قصف وقنص وحصار بالدبابات.. مستشفيات غزة تحت النار
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
عبر القصف الكثيف والقنص المركز والمحاصرة بالدبابات، تمادى جيش الاحتلال الإسرائيلي في تحدي أبسط أعراف القانون الدولي الإنساني باستهدافه المتواصل للمستشفيات ومحيطها في قطاع غزة الذي يتعرض لليوم الـ36 لعدوان دموي خلف آلاف الشهداء والجرحى.
وكانت الأيام الماضية الأكثر دموية، فقد شن جيش الاحتلال حملة وحشية على المؤسسات الطبية أوقعت عددا كبيرا من الشهداء والجرحى بين الطواقم الطبية والمدنيين المرابطين حذو المشافي بحثا عن بقعة أمان تحميهم من كثافة القصف اليومي الذي يضرب شمال القطاع.
وضرب الاحتلال عرض الحائط كل تحذيرات من حدوث كارثة إنسانية تضع القطاع الصحي المتداعي أصلا على حافة الانهيار، في ظل نقص الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء والعدد الهائل من الجرحى ضحايا الحرب المتواصلة منذ السابع من الشهر الماضي.
ويشهد مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة -وهو الأكبر في القطاع- أكثر المآسي قتامة، إذ تواصل قوات الاحتلال تصعيد هجماتها وقصفها المكثف على محيطه وبوابته وقرب ساحته.
وعلى مدى الأيام الماضية شهد المجمع توافد نازحين من شمال القطاع في طريقهم إلى جنوبه، وكانوا بداخله ضمن آلاف آخرين، على خلفية بلاغات وإنذارات إسرائيلية تطالب بإخلاء شمال القطاع.
ويتعرض المجمع ومحيطه لاستهداف مستمر بالقصف من جانب جيش الاحتلال بزعم وجود مقر للمقاومة فيه، وهو ما نفته حكومة غزة مرارا.
وكان مبنى العيادات الخارجية في المجمع تعرض لقصف نفذته طائرات الاحتلال، ما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى. ويعتبر هذا الاستهداف الرابعَ للمجمع منذ فجر أمس الجمعة.
مقبرة جماعيةوفي اتصال مع الجزيرة، قال مدير وزارة الصحة في غزة الدكتور منير البُرش إنهم محاصرون داخل مستشفى الشفاء ومضطرون لحفر مقبرة جماعية لدفن أكثر من 100 جثة موجودة في ساحات المستشفى، لأنهم لا يستطيعون الخروج لدفنها.
ومن داخل مجمع الشفاء، سجل طبيب فلسطيني مقطع فيديو يكشف فيه تدهور الوضع داخل قسم الطوارئ وانهيار مستوى الخدمات في المجمع الأكبر في القطاع.
من جهته، قال مدير المجمع محمد أبو سلمية للجزيرة إن مخزونهم من الوقود سينتهي اليوم، وحذر من توقف خدمات المستشفى تماما إذا لم يدخل إليه الوقود.
وفي السياق، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن القصف تكثف على مستشفى الشفاء بشكل كبير خلال الساعات القليلة الماضية.
ونقلت المنظمة عن الدكتور محمد أبو مغيصب المسؤول بالمستشفى أنه "منذ صباح اليوم، توقف العديد من الطواقم الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود عن العمل في المستشفيات المدعومة في مدينة غزة بسبب القصف المستمر".
يذكر أن مستشفى الشفاء هو المرفق الصحي التشغيلي الرئيسي في مدينة غزة الذي يقدم الرعاية الطارئة والجراحية، ويوجد بداخله مئات المرضى والمدنيين النازحين.
نداء استغاثة
بدورهم، بث نشطاء نداء استغاثة من داخل مستشفى النصر للأطفال المحاصر منذ أربعة أيام، وبداخله مرضى من الأطفال، بينهم أطفال في العناية المركزة، إلى جانب عدد من النازحين.
وفي مستشفى العودة شمال غزة، أظهر مقطع فيديو التقطه أحد الأطباء آثار القصف الإسرائيلي الذي استهدف ليلا المستشفى ومحيطه.
ووثق الفيديو حالات مرضى وموظفين أصيبوا بالقصف، فضلا عن أضرار لحقت بسيارات الإسعاف والسيارات التابعة للمستشفى وللموظفين، ودمارٍ خارجي أحدثه القصف الإسرائيلي.
وشهد مستشفى القدس -الذي يسمى أيضا مستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني- أيضا سقوط ضحايا إثر استهداف قناصة إسرائيليين للمستشفى.
وأظهرت صور من داخل المستشفى فشل الطواقم الطبية في إنقاذ مصاب في قصف إسرائيلي بسبب انقطاع الكهرباء بعد نفاد الوقود.
ويشهد مستشفى الرنتيسي للأطفال بدوره حصارا منذ يوم أمس، وتتمركز الدبابات الإسرائيلية في محيطه. وحذر مديره من قرب حدوث كارثة وعجز للمستشفى عن تقديم أي خدمة.
انقطاع كهرباء
وفي تطور لافت في الساعات الماضية، انقطع التيار الكهربائي عن أقسام المستشفى الإندونيسي بشكل كامل، وتوقفت كافة العمليات الجراحية في المستشفى مع استمرار القصف بمحيطه.
