«الأسبوع» داخل أقدم ورشة لصناعة «الفيرفورجية.. حداد الأرمن» بالإسكندرية
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
اشتهرت محافظة الإسكندرية عروس البحر الابيض المتوسط خلال القرون الماضية بعدد من الحرف و الصناعات التي كانت لها نطاق واسع التي احترفها الكثير من سكانها بعد أن توارثوها من أجدادهم مع الاحتفاظ برونق الصنعه في ظل التطور التكنولوجي الذي نشاهده في الوقت الحالي ومن بين تلك الصناعات هي صناعة حديد «الفيرفورجيه» أو ما سميت «بحداد ارمن» نسبة الي الأرمن و الذي بدأها اليونانيين و التي أحترفها المصريون من بينهم السكندرين و فرفورجيه كلمة فرنسية تعني الحديد المشغول أو الحديد المشكل بالطرق اليدوي، خامة برغم متانتها وقوتها إلا أنه يسهل تشكيلها لانتاج اشكال رقيقة وجميلة سواء في الأثاث أو اكسسوار الديكور او العناصر الانشائية و عند مرورك بمنطقة كفر عشري بنطاق حي غرب بوسط المدينة تجد امامك ورشة شاهده علي التاريخ و بداخلها عمال يعملوان علي ماكينات تصنيع و تقطيع و لحمام و حولهم بقايا حديد متناثرة في انحاء الورشة لصناعة حديد «الفيرفورجيه».
وقد توجهت بوابة الاسبوع الي الورشة و التقي مع صاحبها لمعرفة أكثر عن هذه الصناعة و ما هي تاريخها و ما مراحل تصنيعها و ما استخدمتها.
يقول الحج «أحمد يوسف عبد الهادي» صحاب ورشة لصناعة حديد الفيرفورجيه بمنطقة مينا البصل بوسط الاسكندرية لموقع «الاسبوع»: بدأت اعمل في تلك المهنه منذ أن كنت صغيرا و عمري لا يتخطي 13 عام و كان وقتها في المرحلة الرابعة من الدراسة ثم انتقلت الي العمل مع شقيق والدتي الذي أهتم بي و زرع بداخلي العمل و كانت في البداية لنا هي صناعة الابواب الحديدية و صناعة الحديد حتي وصلنا الي صناعة كل ما يخص الافراح وهي تصنيع حديد الفيرفورجيه و معنها الحديد الجميل حيث أن في عام 1933 وقت افلام الابيض و الاسود وقت ليلي مراد و عبد الوهاب كانت تتميز الفيلا في ذلك الوقت من أثاث الفيرفورجيه لافتا أنه أطلق علي الصناعة حداد الأرمن نسبة الي الأرمن لأنهم اغلب اصحاب المهنه وقتها من اليونانيين كانوا في الإسكندرية ثم انتشرت الحرفية و الصنعة الحديد المطروق أو المشكّل بالطرق أو التشكيل اليدوي ونحن نصنع الكراسي و التريبزات و شي آخر يسمي الكالسون و يكون من مراية و برواز حتي بدأنا في صناعة كراسي قاعات الافراح حتي وقتنا الحالي.
وتابع عبد الهادي أننا نستخدم عدد من الحديد وهو حديد العلب 2×2 و يتم استخدام الحديد ميلي و نصف و 2 ميلي و حديد الليزر الدقيقة 30ج و اللوح يقطع 16 قطعة وهي تعتبر عملية حسابية حيث أن 100 كرسي يتم محاسبة استهلاك بويات و حديد مضيفا أن صناعة الكرسي يمر عدت مراحل في البداية من ماكينة الليزر و رسم الشكل المطلوب ثم يأخذ التصميم الي الورشة لتقطيع و الثني و علي حسب الشكل إذا كان مربع ال16 او البيضاوي وبعدها يتم لف الحديد بحكام ثم التجميع و تلحيم ثم صنفره و تنظيف و معجون ثم التطهير وتأتي المرحلة الأخيرة وهي أن تم وضعه في فرن بودر استاتيك وهو اختيار اللون المطلوب و عادتا تكون الالوان ابيض و اكثر استخداما هو لون الذهبي ويتراوح الوقت في صناعة الكرسي من 3 الي7 ايام حسب حجم.
