المسلة:
2025-05-02@08:43:07 GMT

الهند وطوفان الأقصى

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

الهند وطوفان الأقصى

11 نوفمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: كتب زيد المحمداوي:

الهند من الدول الكبيرة المستهلكة للبترول في العالم وان تباطؤ او تنمية اقتصاده له التاثير في أسعار النفط العالمية، كما ان من المهم ان نشير الى ان العراق هو المورد الأول للنفط بالعالم الى الهند وانها تستهلك حوالي 5 خمسه مليون برميل نفطيا وبذلك تحتل المرتبة الثالثة عالميا في حجم الاستهلاك.

كما ان تأتي الهند في المرتبة الخامسة بين دول مجموعة العشرين بناتج محلي إجمالي قيمته 3.39 تريليونات دولار، حسب بيانات عام 2022، التي أظهرتها قاعدة بيانات البنك الدولي. ويمثل الناتج المحلي الإجمالي للهند عام 2022 نسبة 3.37% من الناتج المحلي العالمي البالغ 100.56 تريليون دولار. وصاحَب ارتفاع قيمة الناتج المحلي أداء إيجابي لمعدلات النمو الاقتصادي، ففي عام 2013 كان معدل النمو 6.4% وارتفع إلى 8.3% عام 2016. وبعد تراجع بسبب كورونا، حقق الاقتصاد الهندي عامي 2021 و2022 نموا بنسبة 9.1% و7% على الترتيب.

الهند استطاعت من خلال معدلات النمو المرتفعة أن تخفض من حدة الفقر بنسبة 50%، وارتفع متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي عام 2022 إلى 2380 دولارا بعد أن كان 1500 دولار عام 2013.

ولهذا السبب ان الهند يتوقع لها ان تكون اكبر قوة اقتصادية في العالم بعد عدة عقود قادمة والبعض الاخر يتوقع الصين، لكن المؤشرات في الحالتين تبين ان الهند بلد صاعد اقتصاديا لا محالة.

تستهدف الهند أن تكون ضمن الدول صاحبة الدخل المرتفع مع حلول مئويتها عام 2047، ولكن ضآلة نصيب الفرد من الدخل القومي ترجع إلى الكثافة العالية للسكان، فهي الدولة الأولى على مستوى العالم من حيث عدد السكان بنحو 1.41 مليار نسمة، وبنسبة تصل إلى 17.8% من إجمالي سكان العالم البالغين 8 مليارات إنسان عام 2022.

النقطة المهمة في الموضوع ان الهند هي جزء وركيزة مهمه من المحور الشرقي وذراعيه منظمة شانغهاي وتجمع بريكس الذي يمثل القطب العالمي الجديد، لهذا السبب تحركت الولايات المتحدة الامريكية لكسر وتقويض المحور الشرقي بتفتيته من خلال مكون وعضو مهم جدا من المحور وهو الهند، من خلال اللعب على وتر الزعامة العالمية والريادة الاقتصادية بدل الصين وروسيا.

إن قطاع الخدمات الهندي أصبح الأسرع نموا على مستوى العالم ويسهم بنسبة 60% من حجم الاقتصاد الهندي، كما اهتمت السلطات بالقطاع الصناعي، وأطلقت مبادرة “صنع في الهند” عام 2014، ليصبح قطاع الصناعة الهندي واحدا من القطاعات المهمة الجاذبة للاستثمارات المباشرة من كافة دول العالم، وتستهدف الحكومة ليكون قطاعها الصناعي واحدًا من القطاعات المنافسة لأميركا والصين، بحيث تكون الهند مركزًا صناعيا واعدا على الصعيد العالمي.

لذلك في قمة العشرين المنعقدة في نيودلهي، اتفق الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الرئيس الهندي والاماراتي والسعودي والإسرائيلي بإنشاء ممر اقتصادي يبتدئ بالهند ويمر بالإمارات ثم السعودية والأردن ثم إسرائيل وميناء حيفاء ثم اليونان وأوروبا.
فكرة الطريق هو لسببين:

1- تقويض وتقليل أهمية طريق الحزام والحرير الصيني.
2- تفتيت المحور الشرقي.
3- المشروع يهدف لزيادة الفائدة الاقتصادية للداعمين للمحور الغربي وابرز تلك الدول هي إسرائيل.
4- زيادة قوة المحور الغربي في منطقة غرب اسيا.
5- تقليل نفوذ المحور الشرقي بالمنطقة.

ان المحور الشرقي كان واضحا جدا في موضوع طوفان الأقصى ووقوفه مع المقاومة الإسلامية وظهر ذلك جليا في استخدام الفيتو ضد المشروع الأمريكي في مجلس الامن الدولي، لكن موقف الهند بالمقابل كان داعما وبكل قوة الكيان الصهيوني ومن خلال تتبع الاحداث الاقتصادية يتبين لنا سبب ذلك وهو ان انتصار المقاومة لا يصب بمصلحة الهند والعكس صحيح.

بعد ان كانت العالقات الهندية الإسرائيلية توصف سابقا بانها (المهمة الدبلوماسية الأكثر انعزالا في العالم)، هكذا عُرِفَت قبل خمسين عاما قنصلية إسرائيل في مومباي بموظفيها الأربعة، للعلم كان محظورا على تل أبيب تدشين سفارة في العاصمة دلهي، ولذلك اقتصرت العلاقات من جهة إسرائيل فقط على المستوى القُنصلي، بينما امتنعت الهند عن إيفاد أي دبلوماسي إلى إسرائيل .

