علماء المسلمين يدعو إلى حلف عالمي هدفه التحرك لوقف الحرب ضد غزة
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
دعا الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين علماء الأمة وأحرار العالم إلى تشكيل قافلة من أصحاب الضمائر الحرة في حلف عالمي يواجه الطغيان الذي ترجمته إسرائيل ومن يقف وراءها من الدول الغربية على نحو اختلت معه معايير العالم واضطربت موازينه".
جاء ذلك في كلمة لعضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور عصام البشير اليوم في التظاهرة العلمائية في مدينة اسطنبول نصرة لغزة العزة، وقدم فيها ثلاثة مقترحات عملية قال بأنه من واجب الوقت.
ودعا البشير إلى تشكيل وفد من علماء الأمة إلى جانب عدد من أعضاء البرلمانات العربية والإسلامية والقيادات النقابية، والذهاب إلى مصر واصطحاب شيخ الأزهر والذهاب إلى معبر رفح والاعتصام به حتى يفتح ويرفع الحصار عن أهل غزة.
الأول أن يقوم العلماء والمؤسسات وأعضاء البرلمانات والاتحادات والنقابات بتجهيز سفن محملة بالغذاء والدواء وأن يكون على رأسها ممثلون للهيئات، مع ممثلين للأطباء وأن تتم مخاطبة دولة تركيا بالقيام بالحماية العسكرية اللازمة، حتى تصل هذه السفن وترسو هنالك في مرفأ غزة، وينتفع بها أهل غزة..
وقال: "نريد الآن أن ننتقل من دائرة الأقوال إلى الأفعال وإلى البرامج العملية.. ولئن أعلنت الشؤون الدينية التركية مباركة هذه الخطوة جزاها الله خيرا على الاستعداد لتجهيز المؤن الغذائية، فإن العلماء يعلنون أيضا استعدادهم في تجهيز هذه السفن بالغذاء والدواء ونرجو من الرئيس رجب طيب أردوغان بأن يشكل الحماية لها حتى تصل إلى مرافئ إخواننا حتى تكون عونا لهم وإغاثة عاجلة فهذا من الواجب المعجل وليس من الواجب المؤجل".
أما المقترح الثاني الذي طرحه البشير، فهو دعوة الشعوب إلى الضغط على حكوماتها عبر الإضرابات العامة والعصيان المدني.
وقال: "إن الشعوب قادرة على أن تفعل الشيء الكثير ولئن خرجت محتشدة بالمظاهرات والمسيرات التي تعبر عن غضبتها لأمتها ولأقصاها ولقدسها ولمسرى نبيها ولغزة العزة فالواجب عليها أن تنتقل من هذه المسيرات المؤقتة إلى التصعيد إلى الإضراب الجزئي والكامل وإلى العصيان المدني الذي يشل حركة الحياة".
وأضاف: "هذا هو جهد فقط لأن يكون الناس في بيوتهم، لأن شل الحياة يعني الضغط على هذه الحكومات أن تتوحجه إلى خطوات عملية دون أن تقف عند عبارات التنديد هذه العبارات الخائبة التي لا تكاد تحرك أثرا في واقع الأمة، ولذلك الإضراب الشامل والإضراب الجزئي والعصيان المدني هو من السبل العملية الكفيلة بالضغط على الحكومات والأنظمة لكي تتخذ موقفا يكافئ مستوى الحدث الذي نعيشه".
أما المقترح الثالث فقد دعا إلى تحالف دولي لنصرة العدالة في فلسطين، وقال: "هذه الدعوة التي قامت لقيام حلف عربي ـ إسلامي ـ إنساني، قد رأينا من قبل في أسطول الحرية، والأمر أشق وأعظم في أيامنا هذه نريد أن يجتمع أحرار العالم وأصحاب الضمير الحر والدول التي تملك قرارها أن نتصل بها وبالصين وروسيا وبكل الدول في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، ونرجو من الرئيس أردوغان أن يضرب يده على الطاولة وأن يقول كفى عدوانا على غزة ولا مجال لإبادة أهل غزة ولا موجال لتهجير أهل غزة ولا مجال لموت أهل غزة.. غزة خط أحمر يفدى بالمهج والأرواح وبالغالي والنفيس".
وأضاف: "المطلوب في هذه المرحة أن تحتشد هذه القافلة من أحرار العالم ومن أصحاب الضمائر الحرة في حلف عالمي يواجه هذا الطغيان الذي اختلت معاييره، واضطربت موازينه"، وفق تعبيره.
