علم فلسطين على كامل الصفحة الأولى صحيفة بريطانية.. ما القصة؟ (صورة)
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
لجأت صحيفة بريطانية لاستخدام صورة تعبيرية تضم علم فلسطين وإلى جانبه زهرة الخشخاش الحمراء التي ترمز ليوم الهدنة (الحرب العالمية الأولى) وتذكر ضحايا الحرب في بريطانيا، وذلك بعد دعوات من شخصيات بارزة من سياسيين ونواب ورجال دين، بينهم عمدة لندن صادق خان، للوحدة مع ارتفاع حدة التوتر عقب تصريحات تصريحات مثيرة للجدل لوزيرة الداخلية سويلا برافمان.
وهاجمت برافمان الشرطة لسماحها بمظاهرة لمؤيدي فلسطيني السبت، فيما أعلنت مجموعات من اليمين المتطرف عن تنظيم تجمع قرب النصب التذكار للحرب العالمية الأولى بحجة حمايته. ودأبت برافمان على وصف مظاهرات مسيرات مؤيدي فلسطين بأنها "مسيرات كراهية".
وجاءت الصورة على كامل مساحة الصفحة الأولى لصحيفة إيفننغ ستاندارد الجمعة، مع عنوان "لندن يجب أن تعمل معا".
وجاءت هذه المبادرة في سياق دعوة مشتركة من شخصيات بريطانية بارزة لـ"الهدوء والوحدة والاحترام" قبل مظاهرة لمؤيدي فلسطين يوم السبت الذي يصادف أيضا يوم الهدنة (انتهاء الحرب العالمية الأولى).
ودعا عمدة لندن صادق خان "للعمل معا"، وشدد على أن "التنوع هو أكبر مصدر للقوة" في لندن.
من جانبه، قال وزير شؤون لندن في الحكومة، بول سكالي، "إن "شوارع لندن يجب ألا تصبح وكيلا" للحرب الدائرة في إسرائيل والفلسطينيين، وخصوصا في اليوم "الذي نتذكر فيه الفظائع من حربين عالميتين".
وتأتي الدعوة المشتركة للهدوء بعد مقال حاد لوزيرة الداخلية هاجمت فيه الشرطة واتهمتها بالتحيز على خلفية سماحها بالمضي في مظاهرة السبت قدما، وزعمت أن الشرطة أيضا تتشدد مع المجموعات اليمينية وتتساهل مع مؤيدي فلسطيني.
وينتظر أن تنفذ الشرطة عملية أمنية ضخمة لضمان الأمن، بمشاركة نحو ألف عنصر من الشرطة، يومي السبت والأحد القادمين. ويقام السبت أيضا الاحتفال الرسمي بمناسبة ذكرى يوم الهدنة بمشاركة الملك تشارلز، لتذكر ضحايا الحربين العالميتين.
ورفض منظمو التظاهرة المؤيدة لفلسطين طلبا من الشرطة لتأجيلها، في حين دعت مجموعات من اليمين المتطرف للتجمع حول النصب التذكاري لضحايا الحرب في بريطانيا؛ بحجة حمايته، رغم أن المظاهرة ستكون على بعد أكثر من ميل من موقع النُصب في وايتهول.
لكن هناك مخاوف من أن يسعى أنصار اليمين للاشتباك مع مؤيدي فلسطين، أو أن تنفصل مجموعات من المظاهرة وتبتعد عن المسار المحدد سلفا. لكن لم تقع أي مشكلات كبيرة في المظاهرات السابقة لمؤيدي فلسطين.
وكتب خان، وهو من حزب العمال، في صحيفة إيفننج ستاندارد قائلا: "العواطف مرتفعة جدا، ولكن جميعنا وخصوصا السياسيين الكبار، لدينا مسؤولية للتهدئة وليس إشعال الوضع".
وأضاف: "نعرف أن تنوعنا ليس نقطة ضعف بل أكبر مصدر للقوة. لا نستطيع أن نترك الأحداث في ما وراء البحاري لتأتي بيننا"..
وشارك في النداء مؤسس مسجد ساوثجيت، أمجد مسرور، الذي قال: "كل الأرواح مهمة.. يجب أن نحمي حياة كل فرد، بغض النظر عن دينهم.. علينا واجب أخلاقي للدعوة للسلام لكل الناس. في نهاية هذا الأسبوع في لندن يجب أن نقف كتفا بكتف، ويدا بيد، وأن نتوحد". وأضاف: "نحتاج لوضع حد لحمامات الدم والمشاحنات".
وقال سكالي (من المحافظين) من جهته: "بينما آخرون يسعون إلى إشعال التوترات والانقسامات، يجب أن نقف معا وأن نتوحد"، وأضاف: "نحتاج لأن نكون محترِمين ومتسامحين ومراعين للآخرين".
