(فاينانشيال تايمز): تزايد حدة الخلاف بين أمريكا وإسرائيل مع ارتفاع أعداد الضحايا الفلسطينيين في غزة
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر صباح اليوم السبت أن حدة الخلاف بين واشنطن وإسرائيل تزايدت في الأيام الأخيرة مع تجاوز أعداد الضحايا الفلسطينيين من جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر إلى ١١ ألفا بنحو دفع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إعلان صراحة أن عددًا كبيرًا جدًا من الفلسطينيين قتلوا في الحرب بين إسرائيل وحماس.
وذكرت الصحيفة في مستهل تقرير، نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أن الولايات المتحدة كررت دعوتها إلى مزيد من الإجراءات لحماية المدنيين الفلسطينيين مع تزايد رقعة الخلاف بين واشنطن وإسرائيل، وقال يلينكين إن "عددا كبيرا جدا من الفلسطينيين" يقتلون في الحرب الإسرائيلية ضد حماس، مما يزيد من الضغوط الدولية على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن عدد القتلى في غزة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يتحدث أمس الجمعة بعد أن قال مسئولون فلسطينيون إن الجيش الإسرائيلي قصف مستشفيات في شمال غزة، حيث يحتمي آلاف الأشخاص من القصف الإسرائيلي على القطاع المحاصر.
وفي حديثه في الهند، قال بلينكن إن الولايات المتحدة تريد أن تفعل “كل ما هو ممكن” لمنع إلحاق الضرر بالفلسطينيين وزيادة المساعدات مضيفا
أنه "لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به لحماية المدنيين والتأكد من وصول المساعدات الإنسانية إليهم، لقد قُتل عدد كبير جدًا من الفلسطينيين، وعانى عدد كبير جدًا خلال الأسابيع الماضية".
من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وقف إطلاق النار، قائلا إن إسرائيل يجب أن تتوقف عن قتل الأطفال والنساء في غزة قائلا لبي بي سي: "في الواقع اليوم، يتم قصف المدنيين.. هؤلاء الأطفال، هؤلاء السيدات، هؤلاء كبار السن تعرضوا للقصف والقتل، لذلك لا يوجد سبب لذلك ولا شرعية. ولذلك فإننا نحث إسرائيل على التوقف فورا".
تعليقا على ذلك، أكدت "فاينانشيال تايمز" أن تعليقات بلينكن الأخيرة تسلط الضوء على زيادة الاحتكاك بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن استمرار الأخيرة في حربها ضد حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية التي تسيطر على غزة منذ عام 2007.
وقالت الصحيفة: على الرغم من أن واشنطن لم تدعو إلى وقف إطلاق النار، إلا أن الولايات المتحدة ظلت تضغط من أجل فترات هدنة إنسانية إضافية في القتال للسماح بدخول المزيد من المساعدات وتسهيل الجهود الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم حماس في هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي. كما حددت الولايات المتحدة رؤية لغزة ما بعد الحرب تختلف بشكل حاد عن رؤية إسرائيل.فهي تريد أن تتولى السلطة الفلسطينية، منافس حماس، إدارة غزة، وأن تنهي إسرائيل حصارها المستمر منذ 16 عاما على القطاع الذي أدى إلى إفقار الفلسطينيين دون إضعاف الجماعة المسلحة.
وأضافت أن تعليقات نتنياهو الأخيرة تشير، مع ذلك، إلى تباين وجهات نظرهما حيث نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء قوله لمجموعة من الزعماء الإقليميين من جنوب إسرائيل أمس الجمعة إنه في نهاية الحرب "ستكون هناك سيطرة أمنية إسرائيلية كاملة على قطاع غزة، بما في ذلك نزع السلاح بالكامل". وفي الوقت نفسه، تواجه إسرائيل تدقيقًا متزايدًا بشأن هجماتها على البنية التحتية المدنية في غزة.
وقال مسئولون فلسطينيون إن الغارات الجوية الإسرائيلية أمس الجمعة أصابت مستشفيات ومدرسة مما أدى إلى سقوط عدة قتلى. وأضافوا أن الصواريخ سقطت في باحة مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة، والذي أصبح ملاذا حاسما لآلاف الأشخاص الذين يحاولون الهروب من القصف الإسرائيلي.
