السودان.. اشتباكات مكثفة وقصف بالمسيّرات في الخرطوم والاتحاد الأوروبي يدين استمرار القتال ويدعو لتسريع جهود الوساطة
تاريخ النشر: 6th, July 2023 GMT
أدان الاتحاد الأوروبي بشدة القتال الدائر في السودان واستمرار رفض أطراف النزاع السعي إلى حلٍّ سلمي، مؤكدا أن الهجمات الواسعة على المدنيين وفتح جبهات قتال جديدة في جنوب كردفان أمر مثير للقلق.
يتزامن ذلك مع اندلاع اشتباكات كثيفة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في أحياء عدة جنوبي الخرطوم، وإعلان الأخير عن قصف مسيّرات تابعة له تجمعات لقوات الدعم السريع في أم درمان.
وشدد الاتحاد الأوروبي -في بيان له- على ضرورة القيام بجهود وساطة من أجل وقف دائم لإطلاق النار، لضمان حماية الشعب السوداني دون تأخير.
كما حذّر من أن أي تدخل خارجي في الصراع سيطيل أمده ويهدد الوضع الإنساني ويقوض الاستقرار الإقليمي.
انقلاب فاشل
من جهته، قال وزير الخارجية السوداني علي الصادق -في خطاب له أمام اجتماع وزراء خارجية دول عدم الانحياز في باكو عاصمة أذربيجان- إن السودان يشهد ما سماه تداعيات "محاولة انقلابية فاشلة"، قامت بها قوات الدعم السريع بعد تمردها على السلطة القائمة في البلاد.
وأضاف أن هذه المحاولة الانقلابية سرعان ما تحولت إلى عدوان عسكري شامل يستهدف هدم الدولة، وفق تعبيره.
ودعا الوزير دول حركة عدم الانحياز لدعم السودان خلال "هذه الفترة الصعبة التي يمر بها، وإدانة انتهاكات مليشيا الدعم السريع بوصفها جرائم ضد الدولة وانتهاكات صريحة للقانون الدولي".
في سياق آخر، قال إعلام مجلس السيادة السوداني إن رئيس المجلس وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان تلقى اليوم اتصالا هاتفيا من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، جدد خلاله البرهان رفض الحكومة السودانية رئاسة كينيا للجنة الرباعية بشأن معالجة الأزمة، والتي تمخضت عنها قمة دول الهيئة الدولية للتنمية (إيغاد) الأخيرة التي استضافتها جيبوتي.
قصف بالمسيّراتميدانيا، اندلعت اشتباكات كثيفة حول أحياء الرِمِيلة والحِلة الجديدة والمنطقة الصناعية جنوبي الخرطوم، بالتزامن مع تحليق للطيران الحربي في سماء العاصمة.
كما درات في أم درمان معارك محتدمة بعد أيام من دفع الجيش بقواته الخاصة إلى المدينة.
وذكر مراسل الجزيرة أن مسيّرات تابعة للجيش قصفت تجمعات لقوات الدعم السريع جنوبي أم درمان، بينما أفاد شهود عيان أن الجيش يواصل عمليات التمشيط مستخدما الأسلحة الثقيلة والخفيفة، مع إشراك القوات الخاصة لإخراج أفراد الدعم السريع من داخل منازل المواطنين.
وقال الإعلام العسكري في الجيش السوداني إن قوات المهام الخاصة نفذت عمليات عسكرية في أم درمان، وإنها صادرت مدرعة حربية وأسلحة ثقيلة بعد هروب مقاتلي قوات الدعم السريع.
كما أفاد مصدر عسكري سوداني بمنطقة جبل أولياء العسكرية جنوبي الخرطوم، أن عناصر الجيش تمكنوا بعد سيطرتهم على جسر خزن جبل أولياء من الاستيلاء على مركبات تابعة لقوات الدعم السريع، بعد معارك بين الطرفين وضبط ممتلكات تخص المواطنين ومخدرات.
توسيع الحرب
في سياق مواز، نقل مراسل الجزيرة نت عن مصادر أمنية سودانية وصفها بـ"الرفيعة" أن قوات الدعم السريع تخطط لتوسيع نطاق الحرب إلى شمال البلاد وشرقها خلال المرحلة المقبلة، بعدما تراجعت في الخرطوم.
