انتقد تحيز الغرب لإسرائيل.. مؤرخ يهودي مناهض للصهيونية: الحرب على غزة بلا معنى
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
قال المؤرخ اليهودي المناهض للصهيونية آفي شلايم، إن الحرب الإسرائيلية المتصاعدة ضد قطاع غزة "لا معنى لها، ولن تؤدي إلى نتيجة"، منتقدا التعامل الغربي مع الأزمة، الذي يطبعه النفاق وازدواجية المعايير.
وفي حواره مع موقع قناة "الجزيرة"، لفت أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "سانت أنطوني" التابعة لجامعة أكسفورد، إلى أن مقاربة "الانتقام من حماس" التي تشتغل بها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لن تؤدي إلى أي نتيجة".
وتوقع شلايم، أن نتنياهو لن يتمكن من النجاة من الناحية السياسية، بعد الحرب.
وحول النفاق الغربي، لما يجري من تصعيد ضد القطاع، استذكر المؤرخ اليهودي، ما حدث في يناير/كانون الثاني 2006، عندما فازت "حماس" في انتخابات حرة وشفافة، لكن إسرائيل رفضت الاعتراف بحكومة حماس، وقرر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة دعم إسرائيل في قرارها، عبر فرض عقوبات اقتصادية من أجل إضعاف "حماس" وإجبارها على التخلي عن السلطة في غزة على نحو طوعي.
وأضاف: "في سنة 2007، فرضت إسرائيل حصارا على قطاع غزة، وهذا الحصار غير قانوني وغير شرعي، لأنه يعتبر شكلا من أشكال العقاب الجماعي ضد المدنيين".
وتابع: "الآن إسرائيل تتخذ خطوات أخطر شبيهة بالحصار في القرون الوسطى عندما تقول إنها ستمنع الماء والغذاء والأدوية والوقود عن أكثر من 2.4 مليون شخص في قطاع غزة".
اقرأ أيضاً
لماذا أطلقت حماس طوفان الأقصى؟.. مصدر فسلطيني يكشف تفاصيل الصراع في غزة
واستطر شلايم: "حتى الآن ما تزال القوى الغربية متحيزة تماما لطرف واحد، فهم من جهة يدينون حماس ويصفونها بالمنظمة الإرهابية، لكنهم في المقابل لا ينظرون إلى ردة الفعل الإسرائيلية، ولا يوجهون لها أي انتقاد، ولهذا فهم متواطئون في الهجوم على غزة وعلى المدنيين".
كما انتقد منح إسرائيل الضوء الأخضر للقيام بأبشع الأشياء، عوض الدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وأشار كذلك إلى أن الصراع لم يبدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقال: "الناس لا تسأل لماذا قامت حماس بهذا الهجوم، والجواب سنجده في السياق التاريخي، والجواب لكل ما يحدث هو في التاريخ، الذي يعود بنا لسنة 1967 تاريخ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية".
يدّعي الإسرائيليون أنهم منحوا الفلسطينيين فرصة تحويل قطاع غزة إلى سنغافورة في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي لم يحدث، لقد حولوا قطاع غزة إلى سجن مفتوح، وفق شلايم.
وأضاف: "الاهتمام الإعلامي انصب حول هجوم حماس، رغم أن رد الفعل الإسرائيلي في تقديري غير متكافئ إطلاقا.. أنا أدين الأمرين معا، أدين هجوم حماس، لأنه استهدف مدنيين أيضا، وقتل المدنيين هو أمر خاطئ، لكن في المقابل، فإن رد الفعل الإسرائيلي كان قاسيا ووحشيا وغير متكافئ إطلاقا".
وتابع: "ثم إن الانتقام ليس سياسة، ولا يعتبر حلا، وما تفعله إسرائيل هو إرهاب ترعاه الدولة، وهو أخطر بكثير من الهجوم على إسرائيل".
