خسارة جيل عربي كامل"، و"إنذار من موجة مناهضة لواشنطن"، عبارات تضمَّنتها برقيّات تحذير من سفارات أميركية في عواصم عربية، إلى المؤسسات العليا في الولايات المتحدة، تكشف القلق من نتائج دعمها الكبير لإسرائيل في حرب غزة.

وفق برقيّة دبلوماسية حصلت عليها شبكة "سي إن إن"، فإن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تلقّت تحذيرات "صارخة" من دبلوماسيين أميركيين في عواصم عربية من أنّ دعمها القوي للحملة الإسرائيلية المدمّرة في غزة "يخسرنا الشعوب العربية على مدى جيل كامل".

جاء في التفاصيل على موقع الشبكة بنسختها العربية: ورد في برقيّة من السفارة الأميركية في العاصمة الأردنية، عَمّان، الأربعاء: "إننا نخسر بشدة في ساحة معركة الرسائل"، وذلك بعد محادثات مع "مجموعة واسعة من المصادر الموثوقة والرّصينة".

برقية أخرى من السفارة الأميركية في العاصمة العُمانية مسقط، أرسلها ثاني أعلى مسؤول أميركي هناك، وزّعت على مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وجهات أخرى، تتضمّن لمحة عن الإنذار بشأن الموجة المتزايدة المناهضة لواشنطن، والتي تجتاح الشرق الأوسط.

التضرر في الداخل والخارج يُرجِع الباحث الأميركي المتخصِّص في شؤون الأمن القومي، سكوت مورغان، ما ورد في برقيات السفارات الأميركية حول الرأي العام في الشرق الأوسط، إلى الاعتقاد بأن واشنطن "انخرطت بشكل مباشر في الحرب بتأييدها المطلَق لإسرائيل سياسيا وعسكريا".

ويلفت في تعليقه لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن هذه "النظرة السلبية" للدور الأميركي، تشيع كذلك في وسائل الإعلام العربية ووسائل التواصل الاجتماعي.

داخل الولايات المتحدة أيضا تظهر معارضة لسياسة بايدن في الصراع الجاري، وفق مورغان، مشيرا بشكل خاص، إلى استياء بين موظفين في وزارة الخارجية والكونغرس والأوساط الأكاديمية.

كما يلفت المتحدّث ذاته إلى أن حركة حماس لقت دعمًا في "أوساط اليسار الأميركي، بحيث يعتبرونها حركة مقاومة تقدّمية، كما رأينا في مقاطع فيديو؛ لذا فإن بعض أيديولوجية الحرب الباردة فيما يتعلّق بالاستعمار لا تزال فاعلة"، في إشارة إلى الصراع الفكري بين الشيوعية والرأسمالية الذي كان في قلب الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة حتى عام 1989.

تسلّم الجيش الإسرائيلي، الخميس، دفعة جديدة من الدعم العسكري الأميركي، تمثَّلت في عشرات الآلاف من قذائف المدفعية من عيار 155 ملم، وفق ما نقلته وكالة "معًا" الفلسطينية عن موقع "واينت" العبري، مضيفة أنه بذلك يكون الجيش استكمل استقبال وتفريغ سفينة شحن تحمل 2500 طن من المعدات العسكرية في 170 حاوية. كما استقبلت تل أبيب سفينة شحن تحمل نحو 2500 طن من المعدات العسكرية، في 170 حاوية قادمة من الولايات المتحدة.

عقب اندلاع المعارك في 7 أكتوبر، سارعت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بإرسال حاملة الطائرات "جيرالد فورد" للإبحار باتجاه إسرائيل بطاقمها المكوَّن من نحو 5000 فرد. أعلن الجيش الإسرائيلي وصول أوّل طائرة تحمل ذخيرة أميركية تهبط في إسرائيل إلى قاعدة نفاتيم الجوية محمّلة بذخيرة.

وصلت "قوة دلتا" إلى إسرائيل، وهي وحدة عمليات خاصة تابعة للجيش الأميركي، تركِّز بشكل أساسي على مهمَّة تحرير الرهائن. أعلن البنتاغون إرسال 2000 جندي لدعم أي توغّل بري إسرائيلي، وتقديم المشورة لإسرائيل والدعم اللوجيستي والطبي دون أي دور قتالي.

