محلل إسرائيلي عن مصدر عسكري: المقاومة الفلسطينية تحتفظ بمعظم قوتها
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
قال المحلل الإسرائيلي الشهير بن كاسبيت في مقال له على موقع المونيتور الأمريكي أن جيش الاحتلال قد اختار عملية بطيئة الحركة، والتقدم برويّة في المناطق المكتظة بالسكان في غزة .
وبحسب بن كاسبت فإن ضباط جيش الاحتلال يرون أن القوات تتقدم بشكل أسرع مما كان متوقعا لكنهم ما زالوا يدركون أن القضاء على حماس سوف يستغرق أسابيع، إن لم يكن أشهرا "وهو الوقت الذي لا تملكه القيادة الإسرائيلية بالضرورة" .
وأضاف أنه لتمهيد الطريق للقوات البرية وتقليل الخسائر في صفوف القوات في غزة، يقوم سلاح الجو لدى الاحتلال بقصف المناطق مقدما، مما يساعد الوحدات المدرعة والهندسية على تحديد موقع البنية التحتية وتفكيكها ويكشف مدى استخدام حماس للمباني السكنية.
وقال أنه : "في أعقاب بداية الحرب القاتمة بعد الفشل الذريع للجيش الإسرائيلي في الكشف عن هجوم 7 أكتوبر يبدو أن الجيش قد استعاد عافيته و إن كبار الضباط في إسرائيل راضون بشكل خاص عن التنسيق غير المسبوق بين القوات البرية والجوية والبحرية".
لكنه يضيف أنه ومع ذلك: "يعترف القادة بأن حماس، رغم تكبدها خسائر فادحة وتدمير البنية التحتية في شمال غزة، لا يبدو أنها قريبة من نقطة الانهيار"
ونقل بن كاسبت عن مصدر عسكري إسرائيلي وصفه بـ"الرفيع" رفض الكشف عن هويته: "إنهم (أي المقاومة) يحتفظون بمعظم قوتهم" مضيفاً "إنهم يختبئون تحت الأرض. إنهم متنقلون ويمكنهم السفر من الجنوب إلى الشمال عبر مترو الأنفاق"، في إشارة إلى شبكة الأنفاق الواسعة التي حفرتها حماس تحت غزة.
وأشار الضابط أن هيكل القيادة والسيطرة التابع لحماس تحمل العبء الأكبر من الأضرار حتى الآن، حيث لم يصب معظم مقاتليها الذين يقدر عددهم بـ 20 ألف مقاتل بأذى على حد قوله .
ويرى العقيد بيني أهارون، قائد لواء الدبابات 401 بأن القوات المتقدّمة تحاول التعويض، إلى أقصى حد ممكن، عن فشل الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر.
أهارون هو "دي جي" هاوٍ ويشارك بشكل منتظم في مهرجان Tomorrowland السنوي لموسيقى التكنو في بلجيكا ويقوم في هذه الأيام، يعزف موسيقى التكنو لقواته ليلاً عندما يتوقفون للراحة. وعندما سئل عما إذا كان سيصل إلى المهرجان في يوليو 2024، تردد في البداية قبل الإجابة.
وقال في مقابلة مع الصحفية إيلانا ديان في برنامج "عوفدا" على القناة 12 العبرية : "نحن بحاجة إلى الوقت". "أريد أن أنقل هذه الرسالة إلى صناع القرار، يجب ألا نعود قبل أن ندمر حماس".
ووصف ضابط آخر في جيش الاحتلال مدينة غزة بأنها : "مدينة مزدحمة للغاية، وفيها مدينة تحت الأرض بها مئات الكيلومترات من الأنفاق، تم بناؤها بحيث يمكنها إيواء قوات كبيرة وإمدادات وأكسجين وأجهزة قيادة وسيطرة، وأعمدة لا نهاية لها يمكن أن تنبثق منها في قلب قوات الجيش الإسرائيلي، وتضربها وتعود على الفور إلى أعماق الأرض. للتغلب على كل هذا، تحتاج إلى وقت".
وعلى الرغم من رغبات الجنود، فمن غير المرجح كما يقول بن كاسبت أن يكون لدى "إسرائيل" أشهر أو حتى أسابيع لتنفيذ مهمتها حيث تشن إدارة بايدن إجراءً خلفيًا ضد المشاعر القوية المؤيدة للفلسطينيين والضغوط السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، مما يزيد الضغط على حكومة الحرب للاحتلال.
وأشار إلى انه على الرغم من أن اسرائيل تواصل معارضتها الشديدة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية دون إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة والذين يقدر عددهم بنحو 240 ، إلا أنها استجابت لطلب البيت الأبيض بـ "هدنة إنسانية" لعدة ساعات في اليوم للسماح لسكان غزة بتخزين المواد الغذائية. الإمدادات وطلب الرعاية الطبية. وتخشى إسرائيل أن تسمح فترات الهدوء هذه لحماس بإعادة تنظيم صفوفها.