ومنذ 35 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على غزة "دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل أكثر من 10 آلاف و812 فلسطينيا، بينهم 4412 طفلا و2918 سيدة، وأصاب أكثر من 26 ألفا، كما قتل 183 فلسطينيا واعتقل 2280 في الضفة الغربية، بحسب مصادر رسمية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة فلسطين فلسطين غزة مواقف حرب سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أهل غزة
إقرأ أيضاً:
«مدرسة جميلة» ومربي فاضل هو «ابن» سرحتها الذي غنى بها
«مدرسة جميلة» ومربي فاضل هو «ابن» سرحتها الذي غنى بها
قصة التعليم بين جيلين
إيمان حمزة بلدو
.نحاول هنا رد الفضل الى أهله… والى الدور الذي قام ويقوم به المعلم الجليل والمربي الفاضل الاستاذ حمد النيل فضل المولى عبد الرحمن قرشي.. معلم مادة الجغرافيا في مدرسة “جميلة” المتوسطة.. في مدينة الأبيض… إبان العهد الذي يبعد سنوات ضوئية عن سودان اليوم. كتب الاستاذ حمد النيل رداً على مقالي: “الثامن من مارس والجالسات على أرصفة العدالة في السودان” فاهاجت كتابته الذكرى واستدعت أحقيته في الوفاء والعرفان، ولو بالقليل مما يستحق. له أجزل الشكر والامتنان.
ما ينفك استاذنا يذكر الفضل للمعلمين والمدراء الذين عمل معهم ويحتفي بسيرتهم العطرة ويؤرخ لحقبة في التعليم قد يصعب التوثيق لها وتداركها بسبب الحرب وما خلفته من ضياع للوثائق وتهجير للمعلمين داخل البلاد وخارجها.. وربما تكون كتاباته النبراس الذي يهدي في الظلمات… يوقد جذوات الطريق كلما أنطفأ.. يقص علينا احسن القصص. فقد آنستنا كلماته في وحشة دنيانا بعد الحرب وردت الينا بعض الطمأنينة… فلا اهل العزم نادوا علينا… ولا نودوا… وكلما ذكر معلمي مدرسة جميلة “كساها حسناً وحببها.. حتى كانّ اسمها البشرى أو العيد”…
في كردفان.. وفي سالف العصر والأوان… كان للتعليم مدارس متميزة ورواد… وكانت المدارس الداخلية… لبنة الوحدة الوطنية… والوشائج المجتمعية… وكانت المدارس محصنة بالمعامل والمكتبات… وميزانيات للانشطة الطلابية.. وبعيداً عن مدى فاعلية الاستراتيجيات التعليمية ومدى الاستجابة لحاجة الارياف والاصقاع البعيدة.. أو في البادية.. وحيث العيشة الجافية… وليس بعيداً عن الكارثة الماحقة التي حلت بالبلاد قبل ثورة ديسمبر في كافة مجالات الحياة… وعلى التعليم بوجه خاص.. تعطلت لغة الكلام. ولغة الارقام.. ولغات الإشارة.. وعانى الطلاب من وعورة دروب الاستنارة… تكدست قاعات الدراسة وأصبح الفصل بين طبقات المجتمع في مجال التعليم اشبه بالابارتهايد.. للبعض قبلة عند الشروق… وللبعض قبلة ثانية.. لم تصطدم بهموم الحياة.. ولم تدر- لولا الحرب- ما هيه. استشرت مؤسسات التعليم الخاص في مراحل التعليم ما قبل الجامعي وعجزت المدارس الحكومية عن الإجلاس وعن دفع مرتبات المعلمين… فتضاعفت اعداد الاطفال خارج المنظومة التعليمية.. ولم تستوعب الحكومات أهمية التعليم التقني.. ولا عملت على تأهيل المدارس وبنيتها التحتية أو زيادة الميزانية للتعليم أو الصحة حتى يحصل الاطفال على رعاية صحية وعلى تعليم اساسي مجاني لا يفرق بين طبقات المجتمع في سبيل بناء امة يمكنها تحقيق ولو بعض اهداف التنمية المستدامة اسوة بالشعوب التي تعيش معنا نفس الالفية على كوكب الأرض. أما في المراحل الجامعية فقد وصلت الاوضاع الكارثية مداها جراء إلغاء العام الدراسي لاعوام حسوما ما أدى الى ضياع سنوات على الخريجين. وجاءت الحرب وانتشر الحريق.. فاذا الدنيا كما نعرفها واذا الطلاب كل في طريق.. وصدح العالم بالرقم الفلكي: اكثر من تسعة عشر مليون من السودانيين من الأطفال والشباب خارج النظام التعليمي… ومن لم يمت بالجهل مات بغيره.
