فازت بها الهاغاناه واستمرت 6 أشهر كاملة.. قصة معركة الشجرة في فلسطين
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
تعتبر معركة الشجرة واحدة من بين أشهر المعارك التي دارت خلال حرب 1948 في فلسطين، وذلك بسبب أحداثها، وبسالة سكان قرية الشجرة، الذين دافعوا عن أرضهم بكل شجاعة.
وبالرغم من انهزام سكان القرية في نهاية المعركة، التي استمرت 6 أشهر كاملة، فإنهم كانوا قادرين على مواجهة قوات الهاغاناه الصهيونية بأسلحتهم البسيطة، على ثلاث مراحل مختلفة.
وقد كانت هذه المعركة وعملية تهجير السكان سبباً في بروز فنانين من القرية، كانوا صوتاً مهماً للقضية الفلسطينية في الوطن العربي بعد ذلك، أبرزهم الرسام الكاريكاتيري ناجي العلي، والشاعر والمطرب أبو عرب، وهم من نفس العائلة.
بداية معركة الشجرة.. سقوط القرية في يد الهاغاناه
دارت أحداث معركة الشجرة، يوم 17 من شهر فبراير/شباط 1948، في قرية الشجرة المتواجدة في الجنوب الغربي من مدينة طبريا، عندما كانت تحاول قوات الهاغاناه أن تحكم سيطرتها على الجليل الأسفل، وبالضبط خلال فترة القتال في وادي بيسان.
وقد قامت القوات الصهيونية بشن هجوم مفاجئ على القرية، من خلال تفجيرها منزلين، قيل حسب بيان بريطاني إنهما فارغان، وذلك من أجل خلق الرعب في قلوب السكان، وإجبارهم على ترك منازلهم. إلا أن سكان قرية الشجرة اختاروا مواجهة قوات الهاغاناه، بدل الهرب، وقرروا إخلائها من النساء والأطفال والشيوخ، وبقاء كل من هو قادر على القتال، ومن له القدرة على تحضير الطعام للمقاتلين في ظروف صعبة خلال المعركة.
تحولت القرية إلى ساحة قتال بين السكان والقوات الصهيونية، إذ إن هؤلاء كانوا يطمحون إلى توسيع استيطانهم ما أمكن في الأراضي العربية، بعد أن شنوا هجومهم على عدة قرى مجاورة أخرى.
وقد كانت المعركة صعبة على سكان الشجرة، الذين كانوا يملكون ما يعادل 100 بندقية فقط، في الوقت الذي كان فيه عدد جنود العدو يفوق 1500 شخص.
الشيء الذي جعل القرية تقع في أيدي قوات الهاغاناه بعد أن نفدت ذخيرة المقاتلين من سكان الشجرة، واستشهاد عدد منهم، وانسحاب آخرين.
عودة قرية الشجرة إلى أصحابها من جديد
بعد أن استولت قوات الهاغاناه على قرية الشجرة، بدأت بعملياتها في احتلال قرية لوبيا وقرى أخرى مجاورة، في ليلة التاسع من حزيران، إلا أن قوات جيش الإنقاذ نجحت في إحباط هذه الهجمات، مما اضطر القوات الصهيونية إلى الهجوم ثانية في قرية الشجرة.
وقد عرفت المرحلة الثانية من معركة الشجرة صراعاً قوياً راح ضحيته 300 شهيد من القرية وخارجها، بعد أن تم إرسال قوات الدعم الممكنة من طرف جيش الإنقاذ، إلى كل من قرية الشجرة وقرية لوبيا.
وقد كان قوات اليهود في هذه الفترة قد قامت باحتلال مواقع حساسة على طريق الناصرة المؤدية إلى الغرب كلها، فيما قامت قوات أخرى بقطع الطريق المؤدية إلى الشرق من قرية الشجرة.
لكن بالرغم من كل المحاولات في استمرار فرض السيطرة على قرية الشجرة وما حولها، فإن المقاتلين الفلسطينيين كانوا قادرين على حسم النتائج لصالحهم، بعد هزيمة قسم من قوات الهاغاناه والحصول على بعض الغنائم من الجنود، فضلاً عن السيطرة على محاور العمليات.
كانت كل هذه العوامل سبباً في انسحاب قوات الهاغاناه بشكل تدريجي من قرية الشجرة، خصوصاً بعد انضمام عدد كبير من المقاتلين الآخرين من المدن المجاورة إلى المعركة، إلى جانب جيش الإنقاذ وسكان القرية.
إذ ترتب على الجزء الثاني من المعركة وقف إطلاق النار في القرية ومناطق توسع الإحتلال الأخرى، وتنفيذ إتفاقية الهدنة الأولى بتاريخ 11 يونيو/حزيران من عام 1948.
المصير النهائي.. سقوط قرية الشجرة
ما بعد الهدنة، استغل اليهود تلك اللحظات، والفترة التي توقفت فيها المعركة، من أجل التخطيط مرة اخرى للعودة إلى قرية الشجرة واحتلالها من جديد.
فقد قاموا بإحضار المعدات العسكرية والعتاد اللازم والمؤمن والتي تزودوا بها من أطراف غربية لا سيما بريطانيا وأمريكا، لخوض معارك متوقعة ما بعد الهدنة.
وقبل يوم واحد من انتهاء الهدنة، شنت قوات الهاغاناه هجوماً شرساً ومفاجئاً على قرية الشجرة، وذلك صباح يوم 8 يوليو/تموز، إذ احتدمت المعركة وامتدت ساحة العمليات إلى بقية أنحاء الجبهة.
وعرف الهجوم الثالث على الشجرة ظهور، للمرة الأولى منذ بداية النكبة، الطائرات الحربية الإسرائيلية، التي توصلت بها دولة الاحتلال من الدول الداعمة.
فقام قوات الاحتلال بقصف القرى المجاورة للشجرة بشكل عنيف جداً، في الوقت الذي كان فيه المقاتلون الفلسطينيون يحاربون بكل ما يملكون من قوة وقدرة في المحاور القريبة من الشجرة.
ومع استمرار المعركة، كانت الذخيرة تنفد من أيدي القوات العربية، في حين كانت الهاغاناه تُصعد حدة القتال، لتوفرها على أسلحة جد متطورة ومدافع ثقيلة.
وبالرغم من الظروف الصعبة وغير المتكافئة في المرحلة الأخيرة من معركة الشجرة، فإن المقاتلين العرب لم يتركوا أرضهم بسهولة للمحتل، وقرروا الاستمرار في المعركة، بالرغم من العوامل التي تدل على أن النتائج محسومة لصالح الهاغاناه.
لكن مع ذلك تمكنت القوات العربية من فرض سيطرتها من جديد على الشجرة، وذلك في يوم 13 يوليو/تموز 1948، بعد أن تسببت في خسائر فادحة وإصابة قياديين من قوات الهاغاناه.
بعد يوم واحد فقط، قامت قوات العدو بتنظيم جديد، وإدخال مدافعها الثقيلة إلى ساحة المعركة وقصف عدة مواقع في القرية، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من المقاتلين وأفراد من جيش الإنقاذ.
كما كانت قوات الاحتلال في نفس الوقت تشن هجوماً على عدة نقاط أخرى، الشيء الذي أدى إلى إضعاف المقاتلين، الذين استشهد منهم عدد كبير في بقية القطاعات الفلسطينية الأخرى.
بعد هذا الهجوم القوي، سقطت الشجرة في أيدي الاحتلال، وسقطت أجزاء أخرى من الدولة الفلسطينية، من بينها تلك المجاورة لمنطقة المعركة، من بينها لوبيا، ونمرين، وطرعان، والناصرة.
وقد تم إعلان سقوط قرية الشجرة يوم 15 يوليو/تموز 1948، بعد شهور من المقاومة والصراع، الشيء الذي أدى إلى سيطرة الهاغاناه على الجليل الأسفل.
وقد أصبحت قرية الشهرة تسمى بعد ذلك "إيلانا السجيرة"، بعد أن قام الاحتلال الإسرائيلي بمحو كل ما له علاقة بالتاريخ الفلسطيني فيها، عن طريق تدمير البيوت والمرافق التي كانت تميزها.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: معرکة الشجرة بعد أن
إقرأ أيضاً:
المعركة القادمة من أجل الذكاء الاصطناعي
في يناير (كانون الثاني) الماضي، أذهلت الصين العالم بالكشف عن شركتها الجديدة للذكاء الاصطناعي "ديب سيك"، التي ظهرت كمنافس رئيس في هذا المجال بقدرات عالية وتكاليف أقل.
التحدي الأكبر قد يتمثل في فقدان عدد كبير من الوظائف نتيجة الأتمتة
وفي هذا الإطار، قال الباحث رونان وودورث، في تحليل بموقع "جيوبولتيكال فيوتشرز" إن هذا الحدث أثار قلقاً واسعاً في واشنطن، حيث أدركت النخب السياسية هناك أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر تأثيره في التكنولوجيا فقط، بل سيمتد ليشمل جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية. التنافس في البنية التحتيةوأضاف الباحث: يتطلب التفوق في الذكاء الاصطناعي توافر موارد ضخمة على مستوى البنية التحتية، بما في ذلك القوة الحوسبة العالية والطاقة الكبيرة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات العملاقة.
كما تحتاج الدول إلى رأس مال بشري ذي كفاءة عالية لتطوير نماذج متقدمة ومبتكرة من الذكاء الاصطناعي. لهذا السبب، بدأت الحكومات في ضخ استثمارات هائلة في بناء بنية تحتية متطورة للذكاء الاصطناعي.
The rise of Artificial General Intelligence (AGI) — an AI system with superhuman intelligence that can perform well at almost all intellectual tasks — is now a matter of when, not if … https://t.co/2CmO285omn
— @[email protected] (@IanYorston) March 9, 2025على سبيل المثال، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بداية ولايته الثانية عن مشروع "ستارغيت" بقيمة 500 مليار دولار لدعم القطاع الخاص في بناء بنية تحتية قوية للذكاء الاصطناعي.
كما ضخت فرنسا في فبراير (شباط) الماضي استثمارات كبيرة بلغت 112 مليار دولار، منها 20 مليار من استثمارات كندية، وما يقارب 50 مليار دولار من دولة الإمارات لدعم إنشاء مراكز بيانات جديدة. وتعد الصين متفوقة في هذا المجال، حيث تمتلك فائضاً في مراكز البيانات، فضلاً عن استثمارات ضخمة من شركات مثل "بايت دانس".
ورداً على هذه القيود، فرضت الصين بدورها قيوداً على تصدير المعادن الأرضية النادرة، وهي الموارد الأساسية في تصنيع الرقائق وأشباه الموصلات، حيث تسيطر الصين على نحو 70% من عمليات تعدين العناصر الأرضية النادرة، وتتحكم في أكثر من 90% من عمليات معالجتها.
هذه الخطوة أثارت قلق واشنطن، خاصة أن الولايات المتحدة تعتمد على الصين في عمليات استخراج هذه المعادن. أهمية تايوان والمعادن النادرة في الصراع
وأدركت واشنطن أن ضعفها في سلسلة إمداد المعادن النادرة يشكل تهديداً كبيراً على قدرتها التنافسية في مجال الذكاء الاصطناعي. ولهذا السبب، يقول الباحث، بدأت الولايات المتحدة في السعي لتعزيز استخراج هذه المعادن محلياً، بالإضافة إلى استغلال الضمانات الأمنية المقدمة لتايوان، التي تُعد قوة عظمى في تصنيع أشباه الموصلات، من أجل جذب استثمارات جديدة إلى الأراضي الأمريكية.
الذكاء الاصطناعي والجغرافيا السياسيةوأوضح الكاتب أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إعادة تشكيل النظام الجيوسياسي العالمي. فعلى مر التاريخ، كانت القوة الجيوسياسية تعتمد على السيطرة على الأرض والجو والبحر، ومع مرور الوقت أضيف الفضاء والمجال السيبراني كمجالات أخرى للتنافس. لكن الذكاء الاصطناعي يتميز بقدرته على التأثير في جميع هذه المجالات، مما يخلق فرصاً وتحديات جديدة للحكومات.
وتابع الباحث: قد تسام النماذج المتقدمة للذكاء الاصطناعي في زعزعة استقرار النظام العالمي الحالي، وتوسيع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، فضلاً عن منح بعض الدول تفوقاً كبيراً في المجال السيبراني.
وقد تؤدي هذه التحولات إلى تغيير كيفية ممارسة القوة السياسية والاقتصادية، مع بروز تكنولوجيات جديدة تستفيد من الذكاء الاصطناعي في تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.
The Coming Battle for AI https://t.co/aKMf0A69Av via @Geopolitical Futures
— Alan M Bevin (@AlanMBevin) March 7, 2025 التحولات الاقتصادية والاجتماعيةوعلى الجانب الاقتصادي، يُتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين العديد من المجالات الحيوية مثل سلاسل الإمداد، وتنبؤ الاتجاهات الاقتصادية الكليّة، واكتشاف عمليات الاحتيال في الخدمات المصرفية، وزيادة إنتاجية الشركات.
بالإضافة إلى ذلك، قد يحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في بعض الصناعات، مثل الزراعة وإدارة الطاقة.
ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر قد يتمثل في فقدان عدد كبير من الوظائف نتيجة الأتمتة. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي اعتماد القيادة الذاتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى فقدان ملايين الأشخاص لوظائفهم، مثل سائقي الشاحنات في الولايات المتحدة.
هذا التحول قد يؤدي إلى اضطرابات سياسية واجتماعية إذا لم تتم معالجة هذه القضايا بشكل فعّال، حسب الكاتب.
ويقول الكاتب: أصبح الذكاء الاصطناعي حاضراً في الاستخدامات السياسية، خاصةً في حملات التضليل والدعاية. فالتقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تجعل من الممكن إنتاج محتوى مُضلِّل بشكل أسرع وأكثر فعالية. هذه التقنيات تمثل تهديداً كبيراً للحركات السياسية، وتساهم في زعزعة الاستقرار الداخلي للدول عبر الحملات الموجهة.
وبالإضافة إلى التهديدات السياسية، يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدرات الحكومات على مراقبة مواطنيها والسيطرة الاجتماعية. والقدرة على معالجة كميات هائلة من البيانات ستجعل من السهل على الحكومات السيطرة على المعارضين وقمع أي تهديدات للسلطة.