حميد عقبي تسبح الرصاصة في عروقي تتجول وتخالف إشارات المرور قلت لصديقي أشعر بالبرد أريد تقبيل صدر أمي أن أعود إليه ذلك الطفل الذي لا يتقن حروف الهجاء أركض أهتف في أذن جدتي حلوى… حلوى فمي مر قولوا لأمي إن قميصي لم يتمزق فقط حبات مطر تنسكب في قلبي… نعم الآن لا ينسكب الدم لم يوسخ قميصي فقط سمعت ضجيج تلك الطلقة من مسافة قصيرة لكنها أخذت زمنا أطول لم أر جيدا وجه الصياد أشفقت على ذلك الغزال وتلك الحمامة لم يكن بوسعي فعل شيء هل أصرخ لتطير الحمامة أم أركض؟ أحب بخطوات ثقيلة ثمة صفير لقطار مغادر ماذا بوسعي أن أتذكر؟ طائرتي الورقية لم أكمل تلوينها ذلك القارب المصنوع من النحاس لن يقوى على التجديف كرتي المدببة على الرف الأيمن وأصدقائي، ينتظرون يحكون مغامراتهم اللطيفة تجاربهم الأولى في القبلة الأولى الرعشة الأولى الصورة الأولى مع الحبيبة الصمت الأول عند التشابك الأول للأصابع تسبح الرصاصة في شراييني بحركة بطيئة ترعد السماء في الأعلى تخبر الله أن يسوع يحب أمه تشعل العذراء شمعة لعل الملائكة تنتبه لما يحدث يبتسم يسوع والرصاصة تسبح في دمه وقاربي النحاسي يطفو ولا يغرق تطوف طائرتي الورقية زخات المطر تهزم الصياد تنقذ الغزال والحمامة في هذه اللحظة المرتبكة ربما نسيتني ربما لأني لم أنادها ناديت أمي وجدتي وأصدقائي أتسلق الآن النخلة وأنثر على رأس مريم القليل من الرطب أرمي إلى يوسف في جبة الظلمات بعضها يونس وعزير و… و… يريدون بعض الحبات ليتها تمطر تغسل وجهي من الكدمات ترتعش يدي لا أعرف كيف أزيل بقعة الدم الصغيرة تنتظرني الحبيبة يعجبها أن أكون بالقميص الأبيض بكامل أناقتي بوجه خال من الكدمات بقلب غير مثقب وقميص مكوي بيدي ساعة تتقن حساب اللحظات تنتظر قصيدة حب و قبلة.
ـ شاركت بهذا النص ضمن أمسية قصائد شعرية إلى روح الشهيد الشاب الجزائري نائل مرزوق والدعوة الى العدالة والمحبة والسلم الإنساني والتي شارك فيها أكثر من عشرين شاعر والشاعرة حول العالم من تنظيم المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح بفرنسا، ومرفق رابط المشاهدة https://youtu.be/oUC83jf-kC4 كما ستكون ندوة شعرية تضامن مع مدينة جنين الفلسطينية مساء الثلاثاء 11 يوليو وعلى منصة زووم المنتدى D de réunion : 318 764 1975
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
قاهرة المُعز…مقاطع انطباعية لخطاب الحياة فيها.
قاهرة المُعز…مقاطع انطباعية لخطاب الحياة فيها.
ا.د #حسين_محادين*
(1)
المُدن الاناث كالنساء تماما, إما ان تُشكل انطباعا جاذبا وربما أسراً لك نحو قاطنيها بعيدا عن واقع الثراء او حتى الفقر المالي لدى شرائح سكانها، كيف لا…؟ وهي وحدها كمدينة القادرة على إحتلال حواسك بسلاسة ربما ان شكلت لك الحاضن الدافىء لتعبك كهارب من روتين الحياة او حتى من قسوة العمل، وهذا هو الانطباع الأول لك عنها كمدينة انثى؛ او ان تكون الطارد البليد لاحاسيسك نحو اي منهما وهما المراة والمدينة معا .
(2)
المدن التي يخترقها او يُزنرها نهر دافق بالتاريخ وحكايا الحضارات والمعتقدات كالقاهرة هي فضاءات رحبة وولودة بمعاني التحرر من ضغوط العمل اثناء اجازة ما لك بحكم تنوع وتمايز مناطقها”قِبلي وبحري” وكذا قاطنيها؛ وهي ايضا المدى اللامحدود للتجوال الحرّ ّفي سمات وتفاصيل ايقاعها الصاخب نهارا والجوانيّ المختلف ليلا وكانها حقيقة بليغة التفرد مُتفق عليها وهي وعي وخطاب يومياتها عند اهلها وزائريها مثلي؛ انها لغة الحياة اليومية هوية، نِكات وكركرة اراجيل دائمة الشدو والاشتعال بآهات كل انواع العشاق، مستقرة ومميزة لها عن إناث غيرها من النساء والمدن معا، لذا فهي الآسرة لقاطنيها ولزوارها طوعا وهم من المتنوعين في هذا الجزء من العالم .
(3)
المدينة الانثى وحدها من تقرر كيف ستغوي الزايرين لها كي يمكثوا فرحين في جنباتها اعتمادا على مدى حنكتها في تقديمها لنفسها ليلا ونهار بنجاح جاذب.
(4)
الانطباع الأول عن المدن النساء ، هو الذي يجعلنا متواطئين مع إغوائها لنا دون غيرها من النساء، او حتى العواصم على حد سواء في هذا العالم الدموي المتعولم الذي اصبح جافا ومدمنا للارقام الصماء وادوات التكنولوجيا الفاترة والمُعلبة المشاعر ؛فأصبح عالما بلا قلب انساني ينبض بالتسامح او التكافل كما علموّنا خطاءً في اسرنا وكتب مدارسنا ودوسيات جامعاتنا وفي خطابات الساسة الرسمين للأسف.
(5)
#القاهرة ربما وحدها من تعلمنا بهدوء المدن الواثقة بانوثتها وتدفق نِيلها وداعبات ساكنيها الجميلة مقيمين وزوار لها، كيف ولماذا ؛ يجب ان تستمر الدهشة بالحياة وكيفية مغالبتها بالنِكات كي يتصاعد فضولي لاكتشاف مزاياها عبر العصور.
(6)
في القاهرة اجتهد بأن الجميع اصدقاء ؛الاثرياء، الفقراء عابري الشوارع والمقاهي, راكبي القوارب ومرتكبي الخطايا ربما؛ ايّ كان نوعهم او حتى جنسياتهم ولغاتهم فكلهم سائرين بالتوازي نحو أمام ما..؟.وهنا تتجلى سمات المدن الكبرى مثل القاهرة كما اعتقد..حمى الله #مصر وعمم دعابة روحها على شقيقاتها من العواصم الاخرى.