ويعود سبب الفتور بالعلاقات بين الطرفين الى إرث نهرو الذي يُلقي بظلاله، وظلت التزامات القضية الفلسطينية ذات التاريخ الطويل تفرض على الهند بعض الالتزامات رغم كونها بلدا غير عربي أو مُسلم.

وبقيت العالقات مقتصرة على التعامل الاقتصادي وخصوصا في الزراعة دون تبادل الزيارات الكبيرة للرؤساء من الطرفين حتى عام 2017 حيث زار رئيس الوزراء الحالي “نارندرا مودي” تل ابين و بادله إيَّاها رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو” في العام التالي.

بعد عملية طوفان الأقصى صرح الرئيس الهندي بانه مصدوم من الهجوم الإرهابي من حماس على إسرائيل وصرح وزير اخر من حكومته انه (نعرب عن تضامننا مع شعب إسرائيل).

وخلاصة الامر ان الموقف الهندي اختلف كثيرا بعد عام 2014 أي بعد مجيء أناس للسلطة موالين للغرب وخصوصا بعد مشروع بايدن الاقتصادي ولذلك على محور الشرق إعادة ضبط أعضائه ورص صفوفه وخصوصا ان الحرب الأخيرة وهي طوفان الأقصى جعلته اكثر تماسكا بل عجلت ببلورة القطب الجديد.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: من خلال عام 2022

إقرأ أيضاً:

منظمة العفو الدولية: “إسرائيل” ترتكب إبادة جماعية على الهواء مباشرة

يمانيون../ استنكرت منظمة العفو الدولية “أمنستي” اليوم الثلاثاء، الصمت العالمي إزاء ارتكاب سلطات الكيان الإسرائيلي إبادة جماعية في قطاع غزة “على الهواء مباشرةً”.

وقالت أجنيس كالامار، الأمينة العامة لـ “أمنستي” في مقدمة التقرير السنوي للمنظمة حول حقوق الإنسان في العالم اليوم الثلاثاء، إنه منذ السابع من أكتوبر 2023، يتفرج العالم على شاشاته مباشرة على الهواء إبادة جماعية.
وأضافت “لقد رأيت دولاً وكأنها عاجزةً تماماً”، مشيرةً إلى أن “إسرائيل تقتل آلاف الفلسطينيات والفلسطينيين، وترتكب مجازر بحق عائلات بأكملها تضم أجيالاً عدة، وتدمر منازل وسبل بقاء ومستشفيات ومؤسسات تعليمية”.
وأكّدت “كالامار” على توثيق منظمة العفو الدولية الإبادة الجماعية التي ارتكبتها “إسرائيل” ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

وتابعت أن نظام الفصل العنصري والاحتلال غير القانوني الذي تمارسه “إسرائيل” في الضفة الغربية تحوّل إلى “أعمال عنف متزايدة”.
ونوّهت إلى الهجمات المتصاعدة على المحكمة الجنائية الدولية في الأشهر الأخيرة، بعدما أصدرت أوامر تدابير مؤقتة في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد “إسرائيل”، وإصدارها رأيًا استشاريًا يعلن أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بما فيها شرق القدس، غير قانوني.
وأكّدت كالامار أنه “يجب على جميع الحكومات أن تبذل كلّ ما في وسعها لدعم العدالة الدولية، ومحاسبة الجناة، وحماية المحكمة الجنائية الدولية وموظفيها من العقوبات”.
وفي السياق، حذرت الأمينة العامة أن “الهجمات المباشرة” التي تشنها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مكتسبات القانون الدولي وحقوق الإنسان تسرع وتيرة ميول لوحظت في السنوات الأخيرة في سائر أنحاء العالم”.
يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم الـ 43 على التوالي، وسط عمليات قصف مستمرة، واستهداف خيام النازحين ومراكز الإيواء، وتعمد قتل الأطفال والمدنيين بشكل شبه يومي، وهو ما زادت وتيرته مؤخرًا.

ومنذ استئناف حرب الإبادة على غزة في 18 مارس/آذار الفائت، استشهد 2,151 مواطنًا مدنيًا إلى جانب إصابة 5,598 آخرين بجروح متفاوتة.

وارتفعت حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ يوم 7 أكتوبر 2023، وفق معطيات رسمية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، إلى 52,243 شهيدًا و117,639 إصابة؛ غالبتيهم نساء وأطفال وشيوخ.
ويستمر التصعيد الميداني مع استمرار إغلاق المعابر وفرض إغلاق وحصار كامل على القطاع.

مقالات مشابهة

  • الهند تتصدر قائمة أصعب اختبارات القيادة في العالم.. فيديو
  • قيادية بـ «الشعب الجمهوري»: عمال مصر هم المحور الحقيقي للتنمية والانطلاق
  • بذكرى النكبة.. إغراق القدس بأعلام إسرائيل ومستوطنون يتوعدون الأقصى
  • تحديد موعد الهجوم الهندي على باكستان
  • مودرن سبورت: استبعاد ٧ لاعبين وفرصة أخيرة لـ بن شيخة.. غليان في مودرن سبورت قبل مواجهة المحلة
  • طريقة عمل السجق الشرقي بطعم احترافي
  • رئيس الوزراء الهندي يمنح الجيش حرية التحرك ردًا على هجوم كشمير
  • عطاف يتلقى مكالمة هاتفية من نظيره الهندي
  • مسؤول أممي ينتقد استهانة العالم بتعديات “إسرائيل” على القانون الدولي بغزة
  • منظمة العفو الدولية: “إسرائيل” ترتكب إبادة جماعية على الهواء مباشرة