اقرأ أيضاً
مؤرخ إسرائيلي: الغرب يدعم نتنياهو بارتكاب إبادة جماعية في غزة
وحول توقعاته من أن ما يحدث سيؤدي إلى مزيد من المواجهات والصراعات، قال المؤرخ اليهودي: "يجب أن نسجل أن العداء اليهودي للعرب في إسرائيل لم يعد كما في السابق، بل تزايد على نحو ملحوظ خلال 20 سنة الماضية، منذ أن بدأت إسرائيل تتجه أكثر نحو اليمين من الناحية السياسية".
وأضاف: "الحكومة الحالية التي فيها قوى من الصهيونية الدينية، هي أكثر حكومة يمينية متطرفة والأكثر شوفينية (تعصبا) وأكثر حكومة عنصرية في تاريخ إسرائيل، وكنتيجة للحرب الحالية في غزة، فإن الجمهور سينحو نحو اليمين أكثر، ويصبح أكثر عداء للعرب".
وفي رأيه حول محاولات إسكات كل الأصوات المنتقدة للاحتلال بدعوى معاداة السامية، قال شلايم، إن "إسرائيل وأصدقاءها حول العالم يخلطون بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية، أنا أعرّف (معاداة السامية) بكونها كراهية اليهود فقط، لأنهم يهود، وهذا أمر لا علاقة له بإسرائيل".
وأضاف: "أما (معاداة الصهيونية)، فأمر مختلف تماما، فهو انتقاد ومعارضة الأيديولوجية الصهيونية، التي هي الأيديولوجية الرسمية لدولة إسرائيل، خصوصا فيما يتعلق بسياسات التعامل مع الفلسطينيين، من احتلال ونظام فصل عنصري (الأبارتايد)، والاستعمال القاسي والعنيف للقوة كما نعيشه هذه الأيام في غزة".
وينتمي المؤرخ والأكاديمي شلايم إلى نخبة المؤرخين الإسرائيليين الجدد الذين يعملون على إعادة قراءة نشأة دولة الاحتلال، ومواجهة الروايات التي عملت على ترويجها.
يؤمن بأن إسرائيل بعد عام 1967 أصبحت قوة استعمارية وحشية مهمة جيشها حماية أمن الاحتلال، وهي تمارس نظام الفصل العنصري.
اقرأ أيضاً
مؤرخ يهودي للإسرائيليين: توقفوا عن تمثيل دور الضحية
المصدر | الخليج الجديد + متابعاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: آفي شلايم إسرائيل غزة فلسطين القضية الفلسطينية الغرب قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
هل تستأنف إسرائيل الحرب؟ آمال معلقة على ويتكوف وصبر حتى يستلم زامير رئاسة الأركان
في خضم التوتر السياسي والعسكري حيال مستقبل الهدنة في غزة، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر إسرائيلي أمني علّق على زيارة مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، هذا الأسبوع، بالقول إنها قد "تنقذ المفاوضات". مع هذا لا يزال الخيار العسكري مطروحًا على الطاولة بشكل جدي، لكنه رهن بعدة عوامل بحسب المسؤول.
بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير، ثماة خشية من اسئناف الدولة العبرية للحرب على غزة بعد أن قررت قطع المساعدات. إذ قال مصدر لـ"هآرتس" إن المؤسسة الأمنية تستعد لاستئناف العمليات العسكرية، وهي خطوة ترضي الأوساط اليمينية الرافضة للسلام مع حماس، حسب الصحيفة.
هذا وقد واجهت إسرائيل انتقادات حادة بعد قرارها وقف إدخال جميع المساعدات إلى غزة، معيدة الشاحنات من مصر أدراجها.
ورغم التلويح بالخيار العسكري، لا يزال موعد "استئناف" تل أبيب للحرب على غزة محل نقاش، لكونه مرتبطًا بعدة عوامل داخلية وخارجية، منها قرار إسرائيل بالصبر على المسار الدبلوماسي أملًا في حدوث اختراقات، وضمان إعادة ترتيب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بعد مغادرة رئيس الأركان هيرتسي هاليفي لمنصبه، كما هو مقرر في 6 مارس/آذار المقبل.