وقالت المصادر ذاتها إن السلطات رصدت خلال الفترة الأخيرة نشاطا لعناصر استخبارية من قوات الدعم السريع تسربوا إلى ولاية نهر النيل المتاخمة لولاية الخرطوم، وعملوا في مزارع وأعمال هامشية لجمع معلومات والتحضير في إطار مخطط القوات لتنفيذ عمليات عسكرية.
وأوضحت أن السلطات ضبطت عناصر من قوات الدعم السريع في مزارع ونقاط عبور قرب مدينتي شندي وعطبرة بولاية نهر النيل وفي حوزتهم أسلحة وذخائر، وكانوا يرصدون المناطق العسكرية والمرافق الإستراتيجية.
وشهد السودان أمس الثلاثاء معارك ضارية بأنحاء أم درمان في الجزء الغربي من العاصمة السودانية، في الوقت الذي يسعى فيه الجيش لقطع طرق الإمداد التي تحاول قوات الدعم السريع إدخال تعزيزات من خلالها للمدينة.
واندلع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان الماضي، مما أدى لمعارك يومية بالعاصمة وأجج عمليات القتل بدوافع عرقية في إقليم دارفور غرب البلاد، ويهدد بجر البلاد إلى حرب أهلية طويلة الأمد.
ووفق أحدث إحصاءات الأمم المتحدة، فإن الصراع في السودان تسبب حتى الآن في تشريد حوالي 3 ملايين شخص، بينهم نحو 650 ألفا عبروا الحدود إلى دول مجاورة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع أم درمان
إقرأ أيضاً:
السودان يستدعي سفيره لدى كينيا احتجاجا على دعمها حكومة موازية
أعلنت وزارة الخارجية السودانية، الخميس، استدعاء سفير الخرطوم لدى نيروبي كمال جبارة، احتجاجا على استضافة كينيا اجتماعا ضم قوى سياسية وقيادات من قوات الدعم السريع بهدف إقامة "حكومة موازية".
وقالت وكالة الأنباء السودانية إن "وزارة الخارجية استدعت سفير السودان لدى كينيا كمال جبارة للتشاور، احتجاجا على استضافة كينيا اجتماعات المليشيا المتمردة (الدعم السريع) وحلفائها في خطوة عدائية أخرى ضد السودان" .
وفي وقت سابق الخميس، اتهم السودان الرئاسة الكينية بأنها "تحتضن وتشجع مؤامرة تأسيس حكومة" لقوات الدعم السريع.
وطالبت الخارجية السودانية، في بيان، كينيا بالتراجع عمّا سمته "التوجه الخطير" الذي يهدد السلم والأمن في الإقليم ويشجع على الإرهاب والإبادة الجماعية،
والأربعاء، قالت الخارجية الكينية إن "استضافة كينيا لاجتماعات مجموعات سودانية في نيروبي تأتي في إطار سعيها لإيجاد حلول لوقف الحرب في السودان، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي".
والثلاثاء، استنكرت الحكومة السودانية استضافة كينيا اجتماعا ضم قوى سياسية وقيادات من قوات الدعم السريع بهدف إقامة "حكومة موازية"، واعتبرت ذلك "تشجيعا لتقسيم الدول الإفريقية وتعارضا مع قواعد حسن الجوار".
ومنذ الثلاثاء، تشهد نيروبي اجتماعات قوى معارضة وحركات مسلحة محاربة للجيش السوداني وتسعى لتكوين حكومة موازية، بمسمى "تحالف السودان التأسيسي"، بمشاركة قوات الدعم السريع.
ومنذ أيام وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش بولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) وولايتي الجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غربا لإقليم دارفور (5 ولايات) وتسيطر "الدعم السريع" على 4 ولايات فيه، بينما لم تمتد الحرب لشمال البلاد وشرقها.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90 بالمئة من "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و60 بالمئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي وتكاد تحاصرهما قوات الجيش، بينما لا تزال "الدعم السريع" بأحياء شرقي المدينة وجنوبها.
ومنذ نيسان /أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.