موقع 24:
2025-03-05@04:15:39 GMT

القنبلة الذرية والفوضى النووية

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

القنبلة الذرية والفوضى النووية

منذ اكتشاف الانشطار النووي، وتمكن العلماء من قذف ذرات اليورانيوم بوابل من النيوترونات، والفاعلية الإشعاعية للقنبلة النووية، أصبحت القنبلة النووية، لا تهدد اليوم بتدمير فقط ما حققه وسيحققه الإنسان، بل تهدد كل حياة عضوية بالدمار الشامل؛ فحرارة الطاقة النووية تحرق كل ما تطوله، ولم يكتف الإنسان بذلك، بل زاد الأمر فتكاً بتصنيع القنبلة الهيدروجينية.



وقد سارعت الدول الكبرى إلى إجراء التجارب النووية في الأراضي غير الآهلة بالسكان فوق الأرض وفي باطنها، وكذلك في أعماق المحيطات. وكان أول اختبار للولايات المتحدة للقنبلة الهيدروجينية في جزر مارشال، فيما أطلق عليه عملية «قلعة برافو» ما أدى إلى تلوث الهواء بالإشعاع، ودعا ذلك إلى إجلاء سكان تلك الجزر الذين تضرروا كثيراً، ولم يقف الأمر عند ذلك فقط؛ بل وصلت سحابة الإشعاع إلى اليابان.

ولتجنب آثار هذه التجارب دعا رئيس وزراء الهند آنذاك، جواهر لال نهرو، إلى إنشاء اتفاقية لتجميد الاختبارات النووية، ولقيت دعوته استجابة من قبل حزب العمال البريطاني، كما اقترح الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف بدء مفاوضات حول حظر شامل للاختبارات النووية.
وهكذا استمر سباق التجارب النووية من قبل الطرفين. وليت الأمر توقف على القطبين الكبيرين في ذلك الوقت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي؛ بل دخلت النادي النووي دول أخرى كفرنسا وبريطانيا والصين، وزاد الطين بلة دخول دول أخرى إلى النادي النووي مثل: الهند وباكستان وكوريا الشمالية وإسرائيل، ما أدى إلى زيادة الجزيئات المشعة في الغلاف الجوي للأرض.
وبعد انتهاء الحرب الباردة اتفقت روسيا، الوريث الشرعي للاتحاد السوفييتي، والولايات المتحدة على تجديد تلك المفاوضات، والتي أسفرت عن التوصل إلى اتفاقية دولية لحظر شامل للتجارب النووية، وفُتح التوقيع على المعاهدة عام 1996، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ قط، لأن المعاهدة تتضمن نصاً عاماً وملحقاً ثانياً يضم أربعاً وأربعين دولة تم اعتبارها عند المفاوضات حول المعاهدة، حائزة منشآت وتكنولوجيات تخولها إمكانية تنفيذ برامج نووية ذات طابع عسكري، وهذه الدول مسؤولة عن دخول الاتفاقية حيز التنفيذ. وقد وقعت إحدى وأربعون دولة منها على المعاهدة، وصادقت ست وثلاثون دولة منها فقط عليها. وقد صادقت على المعاهدة روسيا وفرنسا وبريطانيا لكن خمس دول موقعة على الاتفاقية لم تبرمها، وهي الولايات المتحدة والصين وإيران ومصر واسرائيل. ما أدى إلى عدم دخول المعاهدة حيز التنفيذ حتى الآن. ورغم ذلك فقد توقفت التجارب النووية من قبل القوى الكبرى، حيث إنها اكتفت بإجراء محاكاة حاسوبية؛ لتحديد قدرة الرأس النووي الذي تم إنتاجه، وبعد انفتاح الصراع بين روسيا من جهة وبين دول الغرب من جهة أخرى، بسبب الحرب في أوكرانيا، فقد عاد السلاح النووي إلى الحضور بشكل كثيف.
وفي خطوة تؤكد التوجه الروسي للتحرر من تلك المعاهدة فقد وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانوناً يعلق تصديق روسيا على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. ولا شك أن هذا الانسحاب من المعاهدة سيمنح روسيا القدرة على إجراء التجارب النووية، للتأكد من قدرات الرؤوس النووية التي تم تصنيعها في فترة التوقف عن التجارب، ولاسيما تلك الرؤوس التي يحملها الصاروخ «سارمات»؛ ما قد يجعل العالم على حافة كارثة نووية.
إنّ تناسي الكوارث التي حلت على البشرية جراء الدمار الذي حلّ بهيروشيما وناغازاكي، وكارثة تشرنوبل ينذر بمزيد من المعاناة التي يدفع ثمنها الإنسان، وكل كائن حي على كوكب الأرض، فليس من العقل ولا الحكمة التنافس بين القوى الكبرى في كتابة مشهد النهاية لكوكب الأرض، فهل ينتبه العقلاء لما ينتظر البشرية من مستقبل مظلم جرّاء هذا السباق المجنون؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية التجارب النوویة

إقرأ أيضاً:

روسيا توافق على لعب دور الوسيط بين ترامب وإيران

4 مارس، 2025

بغداد/المسلة: أفادت وكالة بلومبيرغ للأنباء أن روسيا وافقت على مساعدة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التواصل مع إيران بشأن قضايا مختلفة، بما في ذلك البرنامج النووي لطهران ودعمها للوكلاء الإقليميين المناهضين للولايات المتحدة.

ونقل التقرير، الذي التقطته وسائل الإعلام الرسمية الروسية، عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن “روسيا تعتقد أن الولايات المتحدة وإيران يجب أن تحلا جميع المشاكل من خلال المفاوضات” وأن موسكو “مستعدة لبذل كل ما في وسعها لتحقيق ذلك”.

أعاد ترامب الشهر الماضي حملة “الضغط الأقصى” على إيران والتي تتضمن جهودًا لخفض صادراتها النفطية إلى الصفر من أجل منع طهران من الحصول على سلاح نووي. وتنفي إيران أي نية من هذا القبيل.

عززت روسيا علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية منذ بداية حرب أوكرانيا، ووقعت معاهدة تعاون استراتيجي مع إيران في يناير.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • روسيا توافق على لعب دور الوسيط بين ترامب وإيران
  • روسيا توافق على مساعدة ترامب في التواصل مع إيران بشأن النووي
  • روسيا توافق على مساعدة ترامب في التواصل مع إيران بشأن برنامجها النووي
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية تناقش تقريرا عن ملف إيران النووي
  • شيخ الأزهر: ندعو الله أن يوفِّق القادة العرب في القمة العربية ووضع حدٍّ للغطرسة والفوضى التي يتعامل بهما الداعمون للكيان المحتل
  • سياسة “ترامب” وثنائية الهيمنة والفوضى الأمريكية
  • الطاقة الذرية تدافع عن استخدام طريق تسيطر عليه روسيا في زابوريجيا
  • حملة "رمضان في دبي" تنطلق نهاية الأسبوع الجاري مع مجموعة من التجارب المميزة التي تعكس قيم وجوهر الشهر الفضيل
  • ماكرون يدعو لمناقشة الردع النووي الأوروبي في مواجهة التهديدات الروسية
  • روسيا تعلن وصول بعثة من وكالة الطاقة الذرية