قطاع غزة يصرخ .. أغيثوا الشعب الفلسطيني المحاصر
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
قِطاع غزَّة يَصرخ: أغيثوا الشَّعب الفلسطيني، فالعدوان «الإسرائيلي» غير المُسبوق والقصف الجوِّي المُرعب أحال كُلَّ شيء إلى ركام، ودمَّر البنى التحتيَّة كمصادر المياه العذبة والطَّاقة، وأصاب ـ وعن سابق إصرارٍ وتصميم ـ مستودعات التموين والأغذية، بما فيها مستودعات وكالة الأونروا التابعة للأُمم المُتَّحدة بالضَّرر الفادح، عدا عن المشافي الَّتي طالها القصف، فيما شحُّ الأدوية والمضادَّات وأدوات الجراحة، في تناقصٍ مُريع فيما تبقَّى من مشافي عاملة حتَّى الآن.
يعيش في قِطاع غزَّة نَحْوَ مليونين وثلاثمئة ألف مواطن فلسطيني، على مساحة لا تتجاوز (366) كيلومترًا مربَّعًا، ومُعْظمهم مواطنوه من اللاجئين الفلسطينيِّين على نَحْوٍ يفوق 75%، وهُمْ اللاجئون من مناطق فلسطين من مُدُن وأرياف وقُرى: اللّد والرملة ويافا والنقب منذ تشريدهم عام 1948. وبذا تُعدُّ الكثافة السكَّانيَّة في قِطاع غزَّة هي الأعلى على الإطلاق في العالَم، حيث تبلغ نَحْوَ (6320) مواطنًا في كُلِّ كيلومتر مربَّع.
إنَّ سلسلة العمليَّات العدوانيَّة «الإسرائيليَّة» الَّتي وقَعَت بحقِّ قِطاع غزَّة وعموم مواطنيه، لَمْ تهدأ منذ احتلاله الأوَّل وبشكلٍ كامل أثناء العدوان الثلاثي على مصر في تشرين الأوَّل/أكتوبر عام 1956، وصولًا إلى جولات القتل والتدمير والقصف الجوِّي الَّتي طاولته خلال العقود التالية، خصوصًا بعد الانتفاضة الكبرى الأولى عام 1987. وكُلُّ تلك الحروب الظَّالمة والدمويَّة المُتكرِّرة على القِطاع طاولَت واستَهدَفت مُقوِّمات الحياة للفرد الفلسطيني، وقَدْ أعطَت انعكاساتها بارتفاع مُعدلات البطالة والفقر لِتصلَ إلى أعلى مستوياتها لِتتجاوزَ معدَّلات البطالة 45% خلال النِّصف الأوَّل من عام 2023، يُضاف إلى ذلك أنَّ ما يزيد عن 50% من الشَّباب الخرِّيجين من أبناء القِطاع عاطلون عن العمل. وحسب معطيات المكتب المركزي للإحصاء الفلسطيني في رام الله، فإنَّ مُعدَّلات الفقر وسوء التغذية في قِطاع غزَّة، تفاقمت حتَّى تجاوزت حاجز 80%، لذلك تُعدُّ وكالة أونروا مصدرًا أساسيًّا لتزويد المواطنين الفلسطينيِّين بالمساعدات العينيَّة والمادِّيَّة.
ومن جانب آخر بلغت حصَّة الفرد في قِطاع غزَّة من المياه العذبة حوالي (80) لترًا في اليوم، وهي أقلُّ بكثير من الحدِّ الأدنى الَّذي تُوصي به منظَّمة الصحَّة العالَميَّة والَّتي تقدّر بحوالي (150) لترًا في اليوم للفرد الواحد.
إذًا، إنَّ قِطاع غزَّة يُعاني أصلًا من وضعٍ اقتصادي صعبٍ نتيجة الحصار وسياسات الاحتلال، والإطباق على حياة المواطنين الفلسطينيِّين المُحاصَرين، وجاء العدوان «الإسرائيلي» الأخير لِيفاقمَ الأمور حين مَسَّت غارات القصف الجوِّي العنيف بطائرات (F35) «الإسرائيليَّة» الأميركيَّة الصنع شبكات المياه والكهرباء ومستودعات الوقود، وكما أسلفنا أعلاه، مع نقصٍ كبير في الأدوية والمستلزمات الصحيَّة الأساسيَّة، وهو ما يُنذر بكارثة إنسانيَّة وبيئيَّة. وهو ما يتطلب تدخلًا سريعًا من المُجتمع الدولي لوقف التدمير والقصف الجوِّي «الإسرائيلي» ورفع الحصار عن القِطاع، وترك الطُّرق والمعابر مفتوحة لتدفُّق المساعدات الأُمميَّة.
أخيرًا، إنَّ وجود الاحتلال وتطويقه للقِطاع أصل البلاء. فزوال الاحتلال هو الطريق الوحيد لإرساء التسوية المستديمة.
علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الق طاع
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن انضمام مقاتلات جديدة إلى «سلاح الجو»
أعلن الجيش الإسرائيلي، انضمام 3 مقاتلات “F-35i” جديدة إلى “سلاح الجو”.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة تلغرام، صور للطائرات، وقال:”هبطت ثلاث طائرات F-35i من إنتاج شركة لوكهيد مارتن يوم الخميس الماضي في قاعدة نيفاتيم الجوية حيث ستنض إلى صفوف سلاح الجو والسرب 11″.
ولفت إلى أنه “منذ اندلاع الحرب، نفذت منظومة F-35i أكثر من 15،000 ساعة طيران عملياتية، وشاركت في آلاف الطلعات الجوية في جميع الجبهات، بفضل الخبرة العملياتية والتنوع بين المهام والجبهات المختلفة التي تتيحها الطائرة، تم استخلاص دروس عملياتية مهمة”.
وأوضح أن “طائرة F-35i مصممة في الأصل بقدرة على حمل الذخائر داخل بطن الطائرة، خلال الحرب، تم تطوير قدرة جديدة بالتعاون مع شركة لوكهيد مارتن وبرنامج F-35 في البنتاغون، لحمل ذخائر خارجية من نوع JDAM على أجنحة الطائرة”.
وأضاف أن “طائرة F-35i الإسرائيلية هي الطائرة الوحيدة في العالم التي نفذت هجمات عملياتية بتكوين ذخائر خارجية، مما زاد من قدرات الهجوم. توسيع منظومة F-35i يشكل تعزيزا ملحوظاً للقدرات الفتاكة لسلاح الجو”.