نوفمبر 11, 2023آخر تحديث: نوفمبر 11, 2023

المستقلة/- اكتشف العلماء أن نوعًا من العوالق الحيوانية الموجودة في المياه البحرية و المياه العذبة يمكنها استيعاب و تكسير المواد البلاستيكية الدقيقة. و لكن بدلًا من توفير حل للتهديد الذي يشكله البلاستيك على الحياة المائية، يمكن للمخلوقات الصغيرة المعروفة باسم الدوارات أن تعمل على تسريع الخطر عن طريق تقسيم الجزيئات إلى آلاف من المواد البلاستيكية النانوية الأصغر حجمًا و التي قد تكون أكثر خطورة.

يمكن لكل دوارة، سُميت من اللاتينية و تعني “حامل العجلة” بسبب عجلة الأهداب الدوارة حول أفواهها، أن تنتج ما بين 348 ألف إلى 366 ألف قطعة من البلاستيك النانوي و هي جزيئات أصغر من ميكرومتر واحد كل يوم.

هذه الحيوانات مجهرية، و منتشرة في كل مكان، و وفيرة، حيث يوجد ما يصل إلى 23000 فرد يعيشون في لتر واحد من الماء، في مكان واحد. و حسب الباحثون، من فريق بقيادة جامعة ماساتشوستس أمهيرست، أنه في بحيرة بويانغ، أكبر بحيرة في الصين، كانت الدوارات تنتج 13.3 كوادريليون من هذه الجزيئات البلاستيكية كل يوم.

يمكن أن يستغرق البلاستيك ما يصل إلى 500 عام ليتحلل, و تتكسر الى قطع صغيرة مع زيادة عمرها. و من المعروف أن العمليات الفيزيائية و الكيميائية تؤدي إلى تفكيكها، بما في ذلك عند التعرض لأشعة الشمس أو عندما تطحن الأمواج قطعًا من البلاستيك على الصخور أو الشواطئ أو العوائق الأخرى العائمة في المحيط.

و سعى العلماء إلى فحص الدور الذي قد تلعبه الحياة المائية في تكوين البلاستيك الدقيق، خاصة بعد اكتشاف أن الكريل في القطب الجنوبي قادر على تحطيم كرات البولي إيثيلين إلى أجزاء يقل حجمها عن ميكرومتر واحد في عام 2018. و قال باوشان شينغ، أستاذ كيمياء البيئة و التربة في كلية ستوكبريدج للزراعة بجامعة ماساتشوستس أمهيرست، إنهم قرروا النظر في الروتيفيرات لأن لديهم جهاز مضغ متخصص يشبه الكريل. و أرادوا اختبار الفرضية القائلة بأن الدوارات، التي يوجد منها 2000 نوع في جميع أنحاء العالم، يمكنها أيضًا تحليل البلاستيك.

و قال شينغ، كبير مؤلفي البحث: “في حين يعيش الكريل في القطب الجنوبي في مكان غير مأهول بالسكان، فقد اخترنا الدوارات جزئيًا لأنها تتواجد في جميع أنحاء المناطق المعتدلة و الاستوائية في العالم، حيث يعيش الناس”.

و قال إن الحيوانات تخلط بين المواد البلاستيكية الدقيقة و هي شظايا يقل قطرها عن 5 ملم باعتبارها طحالب.

و بعد تعريض الأنواع البحرية و أنواع المياه العذبة من الدوارات لمجموعة متنوعة من المواد البلاستيكية المختلفة بأحجام مختلفة، وجدوا أن جميعها يمكنها استيعاب جزيئات بلاستيكية دقيقة يصل حجمها إلى 10 ميكرومتر (0.01 ملم)، و تحللها ثم تفرز الآلاف من المواد البلاستيكية النانوية مرة أخرى في البيئة. تم اكتشاف جسيمات بلاستيكية دقيقة من البولي إيثيلين من حاويات المواد الغذائية و كذلك المواد البلاستيكية النانوية في أجسام الدوارات.

و قال شينغ إن عملهم كان “مجرد خطوة أولى”. و قال: “نحن بحاجة إلى أن يحدد المجتمع العلمي مدى ضرر هذه المواد البلاستيكية النانوية”. “نحن بحاجة إلى النظر إلى الكائنات الحية الأخرى على الأرض و في الماء من أجل التفتيت البيولوجي للجسيمات البلاستيكية الدقيقة و التعاون مع علماء السموم و الباحثين في مجال الصحة العامة لتحديد ما يفعله وباء المواد البلاستيكية النانوية بنا.”

أظهرت الدراسات أن المواد البلاستيكية النانوية ربما تكون أكثر خطورة على الكائنات الحية من المواد البلاستيكية الدقيقة لأنها أكثر وفرة و تفاعلية.

إذا كانت الدوارات قادرة على إنتاج 13.3 كوادريليون جسيم نانوي يوميًا في بحيرة بويانج، فإن الكمية التي يتم إنشاؤها في جميع أنحاء العالم كبيرة لدرجة غير ممكن قياسها. يمكن نظريًا تقسيم كل جسيم بلاستيكي دقيق إلى مليون جزيء من البلاستيك النانوي، و التي يمكن بعد ذلك نشرها بسهولة أكبر.

لقد لوثت المواد البلاستيكية الدقيقة كل ركن من أركان الكوكب، من قمة جبل إيفرست إلى أعماق خندق ماريانا، و أظهرت الأبحاث أنها موجودة في دماء العديد من البشر و أنسجة القلب و مشيمة الأطفال الذين لم يولدوا بعد. إنها تسبب ضررًا للخلايا البشرية في المختبر بمستويات معروفة أن الإنسان يأكلها عن طريق الطعام.

و قال جيان تشاو، أستاذ العلوم والهندسة البيئية في جامعة المحيط الصينية و المؤلف الرئيسي للورقة البحثية، إن المواد البلاستيكية النانوية ليست فقط سامة للكائنات الحية المختلفة و لكنها تعمل كحاملات لملوثات أخرى. و أضاف أنه يمكن تعزيز إطلاق المضافات الكيميائية في البلاستيك أثناء و بعد التجزئة.

المصدر:https://www.theguardian.com/environment/2023/nov/09/microplastic-eating-plankton-worsening-crisis-oceans-plastic-pollution

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: المواد البلاستیکیة الدقیقة من المواد البلاستیکیة

إقرأ أيضاً:

مشرعون أميركيون يحذرون الجنائية الدولية ويحققون باستهدافها قادة إسرائيل

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري حذروا محكمة لاهاي، وطالبوا المشرف على المحكمة الجنائية الدولية "بالتحقيق في الإجراءات غير النظامية وغير القانونية المحتملة التي اتخذها المدعي العام" في استهداف زعماء إسرائيل.

وأوضحت الصحيفة أن 6 من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، ثلاثة جمهوريين هم ليندسي غراهام وجون ثون وجوني إيرنست، وثلاثة ديمقراطيين هم بن كاردين وريتشارد بلومنثال وجون فيترمان، بعثوا برسالة أمس الجمعة، قالوا فيها إن المدعي العام كريم أحمد خان لم يمتثل للقانون في التقدم بطلب إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: 7 سيناريوهات لمن يفوز برئاسة أميركاlist 2 of 2عندما تثير الحرب أسئلة كثيرة تصعب الإجابة عنهاend of list

وأوضح أعضاء مجلس الشيوخ كيف ضللهم خان -حسب الرسالة- بأنه "سيتعامل بشكل هادف مع دولة إسرائيل"، كما يقتضي نظام روما الأساسي للمحكمة، "قبل اتخاذ أي إجراء"، ولكنه بدلا من ذلك تجاهل الإسرائيليين، وأعلن عن طلبه إصدار أوامر اعتقال.

تحقيق سريع ومستقل

وأشار أعضاء مجلس الشيوخ إلى مزاعم تحرش جنسي ضد خان، وقد رد عليها ضمنا بأنها مؤامرة إسرائيلية، مما لا ينهي أسئلة التحيز، خاصة أن اتحاد موظفي المحكمة الجنائية الدولية لا يثقون في هيئة الرقابة الداخلية للمحكمة -حسب الصحيفة-، وبالتالي يدعو المشرعون الأميركيون إلى "تحقيق سريع ومستقل وشامل بقيادة لجنة خارجية".

وقالوا إن "أي إجراء تتخذه المحكمة فيما يتصل بمذكرات الاعتقال الصادرة بحق مسؤولين إسرائيليين دون الاستفادة من تحقيق كامل في الاتهامات الخطيرة التي تلاحق المدعي العام خان من شأنه أن يلقي بظلال من الشك على تصرفات المحكمة، ويعرض مصداقيتها للخطر على نطاق أوسع"، مشيرين إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تواجه ضغوطا من الجماعات والدول المعادية لإسرائيل لتشويه سمعها.

خطر على أميركا

ورأى أعضاء مجلس الشيوخ أن كل هذا يشكل خطرا على أميركا، حيث تلاحق المحكمة إسرائيل التي لا تنتمي إليها بسبب أفعالها في غزة التي ليست دولة، في حرب دفاعية ضد الإرهابيين -حسب تعبيرهم-، وغدا قد تفعل الجنائية الدولية الشيء نفسه مع الولايات المتحدة، وهي دولة أخرى غير عضو.

وذكرت الصحيفة أن المحكمة الجنائية الدولية لم تغلق بعد تحقيقاتها في حرب أفغانستان، متسائلة لماذا ألغى الرئيس جو بايدن العقوبات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب على الجنائية الدولية عام 2021؟ ولماذا يمنع هو والسيناتور تشاك شومر حاليا التصويت على فرض عقوبات عليها؟

مقالات مشابهة

  • مشرعون أميركيون يحذرون الجنائية الدولية ويحققون باستهدافها قادة إسرائيل
  • من الرئتين للكلى مرورا بالدم.. كيف يتسرب البلاستيك بصمت لأجسامنا؟
  • ليون يرفض الاستسلام أمام ليل بهدف في الدقيقة الأخيرة
  • 300 خبير اقتصادي يحذرون الأمريكيين من التصويت لترامب: خطر يهدد الديمقراطية
  • رؤساء 15 منظمة بالأمم المتحدة يحذرون: الوضع في شمال غزة مروع
  • كيفية تنظيف خزانات المياه البلاستيكية بخطوات بسيطة وفعالة
  • جامعة خليفة تستضيف المؤتمر الدولي للمواد النانوية
  • «البيئة»: نسعى لتقليل التلوث الناتج عن استخدام الأكياس البلاستيكية
  • أعضاء مجلس الأمن يحذرون من العواقب الإنسانية الوخيمة لأي محاولة لتفكيك "الأونروا"
  • أعضاء مجلس الأمن يحذرون من العواقب الإنسانية الوخيمة لأي محاولة لتفكيك الأونروا