وبغض النظر عن الكيفية التي تنتهي بها المرحلة الحالية من الحملة ضد حماس، فإن إسرائيل تظل عازمة على إطلاق العنان لإرسال قواتها إلى غزة للقيام بعمليات موجهة ضد حماس، بحسب المحلل.
وسوف تكون هذه الإستراتيجية مماثلة للغارات التي تشنها إسرائيل كل ليلة تقريباً في الضفة الغربية والتي سمحت لها بتفكيك البنية التحتية لحماس - على حسب زعم بن كاسبت- وبالتالي إحباط جهود الحركة لترسيخ وجودها هناك وفي الوقت نفسه دعم سلطة عباس .
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة جيش الاحتلال غزة حماس حماس غزة جيش الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تكرار الهجوم والانسحاب.. حلقة مفرغة دموية يدور بها الاحتلال شمال غزة
سلط تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، الضوء على الاستراتيجية العسكرية التي تنفذها إسرائيل في شمال غزة، والتي تعتمد على القصف المكثف مع انسحابات تكتيكية، وآثارها المدمرة التي أدت إلى معاناة مستمرة لسكان شمال غزة.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن "القوات الإسرائيلية عندما بدأت حربها على غزة السنة الماضية، استهدفت شمال غزة، وهي منطقة تمتد عبر مراكز حضرية مكتظة ومزارع فراولة صغيرة بالقرب من الحدود مع إسرائيل".
وأضافت، أنه "بعد مرور سنة تقريبًا يتكرر ذلك مرة أخرى، حيث تركز الهجوم الإسرائيلي على مدى الأسابيع الخمسة الماضية على شمال غزة، والذي شهد بعضا من أشد الهجمات عنفًا حتى الآن. وفي محاولة للقضاء على ما أسماه الجيش الإسرائيلي احتمال عودة حماس، قامت القوات والدبابات والطائرات المسلحة بقصف المنطقة بشكل شبه يومي، ما أدى إلى تشريد 100 ألف ساكن وقتل أكثر من 1000" وفقا للأمم المتحدة.
وقد أفاد العديد من السكان، وطبيب محلي بأن هناك الكثير من الجثث، لدرجة أن الكلاب الضالة بدأت تنهشها في الشوارع.
إبادة شعب بأكمله
وقال إسلام أحمد، وهو صحفي مستقل من شمال غزة يبلغ من العمر 34 سنة، واصفًا دفن جيرانه في مقبرة جماعية، إن الحياة خلال الأسابيع الأربعة الماضية يمكن تلخيصها بأن شعبا بأكمله يتعرض للإبادة.
وأوضحت الصحيفة أن "عودة القتال إلى أقصى شمال قطاع غزة تُظهر أن النهج الذي تتبعه إسرائيل أدى إلى ما يشبه الدوامة الدموية، حيث يطارد الجيش الإسرائيلي مقاتلي حماس في دوائر مفرغة".
وقد قارن مسؤولان أمنيان إسرائيليان ذلك باستراتيجية جز العشب، مستخدمين عبارة متداولة بين المسؤولين الإسرائيليين منذ سنوات، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويقولان إنه في كل مرة تنمو فيها خلايا حماس من جديد، تعود القوات الإسرائيلية لقطعها، وفقا للصحيفة.
ويعكس هذا النوع من القتال الدوري بحسب التقرير، "استراتيجية إسرائيل الغامضة في الحرب التي دخلت الآن شهرها الرابع عشر؛ فقد قضت إسرائيل على جزء كبير من القيادة العسكرية العليا لحماس، وقتلت الآلاف من مقاتليها، ودمرت العديد من أنفاقها، ومع ذلك لم تُظهر إسرائيل أي مؤشر على التراجع".
واعتبرت الصحيفة أن ذلك يعود جزئيًا إلى أن القوات الإسرائيلية تجنبت السيطرة على الكثير من الأراضي، كما لم يلتزم نتنياهو بخطة قابلة للتطبيق بعد الحرب، وقد ملأت حماس الفراغ الناتج عن ذلك.
وكانت القوات الإسرائيلية قد غادرت شمال غزة السنة الماضية بعد أن دكت المنطقة، وفي أيار/ مايو عادت في نوبة جديدة واستعادت جثث سبع أسرى احتجزتهم حماس، ثم غادرت مرة أخرى، وأعاد مقاتلو حماس تجميع صفوفهم قبل أن يعود الجيش الإسرائيلي من جديد.
