تسببت الاشتباكات المتواصلة بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله في جنوب لبنان، منذ أكتوبر الماضي في أزمة كبيرة بالنسبة لسكان الجنوب.

وذكرت صحيفة "نيويوركر" الأمريكية، أن الاشتباكات بين الجانبين، أجبرت حوالي 50 ألف نسمة من سكان جنوب لبنان، على النزوح وترك منازلهم باحثين عن مأوى بعيدا عن أصوات المدافع والصواريخ خشية اندلاع الحرب المحتملة بين حزب الله وإسرائيل، واستهداف منازلهم أو وقوع تدمير على غرار ما يحدث الآن في قطاع غزة.

وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن قرى جنوب لبنان أصبحت خالية من السكان بالكامل، الذين توجهوا إلى شمال البلاد، بحثا عن مأوى عند الأقارب، بينما احتمى آخرون بالمدارس، في ظل ارتفاع التصعيد بين حزب الله ودولة الاحتلال الإسرائيلي.

وأشارت تقارير إلى أن معظم السكان غادر باتجاه الشمال على بعد حوالي 18 كيلوا مترا من المنطقة الخطراء وهو أكبر نزوح تشهده المنطقة منذ حرب عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل.

وجاء هذا النزوح الجماعي من قرى الجنوب والقريبة من الحدود التي تتعرض لقصف يومي، وشن حزب الله ضربات من خلالها، ثم رد جوي إسرائيلي.

ومن بين المغادرين، كمال أبو سمرة، وهو متقاعد من الجيش اللبناني بعد 34 عاما من الخدمة، إذ اضطر لمغادرة سكنه في بلدة الضهيرة، موضحا أن المنزل تم تفجيره بعد أن أطلق بعض عناصر حزب الله صاروخ بالقرب من المنزل، ونتيجة لذلك تم تفجير المنزل ودمرت كل ممتلكاته، ولم يعوضه أحد عن ذلك.

ويحاول الأهالي يوميا توفير مأوى بديل أو الاتصال بأقارب لهم في الشمال عسى أن يوفرون لهم ملاذا حتى ينتهي هذا التصعيد، ويحاول البعض اصطحاب بعض ممتلكاته معه خوفا من أن يتعرض المنزل للتدمير ويفقدون كل شيء.

وفي السياق نفسه، نشرت شبكة "سكاي نيوز" تقريرا عن الأزمة في جنوب لبنان، وقال الباحث اللبناني في الشئون الدولية محمد شمس الدين إن عدد النازحين يقترب من 50 ألف نازح في الوقت الحالي في ظل التوتر الكبير وتبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل، مشيرا إلى أن أن النازحين هربوا إلى عشرات المناطق، منها صور وصيدا والضاحية الجنوبية لبيروت، وأوضح أن عدد القرى التي نزح سكانها بلغ 38 بلدة، ممتدة على أكثر من 100 كلم.

ونوه الباحث أن هناك قرى أصبحت شبه خالية من سكانها، مثل كفركلا والقديسة ويارين والشهيرة وغيرهم، مشيرا إلى أن 10 ألاف نازح يقيمون حاليا في مراكز الإيواء داخل مدارس.

وشهدت الليلة بين الخميس والجمعة الماضية أكبر تصعيد مع قصف مدفعي وغارات جوية من جانب إسرائيل استهدفت العديد من المناطق الجنوبية لاسيما علما الشعب وجبل اللبونة، وأدت إلى اشتعال النار بأحد المنازل، لتثير فزع الأهالي وتجبرهم على مزيد من النزوح.

وجاء هذا النزوح مع وقوع العديد من الضحايا المدنيين أيضا خلال التصعيد الدائر بين الطرفين، إذ قتل 4 لبنانيين داخل سيارة الأحد الماضي في غارة نفذتها مسيرة إسرائيلية، بحسب ما نشرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.

كما نقلت الوكالة عن حزب الله مقتل 7 من مقاتليه دفعة واحدة أمس الجمعة، ليرتفع عدد ضحاياه منذ اندلاع التصعيد الحالي إلى 69 قتيلا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جنوب لبنان حزب الله إسرائيل بین حزب الله وإسرائیل جنوب لبنان

إقرأ أيضاً:

شهيد و3 جرحى في انتهاكات اسرائيلية للهدنة بجنوب لبنان

القدس"أ ف ب": قال الجيش الإسرائيلي اليوم إنه استهدف عنصرين من حزب الله في جنوب لبنان، في أحدث هجوم من نوعه على رغم وقف إطلاق النار الساري بين الطرفين منذ نوفمبر.

وقال الجيش في بيان إنه هاجم "مقاتلان من حزب الله... عملا كعناصر مراقبة ووجّها عمليات قتالية، في منطقة يحمر بجنوب لبنان".

من جهتها، أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، أن مسيّرة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية كان على متنها شخصان، ما أدى الى اندلاع النيران في حافلة صودف مرورها في المكان، إضافة إلى متجر مجاور.

وأسفرت الضربة عن "سقوط شهيد وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين بجروح"، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

وكثفت اسرائيل ضرباتها على جنوب لبنان في الأيام الأخيرة.

وقُتل أربعة أشخاص الأحد في غارات اسرائيلية على بلدات ميس الجبل وياطر وعيناثا، بحسب مصادر لبنانية.

ورغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل في 27 نوفمبر بوساطة أميركية، عقب مواجهة استمرت لأكثر من عام، لا تزال إسرائيل تشن غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه.

ورغم انتهاء مهلة لسحب اسرائيل قواتها من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في 18 فبراير، إلا أنها أبقت على وجودها في خمس نقاط استراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود، ما يتيح لها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الاسرائيلي للتأكد "من عدم وجود تهديد فوري".

وأعلنت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس الأسبوع الماضي عن العمل دبلوماسيا مع لبنان واسرائيل من خلال ثلاث مجموعات عمل لحل الملفات العالقة بين البلدين، بينها الانسحاب من النقاط الخمس.

ولا يزال أكثر من 92 ألفا و800 شخص نازحين في لبنان، وفق الأمم المتحدة، لا سيما في ظلّ الدمار الكبير الذي ألحقته الحرب بأجزاء واسعة من مناطق في جنوب لبنان وشرقه وفي ضاحية بيروت الجنوبية.

وقدّر البنك الدولي الاسبوع الماضي كلفة إعادة الاعمار والتعافي بنحو 11 مليار دولار. وقال إن "التكلفة الاقتصادية للصراع في لبنان تقدّر بنحو 14 مليار دولار أميركي".

مقالات مشابهة

  • سوريون في لبنان.. ليس بداعي النزوح!
  • ما أسباب اندلاع التصعيد الحدودي بين لبنان وسوريا؟
  • الغارات الإسرائيلية تكشف هشاشة وقف إطلاق النار في لبنان
  • قناة: القاهرة تُجري اتصالات لوقف التصعيد الحالي على غزة وإسرائيل ترفض
  • اليونيفيل تطالب لبنان وإسرائيل بالموافقة على تقنيات رصد جديدة
  • قتيلان في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان  
  • شهيد و3 جرحى في انتهاكات اسرائيلية للهدنة بجنوب لبنان
  • قتيل وجرحى بجنوب لبنان وإسرائيل تعلن استهداف عنصرين بحزب الله
  • توغل إسرائيلي جنوب لبنان
  • غارات إسرائيلية تستهدف مواقع لـحزب الله في جنوب لبنان