استراتيجية عُمانية لتطوير القطاع اللوجستى والسياحة والثروة السمكية

56 مشروعاً قيد الإنشاء فى مختلف المجالات لتكون وجهة استثمارية خلال الفترة المقبلة

والمشروعات الاستراتيجية تشكل ما نسبته 16%

 

تستعد سلطنة عُمان هذه الأيام للاحتفاء بالعيد الوطنى المجيد يوم الثامن عشر من نوفمبر، بكثير من العزيمة والإصرار للمضى نحو المستقبل بخطى أكثر ثباتاً وبمشاريع نوعية قادرة على إحداث التغيير فى مختلف المجالات بما يعظم مكانة عُمان، تحت القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، وتستند طموحات سلطنة عُمان على أرض صلبة من الإنجازات التى تحققت خلال العقود الماضية وعلى رؤية حكيمة وواضحة لطموحات العُمانيين لوطنهم.

واعتادت سلطنة عُمان أن يكون شهر نوفمبر من كل عام محطة تُراجع فيها المسيرة الظافرة وتتزود بالطاقة للمضى فى طريق البناء والتعمير للعبور نحو المستقبل، وتجسيداً لتلك الروح والعزيمة والإصرار، أطلقت سلطنة عُمان الاستراتيجية الشاملة للتنمية الاقتصادية والتخطيط الشامل لمحافظة مسندم (2040) تقوم على تنويع مصادر الدخل ورفع مستوى معيشة الأفراد، وإيجاد تنمية اقتصادية مستدامة فى مختلف المجالات، بالإضافة إلى الحفاظ على المقومات الثقافية والطبيعية التى تزخر بها المحافظة، كما تسعى الاستراتيجية إلى تطوير البنية الأساسية والمرافق العامة.

وقال إبراهيم بن سعيد البوسعيدى، محافظ مسندم، تم التركيز على التنويع الاقتصادى فى المحافظة من خلال تطوير أبرز القطاعات الاقتصادية المتمثلة فى القطاع اللوجستى، وقطاع السياحة لتطوير الاقتصاد المحلى، وقطاع الثروة السمكية، ويشمل موانئ الصيد ومشروعات القيمة المضافة والاستزراع السمكى، والتجارة والصناعة كون الاقتصاد محركاً أساسياً فى التنمية المستدامة.

وأضاف: إنه سيتم تنفيذ العديد من المشروعات فى مختلف المجالات الاستراتيجية والتنموية والسياحية والبلدية موزعة على مختلف ولايات المحافظة التى ستنقل المحافظة لتكون وجهة استثمارية خلال الفترة المقبلة، وبفضل الدعم السّامى من لدن السُّلطان هيثم بن طارق تم تنفيذ العديد منها ويجرى العمل على بعضها وعددها 56 مشروعًا لمختلف الجهات ذات العلاقة وبإشراف من مكتب المحافظ.

تدشين مركز مغامرات عُمان

أوضح محافظ مسندم أن نسبة المشروعات البلدية التى تمس حياة المجتمع بشكل مباشر تمثل النسبة الأكبر بواقع 39 بالمائة ويأتى فى مقدمتها تطوير الواجهات البحرية والحدائق العامة وملاعب الأطفال، بالإضافة إلى خدمات الطرق والإنارة والتطوير الحضرى بالمدن والقرى البحرية، تليها المشروعات السياحية بنسبة تصل إلى 24 بالمائة، حيث تتنوع بين المنتجعات والفنادق من فئة (خمس نجوم) وكذلك تطوير الأنشطة السياحية اليومية التى تكون مقصدًا للسياح، إلى جانب أنشطة المغامرات حيث تم تدشين مركز مغامرات عُمان الذى ضم عددًا من المغامرات أهمها السلك الانزلاقى الذى يعد الأطول عالميًّا ويمر فوق البحر، بالإضافة إلى أنشطة المغامرات المائية والأنشطة الرياضية الجبلية كالمشى وتسلق الجبال وغيرها.

مشروعات تنموية وأخرى استراتيجية

وتشكل المشروعات التنموية ما نسبته 21% من مجمل المشروعات بالمحافظة وتتمثل فى المدارس الحكومية والمستشفيات، ويأتى فى مقدمتها مستشفى مدحا ومستشفى خصب المرجعى اللذان من المؤمل تشغيلهما خلال العام القادم، أما بالنسبة للمشروعات الاستراتيجية فتشكل ما نسبته 16%، منها مشروع الطريق الرابط بين خصب ودبا، وكذلك مطار مسندم، وإنشاء فرع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسندم إلى جانب الموانئ.