وأكد مسؤول أمني إسرائيلي كبير تحدث للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته، أن الهدف هذه المرة هو عزل مقاتلي حماس في شمال غزة عن بقية المقاتلين في القطاع، مبينا أن إسرائيل اعتقلت 500 فرد ممن يُشتبه بانتمائهم لحماس، وقتلت 750 آخرين في شمال غزة الشهر الماضي.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي شجع المدنيين على الإخلاء لكنه لم يرصد الخسائر في صفوف المدنيين، موضحا أن القوات الإسرائيلية تخطط للبقاء لمدة شهر آخر على الأقل.
وقال غادي شمني، وهو جنرال متقاعد، وكان قائدًا للقوات الإسرائيلية في غزة، إن الاحتلال الكامل سيتطلب موارد هائلة، لكن النهج الحالي هو حل مؤقت له عواقب وخيمة على السكان.
وأكد شمني أن حماس ستستعيد السيطرة بمجرد انسحاب الجيش الإسرائيلي، معتبرا أن المشكلة الرئيسية أن الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو يحاولان تجاوز الحل الحقيقي المتمثل في إيجاد بديل لحماس في حكم غزة.
وضع كارثي
وذكرت الصحيفة أن الوضع على الأرض أكثر سوءًا مما كان عليه قبل سنة؛ فالبنية التحتية تتداعى، والمساعدات الإنسانية مقيدة، وقد غادر العديد من طواقم الإنقاذ ومنظمات الإغاثة، وقالت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة إن المجاعة "وشيكة" في شمال غزة.
وقال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني إنه أوقف رسميًا عمليات الإنقاذ في المنطقة الشهر الماضي بسبب المخاطر الشديدة، وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني، وهو إحدى منظمات الإغاثة القليلة التي لا تزال تعمل هناك، أنه لا توجد سيارات إسعاف يمكنها الوصول إلى المناطق الأكثر تضررًا في شمال غزة.
كما أن المستشفيات على وشك الانهيار، مما يؤدي إلى وفاة العديد من المرضى الذين يمكن علاجهم.
وأصدر الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في جباليا، نداءً عاجلاً في 30 تشرين الأول/ أكتوبر قال فيه إن المستشفى يواجه نقصًا في الجراحين وإن لديه العديد من الضحايا الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن القوات الإسرائيلية قصفت المستشفى، بينما أكدت منظمة الصحة العالمية أن إحدى الغارات الإسرائيلية دمرت إمدادات طبية كانت قد سلمتها للمستشفى قبل أيام.
وقال الدكتور أبو صفية الأسبوع الماضي إن العاملين في المستشفى ما زالوا محاصرين، مؤكدًا أن مناشدتهم للعالم والمنظمات الدولية والإنسانية لم تلق استجابة.
كما أكدت الأمم المتحدة أن إسرائيل قطعت المساعدات الإنسانية تقريباً عن شمال غزة، وقد انتهت المهلة التي حددتها الولايات المتحدة لإسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات هذا الأسبوع.
ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، بقي في المنطقة أقل من 95,000 شخص، أي خُمس عدد سكانها قبل الحرب، بينما قال مسؤولون إسرائيليون إن عددهم أقل بكثير، وهو ما يصفه الفلسطينيون بأنه خطة إسرائيلية لإخلاء شمال غزة من سكانه بشكل دائم.
صمود فلسطيني
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل أجبرت سكان غزة منذ بداية الحرب على الهجرة جنوبًا، على الرغم من أنها قصفت الجنوب أيضًا بشكل متكرر.
وقد اعترفت الحكومة الإسرائيلية بأنها درست خطة وضعها جنرال سابق لطرد الـ400,000 ساكن المتبقين في منطقة شمال غزة وإجبار حماس على الاستسلام من خلال قطع الغذاء والماء.
ورغم سياسة القتل والتهجير، يحاول سكان شمال غزة الصمود. في شباط/ فبراير الماضي، عاد علي يوسف أبو ربيع، وهو مزارع من بيت لاهيا، لزراعة المحاصيل لإطعام جيرانه، وساعده مزارع أمريكي في جمع 90,000 دولار.
وقدم أبو ربيع شتلات إلى 50 مزرعة ونشر مقاطع فيديو على إنستغرام تظهره وآخرين وهم يزرعون الحقول، بما في ذلك مناطق زراعية قصفتها إسرائيل.
وقال أبو ربيع في مقطع فيديو نُشر الشهر الماضي: "نحاول زراعة الطعام في أرضنا، أو ما تبقى من أرضنا، من أجل إنقاذ أنفسنا وإخواننا في الشمال".
وبعد عدة أيام، أظهر مقطع فيديو آخر ثمار عمله: حقل من المحاصيل. لكنه قُتل في غارة إسرائيلية بعد أسبوع واحد، وفقًا لأحد أفراد أسرته وأحد أصدقائه.