غضب دبلوماسي وتراجع شعبية بايدن.. ذا إيكونوميست: هل تنزع أمريكا قابس الحرب على غزة؟
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
"هل يمكن للولايات المتحدة نزع القابس عن الحرب الإسرائيلية على غزة؟".. تحت هذا العنوان ألقت مجلة "ذا إيكونوميست" الضوء على على تزايد الاستياء الدبلوماسي تجاه واشنطن بسبب موقفها الداعم لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مع استمرار سقوط آلاف الشهداء من المدنيين أغلبهم من المساء والأطفال.
وأوضحت المجلة، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أن ذلك الاستياء ظهر خلال الزيارة الثانية لوزير الخارجية الأمريكي انتونى بلينكن، للشرق الأوسط، حي شهدت لقاءاته الأخيرة غير المعلنة لغة أكثر صرامة من قبل المسئولين فى جميع أنحاء المنطقة على خليفة الدعم الأمريكي الأعمى لدولة الاحتلال خلال العدوان الأخير.
ففي الأردن، طلب وزير الخارجية أيمن الصفدي من بلينكن أن "يوقف هذا الجنون"، واستمر لقائه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أقل من ساعة، وانتهى دون صدور بيان مشترك، ولم يكلف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه عناء مقابلته على الإطلاق.
اقرأ أيضاً
أكثر من ألف مسؤول في وكالة أمريكية يدعون بايدن لوقف إطلاق النار في غزة
وكان الاستقبال البارد الذي حظي به بلينكن علامة على الغضب المتزايد من الحرب الإسرائيلية في غزة، كما تقول المجلة.
والآن، وفي شهرها الثاني، قتلت الحرب أكثر من 10 آلاف فلسطيني وألحقت أضرارًا أو دمرت أكثر من 11% من المباني في القطاع، لقد أثارت غضب العالم العربي وألهبت العواصم الغربية وأثارت إدانة العديد من زعماء العالم.
ولا يزال جنرالات إسرائيل يتحدثون عن شن حملة طويلة قد تستمر لمدة عام.
نافذة الشرعيةومن الناحية العملية، يتحدث الجنرالات الإسرائيليون عن "نافذة شرعية مفتوحة" لما يفعلونه في غزة، لكنها في الحقيقة باتت نافذة غير مرغوب فيها، وتعتمد سرعة إغلاقها إلى حد كبير على أمريكا، التي تزود إسرائيل بالذخائر والدعم الدبلوماسي وحزمة مساعدات ربما تبلغ قيمتها 14 مليار دولار.
وعلى هذا الأساس، "إذا أراد الرئيس الأمريكي جو بايدن إنهاء الحرب، فسيكون من الصعب على إسرائيل أن تتجاهله"، يقول التحليل.
لكن بايدن لا يريد، حتى الآن، أن يفعل ذلك، حيث يكتفي بدعم "هدن إنسانية" للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة والعمل على تحرير الأسرى الإسرائيليين والأجانب هناك، وهو لا يزال يرفض فكرة وقف إطلاق النار.
اقرأ أيضاً
تحليل: العدوان الإسرائيلي على غزة يغير الديناميكيات السياسية في الشرق الأوسط وأمريكا
أما باقي مسؤولي الإدارة الأمريكية، فباتوا يشكون من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديه استراتيجية خروج متماسكة في غزة، وهم يرون أنه بالكاد يرغب في مناقشة الموضوع (وقف الحرب)، ويقولون إنهم يريدون تسجيل مخاوفهم الآن خشية أن تنتهي الحرب بشكل سيئ.
وتضيف "ذا إيكونوميست" أن الاعتقاد الذي بدأ يسود في واشنطن هو أن الحرب قد تتحول إلى مستنقع، لكن دعمها رغم ذلك هو موقف لا يمكن الدفاع عنه، خاصة عندما يوافق على ذلك الناخبون الأمريكيون.
تراجع أسهم بايدنوأشارت المجلة إلى استطلاع للرأي أجرته مع مؤسسة "يوجوف"، وأظهر أن عددًا كبيرًا من الأمريكيين (41%) يعتقدون أن بايدن يتعامل مع الحرب بشكل سيئ.
