أكثر من 11 ألف شهيد.. احتدام القصف الإسرائيلي قرب المستشفيات بغزة وسط ضغط عالمي على تل أبيب
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
غزة - رويترز
تواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة، بما في ذلك من حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة، لبذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة مع ارتفاع عدد القتلى واحتدام القتال بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالقرب من المستشفيات.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 11 ألف فلسطيني استشهدوا في القصف الإسرائيلي المستمر منذ خمسة أسابيع والذي جاء بعد هجوم حماس في السابع من أكتوب على جنوب إسرائيل.
وفي أقوى تصريحاته حتى الآن بشأن أزمة المدنيين الذين تقطعت بهم السبل وسط تبادل إطلاق النار في غزة، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحفيين في أثناء زيارة للهند أمس الجمعة "قُتل عدد كبير جدا من الفلسطينيين، وعانى عدد كبير جدا في الأسابيع الماضية".
لكن بلينكن أكد مجددا دعم الولايات المتحدة للحملة الإسرائيلية لضمان عدم إمكانية استخدام غزة "كمنصة لشن الإرهاب".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) نشرت في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، إن على إسرائيل أن تتوقف عن قصف غزة وقتل المدنيين. وأضاف أن فرنسا "تندد بوضوح" بالأعمال "الإرهابية" التي تقوم بها حماس ولكن مع الاعتراف بحق إسرائيل في حماية نفسها، "فإننا نحثها على وقف هذا القصف" في غزة.
وردا على ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن زعماء العالم يجب أن ينددوا بحماس وليس بإسرائيل. وأضاف نتنياهو أن "هذه الجرائم التي ترتكبها حماس اليوم في غزة سترتكب غدا في باريس ونيويورك وفي أي مكان في العالم".
وقالت إسرائيل إن مقاتلي حماس، الذين يحتجزون ما يصل إلى 240 أسيرا من جنسيات مختلفة تم أسرهم في هجوم الشهر الماضي، سوف يستغلون أي هدنة لإعادة تنظيم صفوفهم إذا كان هناك وقف لإطلاق النار.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية أن المملكة ستستضيف قمة إسلامية عربية مشتركة غير عادية في الرياض اليوم السبت. وأضافت أن القمة المشتركة تأتي "استجابة للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة".
وتابعت "يأتي ذلك استشعارا من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موحد يعبر عن الإرادة العربية الإسلامية المشتركة".
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم السبت في مطار طهران قبل مغادرته إلى الرياض لحضور القمة "غزة ليست ساحة للكلمات. يجب أن تكون ساحة للفعل".
وتابع "اليوم، وحدة الدول الإسلامية مهمة للغاية".
وتدعم إيران كلا من حماس وحركة الجهاد الإسلامي في غزة وكذلك جماعة حزب الله في لبنان.
* المستشفيات المكتظة تتعرض للانفجارات وإطلاق النار
تصاعدت حدة القتال خلال الليل حتى اليوم السبت بالقرب من مستشفيات مدينة غزة المكتظة، والتي قال مسؤولون فلسطينيون إنها تعرضت للانفجارات وإطلاق النار.
وقال محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء "إسرائيل تشن الآن حربا على مستشفيات مدينة غزة".
وأعلن في وقت لاحق أن 25 شخصا على الأقل قتلوا في الضربات الإسرائيلية على مدرسة البراق في مدينة غزة التي كانت تؤوي أشخاصا دُمرت منازلهم.
وقال مسؤولون في غزة إن الصواريخ سقطت في فناء مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في القطاع، في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة مما أدى إلى إلحاق أضرار بالمستشفى الإندونيسي، كما تسببت في اشتعال النار في مستشفى الرنتيسي لسرطان الأطفال.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إن مقذوفا أطلقه مقاتلون فلسطينيون في غزة أصاب عن طريق الخطأ مستشفى الشفاء.
وتقع المستشفيات، التي تكتظ بالنازحين وكذلك المرضى والأطباء، في شمال قطاع غزة حيث تقول إسرائيل إن مسلحي حماس متمركزون.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي إن مقر حماس يقع في قبو مستشفى الشفاء، مما يعني أن المستشفى قد يفقد وضعه المحمي ويصبح هدفا مشروعا.
وتقول إسرائيل إن حماس تخفي أسلحة في أنفاق تحت المستشفيات، وهو ما تنفيه الحركة.
وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن أفراد الطاقم الطبي الذين تتواصل معهم المنظمة في مستشفى الشفاء اضطروا إلى مغادرة المستشفى بحثا عن الأمان.
وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي "الكثير من الآلاف الذين لجأوا إلى المستشفى أجبروا على الإخلاء بسبب مخاطر أمنية، بينما لا يزال الكثيرون هناك".
* "لا أحد آمن"
قال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن إسرائيل قصفت مباني مستشفى الشفاء خمس مرات.
وأضاف عبر الهاتف "قُتل فلسطيني وأصيب عدد آخر في الهجوم الذي وقع في الصباح الباكر". وأظهرت مقاطع مصورة تحققت منها رويترز مشاهد ذعر وأشخاصا مضرجين بالدماء.
وأفاد طاقم طبي في وقت سابق بأن هناك دبابات إسرائيلية تتمركز حول مستشفى الرنتيسي ومستشفى القدس.
وقال الصليب الأحمر الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مستشفى القدس، ووقعت اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 28 آخرين، معظمهم من الأطفال.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت في مؤتمر صحفي إن الجيش "لا يطلق النار على المستشفيات. إذا رأينا إرهابيي حماس يطلقون النار من المستشفيات فسنفعل ما يتعين علينا القيام به. نحن ندرك حساسية (المستشفيات)". ولكن مرة أخرى، إذا رأينا إرهابيي حماس فسنقتلهم".
وقال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان إن إسرائيل شكلت قوة عمل لإنشاء مستشفيات في جنوب غزة. وفي 12 أكتوبر، أمرت إسرائيل حوالي 1.1 مليون شخص في غزة بالتحرك جنوبا قبل اجتياحها البري.
وقال مسؤولون فلسطينيون أمس الجمعة إن 11078 من سكان غزة قُتلوا في الضربات الجوية والقصف المدفعي منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: مستشفى الشفاء أمس الجمعة فی غزة فی وقت
إقرأ أيضاً:
خبراء يحذرون.. هذا ما قد يسببه احتلال إسرائيل للبنان وسوريا
ذكرت صحيفة "South China Morning Post" الصينية أن "محللين يقولون إن استمرار احتلال إسرائيل لجنوب لبنان والمناطق المجاورة لسوريا يعكس تحركا مدعوما من الولايات المتحدة لتأمين حدود الدولة ذات الأغلبية اليهودية. ولكن من خلال محاولة فرض "حل مثالي" للتهديد الذي يشكله حزب الله ومعالجة حالة عدم اليقين الناشئة عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، حذر المحللون من أن إسرائيل قد تزعزع استقرار الحكومات الجديدة غير المعادية في كلا البلدين، وبالتالي تغذي التهديدات ضدها".وبحسب الصحيفة، "قال كريستيان أولريشسن، زميل في معهد السياسة العامة في جامعة رايس ومقره هيوستن، إن رفض إسرائيل الانسحاب من أجزاء من جنوب لبنان يوم الأحد، وفقًا لشروط وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني مع حليف إيران حزب الله، "يمثل تحديًا سياسيًا فوريًا" للحكومة الجديدة في بيروت، وكذلك لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القرار قبل يومين من الموعد النهائي في 25 كانون الثاني، زاعماً أن الاتفاق "لم يتم تنفيذه بالكامل من قبل الدولة اللبنانية" من خلال نشر الجيش في المناطق الجنوبية التي كانت خاضعة لسيطرة حزب الله في السابق وضمان انسحاب عناصر الحزب إلى نهر الليطاني، على بعد حوالي 30 كيلومتراً شمال الحدود الإسرائيلية. كانت إسرائيل قد سعت إلى تمديد اتفاق وقف إطلاق النار لمدة شهر، لكنها استقرت على موعد نهائي جديد في 18 شباط للانسحاب من جنوب لبنان. وأيد البيت الأبيض قرار إسرائيل يوم الجمعة، قائلاً إن "تمديد وقف إطلاق النار المؤقت القصير مطلوب بشكل عاجل" في لبنان".
وتابعت الصحيفة، "أدان رئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي انتُخِب في التاسع من كانون الثاني، رفض إسرائيل الانسحاب، قائلاً إن "سيادة بلاده وسلامة أراضيها غير قابلة للتفاوض". ومع ذلك، قبلت الحكومة الجديدة تمديد التهدئة لمدة ثلاثة أسابيع يوم الاثنين، حيث دعا عون إلى "الهدوء" وحث على الثقة في الجيش. وقال مايكل يونغ، كبير المحررين في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت: "تريد إسرائيل فرض وضع مثالي في الجنوب حيث لا يهددها حزب الله". وقال إن إسرائيل تريد أيضاً ضمان وجود حكومة لبنانية غير معادية، وأن ينفذ الجيش شروط اتفاق وقف إطلاق النار. لكن يونغ قال إن إسرائيل "لم تأخذ في الاعتبار" أن رفضها تنفيذ الجدول الزمني الأصلي لوقف إطلاق النار "يلقي بظلال من الشك" على الحكومة الجديدة والجيش".
