رصد – نبض السودان

حذر مسؤول كبير في الأمم المتحدة من أن العنف ضد المدنيين في السودان “يقترب من الشر المطلق”، مع تصاعد القتال بعد مرور سبعة أشهر على بدء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان: “نحن نقول باستمرار أن الوضع مروع وكئيب لكن بصراحة، لا نملك الكلمات لوصف رعب ما يحدث في السودان”.

وأوضحت: “ما زلنا نتلقى تقارير مروعة ومستمرة عن العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي والاختفاء القسري والاعتقال التعسفي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وحقوق الطفل”.

وتابعت: “ما يحدث هو شر محض”، مشيرة إلى وجود تقارير عن تعرض فتيات صغيرات للاغتصاب أمام أمهاتهن، وقالت إنها تشعر بالقلق من خطر تكرار الإبادة الجماعية التي وقعت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في هذه المنطقة بغرب السودان.

ومنذ أبريل الماضي، تخوض القوات الموالية لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان حربا مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

وأشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى وجود تقارير تفيد بمقتل أكثر من 800 شخص على يد الجماعات المسلحة في أردمتا بغرب دارفور، وهي المنطقة التي كانت حتى الآن أقل تأثراً بالنزاع.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة وليام سبيندل: “لقد تلقينا هذه التقارير من الوافدين الجدد إلى تشاد، وهم لاجئون فارون من منطقة دارفور، ويتحدثون عن ميليشيا مسلحة تنتقل من منزل إلى منزل وتقتل الرجال والصبيان”، مضيفًا: “ورد أن عمليات القتل هذه حدثت في الأيام القليلة الماضية”.

وتضم أردمتا، من بين أشياء أخرى، مخيمًا للنازحين داخل السودان، حيث قالت المفوضية إن ما يقرب من 100 مأوى قد تم تدميره بالكامل. كما حذرت في بيان لها من حدوث عمليات نهب واسعة النطاق، بما في ذلك مواد الإغاثة التابعة للمفوضية.

وكرر رئيس المفوضية، فيليبو غراندي، تحذير نكويتا سلامي من خطر تكرار الفظائع التي اندلعت قبل عقدين من الزمن عندما أطلقت حكومة عمر البشير ميليشيا الجنجويد رداً على انتفاضة المتمردين.

وقال غراندي في بيان: “قبل عشرين عاماً، صدم العالم من الفظائع الفظيعة وانتهاكات حقوق الإنسان في دارفور.. نخشى أن تتطور ديناميكية مماثلة.”

وأوضحت المفوضية إنها تستعد لتدفق جديد للاجئين من المنطقة إلى تشاد، التي تستضيف بالفعل مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين.

وقُتل أكثر من 10 آلاف شخص في الصراع السوداني حتى الآن، وفقًا لتقدير متحفظ صادر عن مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها.

لكن جماعات الإغاثة والمسعفين حذروا مرارا وتكرارا من أن العدد الحقيقي يتجاوز الأرقام المسجلة، حيث لم يصل العديد من الجرحى والقتلى إلى المستشفيات أو المشارح.

وأدت الحرب إلى نزوح أكثر من 4.8 مليون شخص داخل السودان وأجبرت 1.2 مليون آخرين على الفرار إلى البلدان المجاورة، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: أممية تحذيرات تكرار سيناريو من الأمم المتحدة فی السودان

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: مخيم زمزم للنازحين في غرب السودان “شبه خال” بعدما سيطرت عليه قوات الدعم السريع

القاهرة: حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الخميس من أن مخيم زمزم للنازحين في غرب السودان أصبح “شبه خال”، بعد أقلّ من أسبوعين على سيطرة قوات الدعم السريع عليه في خضم الحرب الدائرة بينها وبين الجيش، وأفاد المكتب بفرار مئات آلاف الأشخاص هربا من المجاعة التي تضرب المخيم إلى مناطق مجاورة، ولا سيما مدينة الفاشر التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أشهر والتي تُعدّ آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور (غرب) ما زال الجيش يسيطر عليها.

وجاء في بيان لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن “مخيم زمزم للنازحين والذي كان يؤوي 400 ألف شخص على الأقلّ قبل النزوح، أصبح شبه خال”، وأضاف أن صورا التقطتها أقمار اصطناعية تظهر اندلاع حرائق هناك، مع ورود تقارير تفيد بأن قوات الدعم السريع تمنع البعض من المغادرة.

ووفق البيان فإن “النزوح من زمزم بصدد التمدّد إلى وجهات عدة… ووصل نحو 150 ألف نازح إلى مدينة الفاشر، كما انتقل 181 ألف شخص آخرين إلى طويلة”.

واندلع النزاع في السودان بين الحليفين السابقين، عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ونائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع في 15 أبريل/ نيسان 2023، وسرعان ما امتدت الاشتباكات التي بدأت في الخرطوم إلى معظم ولايات البلد المترامي الأطراف.

وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى، وأدت إلى تشريد 13 مليون شخص، وتسبّبت، وفق الأمم المتحدة، بأكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث من دون أن تلوح لها نهاية في الأفق.

ومخيم زمزم كان أول مكان تعلن فيه المجاعة في السودان في أغسطس/ آب الماضي.

وبحلول ديسمبر/ كانون الأول امتدت المجاعة إلى مخيمين آخرين في دارفور وفق تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.

واشتدت المعارك في إقليم دارفور غرب السودان بعد إعلان الجيش استعادته السيطرة على العاصمة الخرطوم.

(أ ف ب)  

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة “قلقة” إزاء تدهور أوضاع حقوق الإنسان بالفاشر
  • الأمم المتحدة: أكثر من 480 قتيلا شمال دارفور منذ 10 نيسان
  • هجرة مليون شخص.. مخيم زمزم في دارفور أصبح خاليًا بسبب الاشتباكات
  • الأمم المتحدة: مخيم زمزم للنازحين في غرب السودان “شبه خال” بعدما سيطرت عليه قوات الدعم السريع
  • الأمم المتحدة: نزوح جماعي من مخيم زمزم ويجب حماية المدنيين
  • نزوح جماعي في الفاشر.. والبرهان يتلقى رسالة من غوتيريش (شاهد)
  • البرهان يلتقي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة
  • الأمم المتحدة: نزوح جماعي من مخيم زمزم في السودان ويجب حماية المدنيين
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية
  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)