وقال: "كما أن المتظاهرين يعبرون عن قلقهم بطريقة تشير إلى التعقيد في وضع يمتد لقرون في الشرق الأوسط، فإن اليهود والمسلمين في لندن يخشون ويتذكرون أولئك الذين يسعون متعمدين لدق الأسافين بين مجتمعاتنا ونشر الكراهية والتسبب بالانقسام".
من جانبه، قالت كبيرة أساقفة لندن، ديم سارة مولي، إن يوم الذكرى يوم الأحد هو لحظة لبلدنا جميعا لنكون معا"، مضيفة: "إنه وقت لنضع السياسة جانبا".
واعتبر الحاخام في شمال لندن، جوناثان وييتنبيرج، أن ذكرى يوم الهدنة تعني "الوقوف معا متحدين بسلمية، بينما نتذكر الأموات ونظهر الاحترام لعائلاتهم الثكلى خلفهم".
وقال زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، إد ديفي، إن "هناك من يتطلعون إلى تقسيم مدينتنا العظيمة، لكنني أعلم أننا سنتجاوز ذلك مرة أخرى، وأن نثبت أننا مدينة عطوفة ومنفتحة ومتسامحة".
من جانب آخر، خصصت الصحيفة افتتاحيتها الجمعة للجدل حول تظاهرة السبت، وقالت إن لندن مدينة كبيرة بما يكفي للسماح بإقامة أكثر من حدث في وقت واحد، بحيث يمكن إقامة احتفال ذكرى الهدنة وفي نفس الوقت تنظيم مظاهرة لمؤيدي فلسطين.
وتتزايد المطالبات من داخل حزب المحافظين وخارجه لإقالة وزيرة الداخلية، بعد هجومها غير الاعتيادي على جهاز الشرطة الذي يتمتع بالاستقلالية في اتخاذ قراراته، كما نأي رئيس الوزراء ريشي سوناك ووزراء في حكومته بأنفسهم عن تصريحات برافمان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية فلسطين بريطانيا مظاهرات يوم الهدنة بريطانيا مظاهرات فلسطين انقسام يوم الهدنة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یوم الهدنة یجب أن
إقرأ أيضاً:
"وحش لندن".. قاطع أجساد النساء الذي ظهر قبل جاك السفاح
كانت نساء لندن ترفضن كثيراً مغادرة المنزل بمفردهن، بينما يتجول في شوارع المدينة رجل مجنون، يلاحق ضحاياه الإناث ويقطع ويشوه أجسامهن، وعرض رجال أثرياء مكافآت نقدية ضخمة لمن يعثر عليه، وأصبحت دوريات الحراسة تجول ليل نهار، وفشلت الشرطة لعامين في القبض عليه.
كان هذا قبل 100 عام من ظهور جاك السفاح الشهير.
وعرف الرجل باسم "وحش لندن"، وهو مجرم متسلسل تاريخي، غير أن كثيرين لم يسمعوا عنه من قبل، وقد أرعب العاصمة البريطانية، وفق ما روت "دايلي ميل".
ووحش لندن، وهو مختل عقلي، كان له أكثر من 50 ضحية معروفة، منهن 6 في يوم واحد، وكان يهاجم النساء خارج المنازل في الأحياء والمتنزهات، مدفوعاً بما قيل إنه انحراف جنسي يسعى لتمزيق جلد المرأة.
وتم الكشف عن قصته من قبل المؤرخ الأكاديمي والهواة الدكتور جان بوندسون، الذي وجد ملصقًا عنه كمطلوب، وتاريخ الملصق يعود لـ 200 عام في سجلات المكتبة البريطانية، ثم درس بعناية الوثائق والصحف والرسوم الكاريكاتورية وسجلات المحكمة ليحكي قصة الوحش لأول مرة.
وعلى مدار عامين، من 1788 إلى 1790، قام وحش لندن بجرح النساء عبر الأرداف أو البطن أو الوجه بسكين أو مسمار أو مشرط، وكان يقترب دائماً من ضحيته من الخلف حتى لا يظهر وجهه، قبل أن يقطع هدفه بسكين حاد، و قيل إنه كان يصرف انتباه الضحية بالصراخ: "هل هذا أنت؟".
وطُعنت بعض النساء بمسامير حادة في نهاية الركبة، وكان معروفًا أيضاً بحمله باقة زهور، ويخفي في وسطها مسماراً، يستخدمه لطعن المرأة في وجهها وأنفها.
ومع انتشار الذعر، قامت بعض النساء بخياطة أواني الحساء تحت فساتينهن لحماية أنفسهن، فيما قامت النساء الثريات في المجتمع بصنع تنانير معدنية.
