عندما أعلنت كتلة "الجمهورية القوية" نيّتها تقديم اقتراح قانون من أجل التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون تفاديًا للشغور في رأس المؤسسة العسكرية، مع بدء العدّ العكسي لانتهاء ولايته مطلع العام المقبل، لم يتأخّر "التيار الوطني الحر" في التصويب عليها، بشخص رئيسه الوزير السابق جبران باسيل الذي "سخر" ممّا وصفه بـ"المبدئية في العمل السياسي"، غامزًا من قناة انقلاب "القوات" على قناعتها بعدم جواز التشريع في ظلّ الفراغ الرئاسي.


 
لكن، بسلاح "المبدئية" نفسها، يُواجَه "التيار الوطني الحر" منذ يومين، على خلفيّة التسريبات التي تتحدّث عن "عروض" يقدّمها، وتتقاطع بمجملها عند "رفض" التمديد لقائد الجيش، ومن بينها أن تجري الحكومة تعيينات أصيلة في المجلس العسكري ككلّ، باقتراح من وزير الدفاع، بل إنّ بعض التقارير تحدّثت عن "إغراءات" يقدّمها "التيار" لقبول عرضه، تقوم على "مراجعة" موقفه من جلسات الحكومة في ظلّ استمرار الفراغ في سدّة الرئاسة.
 
هكذا، يجد خصوم "التيار" أنفسهم أمام وجبة "دسمة" للنقد، فكيف يصبح ما كان "حرامًا" في الأمس القريب "حلالاً" اليوم؟ هل هي "ضرورة" منع الشغور التي دفعت "القوات" للتراجع عن رفض "تشريع الضرورة" واعتباره "بدعة" لأساس لها في الدستور، تدفع "التيار" أيضًا للانقلاب على خياراته السابقة، ولكن من منطلق "ضرورة" إزاحة قائد الجيش من الواجهة؟ وكيف يفسّر المحسوبون على "التيار" نفسه موقفه المستجدّ؟!
 
التعيينات "حلال"؟!
 
لا يتردّد خصوم "التيار الوطني الحر" في الحديث عن "انقلاب" يقوده، ويسعى لإشراك آخرين معه فيه، على رأسهم "حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لكنّهم يعتبرون أنّ هذا "الانقلاب" يصطدم بـ"مبادئ وثوابت" أوحى رئيس "التيار الوطني الحر" أنّه متمسّك بها حتى الرمق الأخير، ومن بينها اعتبار الحكومة الحالية التي يقاطع اجتماعاتها منذ عام كامل، غير قادرة على اتخاذ قرارات كبرى، من فئة التعيينات، على سبيل المثال لا الحصر.
 
يذكّر هؤلاء بموقف "التيار الوطني الحر" في استحقاقاتٍ مشابهة أخرى، من بينها انتهاء ولاية المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ولكن بشكل خاص انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، حين "استنفر"باسيل لتصوير الحديث عن احتمال تعيين الحكومة لـ"خليفة" له على أنّه "خطيئة أخرى"، بل "جريمة" في حقّ موقع رئاسة الجمهورية، قبل أن يُصرَف النظر عن الموضوع، ويُترَك التعيين للعهد المقبل.
 
لكن، بحسب التسريبات المتداولة في اليومين الماضيين، يبدو أنّ باسيل يروّج لتعيين مجلس عسكري، يشمل قائدًا جديدًا للجيش، كأحد البدائل الممكنة للتمديد للقائد الحالي جوزيف عون، وهو ما يثير استغراب خصوم "التيار"، الذين يسألون: كيف أصبحت التعيينات حلالاً اليوم؟ هل هي "ضرورة" منع الشغور في الرئاسة، أم بالأحرى "ضرورة" إزاحة عون، التي ما عاد خافيًا على أحد أنّ مشكلة باسيل معه "شخصية"، ومرتبطة بحظوظه الرئاسية؟!
 
موقف "التيار"
 
يرفض المحسوبون على "التيار" من جهتهم، التعليق على التسريبات المتتالية، لا تأكيدًا ولا نفيًا، ويكتفون بتأكيد الموقف الثابت المُعلَن لـ"الوطني الحر"، وهو المنسجم مع مبادئه وقناعاته، والقائم على شعار "لا للتمديد"، الذي يشمل قائد الجيش، تمامًا كما يشمل غيره من القادة، بمن فيهم أولئك الذين يخصّون "التيار"، ومنهم رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، الذي لم يؤيد "العونيون" التمديد له، رغم طرحه في بعض الأوساط القريبة منهم.
 