وذكر بيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية استهدفت مستشفى الشفاء “خمس مرات متتالية” وما زالت تقصف المنطقة.. وأضاف أنهم يحاصرون أيضًا مستشفيي الرنتيسي والنصر للأطفال، "مما يعرض حياة آلاف المرضى والطواقم الطبية والنازحين للموت المحقق بسبب الجوع والعطش والقصف المباشر".
وقالت وزارة الصحة إن 11078 فلسطينيا استشهدوا في القصف الإسرائيلي على غزة، وهو رقم، حسبما ابرزت الصحيفة، يفوق بكثير إجمالي عدد القتلى في الحروب الثلاثة السابقة التي خاضتها إسرائيل ضد حماس.
وتزعم إسرائيل أن مستشفى الشفاء يقع فوق مركز قيادة حماس وشبكة كثيفة من الأنفاق تحت الأرض التي تستخدمها الجماعة المسلحة. واتهمت حماس باستخدام الأشخاص في المستشفى والبنية التحتية المدنية الأخرى كدروع بشرية.
في ضوء ذلك، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن المستشفيات في غزة "وصلت إلى نقطة اللاعودة"، مما يعرض حياة الآلاف من الأشخاص للخطر.. ولم يتم إنقاذ مستشفيات الأطفال. مشيرة إلى أعمال العنف، بما في ذلك مستشفى النصر، الذي تعرض لأضرار جسيمة بسبب الأعمال العدائية، ومستشفى الرنتيسي، الذي اضطر إلى وقف عملياته. وأضافت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن موظفيها الذين حاولوا إيصال الإمدادات الطبية شهدوا مشاهد "مروعة" "ازدادت سوءا الآن بسبب تصاعد الأعمال العدائية"، ووصفت الدمار بأنه "أصبح لا يطاق".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل مستشفى الشفاء نتنياهو الفلسطينيين واشنطن الولایات المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مبعوث ترامب يغضب إسرائيل بوصف رجال حماس بـ"اللطيفين"
أثار آدم بوهلر مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الأسرى، بتصريحات وصف فيها عناصر حماس بأنهم "لطيفون" حالة من الغضب في إسرائيل التي تسعى لشيطنة الحركة الفلسطينية، ما أجبره على التراجع عنها تحت ضغط تل أبيب.
والأسبوع الماضي، التقى بوهلر بمسؤولين كبار من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة ومن بينهم 5 أمريكيين.
وعن اللقاء قال في حديث لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، الأحد، إن رجال حماس "لطيفون جدا".
ووفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أجرى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مكالمة هاتفية متوترة مع بوهلر "عندما علمت إسرائيل بالمحادثة غير المسبوقة".
* انتقادات رسمية
وتعليقا على تصريحات بودلر، قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش في مقابلة مع هيئة البث العبرية، الاثنين: "لقد ارتكب (بوهلر) خطأ".
وأضاف: "من الواضح أن نواياه طيبة، لكنها أضرّت بجهودنا وتجعل حماس تشدد مواقفها. آدم بوهلر ليس المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، هذا دور (ستيف) ويتكوف ونحن ننسق معه بشكل كامل".
من جهته، زعم عضو الكنيست سيمحا روثمان رئيس لجنة الدستور بالكنيست (البرلمان) أن "آدم بوهلر وكل من يجري مفاوضات مباشرة مع حماس يسببون ضررا هائلا لعودة المختطفين"، وفق صحيفة "يسرائيل هيوم".
من جانبه، أكد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون للقناة 14 العبرية، على أنه "قد تكون هناك أصوات مختلفة - ولكن في النهاية فإن الولايات المتحدة تتفق مع رأينا فيما يتعلق بإعادة المختطفين وإزالة حماس من المعادلة".
وإثر ردود الفعل المنتقدة والمهاجمة، اضطر بوهلر "بعد الكثير من الانتقادات، وربما بعد توبيخه" إلى نشر تدوينة تنصل فيها من تصريحاته التي أثنى فيها على حماس، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
ومساء الأحد، قال بوهلر في منشور على إكس جاء بعد الانتقادات: "أريد أن أوضح أن هناك من أساء الفهم - حماس منظمة إرهابية قتلت الآلاف من الأبرياء، لن يكون أي عضو في حماس آمنًا إذا لم تطلق سراح جميع المختطفين على الفور"، وفق تعبيراته.
اجتماعات الدوحة "بموافقة ترامب"
وفي وقت سابق، كشف بوهلر في حديث لهيئة البث العبرية، عن مقترحات حماس في محادثات مباشرة أجراها مع كبار مسؤوليها وألمح إلى أن الولايات المتحدة "لا تستبعد هدنة لعدة سنوات" بين الحركة وإسرائيل.
