تغطية مستمرة: عمليات قصف إسرائيلية تستهدف مستشفيات غزة وقمة مرتقبة في الرياض
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
استهدفت عمليّات قصف وقنص الجمعة مستشفيات ومدرسة في شمال غزّة حيث يُعالج مئات الجرحى ويحتمي آلاف النازحين، حسبما أفادت مصادر طبّية وفي حكومة حماس، مع تشديد إسرائيل الضغط على المراكز الطبّية ومواصلة المدنيّين الفرار نحو جنوب القطاع المحاصر.
وتوعّد الجيش الإسرائيلي بقتل عناصر حماس إذا شوهدوا وهم يُطلقون النار من المستشفيات، مكررا اتّهام الحركة بأنها "تنشط" من داخل المراكز الطبّية، وهو ما سبق للحركة أن نفته.
وأعلنت إسرائيل الجمعة خفض حصيلة ضحايا الهجوم الذي شنّته حماس على أراضيها في 7 تشرين الأول/أكتوبر، من 1400 إلى 1200 قتيل، وأوضحت أنّ "هذه الحصيلة ليست نهائيّة".
وكانت السلطات أكّدت أنّ غالبيّة القتلى مدنيّون وسقط معظمهم في اليوم الأوّل للهجوم غير المسبوق. كما خُطف ما يقارب 240 شخصًا ونُقلوا إلى غزّة.
في الجانب الفلسطيني، قُتل أكثر من 11078 شخصًا على الأقل بينهم أكثر من 4506 طفلاً على الأقل في القصف الإسرائيلي على غزّة، حسب وزارة الصحّة التابعة لحماس.
وحذّر المدير العام لمنظّمة الصحّة العالميّة الجمعة من أنّ النظام الصحّي في غزّة "منهك تماما".
ونقد إليكم أبرز تطورات الوضع في غزة:07:41
إلى ذلك، أعلن مدير مستشفى الشفاء انتشال نحو 50 قتيلا من داخل مدرسة البراق بعد قصف إسرائيلي الجمعة.
وأظهر فيديو لفرانس برس في مستشفى الشفاء عددا من الجثث المكدّسة والمغطاة في باحة خارجيّة، بينما عمل شبّان على وضع أُخرى إلى جانبها. وقال أحد الشبّان الذين ينقلون الجثث، إنّ هؤلاء كانوا "في مدرسة آمنة كلّها نساء وأطفال سالمين".
كان مكتب الإعلام التابع لحماس أكّد أنّ عددًا من الدبّابات تتمركز على بعد مئتي متر من مدرسة البراق في حي النصر حيث تحاصر الدبّابات مستشفيات النصر للأطفال والرنتيسي للسرطان والأطفال والعيون ومستشفى الأمراض العقلية والنفسية.
يأتي تشديد الطوق على المراكز الصحّية التي لجأ إليها عشرات آلاف النازحين، في وقت تواصل إسرائيل عملياتها البرّية في شمال غزة.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس أنّ "أداء الجيش الإسرائيلي جيّد بشكل استثنائي".
07:39"يوم استهداف المستشفيات"اعتبر مدير مجمع مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية أنّ الجمعة كان "يوم استهداف المستشفيات".
وقال لوكالة فرانس برس وأصوات الرصاص تُسمع قربه "الاحتلال استهدف جميع المستشفيات. نقول للاحتلال والعالم جميعا إنّنا ما زلنا في المستشفى مع المرضى ومع آلاف النازحين ومع الجرحى والطواقم الطبّية". أضاف "سنخدم في هذا المستشفى ولن نبرحه".
وأظهر فيديو لفرانس برس قصفا قرب مستشفى العودة في جباليا، أدّى إلى تضرّر عدد من سيّارات الإسعاف في باحته.
وسبق لإسرائيل أن اتّهمت حماس ببناء مراكز قيادة وأنفاق أسفل المستشفيات واستخدام مواقع قريبة منها لإطلاق صواريخ، وهو ما نفته الحركة.
ودقّ الصليب الأحمر جرس الإنذار بشأن قدرة نظام الرعاية الصحّية في غزّة على مواصلة العمل، قائلا إنّ هذا النظام بلغ "نقطة اللاعودة".
