الجارديان: إسرائيل تفتقد لرؤية سياسية في حربها ضد الفلسطينيين بالرغم من تفوقها العسكري
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية في مقال افتتاحي، أن إسرائيل تفتقد إلى رؤية سياسية في صراعها مع الجانب الفلسطيني على الرغم من تفوقها العسكري.
وأوضحت الصحيفة أن الجانب الإسرائيلي لديه أحدث الأسلحة وأقواها على الإطلاق على مستوى العالم إلا أنه اتضح خلال الحرب الحالية ضد الجانب الفلسطيني أنه يفتقد إلى رؤية سياسية تواكب ذلك التفوق العسكري.
وتلفت الصحيفة إلى أن المأساة الإنسانية الحالية في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي العنيف بدأت تأخذ أبعادا مرعبة، حيث لا طعام ولا مياه صالحة للشرب، موضحة أن تلك الأوضاع المأساوية تسببت في إصابة العديد من سكان القطاع بالأمراض خاصة مع تكدس الملاذات التي يلجأ إليها الفلسطينيون للنجاة من شدة القصف.
ويشير المقال في هذا الخصوص إلى تصريحات بعض المسئولين الأمريكيين التي يقرون فيها بأن حجم الضحايا من المدنيين جراء القصف الجوي للقطاع قد يفوق بكثير الأرقام المعلنة والتي تشير إلى مقتل ما يقرب من 10،000 فلسطيني.
وتوضح الصحيفة أن الجلوس إلى مائدة المفاوضات هو الخيار الأمثل لوضع نهاية لتلك الحرب وليس قصف المدنيين، مشيرة في الوقت نفسه إلى رفض الولايات المتحدة لاقتراح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى التراجع عن اقتراحه.
ويلفت المقال إلى مواقف الجانب الإسرائيلي من الفلسطينيين حيث يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي من أشد حكومات اليمين في تاريخ إسرائيل مستشهدا باقتراح أحد الوزراء بقصف قطاع غزة بقنبلة نووية.
وتقول الصحيفة إن تلك التطورات التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي تلقي بظلال من الشك حول ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية الحالية سوف تستمر في نهجها من العداء الذي لاهوادة فيه ضد الفلسطينيين أم أنها سوف تتراجع عنه.
ويوضح المقال أن الجانب الإسرائيلي يسعى من خلال قوته العسكرية الضخمة للحيلولة دون قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، لافتا إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي في أوائل الشهر الجاري التي يقول فيها أن الحرب في غزة سوف تطول.
ويشير المقال في الختام إلى أنه إذا كان ليس من المعروف إلى متي سوف تستمر تلك الحرب إلا أنه من المؤكد أنه كلما طال وقت الحرب كلما زاد احتمال اتساع نطاقها لتشمل دولا أخرى بالمنطقة وكلما ارتفع كذلك عدد الضحايا من المدنيين الفلسطينيين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الضفة الغربية غزة إسرائيل
إقرأ أيضاً:
مسلسل التعذيب الإسرائيلي الممنهج بحق الآلاف من الأسرى الفلسطينيين وعلى رأسهم المرضى..لايزال مستمرا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يواصل الاحتلال الإسرائيلي مسلسل التعذيب الممنهج بحق الآلاف من الأسرى والمعتقلين في سجونه بشكل غير مسبوق منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ في ظل صمت المجتمع الدولي الذي لايزال عاجزا أمام هذه الانتهاكات المستمرة.
وقد شكّلت الجرائم الطبيّة والحرمان من العلاج الأداة الأبرز لتنفيذ عمليات إعدام ممنهجة بحقّ العشرات من الأسرى منذ بدء الحرب، حيث استخدمت كافة الجرائم في سبيل قتل المزيد من الأسرى، أبرزها فرض ظروف احتجاز قاسية ومأساوية، وتعذيبهم وتنفيذ اعتداءات ممنهجة، والتعمد بإصابة الأسرى بأمراض من خلال حرمانهم من العلاج والرعاية الصحية، وتجويعهم، وتحويل حاجتهم للعلاج أداة للتعذيب.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني _ في بيان مشترك حصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط على نسخة منه اليوم _ إنّ الشهيد والأسير السابق إسماعيل طقاطقة (40 عامًا) من بيت لحم، تعرض لجريمة طبيّة ممنهجة في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، أدت إلى استشهاده صباح اليوم في الأردن بعد مرور خمسة شهور على الإفراج عنه، حيث تبين بعد الإفراج عنه في 29 أغسطس الماضي بإصابته بمرض سرطان الدم.