كما أن مدينة نحاس الصناعية تشكّل عامل جذب استثمارياً فى المحافظة، حيث إن إنشاءها جاء انطلاقًا من اهتمام السُّلطان هيثم بن طارق لتسريع عجلة التنمية الاقتصادية والصناعية وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وخُصصت لها حوافز وإعفاءات تنافسية لإيجاد فرص عمل وتعزيز القيمة المحلية المضافة ودعم منظومة الأمن الغذائى. وفيما يتعلق بالتخطيط العمرانى فمن أهم المشروعات الجديدة التى يتم العمل عليها مشروع مركز المدينة Down Town فى ولاية خصب، ومشروعات التطوير العقارى (صروح)، كما تم تخصيص 3 مواقع لمشروعات التطوير العقارى (الحرف– روبيه- فت).

يتميز المشهد الثقافى والفنى فى المحافظة بالكثير من النشاطات والتظاهرات فى الأدب والمسرح والسينما والموسيقى والفنون التشكيلية وغيرها تزامنًا مع الموسم السياحى بالمحافظة «شتاء مسندم» الذى يبدأ من شهر نوفمبر حتى أبريل من كل عام.

ونظرًا لما تتمتع به مسندم من مقومات طبيعية تعززها البنية الأساسية للقطاع السياحى والمشروعات التنموية تعمل المحافظة على الجمع بين سياحة المغامرات والسياحة الترفيهية والثقافية والتراثية والبيئية، حيث نركز على الأنشطة السياحية المتنوعة الخاصة بسياحة المغامرات؛ مثل أنشطة المشى الجبلى وتسلق الجبال والغوص، وغيرها من الأنشطة التى تحظى بقبول من سياح المغامرات.

القطاع السياحى يشهد نموًّا متزايدًا

يشهد القطاع السياحى بمحافظة مسندم نموًّا متزايدًا فى عدد السفن السياحية العملاقة التى ترسو بميناء خصب وكذلك بالنسبة لعدد السياح القادمين من داخل سلطنة عُمان وخارجها، حيث يشكل عدد السياح القادمين من الخارج النسبة الأكبر، ومن أجل تنشيط هذا القطاع تم اعتماد هوية تسويقية للموسم السياحى تحت مسمى «شتاء مسندم» حيث يتم من خلالها الترويج عن المقومات السياحية التى تتميز بها وكذلك إقامة العديد من الفعاليات والبرامج السياحية والثقافية والفنية والرياضية.

وعلى الصعيد السياحى تم التوقيع على مذكرة تعاون بين مكتب المحافظ ومجموعة عمران، يتم من خلالها إقامة مشروعات سياحية، حيث افتتح مركز المغامرات الذى يحتوى على مشروع السلك الانزلاقى -أحد أهم المشروعات السياحية-، كما يحتوى على ملعب لرياضة البادل، بالإضافة إلى عدد من الأنشطة المائية التى تم تدشينها مؤخرًا، وتعمل مجموعة عمران على تنفيذ عدد من المنتجعات والفنادق السياحية بالمحافظة، وحاز مشروع «خليج أيمس» على أفضل مقترح لمشروع إنمائى، ونأمل أن يكون منطقة استثمار للخدمات فى المحافظة تتميز بإطلالة لخليج «أيمس»، حيث سيحتوى المشروع على منشأة بحرية تستقبل القوارب والسفن لتسهيل الحركة البحرية وزيادة فرص الاستثمار، كما سيعمل على استقطاب الاستثمار فى قطاعى الخدمات والسياحة بمحافظة مسندم والاستفادة من المواقع والإطلالات البحرية المميزة بالمحافظة، ونتوقع أن يوفر هذا المشروع فرصًا وظيفية مباشرة وغير مباشرة وفرص أعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتنشيط قطاعات مختلفة كالثروة السمكية والسياحة والنقل.

إنشاء محمية المنتزه الوطنى الطبيعى بمسندم

ويأتى المرسوم السُّلطانى رقم (54/ 2022م) بإنشاء محمية المنتزه الوطنى الطبيعى بمحافظة مسندم، تجسيدًا لما تزخر به المحافظة من تنوع جغرافى ثرى وبيئة طبيعية ومقومات جاذبة للسياح من مختلف دول العالم.

وتعمل هيئة البيئة حاليًّا بالتعاون مع مكتب المحافظ على وضع المرسوم السُّلطانى السامى موضع التنفيذ بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية لضمان إدارة هذه المحمية الإدارة المثلى وإصدار القواعد المنظمة وفق الأبعاد والحدود التى أقرها المرسوم، ومن خلال المسوحات التى أجرتها الهيئة بالتعاون مع مكتب محافظ مسندم، فإن المحمية تبلغ مساحتها 1149.40 كم2، وهى تشمل تسع جزر بحرية، والسواحل والمياه الضحلة البعيدة عن الشاطئ والخيران والخلجان.