وأضافت الصحيفة، "قالت باربرا سلافين، وهي زميلة بارزة في مركز ستيمسون للأبحاث في واشنطن، إن الإفلات من العقاب الذي تصرفت على أساسه إسرائيل أظهر أنها "تتمتع بمساحة كبيرة للمناورة في كل مكان، وليس فقط في لبنان". وأضافت: "على الرغم من الغضب الواضح إزاء إطلاق النار على المزيد من المدنيين، فإن القيادة اللبنانية الجديدة لا تزال على أرض مترددة للغاية وليست في وضع يسمح لها بخوض معركة جديدة". وأضافت سلافين أنها "تنتظر لترى ما إذا كانت إدارة ترامب تظهر أي علامة على الانزعاج من الإجراءات الإسرائيلية"، لكنها قالت: "لا أحبس أنفاسي"، لأن ترامب دعا الأسبوع الماضي إلى نقل سكان غزة المنهكين إلى مصر والأردن غير الراغبين، "وهو ما قد يؤدي إلى تطهير غزة عرقيا".وأشارت سلافين إلى أن ترامب رفع أيضا العقوبات المفروضة على المستوطنين الإسرائيليين العنيفين في الضفة الغربية المحتلة، في حين أن أول مكالمة هاتفية خارجية أجراها وزير الدفاع الأميركي المعين حديثا بيت هيغسيث كانت مع نتنياهو".
وتابع الصحيفة، "بحسب يونغ فإن إسرائيل "ستستمر في الحصول على هامش كبير للمناورة" لأن الولايات المتحدة "متواطئة تمامًا مع الإسرائيليين عندما يتعلق الأمر بجنوب لبنان وجنوب سوريا". وأضاف: "لا أرى حقًا أن الولايات المتحدة ستتحدى إسرائيل، بصراحة". وقال إن استيلاء إسرائيل في كانون الأول على جزء من سوريا المجاورة لجنوب لبنان "كان مرتبطًا بشكل مباشر بالديناميكيات على الأرض في سوريا"، مما يعكس "فهمًا إسرائيليًا أوسع للمخاطر والتهديدات التي تواجهها". وأكدت الحكومة السورية المؤقتة يوم الأربعاء دعوتها لإسرائيل للانسحاب إلى خط وقف إطلاق النار لعام 1974 في الجولان. وقال يونغ إن إسرائيل لديها "اتفاق غير مكتوب" مع نظام الأسد "للحفاظ على حدود الجولان هادئة". وأضاف أنه مع النظام الجديد المدعوم من تركيا في دمشق، "لم يكن الإسرائيليون متأكدين مما يمكن توقعه، لذلك قاموا بهذه الخطوة الاستباقية في جنوب سوريا"، مضيفًا: "إنها مرتبطة بلبنان بمعنى أنها جزء من جهد أوسع لضمان عدم تمكن إيران وحلفائها من تطويق إسرائيل بالصواريخ"."
وبحسب الصحيفة، "إذا لم يضمن لبنان انسحاب حزب الله من المناطق المتاخمة لإسرائيل، "فسوف يؤثر ذلك على البلاد على عدد من المستويات"، ليس فقط في ما يتعلق بإسرائيل، ولكن من حيث المساعدات الخارجية والدعم الأميركي لإحياء الاقتصاد اللبناني المحتضر، كما قال يونغ. إذاً، يتعين على الحكومة الجديدة أن تنفذ إصلاحات لإطلاق سراح حزمة الإنقاذ التي تبلغ قيمتها ثلاثة مليارات دولار أميركي من صندوق النقد الدولي والمساعدة من الممالك العربية الغنية في الخليج العربي. وقال يونج، الذي رأى أن "الوضع مماثل إلى حد كبير" بالنسبة للحكومة السورية الجديدة: "ستتدخل كل هذه الأمور في الحسبان، لذا فإن لبنان معرض للخطر للغاية ولديه هامش ضيق للمناورة"."
المصدر: خاص لبنان24