تحل اليوم الذكرى الــ19 لوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الذي رحل في نفس اليوم 11 نوفمبر في عام 2004، وذلك عقب حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي لمقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، ويرصد «الوطن» في التقرير التالي، أهم الأعمال الفنية التي قُدمت لدعم القضية الفلسطينية منذ بدايتها.

ومن ضمن الأفلام التي تحدثت عن الراحل ياسر عرفات، عدة أفلام وثائقية، قدمها المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، وبينها «يوميات الحصار، على بعد أمتار، أخي عرفات، وعذرًا سيدي الرئيس»، وبخلاف الأفلام الوثائقية التي قدمها «مشهراوي»، تحدثت أغلب أعماله عن القضية.

فيلم «حتى إشعار آخر»

ولعل أبرز هذه الأفلام «حتى إشعار آخر» من تأليف وإخراج «مشهراوي»، ودارت أحداثه حول عائلة فلسطينية في أثناء فرض حظر التجوال على قطاع غزة عام 1993، وتحويل البيوت إلى معتقلات لأهل فلسطين.

وقدم المخرج الفلسطيني، عددًا آخر من الأفلام التي تحدثت عن القضية، ومن بينها «حيفا»، «تذكرة إلى القدس»، «انتظار»، «عيد ميلاد ليلى»، «فلسطين ستيريو، رسائل من اليرموك».

فيلم «سجل اختفاء»

وكحال «مشهراوي» المهتم في كل أفلامه بالقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني، قدم في عام 1996، المخرج إيليا سليمان، فيلمًا بعنوان «سجل اختفاء»، الذي حصل على جائزة في مهرجان «فينيسيا»، ودارت أحداث الفيلم، حول عودة «سليمان» إلى أرض فلسطين، ليرصد ما تغير فيها بعد السلام؛ أملا في أن يحقق فيلما عنها، وينتهي الفيلم دون أن يحقق حلمه.

وقدم أيضًا المخرج إيليا سليمان، عددًا من الأعمال عن القضية الفلسطينية، ومن بينها «حرب الخليج وبعد»، «سايبر فلسطين»، «يد إلهية»، «الزمن الباقي»، «إن شئت كما في السماء».

فيلم «عٌرس الجليل»

يعتبر فيلم «عُرس الجليل» الذي عُرض عام 1987، من أوائل الأفلام الفلسطينية التي تحدثت عن القضية، فدارت أحداثه في مدينة الجليل المحتلة، حول عُرس ابن كبير القرية،  ويتشرط الحاكم العسكري للاحتلال الإسرائيلي، حضور العُرس، ليستعجب الجميع من هذا حضوره، ومنهم من يقاطع العُرس، وتُظهر أحداث الفيلم محاولة المستوطنين الاندماج مع أهالي فلسطين وسط عدم تقبلهم نهائيا واندلاع الأزمة بين الطرفين.

وبخلاف هذه الأعمال، يوجد عدد من المسلسلات التي تحدثت عن القضية بشكل عام، ولعل أبرزها مسلسل «التغريبة الفلسطينية»، الذي عُرض عام 2004، وتحدث عن أسرة ريفية فلسطينية في الثلاثينات من القرن الماضي، مرورًا بالعديد من الأحداث المهمة، حتى يونيو عام 1967 وما واجهوه من آثار هذه الحرب.

وشارك عدد كبير من النجوم العرب في المسلسل ومن بينهم جمال سليمان، تيم حسن، خالد جاجا، باسل خياط، نسرين طافش، قيس شيخ نجيب، مكسيم خليل، أدهم مرشد، يارا صبري وجوليت عواد.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ياسر عرفات القضية الفلسطينية أفلام القضیة الفلسطینیة التی تحدثت عن

إقرأ أيضاً:

عُمان ودعم القضية الفلسطينية

 

 

 

محمد حسين الواسطي

 

قال الله تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (المائدة: 2).

عندما نتحدث عن القضية الفلسطينية، فإننا لا نتحدث عن جغرافيا أو تاريخ فقط؛ بل عن جرح إنساني عميق يتجاوز الحدود، عن مأساة شعب يقاوم الظلم ويتشبث بالأرض كما يتشبث الشجر بجذوره في مواجهة الريح العاتية. في قلب هذه المعاناة، تظل غزة رمزًا للصمود الذي يُلهم العالم أجمع، وواجبًا أخلاقيًا ودينيًا على كل إنسان حر أن يسهم في رفع الظلم عنها ولو بكلمة، بعمل بسيط، أو حتى بموقف يتسم بالكرامة.