وأشار أنهم يستخدمون عدد من الماكينات و الادوات لتسهيل العمل اولا الماكينة الديسك وهي الاستخدام في التقطيع الحديد ثم ماكينة الثانية وهي تستخدم في ثني الحديد علي حسب الشكل المطلوب ثم مكانية تجميع القواعد و مسند الكرسي ثم تأتي دور ماكينة اللحام وهي دورها هو اللحام الكرسي بعد تجميعه ثم ماكينة الصنفرة و التنظيف و يتم أيضا استخدام معدات وهي المطرقة و البنز و الارت علي الحديد و مبرد و أسطوانات صنفره مضيفا أن حديد الفيرفورجيه يصنع منه الكثير من الأشكال رجل الروكنز كاعربية السندريلا للعرسان و عربية أخري أطلقت عليها عربية ديركولا ولقت اقبالا عليها من أصحاب القاعات و العرسان مضيفا أن مهنة حديد الفرفورجيه أصبحت قليقة في العاملين بها و الصناعة مقابله علي الاندثار و الأنقراد ولكن نحن نحاول في بقها و استمرارها.
ومن جانبه يقول حماده الشناوي أحد العاملين بالورشة لـ الاسبوع أنه يعمل في الورشة منذ سنين طويلة و تعلمت الصناعة من الحج احمد حتي وصلت أن أكون مسؤل عن مرحلة اللحام و هي المرحلة التي تأتي بعد التلميع الكرسي المراد لحمه لافتا أن المدة اليتم في استغراق لحمام الكرسي حسب حجم الكرسي او شكله ما بين 5 دقائق الي ربع ساعة و كل ما أصبح الكرسي خفيف يكون استغراقه في الوقت اقل لافتا أن صناعة الفورفرجيه تمر عدة مراحل وصلا الي الشكل النهائي ليكون منتج يتحمل الاستعمال الكثير مضيفا أنه من يعشق العمل منذ أن بدأ في تلك المهنه.
وفس سياق ذاته قال أشرف محمد أحد العاملين بالورشة أن المرحلة الذي يقوم بها هي مرحلة التجميع الكرسي من مسند و ارجله وهذه المرحلة تستغرق وقت كبير لتجميع كل أجزاء الكرسي لافتا أنه يعمل في تلك المهنه منذ صغره حتي أن وصل إلي عمله داخل الورشة لتصنيع الفورفرجيه التي أصبح لها صيت كبير بالأخص ادوات الافراح واختتمت حديثه أن يأمل أن يعمل أولاده الصنعه ليكونوا أصحاب ورش فيما بعد.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية الأرمن اليونانيين مينا البصل لافتا أن
إقرأ أيضاً:
إبداعات شباب المحافظات الحدودية تزين ملتقى "أهل مصر" 19 بالإسكندرية
"أهل مصر" .. جولة جديدة من الورش الفنية والحرفية، شهدتها المدينة الشبابية بأبي قير، خلال اليوم الثالث للأسبوع الثقافي التاسع عشر لشباب المحافظات الحدودية بمشروع "أهل مصر"، والمقام بمحافظة الإسكندرية، حتى 27 نوڤمبر الحالي، برعاية د. أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت شعار "يهمنا الإنسان".
ورش حرفية وأفكار ملهمةجاءت البداية مع ورشة الريبوسيه (الطرق على النحاس) للمدرب يوسف جلال، وتضمنت تقديم شرح مفصل عن فن النحت بنوعيه البارز والغائر، وكيفية الاستفادة من تلك الحرفة لبدء مشروع صغير والترويج له، من خلال استخدام بدائل أخرى موجودة بالمنزل، أعقب ذلك تدريب عملي لتصميم لوحات عن معالم المحافظة والتعريف بالقصة التي يدور حولها العمل الفني.
قال محمد حامد متدرب من محافظة جنوب سيناء : تعلمت تقنيات الطرق على النحاس وهي تجربة جديدة وممتعة، والورشة قدمت الكثير من الأفكار التي كنت بحاجة إليها.
وفي ورشة "النحت على الصدف"، أوضح المدرب جلال عبد الخالق، كيفية نقل الرسم إلى الصدفة لبدء النقش الغائر، بجانب التعريف بتاريخ لوحة "بنات بحري" الموجودة حاليا بمتحف الفن الحديث، وتصور الفتيات وهن يرتدين "الملاية اللف" بالإضافة إلى البرقع والقصبة التي توضع أعلى الأنف.
وخلال ورشة "الموزاييك" التي يشهدها الملتقى لأول مرة، قامت المدربة فاطمة الزهراء محمد، بتعريف المشاركين بأهمية هذا الفن المعروف "بالفسيفساء" ومراحل تطوره عبر العصور، مشيرة أنه ليس مجرد فن زخرفي، بل وسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية والدينية.
وأضافت أنه على الرغم من التطور التكنولوجي إلا أن هذا الفن عاد من جديد ليظهر في المنازل والعديد من الأماكن العامة، كما في اللوحات الجدارية الضخمة، التي تعتمد على تجميع قطع صغيرة ملونة من مواد متنوعة كالحجارة، المعادن، الزجاج، وحتى الرخام والبلور، وتثبيتها على الأسطح الناعمة مثل الأرضيات والجدران لتشكيل تصاميم متنوعة، الأمر الذي يوضح مدى استمرار تأثير هذا الفن على الجمال المعماري في العصر المعاصر.