يقول هؤلاء إنّ المشكلة الفعلية ليست في موقف "التيار" المنسجم مع قناعاته، بل في مواقف الآخرين الذين ينقلبون على ما يصنّفونها "مبادئ وثوابت"، فقط من باب "النكايات السياسية"، على غرار "القوات اللبنانية" التي تقول إنّ مجلس النواب يصبح "هيئة ناخبة حصرًا"، وترفض أن يلتئم لأيّ سبب احترامًا للدستور، ولو ارتبط بمصالح المواطنين المباشرة، ثمّ تدعو هي إلى انعقاده من أجل الخروج عن الدستور، عبر التمديد لقائد الجيش.
 
بالنسبة إلى المحسوبين على "التيار"، فإنّ تعيين مجلس عسكري ليس بالضرورة طرح الوزير باسيل، وهو بالحدّ الأدنى لا يزال قيد البحث، ولكنّه يدل على أنّ هناك "بدائل مُتاحة" للتمديد لقائد الجيش، وهي أقلّ ضررًا من الناحية الدستورية، علمًا أنّه قد يكون ميّالاً إلى التعامل مع قيادة الجيش، كما حصل في مواقع شبيهة، من دون أن يؤدي ذلك إلى المسّ بـ"الموقع الماروني الثاني"، كما يوحي أولئك الذين لم يبدوا الغيرة نفسها على موقع الرئاسة، بحسب وصفهم.
 
بالنسبة إلى خصوم "التيار"، المشكلة في خلطه بين "الشخصي والعام"، فـ"المبدئية" عنده "وجهة نظر"، وما هو "محرّم" يصبح "حلالاً" بين ليلةٍ وضُحاها إذا ما أمّن له مصالحه وخططه. لكنّ المشكلة تتخذ وجهًا مغايرًا بالنسبة إلى "التيار" الذي يعتبر أنّ الآخرين هم من يخرقون "المبدئية"، لا لتحقيق مصالحهم فحسب، بل لمواجهة ما يعتقدونها مصلحة لـ"التيار". وبين هؤلاء وأولئك، يبدو أن "المصلحة العامة" تبقى الغائبة الأكبر!
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الخطوات التي ستتخذها الحكومة الأمريكية بعد تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية

 

يمن مونيتور/ واشنطن/ خاص:

أعلن البيت الأبيض، يوم الأربعاء، رسمياً إدراج الحوثيين في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية مصنفين بشكل كامل.

يعلن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التنفيذي أن سياسة الولايات المتحدة الآن هي القضاء على قدرات وعمليات الحوثيين، وحرمانهم من الموارد اللازمة لمواصلة مهاجمة المصالح الأمريكية في المنطقة.

لكن قبل ذلك هناك 45 يوماً لتحضير التصنيف حسب ما يشير الأمر الأمريكي الذي أطلع عليه “يمن مونيتور”، وتهدف هذه الإجراءات إلى “إلى تقليل قدرة الحوثيين على تنفيذ عملياتهم وحرمانهم من الموارد، مما يسهم في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي”.

 

1-تقديم تقرير:

خلال 30 يومًا من تاريخ الأمر، سيقوم وزير الخارجية بتقديم تقرير إلى الرئيس، بالتشاور مع مدير المخابرات الوطنية ووزير الخزانة، حول تصنيف “أنصار الله” كمنظمة إرهابية.

 

2-الإجراءات المناسبة:

بعد 15 يومًا من تقديم التقرير، سيقوم وزير الخارجية باتخاذ جميع الإجراءات المناسبة المتعلقة بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.

 

3-مراجعة الشركاء:

عقب التصنيف، سيقوم وزير الخارجية ومدير وكالة التنمية الدولية الأمريكية (USAID) بمراجعة الشركاء في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمقاولين الذين يعملون في اليمن.

 

4-تحديد الكيانات المرتبطة:

سيتم تحديد أي كيانات لها علاقة بـ USAID قامت بدفع أموال لأعضاء أو كيانات حكومية تسيطر عليها جماعة الحوثي، أو تلك التي انتقدت الجهود الدولية لمواجهة الحوثيين دون توثيق انتهاكاتهم.

 

5-إنهاء المشاريع:

سيتخذ مدير الوكالة الأمريكية للتنمية USAID الإجراءات المناسبة لإنهاء المشاريع أو المنح أو العقود التي تم تحديدها كدعم للحوثيين.

