انتخابات مجالس المحافظات والمواطن الواعي
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
11 نوفمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث:
رعد هادي جبارة
لا شك بان انتخابات مجالس المحافظات تعتبر احدى الممارسات الديمقراطية ، وهي احد مظاهر النظام ذي اللامركزية الجزئية في العراق ، وتعد هذه الانتخابات من أبرز ثمار قيام نظام دستوري تعددي ديمقراطي بعد العام 2003.
إن هذه الانتخابات تتيح للمواطن العراقي الواعي التعبير عن رأيه والإدلاء بصوته والإسهام في بلورة جزء من هيكل النظام الحاكم عبر اختيار تشكيلات المجالس المحلية المكلفة بادارة الشؤون الداخلية في كل محافظة من المحافظات الثمانية عشرة .
وبصفتي باحثاً سياسياً و مواطناً عراقياً أرى أن هناك أهمية خاصة لهذه الانتخابات، و لابد من حثّ المواطنين على المشاركة الفاعلة فيها ، و ممارسة حقهم الدستوري والقانوني، في اختيار ممثليهم ،وإدارة شؤون كل محافظة من قبل مواطنيها ، باعتبار أن المجلس يختار المحافظ ،ومدير الشرطة ، و غيرهم من المسؤولين عن إدارة شؤون المحافظة ، للقيام بما أنيط بهم من مهام حسب المواد القانونية ذات العلاقة، وفي حالة تخلّفهم عن إنجاز المهام المناطة بهم يمكن للمجلس إقالتهم.
وينبغي لمفوضية الانتخابات تشجيع و حثّ المواطنين على المبادرة الفاعلة في تحديث بياناتهم ، والمشاركة في التصويت،كما يتوجب على الجهات المسؤولة في الدولة توفير الأجواء المناسبة و الظروف المواتية والامكانات اللازمة من قبل الوزارات المختلفة والجهاز القضائي والأجهزة المخصة، لتمكين المواطنين من الحضور في المقار الانتخابية و صناديق الاقتراع للإعلام بأصواتهم، فالوطن بحاجة لكل صوت من أصوات المواطنين،دون استثناء، فهذا حق و واجب على الجميع.
ومن خلال هذه الممارسة يمكن معرفة الاوزان الحقيقية للاحزاب الناشطة في الساحة السياسية،ومن خلالها يمكن تشخيص مدى رغبة المواطن في تطوير محافظته واختيار الشخصيات القادرة على اعداد اللوائح القانونية الضرورية للنهوض بالواقع القائم في المحافظة، وخدمة المواطنين وتسهيل امورهم عبر إقرار المشاريع الخدمية بعد دراسة احتياجات مواطني المحافظة من الجوانب التنموية ثم دراسة وإعداد موازنة المحافظة و استيفاء حقوقها من ايرادات الدولة سواء من البترو دولار أوالمنافذ الحدودية وغير ذلك من المصادر، ومن واجبها الاستماع لطلبات المواطنين في المجالات الصحية و الصناعية والخدمية والامنية و الإدارية وغير ها.
ويمارس المواطن الرقابة على السلطة من خلال مجلس المحافظة المنتخب، حيث يتم استدعاء المدير المقصر و عزله، وشد أزر المدير الموفق الناجح و دعمه، واعادة انتخاب أعضاء مجلس المحافظة بعد أربع سنوات، في حالة رضا المواطنين عنهم.
ينبغي علينا أن نخلق رأياً عاماً مؤيداً للانتخابات، ولا بد لكل وسائل التواصل الاجتماعي من التركيز على ضرورة التصويت فيها ، و علينا إبراز الايجابيات وعدم اليأس من السعي لتطوير التجربة الماضية وتلافي جوانب النقص فيها، لأنه من الخطأ اليأس من جدواها و تثبيط المواطنين لمجرد وجود نواقص في هذه التجربة سابقا، ففي كل الدول يوجد الفاسد والنزيه، ويوجد الصالح والطالح ،والكمال لله وحده.
توقعاتي أن تكون المشاركة متوسطة من حيث عدد الناخبين، و أتوقع أن القوائم الفائزة ستكون بحاجة لتشكيل ائتلافات تتمكن من خلالها من إدارة المحافظات بالأسلوب الأمثل،وكلما ازدادت مشاركة المواطنين الواعين والعشائر والاتحادات و النقابات المهنية والقوات الأمنية وجماهير الأحزاب في التصويت فإن مجالس المحافظات ستكون أقدر على أداء مهامها،بعون الله.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
حراك انتخابي مبكر.. السياسيون يعودون إلى الشارع .. والناخبون بلا ثقة
7 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: في أزقة بغداد المكتظة، حيث المقاهي السياسية تزدهر مع اقتراب كل موسم انتخابي، يتردد سؤال واحد بين روّادها: “من سيكون الرابح الأكبر هذه المرة؟”. ففي ظلّ الغموض الذي يكتنف شكل التحالفات السياسية، يزداد المشهد تعقيداً، وسط تسريبات عن مفاوضات سرّية ومحاولات لاستقطاب شخصيات مؤثرة، مع بقاء موقف التيار الصدري معلقاً دون حسم.
