حكم السحر في الشرع.. حرام وفاعله كافر وهذه عقوبته بالدنيا
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
حكم السحر في الشرع الشريف، جريمة كبيرة من أشد أنواع الإيذاء ووصف عدد من الفقهاء السحر بالكفر، قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى قوله تعالى: إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ البقرة: 102 مؤكدًا أن فيه إشارة إلى أن تعلم السحر كفر، الكثير يعاني من السحرة وبين كل يوم وآخر نرى حملات تنظيف القبور من أعمال السحر لما يسببه من خراب بيوت وغيره .
حكم السحر في الشرع الشريف
حكم السحر في الشرع الشريف أنه من كبائر الذنوب ووصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الكبائر السبع بالموبقة، أي: التي تهلك فاعلها وتدخله نار جهنم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ سيدنا النبي في حديثه الشريف أكد على أن السحر من الكبائر والموبقات.
السحر في الإسلام
السحر في الإسلام الله عليه وسلّم وصف ربنا عز وجل الشياطين التي تعلم الناس السحر بالكفر قال تعالى وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، أعمال السحر من أخطر الذنوب وأكبرها.
حكم من عمل سحر لشخص
حكم من عمل سحر لشخص اختلف الفقهاء في حكم الساحر المسلم والذمي أي المسيحي، فذهب مالك إلى أن المسلم إذا سحر بنفسه بكلام يكون كُفرًاوشبهه بالنزنديق والزاني ولاتقل توبته ويقتل ولا توبة له ولأن الله تعالى سمى السحر كفرًا بقوله: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ البقرة: 102. واتفق العلماء على أن تعلم السحر وتعليمه وممارسته حرام، قال ابن قدامة رحمه الله في كتابه"المغني" "...فإن تعلُم السحر وتعليمه حرام لا نعلم فيه خلافاً بين أهل العلم" وقال الإمام النووي رحمه الله في "شرح مسلم": " وأما تعلمه – أي السحر - وتعليمه فحرام ".
حكم السحر كفر وشرك أكبر
ورد حديث عن سيدنا عمر بن الخطاب أنه قال فيه اقتلوا كل سحر فقتل على أمره 3 من السحره وحكم السحر كفر وشرك أكبر قد استَدل بقوله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا البقرة: 103 من ذهب إلى تكفير الساحر، كما هو رواية عن الإمام أحمد بن حنبل، وقيل: بل لا يكفر، ولكنْ حدُّه ضربُ عنقه و أخبرنا سفيان - هو ابن عيينة - عن عمرو بن دينار أنه سمع بجلة بن عبدة يقول: كتب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أنِ اقتُلوا كل ساحر وساحرة، قال: فقتلْنا ثلاث سواحر وقال الشافعي - رحمه الله تعالى لا يُقتَل ساحرُ أهل الكتاب إلا أن يَقْتُل بسحره فيُقتَل السحر يؤثر مرضاً، أو حب أو كره أو نزيف أو غضب وهو موجود تعرفه عامة الناس، لكن الآية التي يطرب لها المؤمنون إِنَّ عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطَنٌ )[ سورة الحجر الآية : 42 ].
ظلم الناس بالسحر
ظلم الناس بالسحر اتفاق بين الساحر والشيطان على أن يقوم الساحر بفعل الكفر والشرك، وكل ما هو محرم، مقابل أن يساعده الشيطان، وأن يعينه في كل ما يطلبه منه الساحر، وكلما ازداد الساحر كفراً بالله، وعبادة الشيطان، كلما ازداد الشيطان له طاعة، أما الكرامة فلا تكون إلا للولي، وأما المعجزة فلا تكون إلا للنبي، ويجمع بينهما الخارق للعادة حكم السحر في الشريعة الإسلامية السحر من أخطر الذنوب وأعظمها قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى ويجاب عن قول النبي صلى الله عليه وسلم النُّشْرة من عمل الشيطان بأنه إشارة إلى أصلها، فمن قصد بها خيرًا، كان خيرًا، وإلا فهو شر.
السحر في القرآن
السحر في القرآن قال تعالى وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ» (سورة البقرة: 102)، وقال تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ واستدل كل من كفر الساحر من العلماء بقول الله تعالى: وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر قال الحافظ في "الفتح": " فإن ظاهرها أنهم كفروا بذلك، ولا يكفر بتعليم الشيء إلا وذلك الشيء كفر، وكذا قوله في الآية على لسان الملكين: إنما نحن فتنة فلا تكفر فإن فيه إشارة إلى أن تعلم السحر كفر فيكون العمل به كفرا وهذا كله واضح .