هل من رؤية يا ترى حول كيف سيؤثر هذا الوضع على جيل باكمله وعلى شعب يأمل أن يكون في مصاف البشرية!
في مدرسة جميلة… بقيادة الاستاذ محمد طه الدقيل.. فريق من المعلمات والمعلمين- ومن بينهم الاستاذ حمد النيل- كان الفريق ينحت الصخر ويبنى من الاحجار قصورا.. آمنوا بادوارهم وبالطالبات.. ولم يهنوا.. وكانوا هم الأعلون… وما قلته في مقالك استاذنا سوى شيئاً شهدناه… عظيم في تجليه. رحيم حين تلقاه… بديع في معانيه اذا ادركت معناه.
كانت الحصص الصباحية.. وكانت المعامل مجهزة تحوى المحاليل والمركبات الكيميائية.. تنقلنا الى آفاق العلم والتجارب. وكانت الجمعيات الادبية واكتشاف المواهب وأهمها الشعر والقصة والرسم والتمثيل. وكانت حصة الجغرافيا نقلتنا فيها بين المدارات والصحارى والسهول وجبال الاطلس. والروكي والانديز وجبل التاكا وجبال الاماتونج.. تاخذنا عبر افلاك ومجرات. وتخوم.. ونسعد حين يحط بنا الخيال “فوق للقوس والسماك الأعزل”… بعيد في نجوم.
ثم كان الاستعداد لحفل نهاية العام الدراسي وكانت مسرحية “مجنون ليلى” اخرجها الاستاذ محمد طه الدقيل… بعد أن امضت الطالبات اسابيع للحفظ وتجويد الأداء وكانت البروفات تتم في الامسيات… والمواصلات توفرها المدرسة إذ أن مكتب التعليم بالابيض كان راعياً وكان مسؤولاً عن رعيته، آنذاك.
وصار اليوم الختامي في ذلك العام والمسرحية ذات المضامين الانسانية حديث المدينة… لزمن طويل.
لم تذكر دورك- استاذنا- في ذلك الألق والجمال… وآثرت ان تمشي في طريق الإيثار فلا يعرف الفضل الا ذووه… من قبلك كان هناك كثيرون منهم الاستاذ محمود- وكنت قد ذكرته في غير مقال في معرض الوفاء والإخلاص لرفقاء دربك الرسالي-.. الذي انتقل الى مدرسة جميلة بعد تحويلها.
كتب الاستاذ محمود قصيدة في وداع مدير كلية المعلمات بالابيض الاستاذ المربي الجليل عليه الرحمه بشير التجاني.. وكان بالكلية نهران للمستوى المتوسط.. حميراء وجميلة… كتب القصيدة ولحنها ودرّب الطالبات عليها لإلقائها في احتفالية الوداع:
“أختاه من لحن القصيد نهدي الى الجمع السعيد حلو النشيد… ومودعين ربيعنا و- ربيعنا-… ابقى لنا زرعاً حصيد… زرعاً سقاه بعلمه وبخلقه ورعاه بالرأي السديد… فشعاره العمل الجميل وقدوة للخير والفعل المجيد” الخ.
فصدق عليكم القول. ذلك الرعيل الذي يؤثر الغير ويرد الفضل الى أهله.. وما الزرع الذي تعهدتموه “بالعلم والخلق والراي السديد”… الا زرعاً أخرج شطأه.. فاستغلظ فاستوى على سوقه… وسيؤتى حقه يوم حصاده… باذن الله.
جميلة حياها الحيا وسقى الله حماها ورعى….. كانت حصنا.. وحمىً… وكانت مرتعا.. كم بنينا من حصاها اربعاً وانثنينا فمحونا الاربعا… وخططنا في نقى الرمل…. فحفظ الريح والرمل و.. وفضل المعلم المربي الجليل… أجمل السير…و … وعى…
لن ننسى أياماً مضت. في محرابها و ستظل مدرسة “جميلة… جميلة على متن الحياة… ما بقي في الأرض أمثال المعلم الجليل…” اذكر أيامها ثم انثنى على كبدي من خشية أن تصدعا”.
“قد يهون العمر إلا ساعة… وتهون الأرض… إلا موضعا”.
[email protected]
الوسومإدارة التعليم إيمان حمزة بلدو الأبيض الحرب السودان ثورة ديسمبر شمال كردفان مدرسة جميلة مسرحية مجنون ليلى