وقالت تغريدة تداولها ناشطون على منصة “إكس”: “الصدر يشاهد الجميع يتسابقون نحو الانتخابات.. ويتركهم في حالة ترقّب، خطوة ذكية أم انسحاب تكتيكي؟”. هذا الموقف الذي يثير قلق الإطار التنسيقي، جعل بعض أقطابه يلمّحون إلى ضرورة إعادة النظر في تحالفاتهم تحسّباً لمفاجآت اللحظة الأخيرة.
ووفق معلومات، فإن قيادات بارزة في الإطار التنسيقي عقدت سلسلة اجتماعات غير معلنة خلال الأسابيع الماضية، بهدف رسم استراتيجية موحدة لمواجهة أي سيناريو، بما في ذلك احتمال دخول التيار الصدري بقوة في اللحظات الأخيرة.
وقال مصدر سياسي مطّلع: “الإطار يعاني من انقسامات داخلية، وهناك من يفضّل خوض الانتخابات منفرداً لضمان استقلالية القرار السياسي، بينما يرى آخرون أن التحالف هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات المقبلة”.
وتحدث المواطن أحمد الربيعي، وهو سائق تاكسي في بغداد، عن رأيه في التحضيرات الانتخابية قائلاً: “كل أربع سنوات نفس المشهد.. السياسيون يعودون إلى الشارع، يعدون بالإصلاح والتغيير، لكن بعد الانتخابات يختفون وكأنهم لم يكونوا هنا”.
حديث الربيعي يعكس مشاعر الإحباط التي تتزايد بين المواطنين، خصوصاً مع تصاعد أزمة البطالة وسوء الخدمات، وهو ما يدفع بعض الأحزاب إلى محاولة استقطاب شخصيات مستقلة لها قاعدة جماهيرية واسعة، من أساتذة الجامعات وزعماء العشائر وحتى المؤثرين على مواقع التواصل.
وقالت مواطنة تُدعى سعاد الطائي، في تعليق على “فيسبوك”: “منذ عام 2003 ونحن نسمع عن تغييرات جذرية في المشهد السياسي، لكننا لا نرى إلا تغييرات في الوجوه، بينما تبقى السياسات نفسها”.
وبحسب تحليلات، فإن الأحزاب التقليدية تواجه تحدياً غير مسبوق في هذه الانتخابات، حيث يزداد الضغط عليها لإقناع الناخبين بجدوى استمرارها في المشهد السياسي.
واعتبر الباحث الاجتماعي علي الكناني أن “العزوف الانتخابي قد يكون أكبر تحدٍّ أمام القوى السياسية، فهناك حالة إحباط عامة لدى الناخبين، والشباب على وجه الخصوص، الذين يرون أن التغيير الحقيقي لم يحدث رغم الوعود المتكررة”.
وفي المحافظات الجنوبية، حيث النفوذ التقليدي للأحزاب الإسلامية، يبدو أن بعض القوى بدأت تفقد شعبيتها لصالح تيارات جديدة تحاول استغلال السخط الشعبي.
وقال تحليل سياسي نشره موقع محلي: “الانتخابات المقبلة لن تكون معركة بين الكتل الكبيرة فحسب، بل قد نشهد مفاجآت بظهور تحالفات صغيرة لكنها مؤثرة، قد تخلط الأوراق وتقلب التوقعات”.
أما في المشهد السني، فإن التحالفات الانتخابية لا تزال غير محسومة، حيث تحاول قوى تقليدية الحفاظ على مواقعها في ظلّ صعود وجوه جديدة. وقال عزام الحمداني، القيادي في تحالف “العزم”: “هناك محاولات لتشكيل تحالفات عابرة للطائفية، لكن العقبة الأساسية تكمن في المصالح الحزبية، التي تجعل من الصعب تحقيق هذا الطموح على أرض الواقع”.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، يبقى التساؤل الأكبر: هل ستتمكن القوى السياسية من استعادة ثقة الناخبين، أم أن العراق يتجه نحو مرحلة جديدة من التغيير المفاجئ؟ الأيام المقبلة وحدها ستكشف الإجابة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts