في ختام الدورة لـ10 من "مؤتمر المكتبات".. 250 خبيراً من 14 دولة يشكلون مستقبل صناعة المكتبات
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
الشارقة - الوكالات
اختتم "مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات" الذي تنظمه "هيئة الشارقة للكتاب" بالتعاون مع "جمعية المكتبات الأمريكية" فعاليات دورته العاشرة، التي جمعت 250 مشاركاً من أمناء المكتبات والأكاديميين وقادة الفكر من 14 دولة حول العالم، وقدمت لهم فرصاً للتواصل وتبادل الرؤى والأفكار الرامية للنهوض بصناعة المكتبات.
وتعرف المشاركون في الدورة العاشرة من المؤتمر، التي أقيمت بالتزامن مع فعاليات الدورة الـ42 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، على أبرز التوجهات القائمة في قطاع المكتبات والتكنولوجيا الحديثة المستخدمة في تطويره، بالإضافة إلى سبل تقديم خدمات مبتكرة لتعزيز تفاعل القرّاء، واستكشاف التأثير الإيجابي للمكتبات في الحد من ظاهرة التغير المناخي.
وقال منصور الحساني، مدير إدارة خدمات الناشرين في "هيئة الشارقة للكتاب": "منذ انطلاقه قبل عشرة أعوام، أثرى (مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات) الحوار العالمي حول المكتبات، وشكّل منصة لتعزيز الابتكار والتعاون والتطور المستمر لصناعة المكتبات، وتبادل المعارف واستكشاف استخدام التكنولوجيا الحديثة وتكريم التميز في هذا القطاع، تأكيداً لالتزامنا بتشكيل مستقبل تلعب فيه المكتبات دورها الرائد كمراكز معرفية ملهمة، حيث يثبت نجاح هذا المؤتمر من خلال شراكتنا الاستراتيجية مع (جمعية المكتبات الأمريكية) بأن الإنجازات الكبيرة تتحقق عندما نتعاون معاً من خلال رؤية مشتركة لدعم قطاع المكتبات والكلمة المكتوبة".
وقال مايكل داولينغ، مدير مكتب العلاقات الدولية في جمعية المكتبات الأمريكية: "شكل الاحتفاء بعامنا العاشر هنا في الشارقة إنجازاً كبيراً، وأثبت استدامة هذا المؤتمر السنوي، فبفضل شراكتنا الاستراتيجية مع (معرض الشارقة الدولي للكتاب)، نجحنا بتعزيز مكانة المؤتمر، وفي الوقت نفسه، أتحنا لأمناء المكتبات من جميع أنحاء العالم فرص المشاركة في المعرض، وتوسيع قوائم فهارسهم وكتبهم، إلى جانب التواصل مع مجتمع الناشرين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة والعالم، فالشارقة مركز ثقافي رائد في المنطقة، وسعدنا بترحيب الإمارة بنا والدعم الكبير الذي قدمته لنا على مدار تلك السنوات العشر".
وأضاف: "ركزنا في دورة العام الجاري على مجالين أساسيين، التأثير الكبير لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي واستخدامها في صناعة المكتبات، وقضايا التغيّر المناخي والاستدامة، وكيف يمكن للمكتبات أن تساعد على توفير المعرفة وتعزيز الوعي والمساهمة في دعم هذه القضية العالمية، كما تضمنت دورة هذا العام عدداً من الموضوعات المهمة حول دور المكتبات في الارتقاء بالمهارات المهنية والتنمية البشرية، بالإضافة إلى تعزيز القراءة في المدارس، وتحسين المعايير التعليمية العالمية".
تزويد المكتبات بالأدوات اللازمة لإثراء العقول الشابة
وتضمنت فعاليات اليوم الختامي من المؤتمر ثماني جلسات نقاشية شهدت مشاركة نخبة من كبار خبراء صناعة المكتبات، سلطت الضوء على أهمية المكتبات المدرسية في إثراء العقول الشابة ومساعدة الطلاب على التغلب على التحديات التي تواجههم في حياتهم، بالإضافة إلى تأسيس ملحقات للأعمال والوظائف ومراكز البحوث داخل المكتبات.
وسلطت كلير ماكجواير، مسؤول السياسات في "الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات" (إفلا)، الضوء على دور وجهود الاتحاد في العمل المناخي، خلال جلسة بعنوان "المكتبات وتمكين العمل المناخي: السياسة والمناصرة والممارسة"، حيث استكشفت دور المكتبات - بدعم من الاتحاد - في المشاركة الفعالة بقضية تمكين العمل المناخي، مؤكدة أهمية المكتبات وأمنائها واتحادات وجمعيات المكتبات والدور الذي تلعبه في مناصرة قضايا البيئة والمناخ والدعوة لإيجاد حلول جذرية على جميع المستويات مع تنفيذ مبادرات عملية للتغلب على التحديات العالمية.