وقال المتحدث باسم وزارة الصحّة في حكومة حماس أشرف القدرة إنّ "الانتهاكات الإسرائيليّة بحقّ المنظومة الصحّية أدّت إلى استشهاد 198 كادرًا صحّيًا وتدمير 53 سيّارة إسعاف، واستهداف 135 مؤسّسة صحّية وإخراج 21 مستشفى و47 مركزًا صحّيًا للرعاية الأولية عن الخدمة".
واعتبرت وزيرة الصحّة في حكومة السلطة الفلسطينيّة مي الكيلة أنّ "ما يجري الآن بحقّ المستشفيات هو قرار بقتل من فيها".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: تحويل إطارات مطاطية من نفايات إلى أعمال فنية في كمبوديا شاهد: عناصر الجيش والشرطة في الإكوادور يشنون عملية مداهمة واسعة لأخطر سجن في البلاد المنتخب المغربي تحت 17 عاماً وبداية جيدة في نهائيات كأس العالم في إندونيسيا إسرائيل قطاع غزة غزة حركة حماس فلسطينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة غزة حركة حماس فلسطين غزة إسرائيل حركة حماس قطاع غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط قصف طوفان الأقصى مستشفيات السياسة الإسرائيلية غزة إسرائيل حركة حماس قطاع غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني یعرض الآن Next قطاع غزة الصح ة الصح ی
إقرأ أيضاً:
العودة للدولة ونهاية الميليشيات!
لا تزال تسيطر على عقول المحللين العرب أو أكثرهم أن «المقاومة» فكرة أو اعتقاد، وأنه يستحيل إخمادها بالقوة، بل لا بد من سردية بديلة مقنعة أو مثيرة للخيال والهمم! وهذه القصة في الأصل من صناعة دونالد رامسفيلد وزير دفاع الرئيس الأميركي جورج بوش الابن. وفي اعتقاده أن «القاعدة» و«داعش» وأمثالهما تمثل مذاهبَ اعتقادية يصعُبُ الخروج منها، ويتشبث بها أصحابها استناداً لاقتناعٍ عميق، فيسهل عليهم التضحية بأنفسهم في سبيله.
والواقع أنه كانت لهذا التوجه علّتان: الأولى تأتي من سوء الظن بالإسلام، والاعتقاد أنّ العنف متأصلٌ فيه. والعلة الثانية سوء الظن بالدولة في العالمين العربي والإسلامي، بحيث يُحلُّ هؤلاء «الجهاديون» أنفسهم في محلِّها، لأداء الواجبات التي عجزت عن إنجازها!إنما اللافت للنظر أنّ المسلمين أنفسهم هم الذين قاتلوا المتطرفين إلى جانب المجتمع الدولي. وبالنسبة للعلة الثانية فأين هو الإنجاز الذي حقّقه «الجهاديون»، بحيث يغري ذلك الشبان باتباعهم؟
إنّ هذا الحديث يتجدد الآن في حالتَي «حماس» بفلسطين، و«حزب الله» في لبنان. ومع أنني أُحسُّ أن التحزب للتنظيمين يأتي غالباً من خارج مجتمعهما، فإنّ السؤال يظلُّ: ما الإغراء (حتى في الفكرة) بعد الهزائم المتوالية، وعشرات ألوف الضحايا، والخراب الهائل؟ ومتى حررت الميليشيات المسلحة أرضاً أو بنت سلطة تخدم ناسها الذين تسيطر عليهم؟ لا شك أنها تنظيمات متماسكة، ولدى البعض اعتقادات، لكنّ معظم الخاضعين مغلوبون على أمرهم، ولا يعتبرون الميليشيات أساساً لقيام نظامٍ صالحٍ يضمن الأمن والاستقرار وعيش الأطفال ومستقبلهم. بل كيف ينظر هؤلاء إلى أنفسهم وقد تسببوا في هلاك أطفالهم ونسائهم من دون أن يتحقق شيء من التحرُّر أو التحرير؟ يترجى العرب والمنظمات الإنسانية «حماس» الآن لكي تتخلى عن السيطرة في القطاع إبقاءً على حياة الملايين الذين هددتهم جميعاً حروبها. وسيقول قائل: لكن سلطة محمود عباس لا تعد بالتحرر وما عاد أحدٌ يفكر بإمكان الاستقلال بالسلم. لكنّ الاستقلال بالقوة ليس متاحاً، والأولوية ينبغي أن تكون لحفظ الحياة والنظر للمستقبل.
