جنين (الضفة الغربية) ـ (رويترز) – عاد فلسطينيون اليوم الأربعاء لشوارع تحمل آثار الدمار في جنين بالضفة الغربية المحتلة بعد أن أنهت إسرائيل مداهمة وعملية عسكرية ضخمة على غير المعتاد استمرت 48 ساعة. وبدأ بعضهم التحضير لإقامة جنازات الشهدتء بينما شرع آخرون في إصلاح الأضرار التي لحقت بمخيم جنين للاجئين المُقام منذ نحو 75 عاما.

ودمرت جرافات مدرعة الأرصفة مما تسبب في انفجار أنابيب المياه وكوَن أخاديد من الحطام المبلل مر عليها السكان وقد بدت عليهم الكآبة والجدية. وقبع كثيرون منهم في منازلهم أثناء المداهمة بينما خرج البعض من المنطقة كإجراء احترازي. وداهمت القوات الإسرائيلية يوم الاثنين مخيم جنين للاجئين بعد نشوب مناوشات متفرقة مع مسلحين فيه على مدى أشهر، ونفذت المداهمة وعملية عسكرية بمشاركة مئات من القوات الخاصة وباستخدام طائرات مسيرة قتالية. وقال قادة إسرائيليون إن العملية استهدفت تدمير بنية تحتية يستخدمها مسلحون فلسطينيون. وقال معتصم، وهو أب لستة أطفال، لرويترز إن الإسرائيليين لم يحققوا ما أرادوه “والشباب بخير والعائلات بخير والمخيم بخير”، وذلك بعد غيابه ليلتين أحدهما كان فيها رهن الاحتجاز الإسرائيلي. واستشهد 12 فلسطينيا خمسة منهم من مسلحي حركتي حماس والجهاد كما أُصيب العشرات من الفلسطينيين. وقال الجيش الإسرائيلي إنه خسر جنديا واحدا خلال العملية ووصف من قتلهم بأنهم من المسلحين فقط. وقال معتصم “هناك 12 شهيدا ونحن فخورون بهم لكننا توقعنا نطاقا أوسع من الدمار بالنظر لنطاق المداهمة”. ويبدو أن إسرائيل تستعد للعودة بقواتها إلى جنين ومناطق أخرى من الضفة الغربية المحتلة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمحطة (تشانل14) التلفزيونية يوم الاثنين “أوضحنا أن هذه العملية الواسعة في جنين ليست عارضة. ستكون بداية توغلات متكررة وسيطرة مستمرة على المنطقة ولذلك لن يكون هناك ملاذ آمن للإرهاب”. ولدى انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة خلال الليل، أعلنت إسرائيل انطلاق وابل من الصواريخ من قطاع غزة صوبها لكنها أسقطتها وشنت القوات الجوية بعدها ضربة على أهداف في القطاع الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دون وقوع إصابات. وفي مؤشر إضافي على انتشار العنف، دهس فلسطيني بسيارته مارة في تل أبيب يوم الاثنين وبدأ بعدها في عمليات طعن عشوائية مما أسفر عن إصابة ثمانية قبل أن يستشهد، وأعلنت حماس أن منفذ العملية من أعضائها. وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية “نقول للعدو بأنه قد ولى الزمن الذي تمارس فيه عدوانك على شعبنا دون أن تدفع الثمن، وهذه جنين اليوم تلقنكم درسا في المقاومة والصمود”.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

قائد لواء إسرائيلي يتحدث عن قدرات المقاومة في جنين بعد أسبوع من العملية

قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع العملية في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية، إلى مخيم نور الشمس في مدينة طولكرم، وكما حصل في بداية العملية اختار الجيش الاستهداف من الجو من خلال القصف، زاعما أن قيادة حماس كانت من بين الأهداف.

وقال المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" آفي أشكنازي إن "مخيم اللاجئين في جنين خالٍ من السكان، وقبل العملية كان يقطنه حوالي عشرة آلاف شخص، إلا أن الهجمات الأخيرة للجيش أجبرت سكان المخيم على مغادرته، ومع بدء العملية الأسبوع الماضي، غادر معظم سكان المخيم".

وأضاف أشكنازي أن "الجيش الإسرائيلي يعمل حاليا بقوات كبيرة تشمل كتيبتين من لواء كفير، ومقاتلي ناحال ووحدة ساهرون وحرس الحدود".

ونقل أشكنازي عن  قائد لواء منشية قوله: "لقد استولينا على مخيم اللاجئين ونحن الآن في مرحلة التفتيش.. نحن ننتقل من باب إلى باب، ومخيم اللاجئين في جنين يُعتبر رمزًا للإرهاب في جميع أنحاء الضفة الغربية"، على حد وصفه.


واعتبر أن هذا هو المكان الذي تم الحسم فيه أخيرا في عملية "حارس الأسوار" (تصاعد العدوان على غزة عام 2021)، وهذا هو المخيم الذي يستقطب الكثير من الأموال لتمويل الإرهاب من إيران ومن مصادر أخرى، في السنوات الأخيرة، يفر المسلحون الذين ينفذون هجمات في مناطق A (في الضفة الغربية) بحثًا عن ملاذ في مخيم اللاجئين في جنين، الذي مساحته صغيرة تقدر بـ 800 متر مربع".

وزعم أم "المقاتلين (جيش الاحتلال) تفاجأوا من حجم وسائل القتال والمختبرات الإرهابية داخل المخيم، وفي عدة شقق تم العثور على غرف عمليات قتالية، وفي شقق أخرى تم العثور على مختبرات لصنع عبوات ناسفة بأنواع مختلفة، في أحد المباني، عندما دخل مقاتلو وحدة ساهرون لتفتيش المنزل، وصلوا إلى غرفة الأطفال، وعلى الجدران كانت توجد رسومات لـ "سبونج بوب"، نجم برامج الأطفال، وعندما فتحوا خزانة الملابس في الغرفة، اندهشوا، فقد كانت الخزانة وأبوابها تخفي المدخل إلى مكان مخفي، مساحة ضخمة على شكل نفق بين مبنيين".

وأضاف أنه "في الشارع المجاور، عثر المقاتلون على سيارة مركونة، وعندما فتحوا صندوقها الخلفي، وجدوا عشرات من عبوات الأنابيب الصنع، هذه العبوات كانت مُعدة، وفقًا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، للاستخدام ضد القوات المتنقلة، ولكن أيضًا للهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين على الطرق في الضفة الغربية".


ونقل أشكنازي أيضا عن القائد في جيش الاحتلال قوله: "هناك فرق جوهري بين هذه العملية والعمليات الأخرى، هناك عنصر الوقت، وعلى الرغم من أننا قمنا بتسلسل كبير جدًا من العمليات، إلا أنه في كل مرة نخرج فيها، يقومون بإعادة تنظيم أنفسهم.. المخيم محصن وعندما لا نكون هنا، يصعب منعهم ووقفهم، كان هناك مقاومة هنا وهرب بعض النشطاء، وبعضهم قاوم، لكن هذا ليس شيئًا لم نره من قبل".

وأكد "هناك أمران رئيسيان: مخيم اللاجئين في جنين يستقطب العديد من الاستثمارات الخارجية، والسردية المتعلقة بجنين قوية"، وبهذا يقول قائد اللواء يقول العقيد: "تقريبًا كل مسلح ينفذ هجومًا في الضفة الغربية يُعتبر مسلحًا ناجحًا، هم يتلقون هنا التوجيه والوسائل".

مقالات مشابهة

  • وزير المالية الإسرائيلي: نتنياهو وترامب ملتزمان بعزل حماس من حكم غزة
  • أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى الجيش الروسي إلى 837 ألف جندي منذ بدء العملية العسكرية
  • القوات الروسية تحسن تموضعها على عدد من محاور العملية العسكرية الخاصة
  • كيف رد الفلسطينيون في قطاع غزة على خطة ترامب لتهجيرهم؟
  • وزير دفاع الاحتلال: سنبقى في جنين بعد انتهاء العملية العسكرية
  • لن يكون كما كان..كاتس: لا انسحاب من مخيم جنين بعد العملية العسكرية
  • أونروا: تطبيق الحظر على الوكالة سيشكل تحديا خطيرا أمام اتفاق غزة
  • قائد لواء إسرائيلي يتحدث عن قدرات المقاومة في جنين بعد أسبوع من العملية
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: حماس ستظلّ تشكّل تحديا لنا
  • القوات الإسرائيلية تجبر الفلسطينيين على إخلاء منازلهم شرق مخيم جنين