ذا هيل: خلافات أمريكية إسرائيلية حول احتلال غزة بعد الحرب
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
تثير حرب إسرائيل في غزة، تساؤلات حول كيفية إدارة القطاع الساحلي بمجرد انتهاء القتال، مما يكشف عن انقسام متزايد بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين حول هذه القضية.
وقال العديد من المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إنه لا ينبغي لإسرائيل أن تعيد احتلال غزة، وإن القطاع يجب أن يديره الفلسطينيون.
ويتناقض ذلك مع رسائل إسرائيلية، حيث تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالسيطرة على غزة "لأجل غير مسمى"، بمجرد أن يهدأ الوضع، رغم أنه لم يوضح بالضبط ما يعنيه ذلك بالنسبة للفلسطينيين.
ووفق تقرير لصحية "ذا هيل" الأمريكية، تعتمد إدارة ما بعد الصراع في غزة، على نتيجة الحرب، وما إذا كانت إسرائيل ستفي بمهمتها المتمثلة في القضاء على حركة "حماس" الفلسطينية، إلى جانب مقدار الدمار الذي يتم إلحاقه بهذه الغاية.
يقول نائب رئيس صندوق مارشال في الولايات المتحدة إيان ليسر: "العملية نفسها قد تستمر لفترة طويلة جداً، واعتماداً على الشكل الذي ستتخذه ومدى نجاحها، هناك احتمالات مختلفة".
وبحسب ما ورد، تتفق كل من إسرائيل والولايات المتحدة على عدم إمكانية عودة حماس إلى السلطة في غزة، ولكن الرسائل بشأن ما سيحدث بعد ذلك مشوشة.
وقال بلينكن إنه قد تكون هناك حاجة إلى فترة انتقالية في نهاية الحرب، لكن من الضروري أن يكون الشعب الفلسطيني محوريا في الحكم في غزة.
اقرأ أيضاً
السلطة الفلسطينية تبلغ أمريكا استعدادها لدور في غزة بمرحلة ما بعد حماس.. بشرط
وأضاف في مؤتمر صحفي عقد هذا الأسبوع: "نحن واضحون للغاية بشأن عدم إعادة الاحتلال، تمامًا كما نحن واضحون للغاية بشأن عدم تهجير السكان الفلسطينيين".
وتابع: "نحن بحاجة إلى رؤية وحدة الحكم والوصول إليها في الواقع عندما يتعلق الأمر بغزة والضفة الغربية، وفي نهاية المطاف بالدولة الفلسطينية".
والجمعة، أكد بلينكن مجددا أن الولايات المتحدة تعارض التهجير القسري للفلسطينيين من غزة وأي جهود لتقليص أراضيهان متابعا: "لا يجوز استخدام غزة كقاعدة للإرهابيين مرة أخرى".
فيما قال نتنياهو لقناة "إيه بي سي"، هذا الأسبوع، إنه ملتزم بضمان ما وصفه بعدم تعرض إسرائيل لمصير 7 أكتوبر/تشرين الأول مرة أخرى، ووعد بـ"واقع أمني جديد لمواطني إسرائيل".
وأضاف: "لفترة غير محددة، ستتحمل إسرائيل المسؤولية الأمنية الشاملة، لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نتحملها".
وفي حين أوضح نتنياهو في وقت لاحق أنه لا يسعى إلى إعادة احتلال غزة، إلا أنه قال إن إسرائيل ستتمتع بالسيطرة الأمنية الكاملة على القطاع الساحلي بعد الحرب.
ومن غير الواضح كيف سيبدو ذلك، وما إذا كان يعني وجودًا إسرائيليًا على طول حدود غزة أو يشمل السيطرة داخل المنطقة نفسها.
اقرأ أيضاً
ميدل إيست آي: مصر أبلغت أمريكا بعدم قدرة إسرائيل على هزيمة حماس
وسيطرت إسرائيل على غزة من عام 1967 إلى عام 2005، عندما انسحبت منها في أعقاب انتفاضة فلسطينية كبرى.
وتحكم حماس قطاع غزة منذ عام 2007، لكن الجماعة تقاتل الآن من أجل البقاء بعد أن شنت هجومًا مفاجئًا على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقتلت 1200 شخص، وفقًا للأرقام الإسرائيلية المعدلة.
لكن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، قال لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن إسرائيل تريد أن تكون المنطقة تحت إشراف تحالف دولي يضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول ذات الأغلبية المسلمة أو أن يديرها قادة سياسيون محليون في غزة.