ووفقا للبيان، فإنّ الشهيد طقاطقة ضحية جديدة للجرائم الطبية الممنهجة التي تمارسها منظومة السجون المتوحشة..مشيرا إلى أن قضية الشهيد طقاطقة تفرض اليوم تساؤلا كبيرًا ومتجددًا بشكل لحظيّ على مصير آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، وتحديدًا الأسرى المرضى الذين لم يعد بمقدور المؤسسات حصر أعدادهم.
ونبه البيان إلى أن ظروف الاعتقال المأساوية حوّلت كافة الأسرى إلى أسرى مرضى وبمستويات.. كاشفا عن أنّ غالبية الأسرى والمعتقلين الذين أفرج الاحتلال عنهم بعد الحرب، وحتّى اليوم، يُعانون من مشاكل صحية، استدعى نقل العديد منهم إلى المستشفيات فور الإفراج عنهم.
وأشار إلى أنّ الاحتلال لا يكتف بجريمته بحقّ الأسرى داخل السجون، بل يواصل ذلك بأدوات أخرى منها حرمان المواطن الفلسطيني من العلاج في المستشفيات في الأراضي المحتلة عام 1948 (لذرائع أمنية)، كما جرى مع الشهيد إسماعيل طقاطقة بعد أن تبين أنه بحاجة إلى زراعة نخاع حيث رفض الاحتلال نقله إلى الأراضي المحتلة عام 1948 لاستكمال علاجه، ولاحقا عمل على عرقلة نقله إلى الأردن من أجل استكمال علاجه وقد ساهمت المماطلة إلى تفاقم وضعه الصحيّ إلى أنّ اُستشهد صباح اليوم.
وفي هذا الإطار..حذرت الهيئة والنادي من أنّ مرور فترة زمنية أطول على الأسرى والمعتقلين داخل سجون الاحتلال مع استمرار الإجراءات الانتقامية المستمرة بعد الحرب، سيؤدي إلى تفاقم الظروف الصحية للأسرى، والتّسبب بأمراض حتّى للمعتقلين والأسرى الأصحاء، خاصّة أنّ العديد من الأسرى الذين لم يعانوا من مشاكل صحيّة سابقا يعانون اليوم من مشاكل صحيّة واضحة، خاصة مع انتشار الأوبئة بين صفوفهم، وأبرزها مرض (الجرب- السكايبوس) الذي شكّل نموذجًا واضحًا للجرائم الطبية ونشر الأوبئة بشكل متعمد بين صفوف الأسرى، بهدف قتلهم والتسبب لهم بأمراض ومشاكل صحية مزمنة لا يمكن علاجها لاحقا.
وحمّلت الهيئة والنادي إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير السابق طقاطقة، وعن مصير آلاف الأسرى الذين يواجهون إجراءات ممنهجة تهدف إلى قتلهم.
وجددت مؤسسات الأسرى دعوتها لعائلات الأسرى المفرج عنهم، بأن يقوموا فور الإفراج عن أبنائهم نقلهم لأقرب مستشفى وعمل الفحوصات اللازمة لهم، وأخذ تقرير طبي أولي عن حالتهم الصحيّة والاحتفاظ بالتقرير للأهمية، في ضوء المعطيات الصحيّة الخطيرة التي تُتابعها المؤسسات عن الأوضاع الصحيّة للأسرى والمفرج عنهم.
وجددت الهيئة والنادي مطالبتها المتكررة للمنظومة الحقوقية الدولية بضرورة استعادة دورها، ووقف حالة العجز المرعبة أمام استمرار حرب الإبادة وأحد أوجها الجرائم التي تنفّذ بحق الأسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال، والتي تشكل وجها آخر من أوجه الإبادة المستمرة.