في الذكرى الـ19 لرحيل ياسر عرفات.. هل كانت وفاته طبيعية أم مقتولا بالسم؟
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
في ذكرى الـ19 لرحيل الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، مازالت وفاته لغزًا تثير الكثير من التساؤلات والجدل، والتحقيقات مستمرة حتى الآن للكشف عن الحقيقة وراء وفاته.
ياسر عرفات قائد وزعيم بارزكان ياسر عرفات قائدًا وزعيمًا بارزًا، وقاد نضالًا طويلًا لصالح قضية فلسطين وحق تقرير المصير لشعبه، ومع مرور الزمن، لا تزال وفاته تحمل الكثير من الغموض والتساؤلات، وبالرغم من مرور عقدين من الزمان، لا تزال القيادة الفلسطينية تشكك في أسباب وفاته وتتطلع للكشف عن الحقيقة.
وقبل وفاته في عام 2004، عاش ياسر عرفات في ظروف صعبة ومحاصرة نتيجة للتوترات والصراع العربي الإسرائيلي، بدءًا من مارس 2002، تعرض لحظر من قبل القوات الإسرائيلية، وجرى منعه من مغادرة منزله في رام الله، وتعرض منزله للاقتحام والاحتجاز عدة مرات، ما تسبب في تدهور حالته الصحية، وفي أكتوبر 2004، زاد تدهور حالته الصحية، ما تسبب في تثير كبير على صحته.
وبسبب تدهور حالته الصحية وإصابته بمرض في الجهاز الهضمي، نُقل ياسر عرفات إلى فرنسا، ووٌضع في مستشفى بيرسي العسكري، وهناك توفى دون أن يتم الكشف عن السبب الحقيقي لوفاته، وبقيت هناك تساؤلات وغموض يحيطان بملابسات وفاته، وتظل هذه الأسئلة بلا إجابة حتى الآن.
ومع وفاة ياسر في نوفمبر 2004، تم تشخيص وفاته بسبب تدهور حالته الصحية وحدوث جلطة ناتجة عن اضطراب في الدم، ومع ذلك، لا يزال هناك عدم اقتناع من قبل الشعب الفلسطيني والعربي وقادة المقاومة الفلسطينية وعائلته، وهناك تشكيك في تقرير وفاته.
علامات تثير الشكوك في وفاة ياسر عرفاتورصدت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بعض العلامات التي تظهر بين كل فترة وأخرى لتثير الشكوك في وفاة زعيم منظمة التحرير السابق، وتوحي بأن الأمر كان مُدبرًا، وهي كالتالي:
- التقرير الفرنسي لم يقدم أي تفاصيل محددة بشأن وفاة ياسر عرفات، واكتفى بالتأكيد أنها كانت طبيعية نتيجة تدهور حالته الصحية.
- اتهمت السلطات الفلسطينية إسرائيل بالضلوع في مقتله، ومنذ ذلك الحين استمرت المحاولات للوصول إلى حل قضائي يضمن فتح التحقيق في هذه القضية.
- توصلت لجنة التحقيق إلى استنتاج أن «أبو عمار» لم يتوفى بسبب تقدم السن أو مضاعفات المرض في عام 2012، وأشار الخبراء السويسريون إلى وجود نسب عالية من مادة مشعة، وتحديداً مادة البولونيوم 210، على ملابس ياسر عرفات وأدواته الشخصية.
- وفقًا للمختصين الفرنسيين، تم اعتبار أن كميات البولونيوم المرتفعة هي نتيجة طبيعية للنشاط الإشعاعي في تربة ياسر عرفات.
- تم إغلاق التحقيق في فرنسا بشأن ادعاء تعرض ياسر عرفات للاغتيال بواسطة السم بشكل نهائي في عام 2015.
- في ذكرى رحيل ياسر عرفات في العام 2016، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه يعرف هوية القاتل الحقيقي، ولكنه قرر الانتظار حتى صدور نتائج التحقيقات.
- في يوليو 2021، رفضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الدعوى التي تقدمت بها سها عرفات زوجة القائد الراحل ضد أشخاص غير معروفين والمتهمين بالضلوع في قتله، وأكدت المحكمة نتائج التقرير الفرنسي الذي أشار إلى أن وفاة ياسر عرفات كانت طبيعية.
- في تصريح صحفي في فبراير 2022، أعلن حمد بن جاسم آل ثان، رئيس الوزراء القطري السابق، أن هناك أشخاصًا مقربين من ياسر عرفات يتحملون المسؤولية عن وفاته.
وعلى الرغم من 19 عام على وفاة الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات يبقى اللغز مستمرًا وسبب وفاته غامضًا ومحل تفسيرات متعددة وتبادل الاتهامات لا تنتهي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني أبو عمار إسرائيل فلسطين تدهور حالته الصحیة یاسر عرفات وفاة یاسر
إقرأ أيضاً:
وفاة يوسف ندا مؤسس إمبراطورية الإخوان الإرهابية المالية.. وخبير: الجماعة أصبحت «عارية»
رحل رجل الأعمال المصري والقيادي البارز في جماعة الإخوان، يوسف ندا، يوم الأحد 22 ديسمبر 2024، عن عمر ناهز 94 عامًا.
وعُرف ندا بأنه مؤسس الإمبراطورية المالية لجماعة الإخوان الإرهابية ووزير ماليتها غير الرسمي.