وأضاف أن حماس "عرضت صفقة تتضمن إطلاق سراح جميع المختطفين والسجناء، ووقف إطلاق نار لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات".
وتابع بوهلر أنه "خلال هذه الفترة ستنزع حماس سلاحها، وأن الولايات المتحدة إلى جانب دول أخرى، ستساعد في ضمان عدم وجود أنفاق أخرى، وألا يكون هناك المزيد من النشاط العسكري، وألا تشارك حماس في السياسة من الآن فصاعدا"، وفق قوله.
وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، قال: "أجرينا مناقشات حول الشكل الذي قد تبدو عليه النهاية، ويمكنني أن أقول إن حماس تهدف إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد".
وأضاف: "تحدثنا عن وقف إطلاق نار يشمل نزع سلاح حماس، حيث لن يكونوا جزءًا من الحياة السياسية، وسنتأكد من أنهم لا يستطيعون إلحاق الأذى بإسرائيل"، وفق تعبيره.
ولم يستبعد مبعوث ترامب لشؤون الأسرى في حديث لشبكة "سي إن إن"، الأحد، عقد اجتماعات إضافية مع حماس، مضيفا أن "شيئا ما قد يحدث بشأن غزة والمختطفين خلال أسابيع"، دون تفاصيل.
لكنه أضاف: "المحادثات مفيدة للغاية، أعتقد أن جميع المختطفين قد يتم إطلاق سراحهم، وليس الأمريكيين فقط".
وفي إشارة إلى أن إسرائيل غير سعيدة بحقيقة أن البيت الأبيض يجري محادثات مع حماس، قال بوهلر: "أنا أفهم لماذا الإسرائيليون غاضبون، ولكن نحن الولايات المتحدة - لسنا عملاء لإسرائيل، ولدينا مصالحنا الخاصة".
وأضاف: "ربما سألتقي بهم (الإسرائيليين) وأقول لهم: ليس لديهم (حماس) قرون تنمو على رؤوسهم، إنهم في الواقع رجال مثلنا، رجال لطيفون".
وأضاف أن الاجتماعات مع ممثلي حماس "وافق عليها ترامب، وكانت مفيدة للغاية في الترويج لإطلاق سراح الرهائن".
والاثنين، قال متحدث "حماس" عبد اللطيف القانوع في بيان، إن المفاوضات التي جرت مع الوسطاء المصريين والقطريين وبوهلر ارتكزت على إنهاء حرب الإبادة الجماعية والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وعملية إعادة الإعمار.
وأوضح أن الحركة التزمت بشكل كامل في "المرحلة الأولى من الاتفاق"، لافتة إلى أن أولوياتها في الوقت الحالي ترتكز على إيواء فلسطينيي غزة وإغاثتهم وضمان وقف دائم لإطلاق النار.
وحسب "يديعوت أحرونوت" فإن بوهلر (51 عاما) الذي جرى تعيينه في منصبه قبل نحو 3 أشهر، هو يهودي أمريكي مؤيد لإسرائيل.
ووُلِد بوهلر في نيويورك لأبوين يهوديين، وكان زميله في السكن في جامعة بنسلفانيا صهر ترامب، جاريد كوشنر.
ووفق الصحيفة، عمل بوهلر وهو رجل أعمال وصاحب شركة استثمار عملاقة في مجال الرعاية الصحية، وسيطًا نيابة عن ترامب خلال ولايته الأولى (2018- 2021) في اتفاقيات إبراهيم بين إسرائيل وكل من البحرين والإمارات العربية المتحدة والمغرب والسودان.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وفي 1 مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" إسرائيل، بدأ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ يرغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين، دون تنفيذ التزامات هذه المرحلة، ولاسيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.
ولذلك زعم نتنياهو في 8 مارس، أن "حماس" ترفض التجاوب مع مقترح أمريكي لوقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، مبررا بذلك استخدامه سلاح "التجويع" المحرم دوليا، بمنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة في 2 مارس الجاري.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
في المقابل أكدت "حماس" مرارا التزامها بالاتفاق وطالبت بإلزام إسرائيل به، ودعت الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية، واعتبرت قرار منع المساعدات "ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلابا سافرا على الاتفاق".
ويواصل نتنياهو تحديه للقانون الدولي، ويتجاهل إصدار المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مذكرتي اعتقال بحقه هو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.