حيث قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الوسطاء طالبوا ببضعة أيام قبل استئناف الحرب، فهم يعتقدون أنهم قادرون على دفع حماس إلى تسوية، وهو ما وافقت عليه تل أبيب، وفقًا للإعلام العبري.
كما نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزير الطاقة إيلي كوهين قوله إن "إمكانية العودة للحرب مطروحة لكن ذلك ليس هدفنا".
وأضافت "يديعوت أحرونوت" أنه "لا يُتوقع" استئناف القتال على الأقل خلال الأسبوع المقبل، لأن تل أبيب، حسب الصحيفة، تريد أن تترك مجالًا لرئيس الأركان المقبل، إيال زامير، ليقوم بمهامه ويثبت نفسه، خاصة وأن لدى زمير جدول أعمال مزدحم. إذ نقلت القناة 12 الإسرائيلية أنه سيطرد عددًا من قادة الجيش بمجرد توليه منصبه هذا الأسبوع، ومنهم قادة سلاح الجو والجبهة الداخلية والعمليات والاستخبارات.
في هذا السياق، تستمر إسرائيل بالضغط على حماس لقبول مقترح ويتكوف حيال هدنة مؤقتة في شهر رمضان، مستعملة الموضوع الإغاثي والإنساني كورقة لصالحها، بحيث نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر إسرائيلية قولها إنه إذا لم تطلق حماس مزيدًا من "الرهائن" فإن إسرائيل ستقطع الماء والكهرباء عن القطاع.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرّح يوم الأحد أن حماس لن تتمكن من الاستفادة مجددًا من المساعدات الإنسانية أو وقف إطلاق النار كما كان الوضع في المرحلة الأولى من الاتفاق، ما لم تفرج عن الرهائن الإسرائيليين، على حد قوله.
وفيما أرضت التهديدات الإسرائيلية الأوساط اليمينية، أثار أداء حكومة تل أبيب قلق عائلات الأسرى التي تظاهرت ضد القرار، إذ نقلت إذاعة الجيش عن والد أسير في غزة قوله إنه من "المؤسف أن تعلق أسر الرهائن آمالها على الأمريكيين والحكومات الأجنبية لا على حكومتها"، مشيرًا إلى أن القوة التي تمارسها دولته قد تكلفهم حياة هؤلاء، وهو ما حدث سابقًا، على حد قوله.
هآرتس: "إسرائيل تلعب دور الضحية ونتنياهو يعزز مكانة سموتريتش"من جهتها، قالت "هآرتس" إن الحكومة الإسرائيلية خرقت الاتفاق مع حماس، الذي جرى توقيعه في الدوحة في 17 يناير، والآن تتهم الحركة وتلعب دور الضحية، مشيرة إلى أن "التصعيد والاستفزازات من خلال النزاعات حول نهج تتبعه إسرائيل"، ومنها عندما قامت حكومة غولدا مئير بخرق الهدنة مع مصر في سيناء، وهو ما أسفر عن مقتل 80 جنديًا وإصابة 120 آخرين.
وأردفت الصحيفة أن نتنياهو بهذه الخطوة يهتم فقط بالبقاء في الحكم، ويسعى لكسب رضا قاعدته السياسية، لاسيما اليمين، كما يريد تعزيز مكانة وزير ماليته بتسلئيل سموتريتش، وهو ما يمكن أن يودي بالاتفاق إلى التهلكة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية انخفاض طلبات اللجوء إلى أوروبا بنسبة 11% في 2024 لكن العدد تجاوز المليون مظاهرات حاشدة في أوكرانيا تطالب بالإفراج عن أسرى الحرب المحتجزين لدى روسيا مزاد السيجار الكوبي يحطم الأرقام القياسية: 18.6 مليون دولار في نسخته الـ25 حركة حماسغزةإسرائيلقطرحروببنيامين نتنياهو