وجد استطلاع آخر أجرته "كوينيبياك" للناخبين المسجلين أن 51% من المستقلين و66% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا لا يوافقون على سياسة الرئيس الأمريكي إزاء الحرب.
وقد انخفضت معدلات تأييد بايدن بين الناخبين العرب الأمريكيين، الأمر الذي قد يضر به في العام المقبل في الولايات المتأرجحة الحاسمة مثل ميشيجان.
وتعتقد مصادر في واشنطن أن الأمر سيستغرق عدة أسابيع أخرى قبل أن يتحول بايدن إلى الحديث عن هدنة - لكنها لا تشك في أنه سيقوم بمثل هذا التحول.
اقرأ أيضاً
عباس: مستعدون لتسلم السلطة في غزة ضمن حل سياسي شامل
رغبة الحكام المستبدينوتقول المجلة إن العديد من الحكام المستبدين في الشرق الأوسط سعداء برؤية جيش الاحتلال الإسرائيلي يسحق حركة "حماس"، لكنهم يشعرون بالقلق أيضاً من أن الحرب سوف تحشد شعوبهم، الذين يشعر ، العديد منهم بالفعل بالقلق إزاء الظروف الاقتصادية السيئة، وهذا يزيد من الضغوط على كل من أمريكا، التي استمعت لمخاوفهم منذ أسابيع، وإسرائيل الحريصة على الحفاظ على مكاسبها الدبلوماسية الأخيرة في العالم العربي.
وحتى الآن، اكتفت معظم الدول بالتوبيخ الرمزي لإسرائيل، فالبرلمان البحريني تحدث عن استدعاء سفير البلاد من تل أبيب، ووقف العلاقات الاقتصادية، لكن تم تدارك الأمر من قبل المستويات العليا في المنامة والتأكيد على عدم تأثر العلاقات، وفي الأردن تحدث الملك عبدالله الثاني بحسم عن إنزال جوي لبعض المساعدات في غزة، رغم أن ذلك تم بالاتفاق مع إسرائيل.
وحتى الإمارات، الحليف العربي الأقرب لدولة الاحتلال الإسرائيلي، أصبحت تنتقد بشكل متزايد الحرب (على الأقل في العلن).
وقال أنور قرقاش، مستشار الرئيس الإماراتي لشؤون السياسة الخارجية، في مؤتمر عقد يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن على أمريكا أن تضغط من أجل وقف إطلاق النار، "كلما كان ذلك أسرع كلما كان ذلك أفضل".
اقرأ أيضاً
مظاهرات في مدن عربية وعالمية تنديدا بالعدوان على غزة في يومه الـ35
جيش الاحتلال يرغب باستمرار العدوانوتقول "ذا إيكونوميست" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يبدو أن لديه إرادة لاستمرار الحرب، وهو مستعد لتقبل خسائر بشرية كبيرة في صفوفه مقابل القضاء على "حماس"، لكن الجمهور غاضب من رئيس الوزراء الذي يهتم ببقائه السياسي أكثر من اهتمامه بإستراتيجية ساحة المعركة.
التكلفة الاقتصاديةوتلفت المجلة إلى سبب آخر يدفع نحو إنهاء الحرب، وهو تكلفتها الاقتصادية الكبيرة على تل أبيب، وعلى سبيل المثال كلفت حرب لبنان التي استمرت لمدة شهر في عام 2006 حوالي 9.5 مليار شيكل (2 مليار دولار في ذلك الوقت)، في حين أن الصراع الكبير الأخير في غزة في عام 2014 كلف 7 مليارات شيكل.
وقد تكون الحرب الحالية أكثر تكلفة، حيث يعتقد البنك المركزي الإسرائيلي أن العجز الحكومي سيرتفع إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المقبل، مقارنة بفائض بنسبة 0.6% في عام 2022؛ وبعض المحللين الخارجيين وضعوا التقدير فوق 5%.
كما أدت تعبئة 360 ألف جندي احتياطي إلى ترك أجزاء من الاقتصاد الإسرائيلي تعاني من نقص في العمال، حتى لو تم الآن إرسال بعضهم إلى ديارهم.
