علي المسعود أنطفأت النور في باريس مدينة النور بعد أن اغمض عينية الصديق الجميل المخرج السينمائي عامر علوان ، ومن لايعرف عامرعلوان الشاب الناحل الذي اقتحم باريس ومسارحها في أواخر السبعينيات قادماّ من مدينة الحلة ، بعد دراسته وتخرجه من معهد الفنون الجميلة في بغداد وتخرّج منه في العام 1979 ، وبدأت رحله اغتراب لاكثر من ثلاثين عاما .
في البداية عمل في مسرح الأوبرا لتتطور خبراته الفنية وبعد إنجازه لعدد من الأفلام التسجيلية أنجز أول فيلم روائي طويل بعنوان (زمان رجل القصب) مع قناة ( أي . أر . تي ) . وقدم فيلم( الحاج نجم ) الذي يتناول قصة “ناديا” التي ولدت في
فرنسا من أصل عراقي، أبوها هو حفيد “نجم البقال” الذي هاجر إلى فرنسا منذ ما يقرب من الخمسين سنة. بعد وفاته تعود “ناديا” لدفن جثمان أبيها في المدينة التي ولد فيها (النجف) نزولاً عـند رغبته. وبهذا تزور العراق لأول مرة وتكتشف بلد أبيها وقصة جدها الحاج “نجم البقال” تستمع إلى ما يروى لها عن جدها الكبير وما تقرأه من مصادر ووثائق عن تأريخ ووطنية هذا الثائر لتكون قريبة من حقيقة ثورة النجف عام 1918 والتي سميت بثورة (نجم البقال) ، وتعرف أصل جدها من الرمادي وانتقلت عائلته بسبب ظروف معينة إلى الحلة عام 1918. وهناك واجهت العائلة ظروفا صعبة فانتقلت إلى النجف واندمجوا مع عوائلها . تربى نجم ودرس وخدم العسكرية في الجيش العثماني … ثم انضم إلى منظمة النهضة الإسلامية وقاوموا الاحتلال العثماني وما بعده الاحتلال البريطاني . وصار احد اهم قادة ثورة النجف آنذاك وسموها بثورة نجم البقال لتأثيره الكبير فيها قيادة وتخطيطاً لهجومه على الجيش البريطاني في النجف وقتل الكولونيل ، فأقسم القائد العسكري ( لجمن ) ان يقبض عليه ويعدمه . بعد أحداث الثورة ومداخلاتها يلقى القبض على نجم البقال فيساق إلى المحكمة والإعدام . الفيلم من بطولة الفنان سامي قفطان وطه علوان وفارس عجام والفنانة عواطف نعيم وهناء محمد، كما شارك فيه فنانون من بريطانيا وهم كولن ريس وهاري ليستر وقام بكتابة السيناريو والحوار سلام حربة . في هذا الفيلم يدعو إلى المواطنة والارتباط بالوطن ونبذ الخلافات الطائفية والمذهبية. وبعدها شارك بأداء دور البطولة في الفيلم الفرنسي (زمن الضالين) انتاج قناة آرته الفرنسية ومن اخراج المخرجة الفرنسية القديرة (فيرجيني سافور) وبأشتراك الممثل الفرنسي الرائع (جون بيير لوري) إلى جانب ممثلات وممثلين فرنسيين … وقصة الفيلم عن عراقي مثقف ومدرس لللغة الفرنسية في العراق يهاجر الى فرنسا بعد ان تعرض الى الإضطهاد والتعذيب وموت كل افراد عائلته ,, يترك العراق و هو يحلم بعالم فرنسا بلد الضوء والمعرفة والعدالة والحرية .. يستقبله صديقه الصحفي الفرنسي والذي انقذ حياته حين كان في مهمة صحفية في العراق يستقبله لفترة ايام ثم يتخلى عنه ويعيش صعوبات كثيرة من اجل الحصول على الإقامة حتى الإذلال ويتحول حلمه بعالم فرنسا الى كابوس . وكذالك وقف ممثلاً أمام النجمة الفرنسية كاترين دينوف في فيلم و(داعاً ايها الليل) واشترك في كتابة السيناريو له.. الفيلم للمخرج الفرنسي الكبير (أوندري تشينه ) وهو من جيل غودار وترفو سلاماّ لروحا أيها النقي والطيب والفنان الراقي علي المسعود
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
«المنفي» يستقبل سفير الجمهورية الفرنسية لدى ليبيا
استقبل رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، سفير الجمهورية الفرنسية لدى ليبيا، “مصطفى مهراج”.
وتمحور اللقاء، “حول المسارات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، ودور فرنسا الفاعل للدفع قدماً بالعملية السياسية في ليبيا للوصول إلى حلول ونتائج توافقية تفضي إلى الانتخابات”.
وأكد الرئيس خلال اللقاء، “أن الشعب الليبي قادر على المشاركة والمساهمة وتقرير المصير في الوصول لدولة مستقرة عبر الاستطلاعات والاستفتاءات والانتخابات العامة”.