بتفاؤل وثقة في مواصلة الرحلة لتحقيق مستهدفاتنا، وفق منهج شامل وتكاملي يقوم على المراجعة الدقيقة وترتيب الأولويات.

 لقد حققت بلادنا منجزات جوهرية كثيرة خلال هذه الرحلة العظيمة، ومن نماذج هذه الأنشطة غير النفطية في المملكة، سجلت أعلى إسهام لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بـ (50%) في العام الماضي، مما يعزز استدامة النمو وشموليته ويحقق جودة عالية في التنوع الاقتصادي، ويواصل صندوق الاستثمارات العامة دوره في تحقيق أهدافه ليكون قوة محركة للاستثمار، وسجلت البطالة بين المواطنين والمواطنات، أدنى مستوى لها تاريخي في الربع الأول من عام 2024م بلغ (6ر7%)، بعد أن كانت نسبته (8ر12%) في عام 2017م.

 وارتفعت نسبة تملك المساكن للمواطنين من (47%) عام 2016م إلى ما يزيد عن (63%)، وفي مجال السياحة سبقت المنجزات التاريخ المستهدف، حيث حددت استراتيجية السياحة الوطنية التي أطلقت عام 2019م، مستهدف (مائة) مليون سائح في 2030م، وتم تجاوز هذا المستهدف والوصول إلى (مائة وتسعة ) ملايين سائح عام 2023م ، وحققت المملكة المرتبة السادسة عشرة بين الدول الأكثر تنافسية، ومع استكشاف الثروات الطبيعية تغدو المملكة من أكبر مخازن الثروات الطبيعية في العالم، كما أن بلادكم أحرزت مكانة متقدمة في مجال الطاقة المتجددة، وصارت من أكثر الفاعلين فيها إقليمياً ودولياً.

 إن المملكة اليوم نتيجة منجزاتها ورؤيتها، تحظى بثقة عالمية جعلت منها إحدى الوجهات الأولى للمراكز العالمية والشركات الكبرى، وفي مقدمتها افتتاح المركز الإقليمي لصندوق النقد الدولي، ومراكز لنشاطات دولية متعددة في الرياضة والاستثمار والثقافة وبوابة تواصل حضاري، مما أسهم في اختيارها لاستضافة إكسبو 2030 وتستعد اليوم لتنظيم كأس العالم عام 2034م.

 إننا نفخر بمنجزات المواطنين والمواطنات في مجالات الابتكار والعلوم، ونولي التعليم جل اهتمامنا ليكون نوعياً يعزز المعرفة والابتكار، ونعمل على بناء أجيال تتمتع بالتميز العلمي والمهارات العالية، وتحظى بكل الفرص لنيل تعليم رفيع.

 ونؤكد أنه بينما نمضي في مسارات التحديث والتنوع؛ فإننا حريصون أشد الحرص على حماية هويتنا وقيمنا، التي هي امتداد لمسيرة أجدادنا وآبائنا، وهي صورتنا الثاقبة في العالم أجمع.

 الإخوة والأخوات:

 تتصدر القضية الفلسطينية اهتمام بلادكم، ونجدد رفض المملكة وإدانتها الشديدة لجرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، متجاهلة القانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة، ولن تتوقف المملكة عن عملها الدؤوب، في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونؤكد أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك.

 ونتوجه بالشكر إلى الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيداً للشرعية الدولية، ونحث باقي الدول على القيام بخطوات مماثلة.

 إن المملكة حريصة على التعاون مع كل الدول الفعالة في المجتمع الدولي، متيقنة أن ما يحمي البشرية ويصون قيمها الحضارية، هو السعي المشترك إلى مستقبل أفضل مبني على التعاون المثمر بين الدول والشعوب، واحترام استقلالية الدول وقيمها والأخذ بمبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتجنب اللجوء إلى القوة في حل النزاعات.

 كما أن المملكة تسعى إلى تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي، من خلال بذل الجهود للوصول إلى حلول سياسية للأزمات في اليمن والسودان وليبيا وغيرها، وكذلك تدعم الحلول في الأزمات الدولية مثل الأزمة الروسية الأوكرانية.

 ختاماً.. أشكر الإخوة والأخوات في المجلس وجميع العاملين في أجهزة الدولة، الذين يخدمون وطنهم بإخلاص وتفان مما أثمر عن هذه الإنجازات المشهودة اليوم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 وفي الختام عزف السلام الملكي، ثم غادر سمو ولي العهد مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.

مقالات مشابهة

  • ولي العهد يؤكد مساندة القضية الفلسطينية أثناء الخطاب الملكي السنوي لمجلس الشورى
  • رئيس مجلس الشورى ينوّه بمضامين الخطاب الملكي
  • فض اشتباك
  • ولي العهد يفتتح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى
  • ولي العهد يصل إلى مقر مجلس الشورى لافتتاح أعمال الدورة التاسعة.. فيديو
  • مجلس الشورى يدين العدوان السيبراني الذي نفذه الكيان الصهيوني على لبنان
  • «القاهرة الإخبارية»: إسقاط مسيرة حاولت التسلل إلى الأراضي الأردنية
  • مجلس الشورى.. حضور فاعل وقوي للدبلوماسية البرلمانية
  • ألبانيز: وجود "إسرائيل" في الأراضي الفلسطينية غير قانوني
  • مجلس النواب يصوت على مشروع قانون إيجار الأراضي الزراعية