اقرأ أيضاً
تقدموا بطلبين.. دبلوماسيون أمريكيون ينتقدون دعم بايدن المطلق لإسرائيل
تزايد المأزقوتعتبر المجلة أن العائق الأكبر نحو نهاية الحرب التي أحرجت أمريكا في المنطقة والعالم هو نتنياهو نفسه المحاط بمجموعة من الوزراء الراديكاليين، على غرار عميحاي إلياهو، وزير التراث الذي اقترح إسقاط قنبلة نووية على غزة.
ويشير التحليل إلى عرض واشنطن على السلطة، التي تسيطر على أجزاء من الضفة الغربية، في أن تتولى إدارة غزة ما بعد الحرب، لكن الأخيرة تصر على أن يتم الأمر ضمن "حل سياسي شامل" وبعبارة أخرى، كخطوة نحو حل الدولتين، الذي أمضى نتنياهو حياته السياسية بأكملها في محاربته.
وتختم "ذا إيكونوميست" تحليلها بالقول: "الخلاصة أنه إذا بقي نتنياهو في منصبه، فلن يكون هناك حديث جدي عن نهاية اللعبة في غزة، وسوف ينفد صبر أمريكا، وستجد إسرائيل أن الحيز المتاح لها للمناورة أصبح محدوداً على نحو متزايد".
المصدر | ذا إيكونوميست - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الحرب على غزة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بايدن غضب وقف إطلاق النار الاحتلال الإسرائیلی اقرأ أیضا أکثر من على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
هذا ما نعرفه عن الصاروخ فرط الصوتي الروسي الذي أطلق لأول مرة على أوكرانيا .. خارق ولا يمكن اعتراضه ويصل أمريكا
سرايا - أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس بإطلاق صاروخ روسي جديد فرط صوتي على مصنع أسلحة أوكراني. وهذا السلاح غير المعروف حتى الآن استخدمته روسيا للمرة الأولى ضد أوكرانيا ولتحذير الغرب.
ومساء الجمعة، أمر بوتين بانتاج كمية كبيرة من هذا الصاروخ واجراء اختبارات جديدة له “في الاوضاع القتالية”.
في ما يلي ما نعرفه عن هذا الصاروخ التجريبي الذي أطلق عليه اسم “أوريشنيك”.
– آلاف الكيلومترات –
حتى استخدامه الخميس، لم يكن وجود هذا السلاح الجديد بالنسبة لروسيا معروفا. ووصفه بوتين بانه صاروخ بالستي “متوسط المدى” يمكنه بالتالي بلوغ أهداف يتراوح مداها بين 3000 و5500 كيلومتر.
وبحسب الرئيس الروسي، فإن إطلاق الصاروخ كان بمثابة تجربة في الظروف القتالية ما يعني أن هذا السلاح لا يزال قيد التطوير. ولم يعط أي إشارة إلى عدد الأنظمة الموجودة، لكنه هدد بإعادة استخدامه.
وأكد رئيس الاستخبارات العسكرية الروسية كيريلو بودانوف أن “أوريشنيك هو اسم المشروع، إنه فقط اسم رمزي. النظام نفسه يسمى +كيدر+”.
وتوقع بودانوف مستندا الى معلومات اوكرانية تعود الى تشرين الاول/اكتوبر أن “تنتج روسيا نموذجين”.
وقال مصدر رفيع في هيئة الاركان الأوكرانية أن روسيا لا تملك سوى “بضع وحدات”.
تبلغ المسافة بين منطقة أستراخان الروسية التي أطلق منها صاروخ أوريشنيك الخميس بحسب كييف، ومصنع تصنيع الأقمار الاصطناعية بيفدينماش الذي أصابه الصاروخ في دنيبرو (وسط شرق أوكرانيا)، تقريبا ألف كلم.
واذا كان لا يدخل ضمن فئة الصواريخ العابرة للقارات (التي يزيد مداها عن 5500 كيلومتر) يمكن لأوريشنيك إذا أطلق من الشرق الأقصى الروسي نظريا أن يضرب أهدافا على الساحل الغربي للولايات المتحدة.
