تتجه الأنظار إلى خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وما سيطلقه من معادلات جديدة ومستوى التصعيد الذي سيبلغه، في ظل سخونة الجبهة الجنوبية.
ويسير لبنان على شفير جحيم دُفع اليه قسراً، وانفتحت فوهته في اليوم التالي لحرب غزة. وبدا المشهد أمس في جنوب لبنان عشية قمة الرياض، كأنه وسط حرب قد يمتد لهيبها الى أماكن بعيدة في أي وقت من الأوقات.

ووسط إطلاق الصواريخ وتحليق المسيّرات وغارات الطيران، غرقت الجبهة الجنوبية في آتون شظايا القذائف الفوسفورية والحرائق التي اشعلتها في الحقول والبساتين، إضافة الى أضرار جسيمة في الممتلكات. وأتى سقوط 7 عناصر لـ»حزب الله» في موقع لهم في حمص في سوريا بغارة اسرائيلية، ليجعل سائر مناطق تموضعه غير آمنة سواء في لبنان أو سوريا. وفي المقابل، برهنت الاصابات التي ألحقها «الحزب» بالجنود الإسرائيليين، خصوصاً في موقع عسكري في منطقة المنارة ان المواجهات على الحدود الجنوبية تحتدم أكثر فأكثر.

وأشارت مصادر ميدانية لـ»البناء» الى أن «مستوى عمليات المقاومة في الجنوب يتحرّك وفق مجريات الوضع الميداني في غزة ووفق مستوى الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان»، موضحة أن «عمليات المقاومة ترتفع وتيرتها تدريجياً وستتطور خلال الأيام المقبلة بحال لم يتمّ التوصل الى هدنة إنسانية في غزة».

وكتبت "الشرق الاوسط": نعى «حزب الله» المقاتلين السبعة دفعة واحدة، وهو إعلان مخالف لسياسة الحزب الإعلامية في نعي المقاتلين منذ انخراطه في معارك مع الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، في 8 تشرين الاول الماضي، حيث درج على نعي عناصره؛ مقاتلاً تلو آخر في بيانات منفصلة، أما هذه المرة فقد نعى السبعة دفعة واحدة، وتداول ناشطون مقرَّبون منه صورة واحدة تجمع المقاتلين السبعة. ويرتفع بذلك عدد مقاتلي الحزب الذين قُتلوا منذ بدء التوتر في الشهر الماضي إلى 69 قتيلاً.
يأتي نعي هؤلاء في ظل تبادل لإطلاق النار في الجنوب، وغارات جوية إسرائيلية تصاعدت وتيرتها مساء الخميس، بالتزامن مع ضربات إسرائيلية لمواقع حساسة في حمص وسط سوريا، وبعد يومين على ضربات إسرائيلية على مواقع تابعة لـ«حزب الله» قرب العاصمة السورية دمشق، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، إن ثلاثة من المقاتلين الذين نعاهم الحزب «قُتلوا بشكل مؤكَّد في الاستهداف الإسرائيلي لمزارع ومواقع أخرى تابعة للحزب قرب عقربا والسيدة زينب في جنوب غرب دمشق، ليل الأربعاء»، مشيراً إلى أن الاستهداف خلّف جرحى آخرين، أما الآخرون فقال عبد الرحمن إنه لا معلومات حول ظروف مقتلهم، كما أنه لا معلومات حول ظروف الاستهداف الإسرائيلي، فجر الجمعة، لمنطقة في حمص.
وقال عبد الرحمن: «استهدفت الضربات الإسرائيلية، فجر الجمعة، مواقع لحزب الله والجيش النظامي السوري في شرق شنشار، الواقعة جنوب شرقي مدينة حمص»، وهي منطقة تقع بين تدمر ومدينة حمص، لافتاً إلى أن الأهداف شملت مواقع دفاع جوي وإطلاق مسيّرات، لكنه أشار، في الوقت نفسه، إلى «تكتم من قِبل النظام السوري وحزب الله حول الضربة، بالنظر إلى أن المنطقة أمنية، لذلك لم يجرِ التأكد مما إذا كان هناك قتلى في الاستهداف». وكتب علي حمادة في "النهار": هذه مخاطرة كبيرة لا يحتاج اليها لبنان، ولا يحق لأي طرف لبناني ان يغامر أو يقامر بمصير البلد. ونقول للذين يؤكدون لنا على الدوام ان "حزب الله" يسخّن الجبهة لكنه لن يفتحها لشن حرب عبر الحدود، انه من الأساس ممنوع ان نصل الى حافة الهاوية على النحو الحاصل اليوم. إن لبنان هو لنا جميعا. وبالتأكيد لن نقبل ان يصبح حكراً على مكوّن من دون المكونات الأخرى. لكن الواقع الذي حوّلنا جميعا الى رهائن يستخدمها طرف يقول ان خياراته لبنانية فهو أسوأ ما يمكن ان يحصل.
لا بد من وقفة وطنية شجاعة رفضاً لهذه المغامرات وللقول اننا نطالب بسحب جميع المظاهر المسلحة غير الشرعية من الجنوب، أولها مقاتلو الحزب المذكور، وتسليم المنطقة للجيش اللبناني الوطني الشرعي، ومعه قوات "اليونيفيل". ومن المهم إقفال جميع الثغرات التي يمكن ان يتسلل اليها أي طرف يسعى الى تفجير جبهة لبنان. وهنا نحن لا نتحدث بالضرورة عن "حزب الله"، إنما نخشى ان يكون هناك ضمن المؤسسة السياسية - العسكرية - الاستخباراتية في إسرائيل مجموعة تسعى الى جر لبنان الى حرب على قاعدة انتهاز الفرصة لمنازلة "حزب الله" أقوى الفصائل الإيرانية في المنطقة، لان الفرصة هذه لن تتكرر قبل وقت طويل. انتبهوا جيدا لما يدور حولكم، ولا تصدقوا كل الرسائل المطمئنة التي تصلكم. ان الحروب تنشب أيضا بسبب الحسابات الخاطئة.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

