موقع 24:
2024-09-19@09:16:23 GMT

مستقبل القطاع بين الفراغ والضياع

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

مستقبل القطاع بين الفراغ والضياع

تساءلت صحيفة «الجارديان» البريطانية: «هل يمكن للصراع الحالى أن يدفع نحو عمليّة سلام جديدة؟»، فيما طرحت قريبتها «التايمز» سؤالاً أكثر صعوبة: «هل تستطيع إسرائيل هزيمة حماس وضمان السلام فى غزة؟».

يبدو أن حاضر غزة وآلامها، وعذاب أهلها ومحنتهم الكبيرة لا تشغل بال الغرب، بقدر ما انشغل ساستهم ومراكز أبحاثهم وإعلامهم بمستقبلها، بعد أن تنتهى إسرائيل من مهمتها المعلنة، وهى القضاء على حماس، وسط تشكّك غربى من نجاح إسرائيل، بل إن البعض وصل به التشاؤم إلى حد التذكير بما جرى لأمريكا فى أفغانستان، وكلما طال أمد الحرب فى غزة مالت كفة التشاؤم الغربى للوصول إلى هذا السيناريو، الذى فرّت فيه القوة العظمى من جحيم كابول وشقيقتها من المدن الأفغانية، تاركين الأمر لتنظيم «طالبان» المعروف كجماعة راديكالية متطرّفة دينياً.


إسرائيل لا تمتلك الرغبة أو القدرة على وقف عجلة الحرب حالياً، كما أنها تفتقد التصور الواضح لشكل غزة فى «اليوم التالى» لوقف مذابحها وجرائمها ضد الشعب الفلسطينى الغزاوى، رغم تصريحات نتنياهو قبل أيام، والتى تحدث فيها للمرة الأولى عن مستقبل غزة، حيث أوضح لقناة «ABC News» أن بلاده ستتولى المسئولية الأمنية الشاملة عن القطاع لفترة غير محدّدة، فيما أبدت الإدارة الأمريكية عدم تحمّسها لهذه التصريحات، وعبّرت عن قلقها من عدم امتلاك إسرائيل تصوراً واضحاً تنهى فيه القتال بنصر استراتيجى حاسم، وهو ما يزيد الغموض بشأن المستقبل.
خصّصت معظم وسائل الإعلام حول العالم مساحات تحليلية خلال الأيام الأخيرة لطرح تصورات مختلفة عما تنتويه إسرائيل لمستقبل غزة، بشكل أوحى أن المعارك قد اقتربت من نهايتها، وهو أمر يبدو مستبعداً، فى ظل تعنّت إسرائيلى ورفض متكرّر للتهدئة، رغم ضغوط أمريكية ودولية بلغت ذروتها الأسبوع الماضى بزيارة وزير الخارجية الأمريكى للمنطقة وعقد جلسات مباحثات مع عدد من وزراء خارجية الدول الفاعلة فى الأزمة.
وكان الصحفى الفلسطينى كفاح زبون موفّقاً إلى حد كبير فى تحليله السياسى المتميز الذى كتبه من رام الله ونشرته صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية تحت عنوان جذاب: «سؤال المليون فى إسرائيل»، والذى استهله قائلاً: «سؤال المليون فى إسرائيل الذى ظل بلا إجابة منذ حرب 2014 الطويلة على قطاع غزة كان يتعلق بـ«اليوم التالى» للسيطرة على القطاع: ماذا سنفعل فى اليوم الثانى؟ نبقى هناك؟ نحتل القطاع من جديد؟ نعيد السلطة الفلسطينية؟ أم نغادر ونغامر مرة ثانية باستعادة «حماس» قوتها؟ كانت هذه مجموعة الأسئلة التى طُرحت فى المجلس الأمنى والسياسى المصغر «الكابينت» وتناولها مفكرون وصحفيون وكتاب ورجال أمن ومتقاعدون ورجال جيش من الاستخبارات والموساد والشاباك، لكنها بقيت أسئلة بلا إجابات».
كما تجدر الإشارة إلى الورقة البحثية المهمة التى أعدها المركز المصرى للدراسات والفكر تحت عنوان «سيناريوهات مستقبل قطاع غزة والدور المصرى»، التى أكدت ضرورة الحضور المصرى فى أى نظام سوف يتم تطبيقه فى غزة كى يمكن تجنّب أى تسوية تتعارض مع المصالح والأمن القومى المصرى والمصالح الفلسطينية أيضاً.
آراء كثيرة ومتعدّدة ومتناقضة نُشرت وأذيعت حول المستقبل الغامض للقطاع، بعضها ارتقى إلى مرتبة الخيال والمثالية، وأفكار أخرى بلغت حداً غير مسبوق من التدنى والبرجماتية، وظنى أن «السيناريو الفلسطينى» كما سمّته دراسة المركز المصرى، هو الأقرب للواقع وللحقوق الفلسطينية فى حل قضيتهم بشكل شامل وعادل، «هذا الحل المقترح له جسر أو مدخل وحيد هو عودة السلطة الوطنية الفلسطينية لإدارة غزة، فى محاولة لاستعادة «الوضع الطبيعى» لما قبل عام 2007، وهو المسار الآمن الوحيد المتاح لعلاج المسببات الحقيقية للانفجار الراهن فى غزة».
ويترقب العالم اليوم قمة عربية طارئة تستضيفها الرياض، يعول عليها فى تقديم جميع أوجه الدعم للأشقاء فى غزة والأراضى الفلسطينية المحتلة، وممارسة المستطاع لوقف عجلة القتال، والاتفاق على «سيناريو عربى» يوضع على الطاولة، فهل يتفق العرب هذه المرة على خطوة حقيقية ومؤثرة؟، هذا ما نتمناه ونتوقعه من قادة من تبقى من دولنا العربية، الضائعة بين أوهام الجغرافيا والتاريخ.. ومتاهات الصراعات السياسية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فى غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ترد على قرار الأمم المتحدة بشأن إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية

نددت إسرائيل، الأربعاء، بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن إنهاء الاحتلال واعتبرته "منحازا" و"مشينا."

وطلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية خلال "12 شهرا" ودعت إلى فرض عقوبات على إسرائيل، في قرار غير ملزم.

القرار الذي تناقشه منذ الثلاثاء الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة، يستند إلى رأي استشاري أصدرته محكمة العدل الدولية في يوليو بطلب من الجمعية العامة، أكدت فيه أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ العام 1967 "غير قانوني" وأن "إسرائيل ملزمة بإنهائه ... في أسرع وقت ممكن".

القرار الذي اعتمد بغالبية 124 صوتا مقابل اعتراض 14 (بينهم اسرائيل والولايات المتحدة والمجر والجمهورية التشيكية والأرجنتين) وامتناع 43 عن التصويت "يطالب" إسرائيل بـ"وضع حد بدون إبطاء لوجودها غير القانوني" في الأراضي الفلسطينية "خلال 12 شهرا حدا أقصى اعتبارا من تبني هذا القرار"، بعدما كانت الصياغة الأولى للنص تحدد مهلة ستة أشهر فقط.

كذلك "يطالب" بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية ووقف بناء المستوطنات الجديدة وإعادة الأراضي والأملاك التي تمت مصادرتها والسماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين.

كما يدعو الدول الأعضاء لاتخاذ تدابير من أجل وقف تصدير أسلحة لإسرائيل في حال كان هناك أسباب "معقولة" للاعتقاد بأنها قد تستخدم في الأراضي الفلسطينية، وفرض عقوبات على أشخاص يساهمون في "الإبقاء على وجود إسرائيل غير القانوني" في الأراضي المحتلة.

ودعا السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور الثلاثاء من على منبر الجمعية العامة الدول الأعضاء إلى أن "تقف على الجانب الصحيح من التاريخ" بتأييد القرار، وهو أول نص يعرض باسم دولة فلسطين العضو المراقب، بموجب حق حصلت عليه مؤخرا.

وقبل أيام من وصول عشرات رؤساء الدول والحكومات إلى نيويورك للمشاركة في افتتاح الدورة السنوية للجمعية العامة التي ستهيمن عليها الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، قال منصور "كم من الفلسطينيين ينبغي أن يُقتلوا قبل أن يحدث أخيرا تغيير لوقف هذه اللاإنسانية؟".

وفيما يبقى مجلس الأمن إلى حد بعيد مشلولا حيال هذا الملف بسبب استخدام الولايات المتحدة بشكل متكرر حق النقض لحماية حليفتها إسرائيل، تبنت الجمعية العامة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر عدة نصوص دعما للفلسطينيين.

ففي مايو، قدمت الجمعية دعما كبيرا إنما رمزي للفلسطينيين إذ اعتبرت بـ143 صوتا مؤيدا مقابل معارضة تسعة أصوات وامتناع 25 عن التصويت، أن لهم الحق في عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وهو ما تعرقله الولايات المتحدة.

ورغم أن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة، فإن إسرائيل نددت بالنص الجديد.

وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون في بيان بعيد التصويت "إنه قرار مخز يدعم الإرهاب الدبلوماسي للسلطة الفلسطينية".

وكان صرح الثلاثاء من على منبر الجمعية العامة بأن "الذين يساهمون في هذه المهزلة ليسوا مجرد متفرجين" بل هم "متعاونون، وكل صوت دعما لهذه المهزلة يغذي العنف ويشجع الذين ينبذون السلام".

كذلك نددت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد بـ"نص متحيز" لا يقول إن "حماس، المنظمة الإرهابية، تملك السلطة في غزة" ولا يساهم في تحقيق تقدم نحو حل الدولتين.

اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر وتسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردّت إسرائيل بحملة قصف وهجوم بري على غزة، ما تسبب بكارثة إنسانية وأسفر عن سقوط 41272 قتيلا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.

مقالات مشابهة

  • ثبات سعر صرف الدولار مقابل الجنيه اليوم
  • بوريل: الاتحاد الأوروبي لن يعترف بسيادة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية على حدود ما قبل 1967
  • الأردن يرحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول عدم قانونية استمرار وجود إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة
  • إسرائيل ترد على قرار الأمم المتحدة بشأن إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية
  • التكلفة المرتفعة تهدد مستقبل قطاع الصادرات المصرية في المنافسة العالمية
  • الصحة الفلسطينية: منذ بداية الحرب رصدنا استشهاد 1151 من العاملين في القطاع الطبي ودققنا بيانات 986 منهم
  • رأسه يحمل ألوان الكوفية الفلسطينية.. الحوثيون ينشرون فيديو للصاروخ الذي أُطلق نحو إسرائيل
  • الحكومة العراقية تعوّل على القطاع الخاص.. له مستقبل الوظائف وصناعة القرارات الاقتصادية
  • ألبانيز: وجود "إسرائيل" في الأراضي الفلسطينية غير قانوني
  • انطلاق مؤتمر سيتي سكيب مصر 2024: نهضة مصر العقارية نحو بناء مستقبل القطاع