موقع 24:
2024-10-01@22:22:39 GMT

«كوب 28» وحتمية إنقاذ البشرية

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

«كوب 28» وحتمية إنقاذ البشرية

وسط تحديات سياسية كبرى يموج بها العالم، تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة مواجهة تحديات أخرى لا تقل خطورة. أتحدث عن مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28»، الذي سوف تستضيفه مدينة إكسبو دبي في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبل.الحدث مهم، والمناخ ملف له تأثيراته المباشرة وغير المباشرة على البشرية جمعاء.

دولة الإمارات ستتسلم رئاسة «COP28» من الدولة المصرية التي استضافت «كوب 27» في نوفمبر الماضي، وذلك لتواصل الجهود الحثيثة التي تبذلها الدول العربية للتحرك نحو مستقبل أكثر استدامة، للحفاظ على حقوق الأجيال القادمة، والحد من آثار التغيرات المناخية.
عندما تأملت الشعار الرسمي لـ«كوب 28»، استوقفتني دلالة مهمة، خلاصتها أن الشعار مستوحى من مفهوم «عالم واحد»، بما فيه من أطراف المعادلة، التي تضم الإنسان، والتكنولوجيا والطاقة المتجددة، وعناصر من الحياة البرية والطبيعية، وجميعها جاء داخل شكل كرة أرضية.
قبل الإبحار في تفاصيل هذه القضية الجوهرية، لا بد من الإشارة إلى أن مؤتمر الأطراف COP، المعروف بمؤتمر المناخ، هو حدث سنوي شتوي تنظمه إحدى الدول الأعضاء باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ «VNFCCC»، التي تم التوقيع عليها عام 1992، وأصبحت حيز التنفيذ عام 1994، وجاء هدفها في المقام الأول تقليل خطر التدخل البشرى في مسببات التغير المناخي.
في الحقيقة، لا بد أن نتوقف أمام ثوابت تؤكدها كل التقارير الدولية للمؤسسات ذات الصلة بأن مستقبل البشرية بات مهدداً من العواصف وأعاصير مناخية لا يمكن تجاهل أو الصبر على خلق آليات سريعة لمواجهتها، فيكفي أن أؤكد هنا أن الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية يتطلب تحولات وتحركات فائقة السرعة، وبمنظور طويل المدى في التعامل مع الأرض والطاقة والصناعة والمباني والنقل والمدن، فضلاً عن الخطر الداهم الذي يحتم انخفاض الانبعاثات العالمية الصافية الناتجة عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 45 % من مستويات عام 2010، وذلك بحلول عام 2030، لتصل إلى «صافي الصفر» في عام 2050.
من خلال متابعتي استعدادات دولة الإمارات منذ الإعلان عن اختيارها لتنظيم «كوب 28» ألاحظ حراكاً كبيراً ينطلق وفق رؤية وفلسفة تناسبان حجم هذا الخطر الذي يحدق بالعالم، فضلاً عن الرؤية التي تنطلق من السعي نحو تحقيق الحياد الكربوني إلى أهمية الوعي بضرورة التصدي العاجل والمسؤول لظاهرة التغير المناخي، والحرص الشديد على تحويل آثار هذه الظاهرة السلبية إلى فرص تنموية خلاقة، تعزز الاستدامة والتنوع الاقتصادي وجودة الحياة.
وهنا لا يفوتني التأكيد أن الخطة الوطنية للتغير المناخي (2017 - 2050) تؤكد أن التغيرات المناخية تلقي بظلالها على القطاعات الاقتصادية، ومختلف شرائح المجتمع كافة؛ إذ إن الأدلة العلمية المتزايدة على تغير المناخ تؤكد ضرورة توحيد وتعزيز جهود التصدي لتداعيات هذه الظاهرة.
وفي تقرير لصندوق النقد الدولي أكد ضرورة أن تستمر الإصلاحات في إطار استراتيجية الإمارات 2050، مع التركيز على النمو المتنوع والشامل، لضمان نهج متوازن لانتقال الطاقة والحفاظ على آفاق اقتصادية قوية، وسط جهود إزالة الكربون العالمية.
ويأتي الإعلان الإماراتي لتحقيق الحياد المناخي في موعد أقصاه عام 2050 متوائماً مع أهداف «اتفاق باريس للمناخ» المبرم عام 2015؛ لتحفيز الدول على إعداد واعتماد استراتيجيات طويلة المدى، لخفض انبعاث الغازات الدفيئة، والحد من ارتفاع درجات حرارة الأرض.
اللافت للنظر هنا أن دولة الإمارات تواصل استلهام رؤية وفكر القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الاستدامة، وتحرص على ترسيخ استراتيجية في حماية البيئة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

رئيس Cop28 يدعو الدول للاستفادة من الفرص الاقتصادية للعمل المناخي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي ورئيس مؤتمر Cop28، أن دولة الإمارات ستقدم النسخة الثالثة من مساهماتها المحددة وطنياً قبل مؤتمر “COP29”، الذي يعقد في جمهورية أذربيجان الصديقة في نوفمبر القادم، أي قبل شهور من الموعد النهائي المقرر في فبراير 2025، حسبما افادت قناة سكاي نيوز.