ماذا سيعلن نصرالله اليوم؟

ماذا سيقولُ أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله اليوم بعد حادثتي تفجير الأجهزة اللاسلكية العائدة لـ"حزب الله"؟ السؤال هذا هو الأكثر طرحاً الآن من دون أي منازع، بينما لا إجابات واضحة بشأن مستوى الخطاب الذي سيُطلقه نصرالله مقارنة بحجم الإستهداف الكبير الذي طال الحزب تقنياً وأمنياً وشعبياً أيضاً.
عملياً، بات الحزب أمام مرحلة خطيرة تتصلُ باتصالاته، فما تبين هو أن شبكته "ملغومة" ومفخخة، في حين أنّ الأمر الأخطر يتمثل في أنّ ثلة كبيرة من عناصره باتت مكشوفة بعد التفجيرات التي حصلت. بشكل أو بآخر، سعت إسرائيل لإسداء ضربة للكادر البشري للحزب عبر جعل عناصره من دون غطاءٍ هذه المرة، فالأجهزة كشفت تحركاتهم وأماكنهم وتقنيات عملياتهم.
هذان الأمران سيكونان محور حديث نصرالله بطبيعة الحال.. ولكن، ماذا سيُعلن عن الرّد؟ ما هي الوسائل التي سيعتمدها لإسداء رسالة قوية باتجاه إسرائيل وهل سيكون الحسابُ موجعاً؟ هذه الأسئلة كفيلة جداً بأن تطرح نفسها، وهذه المرة إن أراد "حزب الله" الرد على الضربة التي حصلت فلن يكون الإجراء أقلّ وطأة من الرد الذي نفذه يوم 25 آب الماضي انتقاماً لاغتيال أحد كبار قادته وهو الشهيد فؤاد شكر.
يقف نصرالله اليوم أمام مفترق طرق، إما إعلان المعركة وفتح الجبهات على مصرعيها وإخراج ما لديه من مقدرات عسكرية أو الاكتفاء بمواجهة ضمن قدرات محدودة للحرب الاستخباراتية التي تقودها إسرائيل ضدّ الحزب. في الحالة الأولى، فإن "حزب الله" سيكون أكثر تحرراً نوعاً ما، فالانتقال سيكون إلى الميدان بينما الشبكة السلكية ستكون الأكثر استخداماً في جنوب لبنان حيث أرض المعركة، بينما استخدام وسائل الاتصالات اللاسلكية العادية قد يتراجع، ما يجعل الإسرائيليّ غير قادر على إعادة تنفيذ سيناريوهات التفجير التي نفذها خلال يومي الثلاثاء والأربعاء.
على صعيد الحالة الثانية، يكمن المنعطف الأساس، فما هي عناصر قوة الحزب ضد هذه الهجمات الاستخباراتية التي تطاله؟ هل سيقول نصرالله صراحة إن ما حصل كان خطأ أو خدعة طالت الحزب وساهمت في "دسّ" الأجهزة المفخخة بين صفوف عناصره؟ إن أراد نصرالله إطلاق تحدّ جديد في هذا الإطار، فإن ذلك سيكون بإعلانه عن أمر واحد وهو مواجهة إسرائيل بحقائق أكثر دقة تتعلق باتصالات الحزب وأجهزته، كما أنه في الوقت نفسه سيتحدث عن أن ما تم استهدافه كان يرتبط بالعناصر المدنية وليس العسكرية، ما يعني أن قاعدة الحزب الاتصالية الأساسية لم تتأثر.
