كيف يصلي من لا يحفظ سوى الفاتحة؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء ردًا على سائل يقول: ما حكم الشرع فيمَن ليس لديه القدرة على قراءة شيءٍ من القرآن أو الذِّكْر في الصلاة؟.

كيف يصلي من لا يحفظ سوى الفاتحة؟

وقال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية في بيان ما يفعله المصلي عند عدم القدرة على القراءة والذكر في الصلاة: اتفق الفقهاء على أنَّ ترك السورة بعد الفاتحة لا يُؤثِّر في صحة الصلاة، وأمَّا الفاتحةُ فهي ركنٌ مِن أركان الصلاة؛ فإذا كان المُصَلّي عاجزًا عن قراءتها؛ لأنَّه لا يحسنها أو لغير ذلك؛ فيُستَحَبّ له الذِّكْر بدلًا عنها، فإن كان عاجزًا عن الذكر يقف قدر الفاتحة ساكتًا ثم يركع، ولا شيء عليه.

وأوضح أن القراءةُ المطلوبةُ في الصلاة هي الفاتحةُ والسورةُ بعدها، والفقهاءُ متفقون على أنَّ ترك السورة بعد الفاتحة ليس ممَّا يُؤثِّر في صحة الصلاة، سواء كان التاركُ متعمدًا، أو ساهيًا، عِلْمًا بأنَّ المتعمِّد مسيءٌ؛ ينظر: "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" (1/ 160، ط. دار الكتب العلمية)، و"مواهب الجليل في شرح مختصر خليل" (2/ 44، ط. دار الفكر)، و"المجموع شرح المهذب" (4/ 126، ط. دار الفكر)، و"مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى" (1/ 436، ط. المكتب الإسلامي).

قصة سورة الفاتحة بدأت بنداء الملائكة للنبي لأول مرة باسمه ورد فعل عجيب سر ابتداء سورة الفاتحة بالتحميد وليس بالتسبيح

وأمَّا الفاتحةُ فهي ركنٌ مِن أركان الصلاة، وإذا لم يأت بها المصلي مع قدرته على ذلك كانت صلاته باطلةً عند جمهور الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة. ينظر: "مواهب الجليل في شرح مختصر خليل" (2/ 44)، و"المجموع شرح المهذب" (4/ 126)، و"كشاف القناع عن متن الإقناع" (1/ 386، ط. دار الكتب العلمية)، وكان بتعمده هذا مسيئًا عند الحنفية. "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" (1/ 160).

أمَّا إذا كان المُصَلّي عاجزًا عن هذه القراءة؛ لأنَّه لا يحسنها أو لغير ذلك؛ فيلزمه الذِّكْر بدلًا عنها عند الشافعية والحنابلة.

قال الإمام النووي الشافعي في "المجموع" (3/ 379، ط. دار الفكر): [(فرع): في مذاهب العلماء فيمن لا يحسن الفاتحة كيف يصلى إذا لم يمكنه التعلم، فقد ذكرنا أنَّ مذهبنا أنَّه يجب عليه قراءة سبع آيات غيرها؛ فإن لمْ يحسن شيئًا من القرآن لزمه الذكر] اهـ.

وقال العلامة ابن قدامة الحنبلي في "المقنع" (ص: 50، ط. مكتبة السوادي): [فإِن لم يُحسن شيئًا من القرآن لم يجز أن يترجم عنه بلغة أخرى، ولزمه أن يقول: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إِله إِلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إِلا بالله العلي العظيم"] اهـ.

ولا يلزمه ذِكْرٌ عند المالكية –على المعتمد عندهم-، والحنفية، ويكفيه القيامُ دون ذكر أو غيره؛ قال العلامة الشيخ الدردير المالكي في "الشرح الكبير" (1/ 237، ط. دار الفكر): [(فإن لم يمكنا)؛ أي: التعلم والائتمام،.. (فالمختار سقوطهما)؛ أي: الفاتحة، والقيام لها، وظاهره أنَّ مقابل المختار يقول بوجوبها حال عجزه عنها، ولا قائل به؛ إذ لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، وإنَّما الخلاف في وجوب الإتيان ببدلها ممَّا تيسر من الذكر، وعدم وجوبه، واختار اللخمي الثاني، وهو المُعَوَّل عليه، فكان على المصنف أن يقول: فالمختار سقوط بدلها] اهـ.

وقال العلامة السرخسي الحنفي في "المبسوط" (1/ 217، ط. دار المعرفة-بيروت): [(فإن عجز عن القراءة تسقط عنه القراءة)؛ لأنَّ القراءة ركن كما أنَّ القيامَ ركن، فلو عجز عن القيام سقط عنه القيام فكذلك هنا] اهـ.

