تحتضن باماكو أشغال المنتدى الأول للمناخ والسلام والأمن في منطقة الساحل، التي انطلقت أمس الخميس، تحت شعار "تعزيز الأمن المناخي في منطقة الساحل". ويعرف هذا الحدث، المنظم على مدى ثلاثة أيام، مشاركة فاعلين في مجال المناخ والأمن، ويهدف إلى تقديم إجابات تتعلق بتدبير النزاعات، والتكيف والتحسيس بأهمية قضايا المناخ.

كما يروم معالجة الإشكاليات المرتبطة بتغير المناخ والأمن في منطقة الساحل، والتذكير بأهمية العلاقة بين المناخ والسلام والأمن، وبالعوامل التي تؤدي إلى تفاقم هذه المخاطر والآثار على التنمية الإقليمية، من خلال التحليل الموثق والبيانات ذات الصلة، فضلا عن تيسير التبادلات بشأن الحلول والمقاربات التي يتم تنفيذها بشكل مشترك أو بصفة فردية من قبل المنظمات وفي الميدان.

 

وحسب المنظمين، فإن هذا المنتدى، الذي تتواصل أشغاله حتى يوم غد السبت، يهدف أيضا إلى دراسة فرص التنسيق والتعبئة الاستراتيجية للجهات الفاعلة المحلية والإقليمية وكذا للمانحين بهدف الاستجابة لمخاطر المناخ، وتحسين السياسات المناخية وآليات التمويل لدعم العمل المناخي الفعال وجهود بناء السلام، بتعاون وثيق مع مفوضية الاتحاد الإفريقي والهيئات الإقليمية والوطنية. وفي كلمة بالمناسبة، قال وزير البيئة والتطهير والتنمية المستدامة في مالي، مامادو ساماكي، إن الأمر يتعلق بتوحيد الجهود من أجل "تعزيز دمج الحلول المناخية في السياسة العامة والحكومية".

 

وأشار السيد ساماكي إلى أن هذا المنتدى يسعى إلى إتاحة "منصة للمشاركين من أجل مناقشة سبل منع نشوب النزاعات وإدارتها، والتدبير المستدام للموارد الطبيعية، وتدابير التكيف مع التغيرات المناخية وآليات تعزيز السلام والتماسك الاجتماعي".

 

وسجل في هذا السياق، أن حوالي 350 مليون شخص يواجهون أزمة أمنية تفاقمت بسبب تأثير تغير المناخ في منطقة الساحل.

 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: فی منطقة الساحل

إقرأ أيضاً:

الجزائر وطهران على درب تعزيز العلاقات.. لقاء بين وزيري خارجية البلدين

في خطوة تعكس متانة العلاقات الثنائية وتوجه البلدين نحو توطيد التعاون السياسي والإقليمي، استقبل وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، اليوم الثلاثاء، نظيره الإيراني، عباس عراقجي، بمقر وزارة الخارجية الجزائرية، حسب ما أفاد به التلفزيون العمومي.

لقاء في ظرف إقليمي حساس

وجاء هذا اللقاء بعد ساعات من وصول وزير الخارجية الإيراني إلى الجزائر صباح اليوم، في زيارة رسمية تدخل في إطار المشاورات السياسية بين البلدين حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

ووفق مصادر دبلوماسية، فإن المحادثات بين الجانبين تناولت تطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة ما تعلق بالقضية الفلسطينية، والأزمة في السودان، بالإضافة إلى ملفات التعاون الاقتصادي، وتنسيق الجهود داخل المنظمات الإقليمية والدولية.

إيران في قلب عاصفة جيوسياسية

تأتي زيارة الوزير الإيراني في وقت تمر فيه بلاده بمرحلة دقيقة على الصعيدين الداخلي والدولي، حيث تتعرض طهران لضغوط متزايدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، على خلفية تصاعد التوتر في منطقة الخليج، واستمرار الاتهامات الغربية لإيران بدعم حركات مسلحة في عدد من بؤر التوتر، أبرزها اليمن، سوريا، ولبنان.

