الجزيرة:
2025-01-30@22:06:46 GMT

ماذا تعرف عن عقدة الفارس الأبيض؟

تاريخ النشر: 5th, July 2023 GMT

ماذا تعرف عن عقدة الفارس الأبيض؟

الرغبة في مساعدة الآخرين أمرٌ جيد وإيجابي ومفيد على أكثر من صعيد شخصي وعام. لكنه يصبح عند بعض البشر هوسا وشعورا مبالغا فيه بالواجب، إذ يقدمون في سبيل ذلك الكثير من الجهد والوقت والمال، وينسون مسؤوليتهم تجاه أنفسهم وعائلاتهم. ويُعرف ذلك باسم "عقدة المنقذ" أو "المخلّص" أو "متلازمة الفارس الأبيض" (White Knight Syndrome).

وعلى الرغم من أن هذا المصطلح يشير في كثير من الأحيان إلى الذكور الذين يسارعون إلى إنقاذ "المنكوبين"، فإنه لا يقتصر عليهم فقط، بل هناك أيضا "الفارسة البيضاء".

وفي الواقع، ونظرا إلى أن النساء يتم تنشئتهن اجتماعيا ليكنّ مقدمات رعاية عاطفية ومصدرا للحب والحنان، فمن المنطقي أن نجد الكثير من الفارسات البيضاوات في هذا العالم.

وعلى الرغم من أن هذه العقدة قد تظهر بشكل مختلف قليلاً عندهن عن الرجال، فإن الحالة العامة واحدة، وهي الرغبة الجامحة في المساعدة والإنقاذ، بحسب ما ذكرت منصة "سيكولوجيا" (psychologia).

هناك الكثير من الفارسات البيضاوات في العالم، وقد تظهر هذه العقدة عندهن بشكل مختلف قليلاً عن الرجال (شترستوك)

وتلاحظ المتخصصة في علم النفس السريري والمحللة النفسية الدكتورة ماري لاميا، مؤلفة كتاب "متلازمة الفارس الأبيض: أنقذ نفسك من حاجتك لإنقاذ الآخرين" (The White Knight Syndrome: Rescuing Yourself from Your Need to Rescue Others)، أن هناك "أنواعا فرعية" مختلفة من الفوارس البيض، مثل "المنقذ العاطفي المفرط" المولود لأبوين مهملين، و"المنقذ المذعور" الذي ينشأ مع إحساس عميق بالخزي بسبب مواقف مرعبة تعرّض لها في مرحلة الطفولة.

ووفق الدكتورة لاميا، تختلف أسباب الإصابة بهذه العقدة، وغالبا ما يكون للفرسان البيض تاريخ من الخسارة أو الهجر أو الصدمة أو الحب غير المتبادل.

وعانى الكثير منهم بشدة في مرحلة طفولتهم بسبب إهمال أحد أو كلا الوالدين، أو إساءة معاملتهم من ذويهم أثناء مرحلة الطفولة، بحسب ما ذكرت منصة "إيموشينال أفير" (emotionalaffair).

"الفارس الأبيض" يبني تقديره لذاته بناء على قدرته على مساعدة الناس (شترستوك) علامات الإصابة بـ"عقدة الفارس الأبيض"

قد تكون مصابا بمتلازمة "الفارس الأبيض" إذا ظهرت عليك السمات والسلوكيات التالية، وفق منصة " ثوت كاتالوج" (thought catalog):

1- أنت تبني تقديرك لذاتك بناء على قدرتك على "مساعدة وإصلاح" الناس

يفخر "الفرسان البيض" بأنفسهم بسبب قدرتهم على "إنقاذ" الآخرين، وهذا جزء أساسي من شخصيتهم وهويتهم الذاتية. وبدلًا من تشكيل علاقات عاطفية حقيقية، فإنهم يبحثون عن شركاء لديهم مشكلات، وينجذبون بشدة إلى أولئك الذين يعانون من أزمات عاطفية حادة.

ومع ذلك، فإنهم في كثير من الأحيان يهملون إنقاذ أنفسهم من العلاقات السامة، وغير قادرين على التركيز على معالجة أنفسهم أولاً.

2- لديك تاريخ من الجروح العاطفية أثناء الطفولة

ينحدر المصابون بهذه العقدة عادة من عائلات هجر أحد الوالدين فيها العائلة، أو كانت بين الوالدين علاقة سامة وغير صحية، أو كان أحد الوالدين مدمنا الكحول، وربما أخذوا دور أحد الوالدين أثناء الطفولة.

3- أنت تنجذب نحو الأشخاص "المأساويين" الذين هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة

هذا ينطبق بشكل خاص على الذكور من "الفرسان البيض" الذين ينجذبون إلى هذا النوع من البشر، ولا سيما الفتيات، ويعاملونهم كالأطفال غير القادرين على الاعتناء بأنفسهم، بحيث يقومون بكل شيء بدلاً منهم، متناسين حاجاتهم ورغباتهم الذاتية.