 

يمن مونيتور23 يناير، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام ‏السعودية تعلن زيادة الاستثمارات في أمريكا بـ600 مليار دولار خلال 4 سنوات ما الفرق بين تصنيف ترامب وبايدن للحوثيين كمنظمة إرهابية؟! مقالات ذات صلة ما الفرق بين تصنيف ترامب وبايدن للحوثيين كمنظمة إرهابية؟! 23 يناير، 2025 ‏السعودية تعلن زيادة الاستثمارات في أمريكا بـ600 مليار دولار خلال 4 سنوات 23 يناير، 2025 ‏البيت الأبيض: واشنطن ستنهي علاقاتها مع أي جهات تقدم أموالاً للحوثيين وتعارض مواجهتهم 23 يناير، 2025 البيت الأبيض يعلن رسمياً إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية 23 يناير، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية البيت الأبيض يعلن رسمياً إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية 23 يناير، 2025 الأخبار الرئيسية ما الفرق بين تصنيف ترامب وبايدن للحوثيين كمنظمة إرهابية؟! 23 يناير، 2025 الخطوات التي ستتخذها الحكومة الأمريكية بعد تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية 23 يناير، 2025 ‏السعودية تعلن زيادة الاستثمارات في أمريكا بـ600 مليار دولار خلال 4 سنوات 23 يناير، 2025 ‏البيت الأبيض: واشنطن ستنهي علاقاتها مع أي جهات تقدم أموالاً للحوثيين وتعارض مواجهتهم 23 يناير، 2025 البيت الأبيض يعلن رسمياً إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية 23 يناير، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك ما الفرق بين تصنيف ترامب وبايدن للحوثيين كمنظمة إرهابية؟! 23 يناير، 2025 ‏البيت الأبيض: واشنطن ستنهي علاقاتها مع أي جهات تقدم أموالاً للحوثيين وتعارض مواجهتهم 23 يناير، 2025 البيت الأبيض يعلن رسمياً إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية 23 يناير، 2025 صحيفة أمريكية: ترامب يستعد لتوقيع قرار يعيد الحوثيين إلى قائمة الإرهاب 23 يناير، 2025 العثور على مهاجر يمني ميتا على شاطئ القناة الفرنسية 23 يناير، 2025 الطقس صنعاء سماء صافية 10 ℃ 21º - 9º 45% 1.33 كيلومتر/ساعة 21℃ الخميس 21℃ الجمعة 21℃ السبت 21℃ الأحد 22℃ الأثنين تصفح إيضاً ما الفرق بين تصنيف ترامب وبايدن للحوثيين كمنظمة إرهابية؟! 23 يناير، 2025 الخطوات التي ستتخذها الحكومة الأمريكية بعد تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية 23 يناير، 2025 الأقسام أخبار محلية 29٬106 غير مصنف 24٬201 الأخبار الرئيسية 15٬559 عربي ودولي 7٬303 غزة 9 اخترنا لكم 7٬183 رياضة 2٬447 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬307 كتابات خاصة 2٬121 منوعات 2٬051 مجتمع 1٬875 تراجم وتحليلات 1٬870 ترجمة خاصة 127 تحليل 17 تقارير 1٬646 آراء ومواقف 1٬573 صحافة 1٬491 ميديا 1٬462 حقوق وحريات 1٬356 فكر وثقافة 925 تفاعل 828 فنون 492 الأرصاد 384 بورتريه 66 صورة وخبر 38 كاريكاتير 33 حصري 27 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية أخر التعليقات جمال

اشتي اعرف الفرق بين السطور حقكم وأكد المسؤول العراقي في تصري...

محمد شاكر العكبري

أريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...

عبدالله محمد علي محمد الحاج

انا في محافظة المهرة...

سمية مقبل

نحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...

عبدالله محمد عبدالله

شجرة الغريب هي شجرة كبيرة يناهز عمرها الألفي عام، تقع على بع...

مقالات مشابهة

  • نداء من المجلس الوطني الأرثوذكسي بشأن الحكومة.. ماذا طلب؟
  • المجلس الوطني الأرثوذكسي: لتمثيل الطائفة في الحكومة بوزراء غير حزبيين
  • فهمي بهجت: موقف القاهرة الثابت تجاه فلسطين يكشف المخططات التي تستهدف الدولة
  • ماغرو زار المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان: من دون الأبحاث يستحيل أن نتوقع التطورات التي تحصل في العالم
  • ميقاتي: الحكومة الحالية استطاعت ان تتخطى كل الصعوبات التي واجهها لبنان
  • قائد الجيش بحث في التطوران مع وفد من الاعتدال الوطني
  • صحيفة إسرائيلية: إدارة ترامب تتوقع انسحاب الجيش من جنوب لبنان الأحد المقبل
  • الخطوات التي ستتخذها الحكومة الأمريكية بعد تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية
  • اللامي يشدد على ضرورة إشراك جميع مُؤسَّسات الدولة في تنفيذ الاستراتيجيَّات الوطنيَّة للنزاهة
  • نكايات لا تنتهي.. هل يؤخر خلاف التيار والقوات ولادة الحكومة؟!