وفي هذه الحال يقف قدر الفاتحة، أو يركع بعد التكبير؛ قال القاضي عبد الوهاب المالكي في "الإشراف على نكت مسائل الخلاف" (1/ 277، ط. دار ابن حزم): [إذا كان لا يحسن شيئًا من القرآن أصلًا لزمه أن يكبّر للإحرام، ولم يلزمه من طريق الوجوب تسبيح، ولا تحميد، ولا غيره، ويُستحَبّ له أن يقف وقوفًا ما، فإن لم يفعل وركع أجزأه] اهـ.

وإذا كان عاجزًا عن الذكر؛ فعند مَن قال بلزومه عند العجز عن الفاتحة يقف قدر الفاتحة ساكتًا، ثم يركع؛ قال الإمام النووي الشافعي في "المجموع" (3/ 379، ط. دار الفكر): [فإن لم يُحْسنه ولا أمكنه وجب أن يقفَ بقدر قراءة الفاتحة، وبه قال أحمد، وقال أبو حنيفة: إذا عجز عن القرآن قام ساكتًا، ولا يجب الذكر، وقال مالك: لا يجب، ولا القيام، وقد سبق دليلنا عليهما] اهـ، وقال العلامة المرداوي الحنبلي في "الإنصاف" (3/ 454، ط. هجر للطباعة): [فإن لم يحسن شيئًا من الذكر وقف بقدر القراءة؛ كالأخرس، وهذا بلا نزاع في المذهب أعلمه] اهـ.

وشدد بناءً عليه وفي واقعة السؤال: فمن عجز عن قراءة الفاتحة في الصلاة؛ يُسْتَحَبّ له الذِّكْر بدلًا عنها، فإن عَجَز عن الذِّكْر وقف ساكتًا قدرَ وقتِها ثم يركع، ولا شيء عليه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الفاتحة الصلاة دار الإفتاء الذكر دار الفکر فی الصلاة من القرآن عاجز ا عن فإن لم ی شیئ ا من إذا کان ساکت ا عجز عن

إقرأ أيضاً:

تحدي القراءة العربي يتوج بنتا يوروتيمبو بطلة لدورته الثامنة في موريتانيا

توج تحدي القراءة العربي الطالبة بنتا يوروتيمبو بطلة لدورته الثامنة على مستوى الجمهورية الإسلامية الموريتانية، في ختام تصفيات شارك فيها 166 ألفا و 153 طالباً وطالبة مثلوا 189 مدرسة وتحت إشراف 1469 مشرفا ومشرفة قراءة.
وجرى تتويج الطالبة بنتا يوروتيمبو من الصف الثالث عشر في مدرسة أنوار الهدى التابعة التابعة لولاية اترارزة، خلال الحفل الختامي للدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي الذي جرى في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بحضورالسيد سيدي ولد ملاي الزين، الأمين العام لوزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي في موريتانيا وعدد من المسؤولين والتربويين وأولياء أمور الطلاب والطالبات المشاركين في التصفيات النهائية.
كما شهد الحفل الختامي للدورة الثامنة، الإعلان عن فوز الطالبة محجوبة حمود من الصف الثاني عشر في مدرسة “عرفات 5” التابعة لولاية نواكشوط الجنوبية بالمركز الأول في فئة أصحاب الهمم، والمصطفى محمد إنجيه من ولاية نواكشوط الجنوبية بلقب “المشرف المتميز”، ومدرسة باب الحكمة من ولاية نواكشوط الشمالية بلقب “المدرسة المتميزة”.

– أوائل موريتانيا
وإضافة إلى الطالبة بنتا يوروتيمبو، ضمت قائمة العشرة الأوائل الذين تأهلوا إلى التصفيات النهائية كلاً من: فاطمة إعليه من الصف الثاني عشر في مدرسة بلوغ المرام التابعة لولاية نواكشوط الجنوبية، وآمنة عبدالله من الصف التاسع في مدرسة بلوغ المرام “نواكشوط الجنوبية” ، ومحمدو محمد الأمين من الصف الثاني عشر في ثانوية عرفات 3 “نواكشوط الجنوبية”، والليله صدفي من الصف التاسع في مدرسة الفكر والاستنباط “نواكشوط الشمالية”، وحوى إبراهيم من الصف الثالث عشر في ثانوية البنين “نواكشوط الغربية”، وأحمد الشيخ أحمد من الصف التاسع في ثانوية عرفات 5 “نواكشوط الجنوبية ”، واتفرح محمد عبد الرحمن سلمان من الصف الثالث عشر في ثانوية نواذيبو2 “داخلة نواذيبو”، ومريم الشيخ من الصف الحادي عشر في ثانوية البنين “نواكشوط الغربية”، والنانه الحسن حبيب من الصف الثاني عشر في ثانوية نواذيبو 2 “داخلة نواذيبو”.
وحققت الدورة الثامنة من مبادرة تحدي القراءة العربي، التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، والتي تنضوي تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مشاركة قياسية، حيث وصلت المشاركات إلى 28.2 مليون طالب وطالبة من 50 دولة يمثلون 229620 مدرسة، وبإشراف 154643 مشرفا ومشرفة قراءة.