دعاء الحفاظ على النفس
أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق. ثلاث مرات بعد الضحي، وثلاث مرات بعد العشاء قال تعالى وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلاَّ بِإذنِ اللهِ سورة البقرة الآية : 102 ويقول المسلم حصنت نفسي ومالي وولدي وأهلي بالله الحي القيوم، الذي لا يموت أبدًا، ورفع الله عنا السوء بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيمأَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍكما ورد أنَّ ابنَ عابِسٍ الجُهَنيَّ أَخبَرَه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال له: يا ابنَ عابِسٍ، ألَا أُخبِرُك بأَفضَلِ ما تَعَوَّذَ به المُتَعوِّذونَ؟ قال: قلْتُ: بلى. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، و: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، هاتَينِ السورتَينِ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السحر في القرآن الله تعالى قال تعالى الله علیه رحمه الله س ل ی م ان وا ی ع ل ى الله
إقرأ أيضاً:
ميثاق غليظ
أنيسة الهوتية
"ميثاق غليظ" مصطلح ورد في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع وقد ورد في سورة الأحزاب في الآية 7؛ حيث يقول الله تعالى: "وإذ أَخَذْنَا من النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا".
ويشار بهذا الميثاق الغليظ الأول إلى العهد العظيم الذي أخذه الله على الأنبياء الكرام صلوات الله وسلامه عليهم بتبليغ رسالاته إلى البشرية ببالغ المسؤولية التي تتطلب القوة والعزيمة والإخلاص، وأيضًا يتعين عليهم تحمل المشاق والصعاب، ومواجهة التحديات، والصبر على الأذى في سبيل إيصال الحق.
وورد في سورة النساء الآية 21: "وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا". ويشار بهذا الميثاق الغليظ الثاني إلى عقد الزواج، وما يتضمنه من حقوق وواجبات بين الزوجين، وبأنَّه عهد قوي متين يصعب نقضه، ومهم الالتزام بمواثيقه.
وورد في سورة النساء الآية 154: "وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا". ويشار بهذا الميثاق الغليظ الثالث إلى العهد الذي أخذه الله تعالى من بني إسرائيل بالعمل بأحكام التوراة، وعدم تجاوز حدود الله.
أما الأول، فقد أتم الأنبياء والمرسلون ميثاقهم الغليظ مع الله على أكمل وجه، وقد ذكر القرآن الكريم ذلك في عدة مواضع. وفي الثالث، فإن بني إسرائيل لم يتموا ميثاقهم الغليظ مع الله تعالى، بل نقضوه مرارًا وتكرارًا. وقد ورد ذكر ذلك في القرآن الكريم في عدة مواضع.
أما الثاني، فهناك من التزم به، ومن لم يلتزم لأسباب! وبما أن الطلاق حلال وإن كان أبغضه، فإنه جائز، ولكن ليس بأن يتم الحكم على نقض الميثاق الغليظ نهائياً من أول "فلعة" تقع على رأس الزوجين. ولأنه ميثاق غليظ، فهو من غلظته غير قابل للنقض إلا بعد "فلعتين"، كما ذكر القرآن الكريم، بصريح العبارة وشدة الوضوح: "الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ" سورة البقرة الآية 229
وهنا الآية الكريمة تتحدث عن الطلاق الرجعي الذي يظهر فيه مبدأ رحمة الإسلام بإعطاء الزوجين فرصتين للمراجعة بعد إجراء كل عملية طلاق صحيحة الأركان لم تمر بالمنقضات. ولأهمية رابط الزواج في دين الإسلام تم وضع منقضات للطلاق، أربعة تخص المرأة وأربعة تخص الرجل.
ويستطيع الزوج استخدام الفرصتين لمراجعة زوجته خلال فترة العدة مرتين، في الطلقة الأولى والثانية، ولازال يستطيع إرجاعها بعد فترة العدة بعقد جديد إن رضيت، وهاتان الفرصتان للإرجاع عدل إلهي مطلق يُبين قيمة الرابط المقدس للحفاظ على اللبنة الأساسية للمجتمع وهي الأسرة.
والثالثة ثابتة بتحريم الرجوع إلا إذا تزوجت زوجاً غيره بنية الزواج دون التُحايل للتحليل، وانفصلت عنه أو توفي عنها.
وكما قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة، فقال عمر بن الخطاب: إن النَّاس قد استعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة، فلو أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم" صحيح مسلم. ويُعتبر القرآن الكريم المصدر الأول للتشريع في الإسلام، وتليه السنة النبوية الشريفة. والأحاديث المروية من "حبر الأمة" و"ترجمان القرآن" موثوقة.
لذلك أعتقد أنه آن الأوان أن يتم الاتفاق في أحكام الطلاق بين المذاهب كلها كما أمر الله تعالى سبحانه في محكم كتابه العزيز كمثل الاتفاق على أصول الدين الأساسية، وإعطاء كل زوجين فرصتهم المستحقة، خاصة في ظل الزواج من المذاهب المختلفة، وأيضًا منعًا لاستغلال فرصة تحليل المرأة.
رابط مختصر