الشعب العُماني، بعاطفته الصادقة ومبادئه الراسخة، كان دائمًا حاضرًا في نصرة فلسطين. لم تكن فلسطين بالنسبة للعُماني مجرد قضية بعيدة تُنقل أخبارها في نشرات الأخبار، بل هي جزء من وجدانه، من نشاطه، من دعائه الذي يرفعه إلى الله كل ليلة. ومع تصاعد الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين، وخصوصًا في غزة التي تقاوم الحصار والدمار، تبرز المقاطعة الاقتصادية كوسيلة عملية وفعّالة يمكن أن تترجم هذا التضامن العاطفي إلى فعل ملموس، فعل يحمل رسالة: "نحن معكم، ولن نكون يومًا جزءًا مما يُضعفكم".

 

المقاطعة الاقتصادية: أكثر من مجرد خيار

المقاطعة الاقتصادية ليست مجرد إجراء عابر أو دعوة مؤقتة؛ إنها موقف إنساني وأخلاقي ينبع من روح التضامن مع شعب مظلوم. عندما يقرر الشخص ألا يشتري منتجًا يدعم الاحتلال الصهيوني، فإنه يرسل رسالة قوية بأن المال الذي ينفقه لن يُستخدم لقصف بيوت غزة أو حصار أطفالها. إنها ليست مجرد مقاطعة منتجات، بل هي وقوف في وجه آلة القمع التي تحاول سحق إرادة الفلسطينيين.

في عُمان، هذه الفكرة تجد صداها في قلوب الناس. العُمانيون بفطرتهم الطيبة يدركون أن كل ريال يُنفق على منتج يدعم الاحتلال هو بمثابة طلقة نارية تُوجه إلى طفل فلسطيني يبحث عن أمان في حضن أمه. ولهذا، فإن المقاطعة الاقتصادية ليست فقط فعلًا سياسيًا، بل هي تعبير عن إنسانية لا تقبل أن تكون جزءًا من الظلم.

 

دور المجتمع العُماني في المقاطعة

المجتمع العُماني، الذي ارتبطت قيمه بالدين والأخلاق والكرامة، يُدرك تمامًا أن التضامن الحقيقي مع القضية الفلسطينية يبدأ من هنا، من اختياراته اليومية. لقد شهدت عُمان حملات شعبية متعددة تُشجع على مقاطعة المنتجات المرتبطة بالاحتلال أو بالشركات التي تدعمه، وقد نجحت في ذلك نجاحًا مبهرًا تحدثت عن تفاصيله ومنجزاته وكالات الأنباء الداخلية والخارجية. لم تكن هذه الحملات مجرد شعارات، بل مبادرات حقيقية انطلقت من قلوب الناس، من المساجد التي كانت منابرها تُذكر المؤمنين بأن نصرة المظلوم واجب ديني، ومن الجامعات التي كان طلابها يُنظمون فعاليات توعوية، ومن وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت مساحة للتذكير بأهمية هذه الخطوة.

العُمانيون في هذه الحملات لم يكتفوا بالحديث عن المنتجات التي يجب مقاطعتها، بل ركزوا أيضًا على دعم البدائل المحلية أو المنتجات القادمة من الدول الصديقة للقضية الفلسطينية. هذه الروح لم تكن مجرد مقاطعة، بل كانت بناءً، بناء لثقافة اقتصادية واعية تُدرك أن كل اختيار، مهما بدا صغيرًا، يحمل تأثيرًا كبيرًا.

 

دور علماء الدين والمثقفين في تعزيز الوعي

علماء الدين في عُمان، الذين طالما كانوا منارات للوعي والقيم، لعبوا دورًا محوريًا في تعزيز فكرة المقاطعة. من خلال خطب الجمعة والدروس الدينية، كانوا يُذكرون الناس بأن الإسلام يدعو إلى نصرة المظلوم، وأن دعم الاحتلال بأي شكل يُعد تعاونًا على الإثم والعدوان. كلماتهم لم تكن مجرد نصائح، بل كانت دعوات صادقة تُلامس القلوب وتدفع الناس للتفكير في أفعالهم اليومية.