وقال بافيل بودفيغ الباحث في معهد الأمم المتحدة لأبحاث نزع السلاح (Unidir) في جنيف، في مقابلة مع وسيلة الاعلام أوستوروزنو نوفوستي، إن “أوريشنيك يمكنه (أيضا) أن يهدد أوروبا بأكملها تقريبا”.
وحتى عام 2019، لم يكن بوسع روسيا والولايات المتحدة نشر مثل هذه الصواريخ بموجب معاهدة القوات النووية متوسطة المدى الموقعة في عام 1987 خلال الحرب الباردة.
لكن في عام 2019، سحب دونالد ترامب واشنطن من هذا النص، متهما موسكو بانتهاكه، مما فتح الطريق أمام سباق تسلح جديد.
– 3 كلم بالثانية –
خلال اجتماع الجمعة مع مسؤولين عسكريين، أكد بوتين أن لدى موسكو احتياطا من هذه الصواريخ “جاهز للاستخدام”.
وخلال الاجتماع، أكد قائد القوات الروسية للصواريخ الاستراتيجية سيرغي كاراكاييف أن “الاستخدام الكثيف” لهذا الصاروخ “سيكون مشابها لاستخدام سلاح نووي”.
واوضح أنه تم تطويره بناء على أمر اصدره بوتين في تموز/يوليو 2023.
أوضحت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ للصحافة الخميس، أن “أوريشنيك” “يعتمد على النموذج الروسي للصاروخ البالستي العابر للقارات RS-26 Roubej” (المشتق نفسه من “RS-24 Iars”).
وقال الخبير العسكري إيان ماتفييف على تطبيق تلغرام إن “هذا النظام مكلف كثيرا ولا يتم إنتاجه بكميات كبيرة” مؤكدا ان الصاروخ يمكن أن يحمل شحنة متفجرة بزنة “عدة أطنان”.
في عام 2018، تم تجميد برنامج التسليح RS-26 Roubej، الذي يعود أول اختبار ناجح له إلى عام 2012، بحسب وكالة تاس الحكومية، بسبب عدم توفر الوسائل اللازمة لتنفيذ هذا المشروع “بالتزامن” مع تطوير الجيل الجديد من أنظمة الجيل الجديد Avangard التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ويفترض انها قادرة على الوصول إلى هدف في أي مكان في العالم تقريبا.
بحسب بوتين فان الصاروخ أوريشنيك الذي تم إطلاقه الخميس “في تكوينه غير النووي الذي تفوق سرعته سرعة الصوت”، يمكن أن تصل سرعته إلى 10 ماخ، “أو 2,5 إلى 3 كيلومترات في الثانية” (حوالى 12350 كلم في الساعة).
وأفاد الأوكرانيون بأن السرعة التي بلغها الصاروخ “في القسم الاخير من المسار” تجاوزت الخميس “11 ماخ (نحو 13600 كلم في الساعة).
– عدة رؤوس –
أخيرا، سيتم تجهيز أوريشنيك أيضا بشحنات قابلة للمناورة في الهواء، مما يزيد من صعوبة اعتراضه.
وشدد بوتين على أن “أنظمة الدفاع الجوي المتوفرة حاليا في العالم وأنظمة الدفاع الصاروخي التي نصبها الأميركيون في أوروبا لا تعترض هذه الصواريخ. هذا مستبعد”.
وأظهر مقطع فيديو للإطلاق الروسي نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، ست ومضات قوية متتالية تسقط من السماء وقت الهجوم، في إشارة بحسب الخبراء إلى أن الصاروخ يحمل ست شحنات على الأقل.
يقوم هذا على تجهيز صاروخ بعدة رؤوس حربية، نووية أو تقليدية، يتبع كل منها مسارا مستقلا عند دخوله الغلاف الجوي.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#العالم#ترامب#أمريكا#الدفاع#أوكرانيا#بوتين#رئيس#الرئيس#القوات#موسكو#كييف
طباعة المشاهدات: 991
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 23-11-2024 01:05 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...