وتعد الجزر من أهم المواقع التى لم تتأثر بالتدخلات البشرية، وهى ذات أهمية وطنية وإقليمية، فضلًا عن كونها مناطق آمنة لتعشيش عدة أنواع من الطيور البحرية والبرية، كما أنها تحتوى على مناظر طبيعية خلابة، ويمكن أن تعد متحفًا طبيعيًّا، وتتكون تلك الجزر من صخور جيرية ناتئة وشعاب مرجانية قديمة، حيث يظهر المرجان للعيان وتتضمن منحدرات صخرية شديدة الانحدار، وتحدّ بعض الجزر جروف رملية ضحلة وواسعة ونطاق مرجانى بارز، كما توجد فى المنطقة السلاحف الخضراء والشرفاف للتعشيش والتغذية، وكذلك تعد مواقع ذات أهمية عالية لحماية الحياة الفطرية من حيث وفرة الأسماك وتنوع الشعاب المرجانية، وتعد أنشطة الغوص والصيد البحرى من أكثر الأنشطة ممارسةً مما يتطلب حسن إدارتها للمحافظة على قيمتها بالنسبة للحياة الفطرية والترفيهية.

ارتفاع عدد السفن وحجم البضائع المناولة فى ميناء خصب

وتشير الإحصاءات الصادرة عن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات إلى أن ميناء خصب حقق خلال النصف الأول لعام 2023 ارتفاعًا فى حجم البضائع المناولة بلغ 81.6 ألف طن بنسبة زيادة بلغت 48.5%.

كما ارتفعت أعداد السفن التى استقبلها الميناء وبلغت 1480 سفينة بنسبة 31.9 بالمائة خلال النصف الأول من عام 2023 مقارنة بالنصف الأول لعام 2022، حيث شهد الميناء ارتفاعًا فى أعداد السفن السياحية واليخوت.

ووضّحت البيانات الصادرة عن وزارة التنمية الاجتماعية الخاصة بمحافظة مسندم المرتكزة على استراتيجية العمل الاجتماعى «2016-2025»، والمتضمنة تقديم مجموعة من البرامج والخدمات المختلفة للفئات والحالات المحتاجة للرعاية والمساعد أنه تم تحديد 1137 حالة مستفيدة من معاش الضمان الاجتماعى، صُرف لها مبلغ مليون و981 ألفاً و903 ريالات عُمانية، كما بلغ إجمالى عدد حالات ذوى الدخل المحدود التى قدمت لها مساعدات الكوارث 47 حالة صُرف لها 29 ألفاً و 700 ريال عُمانى، وتبنت الوزارة برنامج «تمكين» الذى يستهدف الحالات المستفيدة من معاش الضمان الاجتماعى وذوى الدخل المحدود؛ بهدف تحويلها إلى حالات معتمدة على ذاتها، واستثمار قدراتها.

إنشاء فـرع لجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمحافظة مسـندم

وفى شأن التعليم العالى وضمن إطــار الحــرص الســامى أقــرّ مجلــس الــوزراء إنشــاء فــرع لجامعــة التقنيــة والعلــوم التطبيقيــة بمحافظـة مسـندم يضـم عـددًا مـن التخصصـات، كأول فـرع لجامعة حكوميـة بالمحافظـة، تلبيـة لــقطاعات السـياحة البيئيـة البحريـة وخدمـات النقـل والاسـتثمار فـى الطاقـة المتجـددة وقطــاع الثــروة الســمكية، على أن يستقبل الفرع أول دفعة من الطلبة فى فبراير 2024، وسيتم طرح البرامج على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى تشـمل برامج نوعية فى التقنيات الحديثة والإدارية المتقدمة وبرنامج إعداد المعلم العُمانى، أمـا البرامـج المقدمـة فـى المرحلـة الثانيـة، فهـى الهندسـة الميكانيكيـة وهندسـة نظـم النقـل وهندسـة أنظمـة الطاقة وهندسـة البنـاء وصيانـة المبانـى وإدارة الخدمـات اللوجسـتية وإدارة نظـم النقل، وفى المرحلة الثالثة برامج الملاحـة البحريـة وتقنيـة معالجـة المنتجـات البحريـة وإدارة الرياضـات البحريـة، وتصميم الأنظمة البحرية.

وتتمثل مشروعات الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة مسندم فى القطاع السمكى، فى ميناء الصيد البحرى بولاية دبا، بتكلفة تقدر بحوالى (40) مليون ريال عُمانى، ويشتمل على مكونات أساسية لخدمة قطاع الثروة السمكية وتسهيلات للقطاع السياحى والتجارى، بالإضافة إلى مشروع إنشاء سوق الأسماك بميناء الصيد البحرى بولاية خصب، وبلغت التكلفة التقديرية له حوالى 3 ملايين ريال عُمانى، ومشروع إنشاء كواسر أمواج بولاية بخاء فى (غمضاء والجرى) ويهدف إلى تطوير وإنشاء تسهيلات لعمليات الإنزال السمكى للصيادين، وبلغت تكلفة المشروع 2.5 مليون ريال عُمانى، وبلغت نسبة الإنجاز فى المشروع حوالى 50%.

 

 

المصدر: بوابة الوفد