يوسف ندا.. النشأة والمسيرةولد يوسف ندا في الإسكندرية عام 1931 لعائلة ميسورة الحال تمتلك مزارع ومصانع للألبان، وتلقى تعليمه في مدارس حي الرمل، ثم تخرج في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية في الخمسينيات.
وانضم لجماعة الإخوان المسلمين عام 1947، وشارك في أعمال مقاومة الاحتلال البريطاني بمنطقة قناة السويس عام 1951، وفي عام 1954، اعتُقل بتهمة محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر، لكنه أُفرج عنه بعد عامين دون إدانة.
وبعد خروجه من السجن، بدأ ندا نشاطه التجاري في تصدير منتجات الألبان، لينتقل لاحقًا إلى ليبيا ومنها إلى أوروبا، حيث أصبح "ملك الإسمنت في منطقة البحر المتوسط" في نهاية الستينيات، استقر في إيطاليا، حيث حصل على الجنسية الإيطالية وأقام حتى وفاته.
دوره الاقتصادي والسياسييوسف ندا كان أحد أبرز الشخصيات الاقتصادية لجماعة الإخوان، حيث أسس بنك فيصل الإسلامي بالتعاون مع الأمير محمد بن فيصل في سبعينيات القرن الماضي، وأطلق بنك التقوى الإسلامي في جزر الباهاما عام 1988، وهو أول بنك إسلامي يعمل خارج الدول الإسلامية.
ولكن نشاطه الاقتصادي لم يكن خاليًا من الجدل؛ ففي أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، اتهمته الحكومة الأمريكية بدعم الإرهاب، ووضعته على قوائم داعمي الإرهاب.
وفي 2009، شطب مجلس الأمن الدولي اسمه من القائمة بعد عدم توافر أدلة، بينما أبقت الإدارة الأمريكية على إدراجه.
وفي مصر، حُكم عليه غيابيًا بالسجن في 2008 خلال محاكمة عسكرية شملت 39 من قيادات الإخوان، ولكنه حصل على عفو رئاسي من الرئيس الراحل محمد مرسي في 2012، وأُعيد اسمه إلى قوائم الإرهاب المصرية في ديسمبر 2024، قبل وفاته بأسابيع قليلة.
تمويل الإخوان والمسؤولياتارتبط اسم ندا بتمويل أنشطة جماعة الإخوان المسلمين، ورغم نفيه في عدة مقابلات تمويل الجماعة بشكل مباشر، إلا أنه أكد استعداده لدعمها عند الحاجة، وُصف بأنه "خزينة الجماعة"، حيث أسس وأدار العديد من الشركات التي ساهمت في تمويل أنشطتها، وسائل الإعلام وصفته بأنه مؤسس الإمبراطورية المالية للجماعة.
من جانبه، قال المفكر السياسي، ثروت الخرباوي، إن جماعة الإخوان المسلمين تسعى لصناعة تاريخ موازٍ يمنحها قيمة وهمية وغير حقيقية، وأشار إلى أن القيادي الراحل يوسف ندا، الذي كان يمتلك عددًا كبيرًا من الشركات والبنوك، قد أصيب بمرض الزهايمر قبل وفاته.
وأضاف الخرباوي، خلال تصريحات له، أن إصدار أكثر من نعي من جناحي جماعة الإخوان بعد وفاة ندا يعد دليلًا واضحًا على الانقسام العميق الذي أصاب الجماعة.
وأوضح أن هذا الانقسام يأتي في وقت تمتلك فيه الجماعة إمبراطورية اقتصادية كبيرة ومخيفة، بينما يبدو صمتها الحالي محاولة لإعادة ترتيب البيت من الداخل.
وأكد الخرباوي أن جماعة الإخوان أصبحت “عارية من الأفكار والمبادئ والوطنية وحتى الهوية الدينية”، وانتقد من لا يدرك ذلك، معتبرًا أنهم “ليسوا في كامل وعيهم”، وأشار إلى أن محمود حسين، أحد قيادات الجماعة، متهم بسوء استغلال التبرعات المخصصة للشباب المصري في أنقرة، حيث استخدم الأموال لبناء فيلا فاخرة في تركيا وشراء سيارات فارهة.
وبرحيل ندا، يثار تساؤل حول مستقبل إدارة الأنشطة الاقتصادية للجماعة، خاصة في ظل التضييق على أموالها داخل مصر واعتقال قياداتها.
وتشير تقارير إلى أن القيادي أسامة فريد عبد الخالق المقيم في لندن، يُعد المرشح الأبرز لتولي هذه المسؤولية.
وحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن عبد الخالق يدير منذ فترة طويلة الأنشطة المالية للجماعة في أوروبا، ويُتوقع أن يواصل هذا الدور في المرحلة المقبلة، مستفيدًا من شبكة علاقاته الواسعة.
ويمثل رحيل يوسف ندا نهاية فصل هام في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، حيث يجسد قصة رجل جمع بين الاقتصاد والسياسة، وترك بصمته في مسيرة جماعة مثيرة للجدل على الصعيدين المحلي والدولي.
ومع وفاته، تظل الجماعة تواجه تحديات مصيرية، ليس فقط في الداخل المصري، ولكن أيضًا على الساحة الدولية.