وكانت "رويترز" ذكرت قبل أيام، أن المناقشات تشمل نشر قوة متعددة الجنسيات في غزة بعد الصراع، وتشكيل إدارة مؤقتة بقيادة فلسطينية تستبعد ساسة "حماس"، ودوراً مؤقتا في الأمن والحكم للدول العربية المجاورة وإشرافاً مؤقتاً للأمم المتحدة على القطاع.
وأقر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تجري "مناقشات نشطة" مع إسرائيل حول هذه القضية، لكنه امتنع عن الحديث عن نوايا إسرائيل المحددة.
وفي حين رفضت إسرائيل حملة الضغط العالمية التي تدعو إلى وقف إطلاق النار، فإنها تظل عرضة للضغوط من الولايات المتحدة، شريكها الأمني الرئيسي.
ووافقت إسرائيل على التنفيذ الرسمي لهدنة إنسانية لمدة 4 ساعات كل يوم بعد ضغوط من إدارة بايدن .
اقرأ أيضاً
واشنطن: إعادة احتلال إسرائيل لغزة ليس بالشيء الصحيح
يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة هوفسترا والمتخصص في الصراع الدولي بول فريتز، إنه ينظر إلى الحوار الجاري باعتباره "مساومة بين حلفاء ذوي أهداف مختلفة".
ويضيف: "هناك بالتأكيد بعض الخلافات الكبيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إلى جانب بعض الدول الأخرى في النظام الدولي، ولكن هذا النوع من الدبلوماسية الهادئة الجارية قد تؤتي بعض الثمار".
ووفق موقع "ذا هيل"، فإن الحرب في غزة تقسم الولايات المتحدة إلى معسكر متضامن مع الفلسطينيين ومعسكر داعم لإسرائيل، وأي احتلال إسرائيلي بعد القتال لن يؤدي إلا إلى توسيع هذه الانقسامات.
ومن الممكن أن يثير الاحتلال أيضًا المزيد من الغضب ضد إسرائيل، بما في ذلك بين أولئك الذين ما زالوا يدعمون حربها الانتقامية.
وفي مجلس الشيوخ، لم ينضم التقدميون مثل السيناتور بيرني ساندرز (الجمهوري عن ولاية فيرمونت) وإليزابيث وارن (ديمقراطية عن ولاية ماساشوستس) إلى الدعوات لوقف إطلاق النار، لكنهم أصدروا بيانات تعارض أي احتلال محتمل.
وكتبت وارن على موقع "إكس" (تويتر سابقا)، أن "للفلسطينيين الحق في تقرير مستقبلهم.. الاحتلال العسكري الإسرائيلي لغزة يقوض الجهود الرامية إلى بناء دولتين مستقلتين تعززان احترام كل إنسان".
وبدلاً من الاحتلال، دعمت الولايات المتحدة فكرة قيام السلطة الفلسطينية، التي تحكم الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، بالسيطرة أيضاً على قطاع غزة.
اقرأ أيضاً
وول ستريت جورنال: أمريكا تناقش 4 خيارات لغزة بعد حماس.. أحدها خطير
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حماس فلسطين بايدن نتنياهو أمريكا حكم غزة ما بعد حماس الولایات المتحدة اقرأ أیضا فی غزة
إقرأ أيضاً:
إيران تندد باعتراف إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال إسماعيل هنية في طهران
نددت إيران، اليوم الأربعاء، باعتراف إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال إسماعيل هنية، زعيم حركة حماس السابق في طهران، في وقت مبكر من هذا العام، مُتهمة الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جريمة بشعة، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية».
ماذا قالت إسرائيل؟وتوعّد يسرائيل كاتس، وزير دفاع دولة الاحتلال الإسرائيلي، قادة الحوثيين بتدمير بنيتهم التحتية وقطع رؤوس قادتهم، على غرار ما فعلته إسرائيل مع حزب الله اللبناني وحماس.
وذكر كاتس، في أول اعتراف بأن إسرائيل كانت وراء اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران، قائلا: «سنضرب الحوثيين بقوة، ونستهدف بنيتهم التحتية الاستراتيجية، ونقطع رؤوس قياداتهم، تمامًا كما فعلنا مع هنية، ويحيى السنوار، وحسن نصر الله في طهران وغزة ولبنان، وسنفعل ذلك في الحديدة وصنعاء».
ماذا قال مندوب إيران؟وقال أمير سعيد إرافاني، مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة: «هذه هي المرة الأولى التي يقر فيها كيان الاحتلال بوقاحة بمسؤوليته عن ارتكاب هذه الجريمة البشعة».
وفي يوليو الماضي، أعلنت حركة حماس الفلسطينية اغتيال إسماعيل هنية، في هجوم إسرائيلي على مقر إقامته في طهران بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.