موقع 24:
2024-10-04@11:46:22 GMT

إدارة غزة بعد الحرب.. تساؤلات تبحث عن إجابة

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

إدارة غزة بعد الحرب.. تساؤلات تبحث عن إجابة

مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أسبوعها السادس، لا يزال الحديث عن نهاية لتلك الجولة الأعنف من التصعيد مجرد تقارير تنقل عن أطراف الصراع سرعان ما تناقضها تقارير أخرى، تشير إلى استمرارها لفترة ليست بالقصيرة.

ويرى مراقبون أن حسابات الرد الإسرائيلي على الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) تتداخل فيها عدة عوامل، لاسيما في ظل رغبة الحكومة الإسرائيلية في أن يكون هذا الرد مختلفا عن أي جولة تصعيد سابقة، بما يتماشى مع حجم الصفعة التي تلقتها إسرائيل.

لم يخف المسؤولون الإسرائيليون منذ اللحظة الأولى رغبتهم في القضاء تماماً على حماس، وإخراجها من المعادلة بصورة نهائية، بعد الخسائر غير المسبوقة التي ألحقتها بهم الحركة في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

ولما كانت هذه الغاية تتطلب توغلاً برياً في القطاع ، الذي انسحبت منه إسرائيل عام 2005، للوصول إلى معاقل حماس، والتأكد من تدمير شبكة الأنفاق التابعة لها، أثارت هذه المسألة جدلا كبيرا داخل دائرة صنع القرار في إسرائيل، وحتى لدى الإدارة الأمريكية، الداعم الأكبر لتل أبيب.

عباس: السلطة الفلسطينية يمكن أن تلعب دورا في إدارة غزة ضمن حل شامل pic.twitter.com/07VutNaK4x

— Reuters | عربي (@araReuters) November 10, 2023 تصور لما بعد الحرب

بينما أعلنت الولايات المتحدة منذ اللحظة الأولى لهجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) دعمها المطلق لإسرائيل في كل ما تتخذه من إجراءات "دفاعاً عن النفس"، نبهت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حكومة بنيامين نتانياهو أكثر من مرة لضرورة أن يكون لديها تصور واضح لمرحلة ما بعد الاجتياح البري، وكيف سيكون الوضع في غزة ما بعد حماس.

وتجلت ضبابية الرؤية والتناقضات في هذه الجزئية أيضاً، ففي بادئ الأمر، كان التأكيد الإسرائيلي حاضراً بشأن عدم وجود نية لإعادة احتلال القطاع، وأن ثمة مهمة محددة سيقوم بها الجيش الإسرائيلي هناك.

ولكن نتانياهو خرج من جديد خلال اليومين الماضيين ليثير جدلاً بتصريح كشف فيه عن نية للبقاء لفترة "غير محددة" في غزة، حتى بعد انتهاء الحرب.

وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية، قال نتانياهو :"لا نسعى لحكم غزة، لا نسعى للاحتلال"، مشدداً على اعتزام إسرائيل تدمير حماس. وأضاف :"سنواصل حتى نمحو حماس. لا شيء سيوقف ذلك" ، دون أن يحدد مدى زمنيا لتحقيق هذا الهدف. وتابع:"وضعت أهدافا. لم أضع جدولا زمنيا لأنكم تعرفون أن الأمر ريما يستغرق وقتاً أطول، أتمنى أن يأخذ وقتاً قليلاً".

وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من تصريحات لنتانياهو نفسه خلال مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" قال فيها إن إسرائيل ستتولى "المسؤولية الكاملة عن الأمن" في قطاع غزة لفترة غير محددة.

وتتزامن هذه المواقف والتصريحات الملتبسة مع تحركات أمريكية لمناقشة المرحلة المقبلة ومستقبل القطاع الذي مزقته الحرب، والذي كشف مكتب الإعلام الحكومي في غزة الجمعة أن إسرائيل أمطرته بنحو 32 ألف طن من المتفجرات منذ 7 أكتوبر الماضي، ما خلف دمارا "غير مسبوق وأكثر من 50% من الوحدات السكنية تضررت جراء غارات وقصف الاحتلال في حين هدمت كليا 40 ألف وحدة".

وكشف المكتب عن أن التقديرات الأولية للأضرار التي لحقت بالمباني والأبراج السكنية في غزة هي مليارا دولار، بينما قدرت أضرار البنية التحتية بنحو مليار دولار.

It is extraordinary that the Biden administration would send Bill Burns (CIA Director) with the suggestion Egypt should manage security in Gaza post conflict. Burns would have known this is a non-starter, and it comes across as tone-deaf in Cairo. #thread https://t.co/v3WidXp97i

— ᴅʀ ʜ.ᴀ. ʜᴇʟʟʏᴇʀ ???????? ⚜️ (@hahellyer) November 9, 2023 القضاء على حماس

ويرى مراقبون أنه حتى الآن وعلى الرغم من مقتل حوالي 12 ألف فلسطيني وجرح وفقد عشرات الآلاف الآخرين، يبدو هدف القضاء تماماً على حماس أمراً بعيد المنال، وأنه ليس من مصلحة إسرائيل الإغراق في محاولات إدراك هذه الغاية.