وقد تصاعدت حدة التهديدات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة، بعد توجيه واشنطن تحذيرات مباشرة لإيران بشأن أنشطتها الإقليمية وبرنامجها النووي، مع فرض عقوبات جديدة طالت كيانات وشخصيات مرتبطة بالحرس الثوري. في هذا السياق المتأزم، تسعى طهران إلى كسر طوق العزلة عبر تعزيز علاقاتها مع دول الجنوب، لا سيما الجزائر، باعتبارها قوة إقليمية ذات مواقف مبدئية مستقلة.

الجزائر والساحل.. بين التحديات الأمنية والمنافسة الجيوسياسية

بالتوازي، تعيش الجزائر بدورها ظرفًا حساسًا في محيطها الإقليمي، خاصة في منطقة الساحل الإفريقي التي تشهد اضطرابات متصاعدة عقب سلسلة من الانقلابات العسكرية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو. وقد تسببت هذه التحولات في توتر علاقات الجزائر مع بعض هذه الدول، لا سيما بعد توجه الأنظمة الجديدة نحو التعاون العسكري مع قوى خارجية مثل روسيا وتركيا، في ظل تهميش نسبي للدور الجزائري التاريخي في المنطقة.

وتُعد منطقة الساحل أحد أبرز المجالات الحيوية للأمن القومي الجزائري، حيث تنظر الجزائر بقلق إلى تنامي النفوذ الأجنبي غير المنسق مع دول الجوار، وسط تحديات تتعلق بالإرهاب، الجريمة المنظمة، والهجرة غير الشرعية.




النفوذ الإيراني في إفريقيا.. طموحات هادئة

في هذا السياق، تسعى إيران هي الأخرى إلى تعزيز حضورها في الساحل الإفريقي، عبر قنوات متعددة تشمل العلاقات الدبلوماسية، وتقديم مساعدات صحية وتعليمية، إضافة إلى نشاطات ثقافية ذات طابع ديني. هذا التمدد الإيراني، رغم طابعه "الناعم"، يندرج ضمن استراتيجيتها لتعويض عزلة في مناطق أخرى، وبناء تحالفات مع دول تعاني من هشاشة سياسية وأمنية.

وقد يُنظر إلى هذا التقارب بين الجزائر وطهران كخطوة نحو تنسيق الرؤى بشأن مستقبل الساحل، خاصة إذا ما تم برؤية مشتركة ترفض التدخلات الأجنبية وتسعى لإيجاد حلول إفريقية خالصة للمشكلات المعقدة في المنطقة.

آفاق التعاون

ومن المنتظر أن تُتوّج هذه الزيارة باتفاقات أو تفاهمات تمهد الطريق لمزيد من التنسيق الثنائي، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تعرفها المنطقة، والتي تستدعي تكثيف الجهود الدبلوماسية والحوار بين الدول الفاعلة.

وتبقى الجزائر، وفق مراقبين، لاعبًا دبلوماسيًا متوازنًا يسعى للحفاظ على علاقات متينة مع مختلف الأطراف، بما في ذلك إيران، في إطار رؤية قائمة على عدم الانحياز، والدفاع عن مبادئ السيادة والوحدة الإقليمية.


مقالات مشابهة

  • دهب تحتضن بطولة "Winds of Sinai" بمشاركة أبطال العالم في الكايت سيرف
  • المغرب والاتحاد الأوروبي.. شراكة تجارية تحتضن منافسة محمومة
  • المقالات التي تعمل على تعزيز السلام والأمن على أرض السودان
  • الجزائر وطهران على درب تعزيز العلاقات.. لقاء بين وزيري خارجية البلدين
  • وزيرة البيئة: مشاركة الشباب في وضع وتنفيذ السياسات المناخية ضرورة لتحقيق الاستدامة
  • بمشاركة 15 دولة.. انطلاق فعاليات مؤتمر دولي للمناخ في أربيل (صور)
  • وزير الخارجية يناقش سبل تعزيز التعاون المشترك مع المسئول الأممي لقطاع الأمن والسلام
  • وزير الخارجية يناقش تعزيز التعاون مع المسئول الأممي لقطاع الأمن والسلام
  • جهة طنجة تحتضن المؤتمر السنوي الثاني لفيدرالية وكالات الأسفار بالأندلس
  • بمشاركة خبراء 100 دولة.. الرياض تحتضن المنتدى العالمي لإدارة المشاريع