جاء ذلك خلال مشاركة فريق رئاسة “COP28” خلال الأسبوع الجاري في الدورة 79 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، و"أسبوع المناخ في نيويورك"، بهدف تحفيز قادة الدول والحكومات على دعم تنفيذ "اتفاق الإمارات" التاريخي الذي وضع إطاراً مرجعياً لجهود الحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.

ودعا كافة الدول إلى إعداد مساهمات محددة وطنياً تساهم في تحقيق تقدم نوعي في العمل المناخي العالمي خلال هذا العقد المهم، وتقديمها قبل الموعد النهائي المحدد في فبراير 2025.

وشاركت رئاسة “COP28” في العديد من الفعاليات رفيعة المستوى واللقاءات الثنائية خلال الأسبوع الجاريفي نيويورك، وضم فريق المؤتمر إلى جانب الدكتور سلطان أحمد الجابر، كلاً من شما بنت سهيل بن فارس المزروعي ، وزيرة تنمية المجتمع ، رائدة المناخ للشباب في “COP28”، ورزان المبارك رائدة الأمم المتحدة للمناخ في “COP28” ، والسفير ماجد السويدي، المدير العام والممثل الخاص لرئاسة دولة الإمارات للمؤتمر، وعدنان أمين، الرئيس التنفيذي لمكتب “COP28”.

وأوضح الدكتور سلطان الجابر، أن المساهمات المحددة وطنياً التي ستقدمها دولة الإمارات تستهدف خفض انبعاثات غازات الدفيئة من مختلف المصادر وتغطي كل القطاعات الاقتصادية للمرة الأولى بما يشمل الطاقة والصناعة والنقل والنفايات، مما يؤكد التزام الدولة بدورها الرائد عالمياً في جهود تنفيذ مخرجات “COP28” التي قدمت استجابة طموحة وشاملة لنتائج أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس.

وذكر أن المساهمات الإماراتية المحددة وطنياً ستستفيد من أحدث التقنيات، خاصةً الذكاء الاصطناعي، لتحفيز خفض الانبعاثات وتعزيز المرونة المناخية والتكيّف من خلال إحداث تغيير جذري إيجابي في أنظمة الغذاء والصحة والإنذار المبكرلأخطار تغير المناخ.

وجدد التأكيد على ضرورة الاستفادة من الفرص الاقتصادية التي توفرها أكبر 3 توجهات شاملة ستشكل مستقبل العالم وهي: الانتقال المنظم والواقعي في قطاع الطاقة، والتطور الكبير في الذكاء الاصطناعي، ونمو ونهوض الاقتصادات الناشئة ودول الجنوب.

ودعا الجابر كافة الأطراف إلى أخذ زمام المبادرة وتقديم مؤشرات عن اعتزامها تسليم نسخ معززة من المساهمات المحددة وطنياً قبل أو خلال “COP29 ” لتعزيز الزخم السياسي في هذا العقد المهم بالنسبة إلى العمل المناخي، ودعم هذه المساهمات باستثمارات فعالة لتحقيق تقدم نوعي يدعم تنفيذ أهداف "اتفاق الإمارات" التاريخي، وإطلاق مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام تساهم في دعم هدف 1.5 درجة مئوية، وتعزيز الرفاه عالمياً، وعدم ترك أحد خلف الرَكب، مشدداً على ضرورة النظر إلى هذه المساهمات بصفتها فرصاً لتحفيز مزيدٍ من النمو والوظائف الخضراء وبناء مستقبل مستدام منخفض الانبعاثات، وليست عبئاً.

مقالات مشابهة

  • جائزة الإمارات للطاقة تحفز الشركات والأفراد
  • معلومات الوزراء يتناول تأثيرات التغير المناخي والصدمات على عملية التعليم
  • رئيس Cop28 يدعو الدول للاستفادة من الفرص الاقتصادية للعمل المناخي
  • سلطان الجابر يدعو لتنفيذ «اتفاق الإمارات» المناخي
  • سلطان الجابر يدعو قادة العالم إلى تنفيذ “اتفاق الإمارات” التاريخي والاستفادة من الفرص الاقتصادية للعمل المناخي
  • الإمارات تستثمر 30 مليون دولار لدعم التنوع البيولوجي في غانا
  • الإمارات تستثمر 30 مليون دولار دعماً لأهداف غانا في مجالات المناخ
  • الإمارات تستثمر 30 مليون دولار دعماً لأهداف غانا في التنوع البيولوجي والمناخ
  • الإمارات تستثمر 30 مليون دولار دعماً لأهداف غانا في مجالات التنوع البيولوجي والمناخ
  • الإمارات تستثمر 30 مليون دولار دعما لأهداف غانا في مجالات التنوع البيولوجي والمناخ