4- أنت تحاول التحكم بحياة شريكك وإدارتها بدقة

أثناء محاولتك "المساعدة"، تصبح شديد التركيز على ما يجب أن يفعله شريكك أو ما يجب ألا يفعله كوسيلة لمنع تعرضه للأذى. وينبع هذا الشكل من التحكم بسبب عدم قدرتك على التحكم بحياتك، فتحت ستار مساعدة شريكك، تنجح في الهرب من التركيز على معالجة جروحك.

5- تسعى إلى التلاعب بشريكك وإبقائه دائما كتابعٍ لك

إذا أسس شريكك عملا خاصا به، أو حاول أن يكون مستقلاً في حياته، فستبحث بشكل مستميت عن طرق لتجعله بحاجة دائمة إليك، وهذا يختلف عن دعم الأصدقاء والأزواج لبعضهم بعضا بشكل صحي وسليم.

لدى "الفارس الأبيض" حاجة ماسة إلى أن ينظر إليه الآخرون على أنه مهم وفريد (شترستوك) سمات الفارس الأبيض

يتّصف الأشخاص المصابون بهذه العقدة، سواء كانوا ذكورا أو إناثا، بالسمات التالية بحسب ما ذكرت منصة "سيكولوجي توداي" (psychologytoday):

يخشون البعد العاطفي. ضعفاء عاطفيا وحساسون للغاية. لديهم ميل إلى إضفاء الطابع المثالي على شركائهم وأزواجهم. لديهم حاجة ماسة إلى أن ينظر إليهم الآخرون على أنهم مهمون وفريدون من نوعهم. يميلون إلى إلقاء اللوم على الآخرين والتقليل من قيمتهم والتلاعب بهم.
"الفرسان البيض" يخشون دائما من فقدان الشريك أو هجره لهم أو فقدان حبه واهتمامه ورضاه (شترستوك) الفارس الأبيض والعلاقات العاطفية

وفي العلاقات العاطفية مع أزواجهم أو زوجاتهم، يُظهرون الكثير من السلوكيات التالية:

ينجذبون إلى شريك محتاج وله تاريخ من الصدمة أو الخسارة أو سوء المعاملة أو الإدمان. يخشون دائما من فقدان الشريك أو هجره لهم أو فقدان حبه واهتمامه ورضاه. يسعون إلى السيطرة على الشريك تحت ستار المساعدة. يكرهون نجاح الشريك بعيدا عنهم. يغريهم السلوك الدرامي للشريك. يسعون دائما إلى إثارة مشاعر عاطفية قوية عند الشريك.
عندما تفهم عمل متلازمة "الفارس الأبيض"، يمكنك تقييم علاقاتك الاجتماعية والعاطفية، واتخاذ خيارات أفضل (شترستوك) كيف تكافح عقدة "الفارس الأبيض"؟

أن تصبح مدركا للذات هي الخطوة الأولى نحو مكافحة متلازمة الفارس الأبيض. وهنا، تنبَّه إلى الطريقة التي تستجيب بها لمعاناة الآخرين ومشكلاتهم، وراقب شعورك بالحاجة إلى التحكم بالآخرين "من أجل مصلحتهم".

كن حذرا من "نواياك الحسنة" التي تدفعك إلى التدخل في شؤون الآخرين بهدف مساعدتهم وإنقاذهم. وتذكر أن تهتم بنفسك أولا وأن تنقذ ذاتك، فمحاولة أن تكون بطلا لشخص ما قد يكون لها تكلفة باهظة عاطفيا وماديا.

وقد ينتهي بك الأمر إلى الانخراط مع شركاء لا يستطيعون أو لا يريدون أن يتم إنقاذهم، وقد يستنزفونك على كل الصعد من دون أن يقدموا لك شيئا في المقابل.

وعندما تفهم كيف تعمل متلازمة "الفارس الأبيض"، يمكنك تقييم جميع علاقاتك الاجتماعية والعاطفية، واتخاذ خيارات أفضل لنفسك وشركائك وأصدقائك، حاضرا ومستقبلا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

كيف تتقبل الآخرين؟!

 

 

 

محفوظ بن راشد الشبلي

mahfood97739677@gmail.com

 

يشكو كثير من الناس من أنَّ فلاناً به خِصلة لا تُعجبه فيه فلا يتقبله، رغم مجالسته في جمع الآخرين وفي نفسه نفور منه، وآخر يشكو من طبع فلان في أمر مُعين، لكنه يُجالسه، وآخر يكن لشخص احتراماً بالغاً، لكنه لا يتقبل منه فعلًا مُعينًا، وتبقى الأنفس في نفور دائم في تعاملهم من أشخاص يُداومون مجالستهم، ولكن في نفوسهم بعض الحساسية تجاههم.