من هذا المنطلق، سيُطمئن نصرالله جمهور "حزب الله" عبر القول إن ما حصل محدود النطاق ولا تأثير على عملياته، وبالتالي فإن مسألة تدمير قيادته الميدانية هو أمرٌ غير وارد لسبب واحد وهو أن الحزب يمتلك شبكة إتصالاتٍ خاصة مُشفرة وسلكية بالدرجة الأولى، وبالتالي فإن آلية اختراقها ليست سهلة، ما يجعل التحكم بها سهلا جداً ومحصنا بالدرجة الأولى.
لهذا السبب، إن أطلق نصرالله وعوده لإسرائيل بالاستعداد لخوض المواجهة وربط ذلك بمفاجآت، عندها سيتبين أن الحزب لم يتأثر كثيراً بما حصل، والأساس وراء ذلك هو أن ما يقوله أمين عام الحزب في هذا الإطار يحتمل التصديق بشكلٍ أو آخر. هنا، يقول مصدر معني بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنّ "الإسرائيلي ينتظر نصرالله لكي يتكلم وهو يصدقه أكثر مما يصدق قادته، ولهذا السبب فإن ما سيقوله أمين عام الحزب سيكون حاسماً بدرجة كبيرة".
أمام كل ذلك، سيتوقف نصرالله أيضاً عند أمر أساسي لن يُغفله بتاتاً ويرتبط بموجهة التعاطف الداخلي مع جمهور "حزب الله" بعد حادثتي التفجير. هنا، فإن نصرالله سيوجه رسالة شعبية عاطفية كما سيتحدث عن مواقف القيادات السياسية التي أعربت عن موجة تعاطف كبير وإطار تضامني يمثل رسالة وحدة ضد إسرائيل.
في خلاصة القول، يمكن الحديث هنا عن أن خطاب نصرالله سيمثل منعطفاً كبيراً اليوم، بينما السؤال الأساس هو التالي: ما هي المرحلة الجديدة للحرب؟ كيف ستكون وماذا سنشهد؟ الإجابة ستكشفها الأيام المقبلة.


المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • ماذا سيعلن نصرالله اليوم؟
  • "القوى الفلسطينية" في لبنان تصدر بيانا بشأن "الاستهداف الإسرائيلي السيبراني" للأجهزة اللا سلكية
  • إعلام: أجهزة الاتصالات التى انفجرت في لبنان اليوم مختلفة عن أجهزة البيجر
  • فاينانشيال تايمز: حزب الله يتعهد بالانتقام من إسرائيل بعد هجوم البيجر
  • قصف متبادل بين حزب الله وإسرائيل وكلمة مرتقبة لنصر الله
  • معلومات خطيرة عن هوية بعض مصابي تفجيرات البيجر.. أبناء مسئولين ومرافقين لنصر الله
  • إعلام عبري: الأجهزة التي انفجرت في عناصر حزب الله استوردها الحزب قبل 3 أشهر
  • لبنان: هجوم واسع على اجهزة الاتصالات تزامنا مع غارات اسرائيلية
  • اختراق إسرائيلي واسع..عشرات الجرحى من حزب الله بعد تفجير هائل عن بُعد
  • شبيبة الأحرار تخلق الحدث.. عرس سياسي وفكري ضخم تصدى للشعبوية وخطاب السب والشتم