ولنمضِ إلى لبنان حيث ما عاد هناك غير خيارٍ واحد هو خيار الدولة. فقد وقّع رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، باسم «حزب الله»، على الانسحاب من جنوب الليطاني، وانتهت الجبهة. فما الحاجة إلى هذا السلاح الكثيف بالداخل اللبناني؟ وما الحاجة إلى هذا الاستتباع لإيران الذي جلب كوارث على اللبنانيين وخصوصاً الشيعة من بينهم تكاد تضاهي ما جنته «حماس» على غزة والضفة، بل إنّ «حزب الله» والميليشيات الإيرانية المشابهة جلبت كوارث على سوريا والعراق واليمن وليس على لبنان فقط!
الدولة اللبنانية الآن ليست الخيار البديل، لأنّ ميليشيا الحزب ما كانت أبداً خياراً لمعظم اللبنانيين. فلنفترض أنّ الحزب كان بديلاً لفريقٍ من اللبنانيين، لكن لماذا يبقى كذلك بعد حروبٍ خاضها وخسرها جميعاً، وفي كل مرة تزداد المناطق المحتلة التي صار اللبنانيون جميعاً على يقين أنّ الحزب لن يستطيع - تماماً مثل «حماس» - إنجاز تحريرها.
يخوض اللبنانيون الآن تجربة جديدة لإقامة دولة للجميع تتمتع بالشرعية الدستورية والعربية والدولية. وهي تحاول بعد تكوين السلطات الدستورية، أن تخرج حتى في بيانها الوزاري من إسار الثالوث المعروف، وهو في الحقيقة قد مثّل دائماً سلطة أوحدية أضرَّت باللبنانيين أكثر بكثير مما أضرَّت بإسرائيل. قال لي عسكري سابق - هو صاحب أطروحة السردية: لكن الحزب تمكن من تهجير مائة ألف إسرائيلي، وهذا إنجازٌ بارز! قلت: لكن في المقابل تسبب في تهجير مليون لبناني وأكثر لا تستطيع كثرة منهم العودة إما بسبب الاحتلال أو بسبب خراب الديار!
إنّ قوة الشرعية تأتي ليس من الرسوم والشعائر المنظورة، فقد كانت موجودة من قبل. بل تأتي هذه المرة من الإرادة الجامعة للبنانيين، وهي الإرادة التي يتعيّن عليها أن تكون صلبة وفي غير حاجة للتبرير أو الاستدلال أو الاستسلام لفكرة أو اعتقاد أو سردية المقاومة. فالمقاومة ليست بديلاً عن الدولة، بل الدولة هي الخيار الأول والأخير. فحتى في فلسطين يبدو خيار الدولة الوطنية وإن تنكّر له الصهاينة هو الخيار الوحيد للحاضر والمستقبل - أو تبقى الميليشيات ويبقى انعدام الاستقرار، وقد يتقدم خيار التهجير الترمبي!
ما كانت تجارب الدول الوطنية ناجحة، وبخاصة الدول التي سيطر فيها الانقلابيون العسكريون، والأخرى التي سيطرت عليها قوى خارجية. وفي الحالتين صارت الميليشيات المسماة مقاومة هي السائدة وقد استخدمها العسكريون، كما استخدمتها القوى الخارجية.
عندما كنت أكتب هذه المقالة قرأت أنّ «حماس» تقبل الخروج من إدارة غزة. كما جاء في مسودة البيان الوزاري اللبناني انفراد الدولة بالسلاح وقرارات الحرب والسلم، و«السيادة» على الأرض. هل هي العودة للدولة ونهاية الميليشيات؟ هكذا الأمل!