تطورات الاوضاع العسكرية بالخرطوم على الأرض
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
رصد – نبض السودان
احتدمت المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” في مدن العاصمة الثلاث بصورة لافتة، إذ تبادل الطرفان القصف المدفعي بكثافة، ما أدى إلى سقوط ستة قتلى مدنيين وإصابة آخرين في منطقتي شمبات ببحري والفتيحاب بأم درمان، فضلاً عن تدمير عديد من المنازل.
ووفقاً لشهود، فإن ضاحية شمبات المأهولة بالسكان شهدت قصفاً بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة طويلة المدى، وانهمرت على الأحياء السكنية عشرات القذائف الصاروخية والمدفعية بصورة عشوائية، ما أوقع قتلى وجرحى بينهم أطفال ونساء.
وأفاد بيان لـ “لجنة مقاومة امتداد شمبات الأراضي” بأن أربعة أشخاص بينهم طفل، قتلوا جراء قذيفة مدفعية سقطت على أحد المنازل، فضلاً عن ثمان إصابات نقلت إلى المستشفى الدولي.
واستهدفت مناطق شمبات وحلفاية الملوك بقصف مدفعي أطلقه الجيش من قاعدة وادي سيدنا العسكرية، بشمال أم درمان في الضفة الغربية لنهر النيل، باتجاه تمركزات “الدعم السريع” التي أطلقت، بدورها، مدفعيتها من منصاتها المختلفة ببحري صوب أحياء أم درمان الواقعة على الضفة الشرقية للنيل.
وبحسب تنسيقية لجان مقاومة الفتيحاب، فإن اشتباكات عنيفة دارت بين طرفي النزاع في منطقة الفتيحاب (مربعات واحد وأربعة وستة وسبعة) مصحوبة بقصف مدفعي عشوائي من قبل قوات “الدعم السريع” نتج منه وفاة طفلين أحدهما برصاصة طائشة والآخر نتيجة سقوط قذيفة مدفعية، فضلاً عن سقوط جرحى وسط المدنيين، وحضت التنسيقية المواطنين على توخي الحيطة والحذر والابتعاد قدر الإمكان من النوافذ ومناطق الاشتباك.
في المقابل، تراجعت وتيرة المعارك بصورة غير مسبوقة في عموم مناطق جنوب الحزام في الخرطوم بالقرب من تمركزات قوات “الدعم السريع” في نواحي أرض المعسكرات والمدينة الرياضية، حيث يسود الهدوء التام في تلك المناطق، وأشار شهود إلى أن الطيران الحربي التابع للجيش شن غارات جوية على تجمعات “الدعم السريع” في منطقة شرق النيل ببحري وسمعت أصوات المضادات الأرضية التي أطلقتها الأخيرة بكثافة.
في الأثناء، اتهم قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان دولاً في المحيطين الإقليمي والدولي لم يسمها، بمساندة قوات “الدعم السريع”، وعد البرهان في كلمته أمام القمة السعودية – الأفريقية في الرياض، أمس الجمعة، ثمان دول قال إن قوات “الدعم السريع” استعانت في هذه الحرب بمرتزقة منها شملت ليبيا وسوريا واليمن وجنوب السودان وتشاد ومالي والنيجر وأفريقيا الوسطي إلى جانب دول أخرى من العالم، مبيناً أن هذه “الميليشيات انتهجت سياسة التدمير الممنهج للدولة السودانية في إرثها وثقافتها ومقدراتها ونسيجها الاجتماعي فاحتل أفرادها بيوت المواطنين ونهبوا ممتلكاتهم واغتصبوا نساءهم”.
ونوه إلى أن ما حدث من قوات “الدعم السريع” في دارفور يمثل جرائم حرب، إذ يقتل المئات كل يوم بدوافع عرقية وإثنية، ويتم تهجير المجموعات الأفريقية، مؤكداً أن بلاده ستظل داعمة قوية للشراكة السعودية – الأفريقية والعمل على دفعها حتى تصبح واقعاً ينعم الجميع بفوائدها من الناحيتين الأمنية والاقتصادية.
وحسب إعلام مجلس السيادة، فإن البرهان عقد على هامش القمة اجتماعاً ثنائياً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكد خلاله الالتزام بمنبر جدة كآلية من أجل إنهاء معاناة السودانيين “على رغم الانتهاكات التي مارستها ميليشيات الدعم السريع”، ونوه إلى أنه، على رغم التوصل في مايو (أيار) الماضي لاتفاق تخرج بموجبه هذه القوات من منازل المواطنين لمواقع متوافق عليها، لكنها لم تلتزم به، وأكد ولي العهد السعودي من جهته، وقوف بلاده إلى جانب السودان ودعمها لوحدته وأمنه وسلامة أراضيه، كون أن السودان يعد دولة مهمة بالنسبة إلى السعودية، ولا يمكن التفريط في استقراره وتماسكه. وأشار إلى أن جهود السعودية من أجل التوصل إلى السلام في السودان ستستمر حتى تؤتي ثمارها، مشدداً على أن تقسيم السودان أو تفتيته خط أحمر بالنسبة إلى السعودية.
وأعرب الأمير محمد بن سلمان عن تطلعه إلى إحلال الاستقرار والسلام في السودان قريباً لما يمثله هذا البلد من أهمية في المنطقة، ولما هو موعود به من خير كثير وازدهار ونمو وتطور.
