لماذا ترفض إسرائيل الموافقة على هدنة إنسانية في غزة؟ وما موقف مصر؟.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
مع تزايد أعداد القتلى والمصابين في قطاع غزة جراء انتهاكات كيان الاحتلال الإسرائيلي والذي وصل إلى ما يقرب من 9 آلاف شهيد، وأكثر من 32 ألف مصاب بعد مرور أكثر من شهر على بدء الحرب منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، تتواصل الجهود المصرية القطرية لوقف التصعيد في قطاع غزة والتوصل إلى هدنة إنسانية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين في القطاع، يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمسكه بموقفه الرافض لوقف إطلاق النار في غزة، على الرغم من الضغوط الأمريكية للقبول بالهدنة لإخراج الرهائن الامريكين المحتجزين لدى "حماس" منذ بدء عملية الطوفان.
وحول أسباب الرفض الإسرائيلي للموافقة على هدنة إنسانية في غزة، واستمرار عمليات القصف على قطاع غزة، وخاصةً عقب دعم الولايات المتحدة الأمريكية للهدنة، هو ما أوضحه خبراء في الشأن السياسي وأساتذة العلوم السياسية.
حيث قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، الخبير في شئون الشرق الأوسط، إن هناك ضغوط مصرية أمريكية قطرية في اتجاه الوصول إلى هدنة لتخفيف حدة الصراع في قطاع غزة، بهدف الضغط على إسرائيل للقبول بهدنة إنسانية مرحلية للوصول إلى هدنة دائمة.
الكرة في الملعب الإسرائيلي
وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر"، قائلًا: الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، لافتًا إلى أن رئيس الموساد ورئيس المخابرات المركزية كانوا قد تواجدوا في قطر، وهناك اتصالات مكثفة في إطار قبول إسرائيل بالهدنة المؤقتة، لافتًا إلى أن الهدنة الإنسانية هي خطوة أولية سيتم البناء عليها في إطار إقناع إسرائيل بضرورة وقف إطلاق النار وبداية مرحلة جديدة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى وجود وفد حماس في القاهرة رسالة مهمة بأنها تتجاوب بصورة كبيرة نتيجة للأوضاع في قطاع غزة، موضحًا أن المفاوضات لإطالة مدة الهدنة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وأعمال الإغاثة، ومن الممكن أن تزيد فيما بعد إذا تم تثبيتها فيما يعرف بـ "تثبيت الهدنة" لتصل إلى ١٢ ساعة بدلا من ٦ ساعات ومن ١٢ إلى ٢٠ ساعة حتى تصل إلى يوم كامل، وذلك في حالة إذا تماشت إسرائيل مع هذا الطرح نتيجة الضغوطات الأمريكية.
وتابع قائلًا: إن ظهور "ويليام بيرنز" مدير المخابرات المركزية في المنطقة، وهو شخصية معروفة ولديه القدرة على الحوار بخلاف وزير الخارجية الأمريكي" أنتوني بيلنكن"، كما أنه ليس مدير مخابرات فقط وإنما رجل أمني محترف من الطراز الأول، يعني إتمام الهدنة، بالإضافة إلى أن لقاءه مع رئيس الموساد يعني أن الموضوع أصبح أمنيًا، وهذا هو الهدف الأساسي.
الضغوطات الأمريكية هي الحاسمة
واستكمل الدكتور طارق فهمي، قائلا: إسرائيل الآن في وضع سيئ، والضغوطات الأمريكية هى التي ستحسم الرفض أو القبول بإتمام الهدنة، وذلك لأن إسرائيل لا أحد يضمنها، وإنما أمريكا هي التي سوف تضمن إسرائيل في هذا الإطار.
وحول تصريحات متحدث الجيش الإسرائيلي، والذي قال فيها إن حماس فقدت السيطرة على شمال قطاع غزة، وأنه سيتم السماح إنسانية للسماح للمدنيين بالتحرك جنوبًا، قال الدكتور طارق فهمي، لا أحد يعرف حتى اليوم ماذا ستفعل إسرائيل في المناطق الشمالية في قطاع غزة، لافتًا إلى أن ما يحدث الآن هو أن إسرائيل تريد عمل مناطق معقمة في الشمال وعمل منطقة عازلة، ولكنها لم تستطيع فعل ذلك حتى الآن.
مدينة غزة هيا المستهدفة لوجود المقاومة بها
وتابع قائلا: إسرائيل تقاتل في قلب مدينة غزة، ومدينة غزة هي القطاع وقد وصلت قوات إسرائيلية لقلب المدينة الآن، وهذا يعني أنها تقدمت حيث أن مدينة غزة هي القطاع نفسه، ومدينة غزة هي المستهدفة في الأساس وذلك لوجود المقاومة والأنفاق بها، مستطردا: المؤكد أن إسرائيل وصلت إلى قلب مدينة غزة، والحرب الآن في المدينة نفسها وليس القطاع، وذلك لأن القطاع كبير.
هزيمة لـ "نتنياهو" وانتصار للمقاومة الفلسطينية
فيما أوضح اللواء رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، أن أي استجابة من جانب إسرائيل لأي قرارات تتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة هو بمثابة هزيمة لـ "نتنياهو" وانتصار للمقاومة الإسلامية حماس وكتائب عز الدين القسام، وهذا هو السبب الرئيسي في الرفض الإسرائيلي من الموافقة على هدنة إنسانية في غزة.
وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن إسرائيل تماطل في القبول بذلك لحين تحقيق أي نجاحات عسكرية، حيث أن ما تم تحقيقه حتى الآن من قتل للأطفال والنساء والمدنيين العُزل واستهداف المنشآت الصحية في قطاع غزة ليست سوى نجاحات سياسية في محاولة من رئيس الوزراء " بنيامين نتنياهو" لإرضاء الشارع الإسرائيلي.
وأردف قائلًا: إسرائيل تغطي على فشلها في تحقيق أي تقدم داخل قطاع غزة باستهداف المدنيين في محاولة لإضعاف الجبهة الفلسطينية والضغط على حماس، لافتًا إلى أن نتنياهو يحاول أن يعبر من الأزمة التي حلت بإسرائيل إلى بر الأمان، في محاولة منه لإثبات عدم التقصير فيما تم خلال عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، وبالتالي لن يقبل بأي مفاوضات للتسوية إلا بعد تحقيق إنجاز يُذكر على الأرض.
موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية
وحول موقف مصر في الوصول إلى الهدنة ودعمها للقضية الفلسطينية، قال اللواء رضا فرحات، إن مصر بدبلوماسيتها ومع الدول الأخرى نجحت إلى حد كبير في الضغط على المجتمع الدولي، فقد رأينا تغيير في لهجة الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" خلال قمة باريس، فبعد أن كان رافضًا لوقف إطلاق النار أصبح يتحدث عن إدخال المساعدات، وكذلك تغير موقف الإدارة الأمريكية والأوروبي، مؤكدًا أن ما تم من دبلوماسية قوية وقرارات من جانب مصر عبرت عن موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية، وأن مصر لم تتأخر دوما عن مساندة القضية الفلسطينية.
تغيير لغة الخطاب الأوروبي الغربي
وأشار إلى أن مصر تبحث في الموضوع بشكل متريث بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني، وأنها لن تتقاعس عن اتخاذ أي إجراء تراه مناسبا في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية المصرية نجحت في تغيير لغة الخطاب الأوروبي الغربي، خاصة بعد دعوة مصر لقمة القاهرة الإقليمية الدولية، والتي كان لها دورًا كبيرًا في إعادة وضع القضية الفلسطينية على طاولة المفاوضات وتوجيه نظر العالم إليها، والتحرك الذي تم من المجموعة العربية في مجلس الأمن، ثم الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتغيير في لغة الخطاب الأمريكي، فبعد أن كان الحديث عن أن إسرائيل لها الحق في كل شئ أصبحت أمريكا تتحدث عن مناشدة إسرائيل في احترام القواعد العسكرية وعدم الاعتداء على المدنيين، الأمر الذي يؤكد نجاح الدبلوماسية المصرية والعربية في الضغط على أمريكا والدول الغربية والاتحاد الأوروبي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غزة فلسطين اسرائيل قصف غزة الاحتلال الهدنة مصر العلوم السیاسیة هدنة إنسانیة إطلاق النار فی قطاع غزة أن إسرائیل موقف مصر فی غزة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الفرنسي يزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية غدا
يستعد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لزيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة غدا الأربعاء، في خطوة تهدف إلى الدعوة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وضرورة احترام القانون الدولي الإنساني.
وأوضح بارو في تصريح لمحطة "فرانس 2" الفرنسية أنه يسعى خلال هذه الزيارة إلى الاجتماع مع السلطات المحلية والأطراف الإنسانية الفاعلة، معبرا عن أهمية نقل صوت فرنسا إلى هذه المنطقة التي شهدت معاناة كبيرة.
وسيركز بارو على التأكيد على ضرورة وقف "انتهاكات القانون الدولي الإنساني"، خاصة في ظل التهم التي توجه إلى إسرائيل بارتكاب انتهاكات خلال حربها على قطاع غزة، كما أن إسرائيل حظرت نشاطات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في أراضيها وفي الضفة الغربية المحتلة، مما أعاق جهود الإغاثة في غزة.
وتأتي هذه الزيارة في سياق توتر العلاقات بين باريس وتل أبيب في الأسابيع الأخيرة بعد تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا فيها إلى وقف مبيعات الأسلحة المستخدمة في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، ورغم ذلك فإن بارو أكد أن "الحوار لم يتوقف يوما" بين الطرفين.
كما أعرب بارو عن أهمية دور الولايات المتحدة في إنهاء الصراع الإسرائيلي العربي، مشيرا إلى أنها تلعب "دورا رئيسيا في تحقيق السلام بالمنطقة، خاصة فيما يتعلق بالصراع في لبنان".
وشدد على ضرورة اعتماد الحوار والدبلوماسية بدلا من استخدام القوة، مشيرا إلى أن الحرب قد استمرت لفترة طويلة جدا.
وأشار وزير الخارجية إلى أن فرنسا ستعمل على التعاون مع أي فائز في الانتخابات الأميركية، قائلا إن هناك حاجة ملحة لبذل المزيد من الجهود الدولية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وتتزامن زيارة بارو مع جهود باريس وواشنطن للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، لكنها واجهت صعوبات، إذ لم تحقق تلك الجهود نجاحا حتى الآن.
وسبق أن زار بارو إسرائيل في الذكرى الأولى لعملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.