أعلن الجيش الإسرائيلي استقبال دفعة من المركبات المدرّعة من الولايات المتحدة، على متن طائرة شحن، والتي ستحل محل تلك المتضرّرة نتيجة الحرب في غزة. تحدَّث البنتاغون عن إرسال منظومة دفاع جوي من طراز "ثاد" والمزيد من أنظمة "باتريوت" إلى الشرق الأوسط

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

إعادة الإعمار بين فكي التمويل والشروط الأميركية

كتب معروف الداعوق في" اللواء": يبدو ان اطلاق عملية اعادة الاعمار المطلوبة، مايزال دونها عوائق وصعوبات عديدة، تجعل من امكانية تسريع المباشرة بها وضمن الوقت الطبيعي، صعبة إن لم تكن معقدة وشبه مستحيلة، في ظل الظروف السائدة حاليا، ما يعني ضمنيا، ان كل الوعود المقطوعة لتسريع خطى عملية اعادة الاعمار، تبقى مجرد وعود، اذا لم تتبدل الظروف وتزول العوائق واهمها، طلب الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، ربط عملية اعادة الاعمار بنزع سلاح حزب الله، بموجب اتفاق وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١، واطلاق مسار سياسي داخلي يقلص نفوذ الحزب وتاثيره بالواقع السياسي، خلافا لما كان عليه خلال العقدين الماضيين .
ويأتي استمرار القوات الإسرائيلية بخرق وقف اطلاق النار،  واحتلالها لبعض مناطق الجنوب، ومواصلتها قصف مواقع ومراكز عسكرية بحجة انها تابعة لحزب الله، واستهداف كوادر وعناصر الحزب، والمواطنين داخل القرى والبلدات الجنوبية، واتهامات إسرائيل من جهتها للحزب، بخرق اتفاق وقف اطلاق النار من العوامل السلبية التي تعيق عملية اعادة الاعمار، وتبقي المناطق المدمرة، رهينة الموقف الاميركي على وجه الخصوص، باعتبار الولايات المتحدة الأميركية، الدولة الوحيدة التي تستطيع التأثير على إسرائيل. 
وما دام الموقف الاميركي متماهياً  مع الموقف الإسرائيلي،بالنسبة للتغاضي عن  الاحتلال الإسرائيلي  لبعض مناطق الجنوب والاصرار على اضعاف تأثيرحزب الله، في المعادلة السياسية الداخلية، هذا معناه ربط عملية اعادة الاعمار المطلوبة في مختلف المناطق اللبنانية المتضررة، بتنفيذ الشروط الاميركية المعلنة والمخفية منها والاسرائيلية وراءها، ليس من الناحية السياسية فقط، ولكن لناحية تمويلها مادياً ايضا، باعتبار الولايات المتحدة الأميركية أحد الممولين لهذه العملية، او صاحبة التاثير الأقوى على الدول والصناديق والمؤسسات المالية والاستثمارية بالعالم، ومن دون موافقتها، واعطائها الضوء الأخضر لتمويل العملية، يصعب تأمين الاموال اللازمة لاعادة الاعمار في لبنان من مصادر أخرى.
 

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: شركة تركية متورطة في تزويد الجيش السوداني بطائرات مسيّرة وشحنة أسلحة سرية
  • أميركا تأمر موظفيها غير الأساسيين بمغادرة جنوب السودان
  • الصين تستعد لحرب أمريكا
  • منظمات: وقف المساعدات الإنسانية الأميركية يعرض ملايين النساء للخطر
  • كييف: «ملتزمون تماماً» بالحوار البناء مع أميركا
  • نتنياهو يقيّم مفاوضات الصفقة ومبادرة أميركية لإطلاق 10 أسرى من غزة
  • صحيفة أميركية: إسرائيل رسمت مسارا إلى حد غزو آخر لقطاع غزة
  • إعادة الإعمار بين فكي التمويل والشروط الأميركية
  • ترامب يدرس خطوة من شأنها زيادة توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا
  • قطر تؤكد الحاجة للتوصل إلى اتفاق بين أميركا وإيران