وتضمن برنامج اليوم الختامي نقاشات حول تكنولوجيا الواقع الافتراضي، حيث قدم المؤتمر للمتحدثين فرصة تبادل أفكارهم ورؤاهم حول استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي في المكتبات، موفراً لهم منصة لمناقشة "التعلّم القائم على المشروعات" وهو طريقة التدريس القائمة على التجارب العملية، والتي تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في مفهوم التعليم والتعلّم، وترسيخ التفكير النقدي والإبداعي، وتعزيز المرونة.
وتناولت آخر جلسات المؤتمر اتحادات وجمعيات المكتبات، موفرة رؤى قيمة حول الموارد والفرص المتاحة أمام العاملين في قطاع المكتبات، حيث استمع المشاركون إلى نخبة من ممثلي كبار اتحادات وجمعيات المكتبات على مستوى الدولة والعالم، ومنها "الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات" (أفلي)، و"جمعية المكتبات الأمريكية"، و"الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات" (إفلا)، وفي ختام المؤتمر، كرم المؤتمر المشاركين على مساهماتهم وإنجازاتهم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الشارقة الدولی
إقرأ أيضاً:
صناعة الغش: كيف تهدد السلع المقلدة مستقبل الاقتصاد العراقي
بغداد/المسلة: في ظل الأضواء المسلطة على أسواق العراق، تنتشر بشكل لافت ظاهرة الغش الصناعي، حيث تختلط البضائع الأصلية بالمقلدة في مشهد يعكس تحديات الإنتاج المحلي وصعوبة المنافسة مع المنتجات المستوردة.
ووفق معلومات متداولة بين التجار والمستهلكين، فإن السلع المغشوشة لم تعد محصورة بمنتجات محددة، بل امتدت لتشمل أصنافًا واسعة مثل السجائر، وبيض المائدة، والدجاج.
تحدثت مصادر من سوق جميلة التجاري ببغداد عن كيفية استيراد سلع منخفضة التكلفة من دول الجوار، ثم إعادة تغليفها بعبوات تحمل عبارات “صنع في العراق” لجذب المستهلكين.
وقال أحد العاملين في هذا المجال إن الفارق في الأسعار هو ما يجعل هذه الممارسات مربحة، لكنه أضاف أن هذا النوع من الغش يدمر سمعة المنتجات المحلية على المدى الطويل.
على منصة “إكس”، أثارت تغريدة للناشط الاقتصادي أحمد الربيعي جدلاً واسعًا، حيث كتب: “كيف يمكن للصناعة العراقية أن تنافس عندما يتم تسويق المنتجات المستوردة على أنها محلية؟ الغش يدمر كل فرص الثقة بالإنتاج الوطني.”
وردت عليه مواطنة تُدعى فاطمة علي قائلة: “حتى لو كانت المنتجات عراقية حقًا، من يضمن جودتها؟”.
تطبيق قانون حماية المستهلك رقم 1 لعام 2010 يواجه عراقيل جمّة. تحدث مصدر عن ضعف الرقابة وتفشي الفساد الإداري الذي يمنع تفعيل القانون بشكل جاد.
واعتبر الباحث الاجتماعي كريم الطائي أن “غياب ثقافة المستهلك الواعي ساهم في تفاقم المشكلة، حيث ينجذب كثيرون للمنتجات الأرخص بغض النظر عن جودتها أو مصدرها.”
وافادت تحليلات اقتصادية أن ظاهرة الغش الصناعي ليست فقط أزمة تجارية، بل تؤثر على الأمن الغذائي والاقتصادي للعراق. وأكد أحد الخبراء الاقتصاديين من محافظة البصرة أن الاستمرار بهذه الممارسات سيجعل من المستحيل بناء قاعدة إنتاجية صلبة تدعم الاقتصاد الوطني.
وقال تحليل اقتصادي نُشر مؤخرًا إن المصانع العراقية تعاني ضعفًا في القدرة الإنتاجية بسبب نقص الدعم الحكومي وارتفاع تكاليف الإنتاج، مما يدفع التجار للبحث عن البدائل الرخيصة، وإن كانت مقلدة.
في المقابل، رأى مواطن من الموصل أن “التجار ليسوا وحدهم الملامين، فالسياسات الاقتصادية الفاشلة هي التي جعلت السوق مرتعًا لهذه السلع.”
ومع توقعات استمرار هذه الظاهرة، يرى مختصون أن الحل يتطلب استراتيجية متكاملة تشمل تعزيز الرقابة الجمركية، وزيادة الدعم للمصانع الوطنية، وحملات توعية مكثفة للمستهلكين. وذكرت تدوينة على فيسبوك لصاحب متجر أدوات منزلية أن “الوعي المجتمعي هو خط الدفاع الأول، إذا توقف المستهلك عن شراء السلع المقلدة، لن تجد لها مكانًا في السوق.”
الجدل مستمر، لكن الحلول لا تزال غائبة، فيما يبدو أن الصناعة العراقية تقف على حافة تحدٍ كبير، بين طموح الانتعاش الاقتصادي وواقع الممارسات التجارية غير النزيهة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts