دراسة بحثية تؤكد توجه مؤسسات التعليم العالي لدعم منظومة ريادة الأعمال والابتكار
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
أظهرت نتائج الدراسة البحثية "دور مؤسسات التعليم العالي في دعم ريادة الأعمال والابتكار في سلطنة عمان" -التي أعدتها هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع جامعة نزوى- أن مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة في سلطنة عمان قد اتخذت خطوات لدعم ريادة الأعمال والابتكار، حيث أنشأت هذه المؤسسات مراكز لريادة الأعمال، ومراكز احتضان للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومراكز لنقل التكنولوجيا، وبرامج مسرعة، وبرامج تمويل، وبرامج أكاديمية لريادة الأعمال تهدف إلى تذليل الصعوبات التي تواجه رواد الأعمال من الطلبة.
خلصت الدراسة إلى مساهمة مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عمان في تعزيز أنشطة ريادة الأعمال والابتكار، إلا أن هناك مجالات تحتاج إلى تحسين، وحددت الدراسة بعض الأمثلة على ذلك، وهي: نقص في الدعم من حيث الوصول إلى التمويل والبرامج وأنشطة الدعم والسياسات والمبادئ التوجيهية لتعزيز روح المبادرة والابتكار، حيث تشير النتائج إلى أن التركيز على هذه المجالات يمكن أن يزيد من تعزيز ودعم ريادة الأعمال والابتكار داخل مؤسسات التعليم العالي، وتسلط الدراسة الضوء أيضا على الاختلافات بين مؤسسات التعليم العالي العامة والخاصة، حيث تُظهر المؤسسات الخاصة دعما أقوى في مجالات مثل السياسة والمبادئ التوجيهية، والوعي بالتمويل الخارجي، ودورات ريادة الأعمال، وتسهيل بدء الشركات الطلابية ونموها.
كما شملت نتائج البحث حاجة مؤسسات التعليم العالي إلى عدة تحسينات في مجال دعم ريادة الأعمال والابتكار، منها: تمويل الشركات الناشئة للطلاب، وجذب المستثمرين الخارجيين، والتعاون مع الأطراف الخارجية لتسويقها بشكل أسرع، وتطوير سياسات الاحتضان والاستثمار. وأكد البحث أنه من خلال معالجة هذه الآثار يمكن لمؤسسات التعليم العالي تعزيز دعمها لريادة الأعمال والابتكار، وبالتالي المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في سلطنة عمان.
علما أنه يوجد عدد قليل من الدراسات في سلطنة عمان تركز على دور مؤسسات التعليم العالي في دعم ريادة الأعمال والابتكار، وجاءت هذه الدراسة لسد هذه الفجوة من خلال فحص النظام البيئي لريادة الأعمال في مؤسسات التعليم العالي، وفهم الدعم والتحديات التي تواجهها هذه المؤسسات في تعزيز ريادة الأعمال والابتكار، ونقل المعرفة إلى السوق.
تتضمن منهجية البحث نهجا استكشافيا باستخدام دراسة الحالة، حيث تم اختيار ثلاثة أنظمة للجامعات وهي: الجامعات الحكومية، والجامعات الخاصة، والجامعات غير الربحية في سلطنة عمان، وتم استخدام أسلوب البحث النوعي من خلال إجراء المقابلات المتعمقة مع خبراء من مختلف التخصصات، وذلك لتحديد العقبات الرئيسية التي تحول دون نقل المعرفة من مؤسسات التعليم العالي إلى السوق.
الجدير بالذكر أن الدراسة تهدف إلى فهم برامج دعم الابتكار وريادة الأعمال التي تقدم في البيئة الجامعية داخل مؤسسات التعليم العالي بسلطنة عمان، ومحاولة استقصاء برامج الدعم المختلفة والتحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي في السلطنة لأجل تسويق معارفها وابتكاراتها، وذلك من خلال تحليل أنشطة الابتكار وريادة الأعمال التي تم استحداثها في مؤسسات التعليم العالي وإعطاء لمحة عامة عن مدى فعاليتها في دعم وإدماج هذه الموضوعات في برامجها الأكاديمية وغير الأكاديمية، ومعرفة أهم المراكز والبرامج التي تدعم ريادة الأعمال والابتكار في هذه المؤسسات، وتحديد العوائق والتحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي في ريادة الأعمال والابتكار، وتحديد الفجوات المعرفية التي تطلبها هذه المؤسسات في جوانب الابتكار واقتراح السياسات والحلول لها، وبناء نموذج علمي واضح للجوانب التي ينبغي التركيز عليها عند دراسة منظومة الابتكار وريادة الأعمال في مؤسسات التعليم العالي، وتقديم توصيات وحلول لدعم برامج الابتكار وريادة الأعمال في السلطنة.
وقد خرجت دراسة "دور مؤسسات التعليم العالي في دعم ريادة الأعمال والابتكار في سلطنة عمان" بـ 8 توصيات، تمثلت في: القيادة الريادية، وسهولة الوصول إلى التمويل، والتعليم والتدريب، ونقل البحث والتطوير، والبرامج والأنشطة الداعمة، والسوق، والسياسات واللوائح التنظيمية، والمعوقات.
حيث ركزت توصية "القيادة الريادية" على ضرورة العمل المشترك مع الجهات الداعمة لمراكز ريادة الأعمال بهدف تمكينها وتبادل الخبرات، وتفعيل برامج أكاديمية وغير أكاديمية مرتبطة بريادة الأعمال والابتكار بالجامعات والكليات، والتنسيق مع الجهات التمويلية الغير تقليدية لتوعية الطلاب بآلية الاستفادة من برامج الدعم المطروحة، وطرح مزيد من برامج التدريب الداخلي الداعمة لريادة الأعمال والابتكار، وإعداد برامج تمويلية متناسبة مع مجالات الابتكار وريادة الأعمال للطلاب، وتكثيف عملية الربط بين الطلاب والجهات الداعمة لريادة الأعمال لتطوير مشاريعهم وابتكاراتهم.
بينما ركزت توصية "سهولة الوصول إلى التمويل" على ضرورة تصميم برامج تمويلية تناسب مختلف الفئات المحتملة لبدء مشاريع صغيرة أو متوسطة، وتعزيز شبكات الاستثمار بين الجامعات والمستثمرين الملائكين لتسهيل التعاون بين الطلبة والمستثمرين، وتأسيس صندوق مخصص لدعم الشركات الناشئة في مؤسسات التعليم العالي. وركز توصية "التعليم والتدريب" على تعزيز فرص التعلم التجريبي (العملي) والمسابقات في مجال ريادة الأعمال لتنمية مهارات الطلبة، وتطوير أعضاء هيئة التدريس في المؤسسات التعليمية بالمعرفة والمهارات في مناهج ريادة الأعمال من خلال التدريب. وركزت توصية "نقل البحث والتطوير" على تنظيم فرق بحثية متخصصة في مجالات متعددة مواكبة للتطورات المحلية والعالمية تزود رواد الأعمال بالإسهامات العلمية المثرية.
فيما ركزت توصية "البرامج والأنشطة الداعمة" على تصميم شبكة تربط أصحاب الأفكار الريادية بمراكز نقل المعارف، وتسويق الأفكار والابتكارات، مما يتيح لرواد الأعمال الوصول للمستثمرين، المختبرات، الموردين، والمجمعات التكنولوجية، وتعزيز ودعم الحاضنات في مؤسسات التعليم العالي لما لها من دور في رعاية الشركات الناشئة في المراحل المبكرة. وركزت توصية "السوق" على ضرورة تشجيع الطلاب على المشاركة في المسابقات الدولية التي تمكنهم من عرض أفكارهم التجارية وتسويق منتجاتهم، وتزويد الطلبة بالمعرفة والمهارات اللازمة لدخول السوق وكذلك دورات في التسويق والمبيعات من خلال تحديث منهج ريادة الأعمال.
وركزت توصية "السياسات واللوائح التنظيمية" على ضرورة إعداد لائحة تنظم عمل مراكز ريادة الأعمال بالجامعات والكليات وذلك بالتنسيق بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الملكية الفكرية للطلبة في مؤسسات التعليم العالي لحفظ براءات اختراعاتهم وعلاماتهم التجارية. وركزت توصية "المعوقات" على ضرورة إعداد برامج تعليمية مبتكرة وعملية تتناسب مع مستجدات السوق الديناميكية مثل إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، ونقل وتبادل المعارف بين مختلف الجهات والمؤسسات وغيرهم من الخبراء بما يسهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي فيما يختص ريادة الأعمال وانعكاسها على مختلف المجالات مثل الاقتصاد والبيئة والمجتمع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مؤسسات التعلیم العالی فی فی مؤسسات التعلیم العالی الابتکار وریادة الأعمال لریادة الأعمال فی سلطنة عمان هذه المؤسسات على ضرورة من خلال فی دعم
إقرأ أيضاً:
دراسة بحثية.. الهجرة غير النظامية والأزمة الديموغرافية في أوروبا «تحديات وفرص»
أصدرت وحدة الدراسات والأبحاث بمؤسسة IOI المستقلين دراسة جديدة تناولت فيها أزمة الهجرة غير النظامية التي تواجه أوروبا، مسلطة الضوء على تأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك السياسات الأوروبية المتبعة للتعامل مع هذه الأزمة.
وأشارت الدراسة إلى أن أزمة الهجرة غير النظامية، باتت تمثل تحديًا متزايدًا في أوروبا، حيث تسجل القارة معدلات منخفضة للخصوبة وزيادة ملحوظة في الشيخوخة، مما يفاقم من تقلص القوى العاملة ويضغط على الاقتصاد.وأضافت الدراسة أن التفاوت بين الدول الأوروبية في تأثرها بالأزمة يعكس اختلاف السياسات الاقتصادية والاجتماعية بين هذه الدول.
وأوضحت الدراسة أن من العوامل الرئيسية المؤدية إلى تزايد تدفقات المهاجرين غير النظاميين هي نقص الفرص الاقتصادية والتحديات البيئية التي تؤدي إلى هجرة الأفراد بحثًا عن الاستقرار والأمان في وجه هذه الأزمات. وناقشت أيضًا الخيارات المطروحة أمام الدول الأوروبية، مشددة على أهمية وضع سياسات أكثر شمولية تراعي حقوق الإنسان وتسعى لتحقيق الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للمهاجرين.
دراسة حول الهجرة غير النظاميةوفي هذا الصدد، صرّحت بسمة فؤاد، مؤسس ومدير تنفيذي مؤسسة IOI المستقلين: "تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على الأبعاد المختلفة لأزمة الهجرة غير النظامية، وضرورة البحث عن حلول مستدامة تعالج الأسباب الجذرية لهذه الأزمة. نحن في مؤسسة IOI نؤمن بأهمية العمل المشترك بين الدول لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مناطق المصدر، وتعزيز سياسات الإدماج التي تخدم المجتمعات المستضيفة والمهاجرين على حد سواء".
وخلصت الدراسة إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية، بما يشمل تحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية في دول المصدر، إلى جانب تطوير سياسات أوروبية تعزز من فرص الإدماج وتقلل من التوترات الاجتماعية.
ويمكنكم الاطلاع على النسخة الكاملة من الدراسة على https://ioingo.org/18415-2/
اقرأ أيضاً«المستقلين الدولية» تصدر نشرة أسبوعية متخصصة في قضايا الهجرة غير النظامية
الولايات المتحدة وهندوراس تجددان التزامهما باجتثاث جذور الهجرة غير النظامية والتشريد القسري