بعد يومين من الاعتداءات.. محللون يفندون مزاعم نتنياهو بالنصر في جنين
تاريخ النشر: 5th, July 2023 GMT
رغم المزاعم الإسرائيلية بتحقيق الأهداف التي اجتاح الاحتلال من أجلها مدينة جنين ومخيمها على مدى يومين، فإن محللين وسياسيين فندوا عمليا هذه المزاعم وأكدوا أن الاحتلال خرج من جنين خالي الوفاض يجر أذيال الهزيمة والفشل.
وسعيا لتبرير الواقع الذي خلصت إليه سلطات الاحتلال بعد زجها بقوات كبيرة إلى جنين، قال دان شفتيان رئيس مركز دراسات الأمن القومي في جامعة حيفا، إن إسرائيل مستعدة لدفع أي ثمن مقابل أن توفر الأمن والحماية لمواطنيها، وذلك في إشارة إلى مقتل جندي إسرائيلي في جنين وتدمير عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية.
وأكد شفتيان في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ 2023/7/5 أن إسرائيل مستعدة لتكرار اقتحام جنين مرات عدة حتى تصل إلى أهدافها المنشودة للقضاء على من سماهم "الإرهابيين"، مشددا على أن إسرائيل أثبتت مقدرتها على التعايش مع "العنف الفلسطيني" وفق تعبيره، ورغم هذا العنف فإنها تقدم أفضل الحياة لمواطنيها على عكس واقع حياة الفلسطينيين، لذلك ذهب للقول إن الفلسطينيين هم الذين سوف يخسرون فيما لو استمروا بتقديم الدعم وتوفير الحاضنة الاجتماعية لحركات المقاومة الفلسطينية.
تفنيد مزاعم إسرائيلوردا على ما تزعمه إسرائيل من تحقيق للأهداف التي أعلنت عنها مع بدء اجتياح جنين، قال المحلل السياسي محمد زيدان إن إسرائيل زعمت أنها تريد استعادة هيبتها، وتريد استعادة الأمن، وهذان أمران لم يتحققا لها، حيث خرجت من جنين بدون أن تتمكن من اعتقال أفراد المقاومة الفلسطينية، ولم تقو سوى على تحقيق الخراب والدمار في البنية التحتية.
وقلل زيدان من أهمية منشآت تصنيع الأسلحة التي زعمت إسرائيل أنها دمرتها في جنين، وقال إنها مجرد منشآت صغيرة بسيطة موجودة في منطقة آهلة بالسكان، وتعتمد على صناعات بسيطة مثل الغازات التي تُستخدم لنفخ البلالين، متسائلا هل هذا هو الإنجاز الذي يعتز به "جيش إسرائيل القوي؟".
وأما الأمان فتساءل زيدان أين الأمان الذي حصدته إسرائيل، في حين العالم كله شاهد عمليات التفجير والألغام التي استهدفت قواتها حتى في حالة الانسحاب؟ وتساءل أيضا أين تصنف إسرائيل عملية الدعس في تل أبيب؟ هل تتفق مع مواصفات الأمن الذي تتشدق به؟
أما المحلل السياسي عادل شديد فرأى أن اعتراف المحلل الإسرائيلي دان شفتيان بأن جذوة مقاومة الفلسطينيين لم تخبُ منذ 100 عام دليل على خيبة أمل إسرائيل وإخفاقها في جلب الأمان لمواطنيها، كما أكد أن توعد إسرائيل باقتحام جنين مرات عدة، خير دليل على أن الأهداف لم تتحقق.
ورأى أن أكبر إخفاق مُنيت به إسرائيل باقتحامها لجنين، هو أنها أرادت فكفكة الحالة الفلسطينية والتفرد بجنين، لكنها تفاجأت بتوحد قوى المقاومة وسط حاضنة شعبية لا يمكن كسرها أو اختراقها، ومستعدة وقادرة على توفير الدعم لقوى المقاومة.
السلطة الفلسطينيةوفيما يتعلق بصورة السلطة الفلسطينية في أذهان الشعب الفلسطيني أكد زيدان أن إسرائيل أرادت من وراء العملية أن تمهد الطريق أمام قوى السلطة الفلسطينية حتى تتمكن من القيام بأعمال الاحتلال بالوكالة، لكن ما جرى في جنين زاد من نقمة الشعب الفلسطيني على السلطة التي وقفت مكتوفة الأيدي غير قادرة على حماية سكان جنين.
وبالنسبة لموقف بعض القوى الإقليمية مثل الأردن ومصر وقدرتهما على التأثير على إسرائيل ووضع حد لاعتداءاتها على الشعب الفلسطيني، أكد زيدان أن ما حدث في جنين أثبت أن إسرائيل لا تأبه إلا بالموقف الأميركي، وأن واشنطن رغم كل توتر العلاقات بينها وبين تل أبيب أظهرت كالعادة الدعم الكامل لها ولم تتردد بشرعنة جرائمها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی جنین
إقرأ أيضاً:
أمن السلطة يعتقل 3 مطلوبين في جنين
أعلن الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية أنور رجب أنه تم القبض على 3 ممن وصفهم بالمطلوبين في منزل ببلدة سيلة الحارثية غربي جنين.
وكان الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية أكد أن الحملة الأمنية في مخيم جنين -والتي انطلقت تحت عنوان "حماية وطن"- مستمرة لملاحقة من سماهم "الخارجين عن القانون".
من جهتها، قالت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس إن "ما يحدث في مخيم جنين هو تقاسم وظيفي بين السلطة والاحتلال".
ورفضت الكتيبة الاتهامات التي يوجهها أمن السلطة إلى المقاومين، وقالت في بيان إن "هدف الحملة هو إنهاء المقاومة في المخيم".
حملة متزايدة واحتقان شعبيوتتواصل الحملة الأمنية التي تنفذها أجهزة الأمن الفلسطينية في مخيم جنين، والتي أسفرت عن 8 قتلى، بينهم 3 من عناصر الأجهزة الأمنية.
يأتي ذلك وسط تزايد الاحتقان الشعبي الفلسطيني داخل المخيم جراء الحصار المتواصل لليوم الـ16 على التوالي، والذي أدى إلى تفاقم المعاناة الإنسانية، وسط انقطاع الكهرباء والمياه ومنع إزالة النفايات.
ومنذ أكثر من أسبوعين تواصل قوات الأمن الفلسطينية عملية عسكرية في المخيم، في حين تقول كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن الحملة الأمنية تستهدفها.
إعلانووفق تصريح لناطق باسم كتيبة جنين للجزيرة، فإن السلطة الفلسطينية تريد "جنين بلا سلاح مقاومة".
يذكر أن إسرائيل تواصل حربها على غزة للشهر الـ15 على التوالي، وقد استشهد وأصيب أكثر من 154 ألف فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- ودُمرت أغلبية البنية التحتية من منازل ومدارس ومستشفيات.