واستهدف الجاني الملقب بالوحش، الشابات المرتديات ملابس أنيقة.
اختراق الجلد
وأثارت جرائمه الذعر بطريقة لم تشهدها البلاد مرة أخرى إلا عندما ضرب جاك السفاح في لندن عام 1888.
ومرة أخرى عندما قتل سفاح يوركشاير 13 شخصاً بين عامي 1975 و1980 في جميع أنحاء شمال إنجلترا، وكان دافع وحش لندن هو الوخز.
وبعد قرن من الزمان، كان لدى جاك السفاح نفس الانحراف وأصبح السمة المميزة لجرائم القتل التي ارتكبها.
وكتب الدكتور جان بوندسون عنه في كتابه "وحش لندن: الرعب في الشوارع"، ورغم أن بائع الزهور وراقص الباليه الويلزي رينويك ويليامز تم اعتقاله ومحاكمته في النهاية، إلا أن الشكوك لا تزال قائمة حول ما إذا كان هو الوحش الحقيقي، أو في الواقع، ما إذا كان هناك واحد أو أكثر من المقلدين.
وقال الدكتور بوندسون: "كانت طريقة عمل وحش لندن هي الاقتراب من ضحيته من الخلف، وكان يتحدث إليهم أحياناً بلغة مسيئة أو يصرخ أوه، هل هذا أنت؟، مثل بعض الأشرار المسرحيين، ثم يقطع في الفخذين أو الأرداف، وهاجم بعض الضحايا باستخدام مسمار بارز من ركبته، وهاجم الوحش النساء في منطقة مايفير وسانت جيمس في لندن، وكذلك بالقرب من قصر باكنغهام اليوم، حول غرين بارك".
وكانت النساء في حالة ذعر، واتبعن طرقاً غير عادية لحماية أنفسهن، فاشترت سيدات لندن الميسورات "أردافًا من الفلين" لربطها أسفل تنانيرهن أو حتى ارتدين تنانير نحاسية، لكن السيدات الأقل ثراءً اضطررن إلى استخدام وعاء طبخ بدلاً من ذلك، و قال الدكتور بوندسون: "وعلى الرغم من تعرض بعض الضحايا للانتهاك، كانت هناك نساء تظاهرن بالهجمات من أجل الشهرة وأسباب أخرى، نظرا لأنه كان يُعتقد أنه يقطع النساء الصغيرات الجميلات الأنيقات فقط، فقد قامت العديد من النساء بتزوير هجمات الوحش لجعل الناس يعتقدون أنهن ما زلن جذابات".
وأضاف: "كان هناك أيضًا احتمال وجود أكثر من وحش واحد".
وحين قبض على الوحش أخيراً، قيل إنه راقص باليه ويلزي يكره النساء وقد تم فصله من دوره في ويست إند.
راقص الباليه
وفي الأشهر التي سبقت القبض على الوحش، اجتاحت الهستيريا العاصمة، ونشرت الصحف ملصقات تصور جرائمه الدنيئة وتم وضع مكافأة قدرها 100 جنيه إسترليني (7700 جنيه إسترليني بأسعار اليوم) على رأسه، و قام صائدو الجوائز بضرب الرجال الأبرياء الذين أثاروا الشكوك، وتكهن البعض بأن الوحش كان نبيلاً مجنوناً عازماً على تشويه كل امرأة جميلة في العاصمة، أو حتى كائنًا خارقًا للطبيعة يمكنه أن يجعل نفسه غير مرئي للتهرب من الاكتشاف.
و أخيراً، في 13 يونيو 1790، تم القبض على المشتبه به، باسم راينويك ويليامز، 23 عاماً، من مسرح لارتكابه سرقة وتم التعرف عليه على أنه الوحش من قبل الضحية آن بورتر في جرين بارك، وسط لندن.
وكاد أن يُشنق على يد حشد.
وقد حوكم ويليامز وأدين بجنحه في محكمة أولد بيلي، لكن حُكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات في سجن نيوجيت، وما حدث له بعد إطلاق سراحه لا يزال لغزاً.
وكشف الدكتور بوندسون عن شكوك جدية حول ما إذا كان ويليامز مسؤولاً بالفعل عن كل الجرائم القذرة، وقال إن الشرطة ربما أجبرت الضحايا على التعرف عليه، وبينما كان ويليامز شخصية "غير مرغوب فيها"، فإنه يعتقد أنه ربما استُخدم ككبش فداء للجرائم في محاولة لإنهاء الذعر في الشوارع.
وبعد إجراء بحث متعمق، قال الدكتور بوندسون إنه من المرجح أن تكون هذه الجرائم قد ارتكبها مجموعة من المجرمين الذين تورطوا في أول جريمة "تقليد" معروفة.