المثقفون والنشطاء أيضًا كانوا في الصفوف الأولى لهذه الجهود. من خلال مقالاتهم وندواتهم، رسموا صورة واضحة لمعاناة الفلسطينيين، وشرحوا كيف أن المقاطعة ليست فقط وسيلة رمزية، بل أداة فعّالة تُضعف الاحتلال وتُعزز صمود الفلسطينيين. لقد أظهروا للعامة أن التضامن ليس مجرد كلمات تُقال، بل أفعال تُمارس، وأن كل شخص يُمكن أن يكون جزءًا من هذه المعركة الإنسانية.

 

التأثير الإنساني والاقتصادي للمقاطعة

عندما يُقرر شخص أن يُقاطع منتجًا داعمًا للاحتلال، فإنه لا يُحدث تأثيرًا فرديًا فقط، بل يُصبح جزءًا من حركة جماعية تُضعف الاحتلال اقتصاديًا ومعنويًا. الاحتلال الصهيوني يعتمد بشكل كبير على تصدير منتجاته واستثماراته في الخارج، وأي تقليص لهذه الأسواق يُترجم إلى خسائر اقتصادية مباشرة تُضعف قدرته على تمويل جرائمه.

لكن الأثر الأكبر للمقاطعة ليس اقتصاديًا فقط، بل يمتد إلى تأثيراته وتداعياته المعنوية. عندما يعلم الفلسطينيون في غزة أن شعوب العالم الإسلامي، ومن بينهم الشعب العُماني، يقفون معهم بكل ما أوتوا من وسائل، فإن ذلك يُعزز من صمودهم. غزة لا تحتاج فقط إلى مساعدات مادية، بل تحتاج إلى أن تشعر بأنها ليست وحدها في هذه المعركة. أن ترى أن هناك من يرفض أن يكون جزءًا من الألم الذي تعانيه، وأن هناك من يقف معها حتى وإن كان ذلك بفعل بسيط كالمقاطعة.

إذا الشعبُ يومًا أرادَ الحياةَ

فلا بدَّ أن يستجيبَ القدرْ 

المقاطعة الاقتصادية ليست مجرد أداة للمقاومة، بل هي درس للأجيال القادمة. عندما يرى الأطفال والشباب في عُمان أن آباءهم وأمهاتهم يرفضون شراء منتجات تدعم الاحتلال، فإنهم يتعلمون أن للكرامة ثمنًا، وأن التضامن مع المظلومين قيمة لا تُقدر بثمن. إنها طريقة لتربية الأجيال على قيم العزة والكرامة، وربطهم بالقضية الفلسطينية كجزء لا يتجزأ من هويتهم الإسلامية والعربية.

وختامًا أقول إن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية شعب يقاوم الاحتلال، بل هي اختبار لإنسانية العالم أجمع. الشعب العُماني، بوعيه ورقيه، أثبت دائمًا أنه يقف في الجانب الصحيح من التاريخ. وسوف يستمر هذا الشعب النبيل الداعم للمظلومين في شتى بقاع الأرض في نضاله ضد الظلم، ولن يترك المقاطعة حتى بعد توقف العدوان الحربي، أو وقف إطلاق النار؛ لأن الاحتلال ما زال قائمًا، وأساليب القهر والحصار والتجويع للأبرياء ما زالت مستمرة.

نعم؛ المقاطعة ليست فقط فعلًا اقتصاديًا، بل هي تعبير عن حب صادق، عن تضامن لا يعرف الحدود، عن إيمان بأن فلسطين ستظل دائمًا في القلب، حتى يتحقق النصر ويعود الحق إلى أصحابه. "إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (محمد: 7).

مقالات مشابهة

  • إنجاز مذهل من الصمود وشهادة على المثابرة التي لا تموت لسكان غزة
  • المهندسين: نقدم الحلول الهندسية التي تراعي الواقع الجغرافي والاجتماعي والاقتصادي لقطاع غزة
  • عُمان ودعم القضية الفلسطينية
  • انطلاق عروض “مقهى السينما” في دمشق القديمة
  • مهرجان سينيمانا العربي السادس يختتم فعالياته في البريمي
  • الذكرى الـ19 لرحيل الإعلامية العراقية أطوار بهجت
  • هالة جلال: السينما الجيدة ليس لها علاقة بجنسية البلد المصنعة للفيلم
  • هالة جلال: 50 دولة شاركت في مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية
  • المخرجة هالة جلال: 50 دولة شاركت في مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية
  • قافلة بين سينمائيات تعرض 10 أفلام في زاوية السبت