عند البحث في تكوينات البعض يُبهمنا تصرفاتهم وطبائعهم ونبحث عن عيب، فهل المشكلة فيهم أم في الذين يتعاملون معهم، فكون النفس البشرية تختلف بتكوينات الأشخاص في اختلاف البيئة التي يعيشون فيها والناس المحيطين بهم ومكسبهم العِلمي والثقافي المُكتسب لديهم تجد تلك العوامل تصقل شخصياتهم وبها تُبنى عقلياتهم وطريقة تصرفاتهم وينتج عن ذلك كله مسألة تقبلهم للآخرين من عدمها وبطريقتهم التي يرتؤونها للغير.

ليس عيبًا أن تتقبل إنسانًا أو لا تتقبله، ولا يوجد اختلاف في ذلك؛ بل الخلاف في نظرة الشخص للآخرين كيف يُترجمها في نفسيته وكيف يُبدي بها لغيره وهل المشكلة هي عيب فيه أم في من ينتقيهم لكي يتقبلهم وتتوق نفسه لهم من عدمه، وهي مسألة تخص الشخص نفسه وليس لها اختصاص بالآخرين، فالآخرون ليس لديهم مدى في سيكولوجية انتقائك لهم ولا يُحددون طريقة مُعينة للتعامل معك كونك لم تُفصح لهم عن ما يُعجبك فيهم كي تَقبلهم به وليس لديهم استعداد لتغيير سيكولوجية أساليبهم ونَمَطهم كي يكسبوا ودك ولخاطر عينيك من عدمه.

من تجربة شخصية سألني شخص عن فلان، فأجبته بما يظهر منه في مُعاملته معي، فقال بكل غرابة إنَّ به عيباً لا يستسيغه ولا يتقبله، وسألني عن مدى تقبلي له، فأدهشني الأمر كون علاقتي به مبنية على ما يجده مني ولا أعي كيف علاقته به، وبما يُبديه له من تعامل؛ فأدركت حينها أن اختلاف المعاملات مع الآخرين هي ردة فعل منهم تجاههم، وليست عيبًا فيهم كما يدعي هو تجاههم، كي لا يستسيغهم ولا يتقبلهم، ولا يُحبذ التعامل معهم. فكما تُعامل الناس سيعاملونك. وفي كل الأحوال الناس ليسوا ديناميكيين، كي يعملوا لأجلك، وليسوا مُلزمين بك في تطويع تعاملهم معك وليسوا كاملين إن كنت تدعي الكمال والكامل هو اللّه وحده سبحانه.

 

خلاصة القول.. لا يُمكن أن تجد في الناس توافقًا كاملًا في تطبيع أفكارك فيهم، كي يُعجِبوك ويرضوك كما تريد؛ بل هي مسألة ثقافة تعامل منك، إن تقبلت فيهم جزئية تحبها دون غيرها وبها وعليها، ستَبني جانب علاقتك بهم وتقبلك لهم، واترك بقية طباعهم التي لا تُعجبك لهم، فأنت غير مسؤول عنهم فيما لا يهمك ولا يعنيك فيهم، وعليك بما وجدته في جانبهم الذي أحببته. أمّا أن تُطوع النَّاس حسب أفكارك فهي مسألة لا يمكنك تعميمها على الكل، وإن عشت على ذلك، فأنت الخسران في مسألة تقبلك، وليست مشكلة فيمن تتعامل معهم، ويجب عليك مُحاسبة نفسك وإصلاح فكر تعاملك نظير شكواك من عدم تقبلك للآخرين.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • العبودية الحديثة.. ماذا تعرف عن نظام 996 ساعة عمل؟
  • ماذا تعرف عن قاعدة غوانتانامو التي ستستضيف المهاجرين؟
  • عقدة القوى المسيحية.. هل يمكن حلها؟
  • تعرف على الاندية المتأهلة بشكل مباشر للدور ثمن النهائي لدوري الابطال
  • مع انطلاقه اليوم.. ماذا تعرف عن مهرجان طيران الإمارات للآداب؟
  • تفاصيل السماح لمؤثري السوشيال ميديا بتغطية مؤتمرات ترامب.. ماذا يحدث في البيت الأبيض؟
  • تجميد شامل.. البيت الأبيض: وقف جميع المنح والقروض الفيدرالية بشكل مؤقت
  • كيف تتقبل الآخرين؟!
  • العقدة الشيعية حلّت والبحث في فكرة المقاومة
  • ماذا بعد قبول التصالح في مخالفات البناء؟ تعرف على القانون