وبالفعل طرحت العديد من الأفكار بشأن إسناد المسؤولية عن أمن قطاع غزة لدول في المنطقة وعلى رأسها مصر. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مسؤولين مصريين بارزين أن "الولايات المتحدة اقترحت على مصر إدارة الأمن في قطاع غزة بصفة مؤقتة"، إلا أن القاهرة رفضت.

وأوضحت الصحيفة أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز ناقش هذا الطرح مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل "حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من تولي المسؤولية الكاملة".

كما نقلت تقارير إعلامية عن مصادر مصرية، أن القاهرة ترفض كذلك فكرة وجود قوات لحلف شمال الأطلسي "ناتو" أو أي قوات أجنبية داخل غزة بأي شكل أو تحت أي مسمى، وكذلك رفضها للوجود الإسرائيلي في القطاع.

وفي هذا السياق رأت صحيفة بوليتيكو الأمريكية أن الطريقة الوحيدة المؤكدة لهزيمة حماس تتلخص في استمرار العملية البرية والاحتلال الطويل الأمد، "وهو ما يتطلب من قوات الدفاع الإسرائيلية أن تتحرك ببطء وبشكل منهجي عبر المساحات المفتوحة والمناطق الحضرية للقبض على مقاتلي حماس وقادتها أو قتلهم".

وتابعت الصحيفة "هذا من شأنه أن يعرض حياة الإسرائيليين للخطر، وهو الخطر الذي يميل نتنياهو إلى تجنبه، لأنه يؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا الفلسطينيين، من المدنيين والمسلحين على حد سواء. وكلما طال أمد مثل هذه العملية، زاد احتمال تعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة الشدة لإنهاء العملية، ربما قبل تحقيق الهدف العسكري".

يضاف ذلك إلى ضغوط ودعوات داخل إسرائيل لعزل نتنياهو ومحاكمته لاتهامه بالفشل في الدفاع عن أمن المواطن الإسرائيلي، أو حتى وجود تصور واضح لتأمين الإفراج عن الأسرى والمحتجزين في غزة، وهو ما قد يفسر لجوء إسرائيل للقوة المفرطة، في محاولة لإنجاز المهمة الصعبة في أسرع وقت.

وأمام هذه المعطيات تظل سيناريوهات نهاية هذه الجولة الخطيرة من التصعيد في الشرق الأوسط مفتوحة على كل الاحتمالات وسط مصير غامض ينتظر مستقبل قطاع غزة الذي تحول إلى "جحيم على الأرض" وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات: إسرائيل تبحث عن مكاسب وهمية في لبنان

قال ماركو مسعد، عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تحاول زيادة الضغط على حزب الله بالعدوان المستمر على لبنان، فضلا عن تحقيق مكاسب وهمية بعد الأحداث الأخيرة من مقتل العديد من الجنوب الإسرائيليين أثناء معركتها ضد عناصر حزب الله.

دولة الاحتلال تريد تحسين صورتها 

وأضاف «مسعد»، خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن من الأسباب التي جعلت دولة الاحتلال مستمرة في الضغط على حزب الله، هى أنها تريد تحسين صورتها التي تضررت منذ حرب 7 أكتوبر بالعام الماضي، فضلا عن محاولتها لإحراز مكاسب سياسية وعسكرية على الأرض.

اهتزاز صورة الجيش الإسرائيلي

وتابع: «المكاسب السياسية والعسكرية التي يريدها الاحتلال من الممكن أن تؤدي إلى مقتل العديد من قيادات حزب الله سواء في الصف الأول أو الثاني أو الثالث»، لافتا إلى أنها أيضا تريد الحفاظ على معدلات القوة، للحفاظ على سمعتها وصورت الجيش الإسرائيلي وظهوره بأنه يتمكن من تحقيق الكثير من الأهداف الذي يريدها.

وأوضح الكاتب والباحث السياسي، أن الأحداث التي تحدث بالفترة الحالية هو تصعيد إسرائيلي مدعوم ولديه ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، إذ أن الولايات المتحدة لديها مكاسب استراتيجية فيما يحدث، ولذلك هى راضية وغير معارضة على ما يحدث من تصعيد.

مقالات مشابهة

  • حصيلة ضحايا الحرب في غزة تقترب من 42 ألف قتيل
  • عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات: إسرائيل تبحث عن مكاسب وهمية في لبنان
  • هل تخفف الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله من حدة الحرب في غزة؟
  • هكذا يرى خبراء غربيون نقاط القوة والضعف لدى حماس وإسرائيل
  • قوى لبنانية ودولية تبحث عن رئيس للبنان وسط هجمات إسرائيل
  • استمرار إضراب عمال الموانئ الأمريكية لليوم الثالث وخسائر بالملايين
  • مفاجأة أكتوبر.. ما آثار الهجوم الإيراني ضد الاحتلال على الانتخابات الأمريكية؟
  • فلسطيني من غزة.. القتيل الوحيد بالهجوم الإيراني على إسرائيل يوارى الثرى
  • إسرائيل وإيران.. "مفاجأة أكتوبر" في الانتخابات الأمريكية
  • فاينانشال تايمز: إسرائيل وإيران قدمتا للتو "مفاجأة أكتوبر" لانتخابات الرئاسة الأمريكية