من جانبها، أبدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة في السودان مع تصاعد القتال في منطقة دارفور، مشيرة إلى إن أكثر من 8000 شخص فروا إلى تشاد المجاورة في الأسبوع الماضي وحده، وهو رقم من المرجح أن يكون أقل من الواقع بسبب التحديات التي تواجه تسجيل الوافدين الجدد.
وقالت المفوضية، في بيان، إنها “تستعد مع الحكومة والشركاء على الأرض في تشاد لاستقبال مزيد من اللاجئين مع احتدام الصراع في السودان”، لافتة إلى أن أكثر من 800 شخص قتلوا على أيدي الجماعات المسلحة في منطقة أردمتا، غرب دارفور، وهي المنطقة الأقل تأثراً بالنزاع حتى الآن.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الاوضاع العسكرية بالخرطوم تطورات الدعم السریع فی السودان فی منطقة إلى أن
إقرأ أيضاً:
معارك عنيفة قرب الخرطوم والنائب العام يتعهد بمحاكمة الدعم السريع
الخرطوم- قال مصدر عسكري للجزيرة إن مدينة بحري شمال الخرطوم شهدت -اليوم الاثنين- اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، في حين تعهد النائب العام مولانا الفاتح محمد عيسى طيفور بمحاكمة مسلحي قوات الدعم أمام المحاكم الوطنية بالبلاد.
وقال المصدر إن الجيش استخدم القصف الجوي والمدفعي على مواقع الدعم السريع ببحري أعقبه هجوم بري تمكن الجيش خلاله من استعادة عدة أحياء بضاحية شمبات وسط مدينة بحري واستعادة عدد من المباني من بينها مستشفى البراحة ومصانع الدقيق، وأشار المصدر إلى أن الجيش عازم على استعادة مدينة بحري بالكامل خلال الفترة القادمة.
ويسعى الجيش السوداني لفك الحصار عن قيادته العامة بوسط الخرطوم من خلال التوغل عبر شمال بحري. وتسيطر قوات الدعم السريع على مركز العاصمة الخرطوم وتحاصر قيادة الجيش وتسيطر على القصر الرئاسي منذ مايو/أيار من العام الماضي.
وفي دارفور غربي السودان قالت مصادر بقيادة الجيش بالفاشر للجزيرة نت إنهم قصفوا بالمدفعية الثقيلة مواقع الدعم السريع في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، وكشفت المصادر عن تنفيذ سلاح الجو سلسلة ضربات جوية على المحور الجنوبي مما أدى لتصاعد الدخان.
وتشهد الفاشر معارك عنيفة ومستمرة بين الجيش والقوة المتحالفة معه من حركات دارفور المسلحة وقوات الدعم السريع، حيث تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على آخر معاقل الجيش في اقليم دارفور.
إعلانفي الأثناء ذكرت مصادر للجزيرة أن الطيران الحربي شن ضربات جوية على مواقع تتبع لقوة الدعم السريع بمدينة نيالا جنوب دارفور غربي البلاد، وبحسب المصادر استهدف الجيش بالضربات مواقع للسلاح وقاعدة دفاع جوي تستخدمها قوات الدعم السريع لإطلاق المسيرات الطويلة المدى فضلا عن ضرب مواقع لتنقيب الذهب بمنطقة سانقو بجنوب دارفور. وأشارت مصادر محلية بنيالا إلى وقوع ضحايا مدنيين جراء القصف الجوي.
محاكمةمن جانب آخر، قال مولانا الفاتح محمد عيسى طيفور النائب العام، رئيس اللجنة الوطنية لجرائم وانتهاكات القانون الوطني والقانون الدولي الإنساني، إن قوات الدعم السريع "ارتكبت جرائم بشعة يندى لها جبين الإنسانية، أبرزها جريمة الإبادة الجماعية ضد شعب المساليت بمدينة الجنينة بولاية شمال دارفور، فضلا عن استهداف المدنيين في نفس الولاية من خلال قتل الرجال واغتصاب النساء".
وقال مولانا طيفور في تصريحات -اليوم الاثنين- ببورتسودان إن السلطات السودانية ستحاكم مسلحي قوات الدعم أمام المحاكم الوطنية بالبلاد، مشيدا بكفاءة السلطة القضائية الوطنية والمؤسسات العدلية قائلا "لدينا بالبلاد سلطة قضائية راسخة وعادلة ونيابة عامة فاعلة قادرة على إنجاز كل المهام المنوطة بها".
وكشف النائب العام عن تواصل مع بعض الدول بخصوص تسليم المتهمين، مبينا أنه إذا لم يتم تسليمهم فستمضي الإجراءات وستتم محاكمتهم غيابيا.
وتطرق مولانا طيفور لجرائم وانتهاكات القانون الوطني والقانون الدولي الإنساني في ولاية الجزيرة، مستعرضا تفاصيل جرائم القتل والاغتصاب والتهجير وغيرها من الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم في المنطقة.
وتحدث النائب العام عن ارتكاب قوات الدعم جرائم اغتصاب بشكل واسع يتجاوز 966 حالة اغتصاب موثقة، مشيرا إلى وجود حالات لم يتم الإبلاغ عنها وتوثيقها.
إعلانومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية، ويواجه نحو 26 مليون شخص انعداما حادا في الأمن الغذائي، وفقا للأمم المتحدة التي دقت ناقوس الخطر مجددا -الخميس- بشأن الوضع في البلاد التي قد تواجه أخطر أزمة غذائية في التاريخ المعاصر.