– النهوض بالواقع التعليمي
وثمن معالي المختار ولد داهي، وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، دور دولة الإمارات في إطلاق المبادرات الملهمة التي تستهدف إثراء المشهد الثقافي العربي وتعزيز مكانة اللغة العربية، مؤكداً أن تحدي القراءة العربي هو منصة للإبداع والمعرفة والتواصل بين الأجيال العربية الجديدة وترجمة واقعية لقدرة الكلمة على صناعة مستقبل أفضل للأفراد والمجتمعات.
وقال: “يمثل النهوض بالواقع التعليمي والثقافي أولوية في برامج ومشاريع وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي ، وقد قطعنا شوطاً طويلاً في هذا المجال وهو ما تظهره المشاركة المتميزة من طلاب وطالبات موريتانيا في دورات تحدي القراءة العربي، وآخرها النسخة الثامنة من التحدي، وهنا لا بد من توجيه الشكر لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ، التي تبذل جهوداً مقدرة لتيسير مشاركة طلابنا وطالباتنا في المنافسات وهو ما ينعكس إيجابياً على خططنا التطويرية في المجال التربوي”.
وتوجه معاليه بالتهنئة إلى الفائزين والفائزات في فئات تحدي القراءة العربي على المستوى الوطني، مبدياً تفاؤله بقدرة طلبة موريتانيا على التفوق والظفر بالمراكز الأولى في التصفيات النهائية للتحدي.
– تعزيز مكانة اللغة العربية
من جانبه، قال الدكتور عبد الكريم سلطان العلماء المدير التنفيذي لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، إن مبادرة تحدي القراءة العربي التي أطلقت في العام 2015 بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، تجسد حرص دولة الإمارات على إطلاق المبادرات الهادفة إلى تعزيز مكانة اللغة العربية، وتمكين الطلاب والطالبات العرب من إبراز إمكاناتهم وصقل قدراتهم، معرباً عن سعادته بالتفاعل الكبير الذي يبديه طلاب وطالبات موريتانيا مع مبادرة تحدي القراءة العربي.
وأضاف: “أهنئ أبطال تحدي القراءة العربي في دورته الثامنة على مستوى الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، كما أهنئ وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي على هذا النجاح المتجدد، وأبارك لأولياء أمور الطلاب والطالبات الفائزين وجميع المشاركين في منافسات الدورة الثامنة”.

– بناء مستقبل أفضل
ويهدف تحدي القراءة العربي إلى ترسيخ حب المعرفة لدى الطلاب والطالبات وتزويدهم بالمعرفة الضرورية للمساهمة في بناء مستقبل أفضل وصقل قدراتهم وشخصياتهم، وتنمية مهارات التفكير الإبداعي، وبناء المنظومة القيمية للنشء من خلال اطلاعهم على قيم وعادات ومعتقدات الثقافات الأخرى.
كما يهدف التحدي إلى إنتاج حراك قرائي ومعرفي شامل، ونشر ثقافة القراءة باللغة العربية، لغة قادرة على مواكبة كل أشكال الآداب والعلوم والمعارف، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة وتشجيع الأجيال الصاعدة على استخدامها في تعاملاتهم اليومية.وام


مقالات مشابهة

  • "الطرق الصوفية" تنفي ما تردد بمنع حلقات الذكر في مسجد السيد البدوي بطنطا
  • الطرق الصوفية تكشف حقيقة منع حلقات الذكر بمسجد السيد البدوي
  • «الطرق الصوفية» تنفي منع حلقات الذكر بالمسجد الأحمدي في طنطا
  • مشيخة الطرق الصوفية تنفى منع حلقات الذكر بالمسجد الأحمدي بطنطا
  • الرئيس الأسد في برقية تهنئة للرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية: أبارك لكم ثقة الشعب الإيراني العزيز، وأبارك للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادةً وشعباً نجاح العملية الانتخابية، متمنياً لكم السداد والتوفيق في كل ما يحفظ
  • وسط احتفاء شعبي.. شيخ الأزهر يصلي الجمعة بالمركز الإسلامي في تايلاند
  • «الإفتاء» حكم الذكر جماعة وجهرا عقب صلاة العصر يوم الجمعة
  • بنتا يوروتيمبو بطلة تحدي القراءة العربي في موريتانيا
  • تحدي القراءة العربي يتوج بنتا يوروتيمبو بطلة لدورته الثامنة في موريتانيا
  • حكم قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة.. «الإفتاء» توضح