أشغال يدوية مبتكرةوتواصلت فعاليات الورش الحرفية مع التعريف باستخدامات فن "الريزن" مع المهندس نادر حسن، الذي أوضح مراحل تطوره وانتشاره في الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا واستخدامه في تصميم بعض الأدوات المنزلية، والتابلوهات وساعات الحائط، وحتى الأثاث.
أبدت بسملة أشرف متدربة من محافظة شمال سيناء، إعجابها بالورشة موضحة أنها فرصة رائعة لإطلاق إبداعاتها، خاصة بعد أن تعلمت تقنيات صب المواد الشفافة، وتثبيت الزخارف بشكل احترافي.
وأوضحت ضحى محمد من محافظة البحر الأحمر، أنها اشتركت بالورشة كونها تهوى الأشغال اليدوية، وتعلمت خلالها كيفية تصميم مجسمات متنوعة بطرق مبتكرة لم تكن تعلمها من قبل.
بدورها قامت المدربة مها محب خلال ورشة "الديكوباچ" بتعريف المتدربين كيفية تجهيز السطح بشكل جيد قبل تثبيت المناديل المطبوعة بالنقوش والتصاميم المختلفة، مشيرة إلى إمكانية طلاء السطح بطبقة من الأكريليك لنتيجة أفضل.
وأعربت شروق ناصر من محافظة الوادي الجديد عن سعادتها بالورشة خاصة بعد أن تعلمت كيفية إعادة تدوير بعض الأدوات المنزلية واستخدامها كقطع ديدكورية.
وشهدت ورشة "الأركت" مع المدرب أيمن السعدني استمرار التدريبات لتصميم بعض التابلوهات، وبعض الأدوات المنزلية، وواصلت المدربة نسرين مجدي فعاليات ورشة "الإكسسوارات" بتصميم بعض الأساور والأعقاد بتقنيات متنوعة، وقدمت المدربة هبة فرج، شروحات حول كيفية قص الجلد باستخدام الباترون لتصميم حقائب مختلفة الأحجام والتصميمات.
تدريبات متنوعةمن ناحية أخرى، ناقش د. محمد إسماعيل، الأخطاء الشائعة في التصوير من خلال تدريبات على تصوير العنصر البشري والمناظر الطبيعية، وقام المخرج محمد صابر بتدريب الشباب على كيفية الحركة على خشبة المسرح، مع التعريف بأساليب الإلقاء وتوزيع الأدوار على المشاركين في العمل الختامي.
وفب ورشة "القصة القصيرة" قدمت الكاتبة عزة رياض
نبذة مختصرة عن عناصر القصة القصيرة، ومنها الحبكة والشخصيات والمكان، مع التعريف بأنواع القصص ومنها والاجتماعية والبوليسية، ومناقشة أعمال المشاركين.
ألعاب شعبية ودوري رياضي
كما شهد اليوم استمرار فعاليات كل من ورشة الحكي والألعاب الشعبية مع الباحثة سمر عناني، فيما تناولت كل من د. يارا البحيري، والمدربة مي عبد الهادب بالشرح كيفية تصميم الديكور والشخصيات باستخدام الصلصال، وذلك خلال ورشة "الرسوم المتحركة" تمهيدا لإعداد فيلم مدته دقيقة ونصف.
واختتم اليوم بدوري رياضي بملعب المدينة الشبابية، شهد منافسات قوية بين أبناء المحافظات الحدودية المشاركة، وذلك بحضور أحمد يسري مدير عام ثقافة الشباب والعمال والمشرف التنفيذى على الملتقى.
فعاليات الملتقى
الملتقى التاسع عشر لشباب المحافظات الحدودية تقيمه الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال، برئاسة أحمد يسري، ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، برئاسة أحمد درويش، وفرع ثقافة الإسكندرية.
ويستضيف الملتقى 120 شابا وفتاة من المحافظات الحدودية الستة: شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر" حلايب والشلاتين وأبو رماد"، الوادي الجديد، مطروح، أسوان، بالإضافة إلى عدد من شباب المناطق الجديدة الآمنة بالقاهرة والمحافظة المضيفة.
ويضم الملتقى مجموعة مكثفة من الورش الفنية والحرفية، ويشهد عدة لقاءات تثقيفية، ودوري ثقافي، وآخر رياضي، بجانب تنظيم عدد من الزيارات الميدانية لأشهر الأماكن السياحية بعروس المتوسط منها: مكتبة الإسكندرية، حديقة أنطونيادس، بالإضافة إلى جولة حرة بالمحافظة، وزيارة إلى مدينة العلمين الجديدة.
مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة والشباب والأطفال" وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.