وقال نازحون من غزة وصلوا إلى محيط مستشفى ناصر في خانيونس جنوبي القطاع هربا من القصف الإسرائيلي، إن قوات الاحتلال قصفتهم بالدبابات وهم في طريقهم إلى المستشفى.
كما قال شهود عيان وصلوا مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، إن قوات الاحتلال قصفت نازحين في شارع صلاح الدين كانوا في طريقهم إلى جنوب قطاع غزة.
وفي السياق، وصف متحدث وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، في بيان منفصل نشرته الوزارة أن القصف في محيط المستشفيات في مدينة غزة وشمال القطاع بأنه "جنوني".
من جانبها أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الجمعة، أن الدمار الذي يلحق بالمستشفيات في غزة أصبح لا يُحتمل، ويجب أن يتوقف.
لحظة قصف الاحتلال الإسرائيلي لمحيط المستشفى الإندونيسي شمال غزة pic.twitter.com/MOuHuv9x49
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) November 11, 2023
وأوضحت أن نظام الرعاية الصحية في غزة الذي يعمل فوق طاقته وبإمدادات ضئيلة بينما ينعدم فيه الأمان، وصل إلى مرحلة لا رجعة منها، ما يعرّض حياة آلاف الجرحى والمرضى والنازحين للخطر.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، خروج 18 مستشفى في قطاع غزة عن الخدمة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن 20 مستشفى في غزة متوقفة عن العمل فيما تعمل أخرى بشكل جزئي.
ومنذ 36 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا جوية وبرية وبحرية على غزة "دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل 11078 فلسطينيا بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا وأصاب 27490 بجراح مختلفة، بحسب مصادر رسمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شمال القطاع مدینة غزة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما الذي كشفته التحقيقات في سيارة الحاخام الإسرائيلي المقتول بالإمارات؟
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن التحقيق في مقتل الحاخام الإسرائيلي تسفي كوغان بالإمارات "العثور على آثار عنف ودم في سيارته التي كان يستقلها يوم مقتله على أيدي مشبوهين".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه تم العثور على جثة كوغان في مدينة العين الإماراتية، التي تبعد حوالي ساعة ونصف بالسيارة عن دبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر التحقيقات تؤكد وجود آثار عنف على الجثة، ودلائل على حدوث عراك خلف بعض الدماء في السيارة، ويشتبه في أنه قُتل على يد 3 أوزبكيين بعد توجيهات إيرانية.
هذا وقد فتح جهاز الاستخبارات "الموساد" تحقيقا "مكثفا" في الحادثة وفي هوية المشتبه فيهم الذين يرجح أنهم هربوا إلى تركيا.
وقبل قليل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الجهات الاستخباراتية والأمنية في الإمارات عثرت على جثة الحاخام المفقود تسفي كوغان، واعتبر الحادث "إرهابا إجراميا معاديا للسامية".
يشار إلى أن كوغان خدم في الجيش الإسرائيلي كمقاتل في لواء "جفعاتي"، وهو أحد مساعدي الحاخام ليفي دوخمان، الحاخام الرئيسي للجالية اليهودية في البلاد.
وشوهد آخر مرة في دبي، ظهر يوم الخميس الماضي، ولم يحضر الاجتماعات المقررة التي كان يعقدها خلال النهار، وبعد تغيبه عن السمع اتصلت زوجته بـ"الحباد" الذي اتصل بدوره بالسلطات وجرى التحقق من الحادث.
كتائب القسام: استهداف مقر قيادة وسيطرة لقوات الاحتلال شمال غزة بقذائف هاون ثقيلة
أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، اليوم، عن تنفيذ عملية استهدفت مقر قيادة وسيطرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة التوام شمال مدينة غزة.
وأوضحت الكتائب في بيان مقتضب أن العملية جرت باستخدام قذائف هاون من العيار الثقيل، حيث تم قصف المقر بشكل مكثف، وأكد البيان أن هذه الضربة تأتي في إطار الرد المستمر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستهداف المدنيين والبنى التحتية.
وأشار البيان إلى أن المقاتلين تمكنوا من تنفيذ العملية والانسحاب بسلام، دون أن يتمكن الاحتلال من الرد على مصادر إطلاق القذائف.
من جانبه، لم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقًا فوريًا على الحادث، لكن وسائل إعلام عبرية أفادت بوقوع انفجارات في المنطقة المذكورة، وذكرت تقارير أولية أن القوات الإسرائيلية نفذت عمليات تمشيط في شمال القطاع عقب الهجوم، بينما لم ترد أنباء عن وقوع إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية.
يأتي هذا الهجوم في سياق التصعيد المستمر بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، والذي اشتد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر 2023، وقد شهد القطاع قصفًا مكثفًا من الطيران الحربي الإسرائيلي، استهدف مناطق متعددة، وأسفر عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من المدنيين.
وأكدت كتائب القسام في ختام بيانها أن العمليات ضد أهداف الاحتلال ستتواصل حتى تحقيق أهداف المقاومة، مشيرة إلى أن لديها القدرة على استهداف المزيد من المواقع العسكرية الحيوية.
في ظل هذا التصعيد، يعاني قطاع غزة من أوضاع إنسانية كارثية، مع نقص حاد في المواد الغذائية والطبية وغياب خدمات الكهرباء والماء، ودعت المنظمات الدولية إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية.
العمليات العسكرية المتبادلة تشير إلى استمرار التوتر، وسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع وارتفاع عدد الضحايا في الأيام المقبلة.