زيارة «عبد الناصر» وانطلاق رحلات التجارة.. شكل الحياة في غزة من 70 سنة
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
أزاحت الحرب الطاحنة في غزة، الغبار عن التاريخ والتراث الفلسطيني للأجيال الحديثة التي تتابع أحداث العنف الحاصلة خلال الشهر الماضي، وتداولت العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المعنية بتوثيق التاريخ القديم، صورًا مختلفة بالأبيض والأسود تعكس رغد الحياة في القطاع المحتل قديما قبل سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي وسلب خيرات البلد.
«الوطن» تواصلت مع المؤرخ والكاتب الفلسطيني، حسام أبو النصر لمعرفة شكل الحياة في قطاع غزة المحتل في فترات زمنية مضت، قبل سيطرة الاحتلال الإسرائيلي عليه، وبدأ حديثه بالإشارة إلى أن ميناء غزة هو ميناء تاريخي قديم يعود إلى العهد الروماني واليوناني والمكتشفات الأثرية كلها دلت على ميناء «البلاخية» أو ميناء «الأنثيدون» الأثري وهو موقع أثري يقع شمال غرب مدينة غزة القديمة في فلسطين وكان ذلك دليلا على ميناء غزة في العصر الحديث.
أيضا تم العثور قديما على آثار أواني فخارية وجرار كبيرة كانت تستخدم في تخزين المحاصيل، وبحسب رواية المؤرخ الفلسطيني كان ذلك دليلا على وجود ميناء قديم وهو ميناء غزة، الذي كان يٌصدر منه أنواع مختلفة من الفواكه والبلح والزيتون والقمح والشعير والفراولة، حيث كانت غزة قديما ملتقى التجارة في الشرق الأوسط.
رحلة الشتاء والصيفوتابع «أبو النصر» المؤرخ الفلسطيني، أن غزة كانت إحدى محطات التجارة في عهد جد الرسول محمد صل الله عليه وسلم، ضمن رحلة الشتاء والصيف، واستمر العمل بميناء غزة في العصر الحديث كمركز لتصدير الفواكه، حتى عام 1948 ومن بعده بشكل جزئي حتى عام 1967حتى احتلال قطاع غزة بالكامل وتوقف استخدام الميناء للتجارة.
أيضا أشار المؤرخ الفلسطيني إلى أن الحياة الثقافية والفنية في مدينة غزة كانت مزدهرة قديما، كانت تضم غزة نحو 10 دور عرض سينمائي، وتقام بها المهرجانات الثقافية والشعرية المختلفة، وظلت تلك المظاهر في الاختفاء تدريجيا حتى اختفت تماما بمجرد سيطرة الاحتلال على القطاع وفرض الحصار عليه.
زيارة عبد الناصر إلى غزةوأشار المؤرخ الفلسطيني إلى صور قديمة بالأبيض والأسود للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، خلال زيارته لمدينة غزة سنة ١٩٥٦ والتقى خلالها بعدد من وجهاء وحكماء بلدية غزة في تلك الفترة لتفقد أحوال القطاع بعد حرب 1948، حيث اعتبروه رمزا للقومية للعربية أنذاك.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة ميناء غزة فلسطين الاحتلال الاسرائيلي میناء غزة
إقرأ أيضاً:
حكايات يكتبها خيري حسن: رسالة من جابر عصفور للرئيس عبد الناصر
في عام 1965 كان من المفروض - طبقا لآلية العمل الجامعى أن يتم تعيين الطالب جابر عصفور معيدًا بكلية الآداب جامعة القاهرة بعد تخرجه - كان الأول على زملائه بالكلية- لكن ذلك لم يحدث وتم استبعاده - بسبب صراع المصالح بين الأساتذة، حيث تم تعيين طالب آخر غيره من دفعات سابقة، بسبب ذلك الصراع - فلم يجد جابر عصفور وقتها أمامه غير البحث عن وظيفة يخفف بها نفقات أسرته المتواضعة التى تحملت عبء تعليمه طيلة السنوات الماضية.
•••
وبالفعل حصل على وظيفة مدرس في مدرسة أولية ابتدائية في قرية نائية في محافظة الفيوم - تبعد عن القاهرة 90 كم جنوبًا.
وكان كل ليلة وهو يحضر دروس التلاميذ فى المساء يجلس في حزن وغم وندم على حلمه الذي ضاع.. وفى ليلة شتوية باردة مثل هذه الليالي لم ينم حتى كتب خطابًا موجهًا للرئيس جمال عبد الناصر يشكو له الظلم الذى تعرض له من إدارة الكلية.. وبالفعل كتب الخطاب ووضع عليه العنوان التالى: "رئاسة الجمهورية - يصل ويسلم للسيد الرئيس جمال عبد الناصر) وبعدما أغلق الخطاب وضعه بجواره ثم أطفأ لمبة النور ( لمبة جاز كانت نمرة عشرة) ونام حتى الصباح!
•••
صحي من النوم وفتح شباك الحجرة على الشارع.
-- صباح الخير يا جابر أفندي (كان هذا عم عبده البقال صاحب المحال المواجهة له)
وهو يتثاءب جابر عصفور رد:
"صباح الخير يا عم عبده" ثم بعد تحية الصباح استدعاه فجاء مسرعًا له بعلبة سجائر ( بلمونت صغيرة ) ومد يده إليه من الشباك ( الشقة كانت في الطابق الأرضي ) وهو يقول: "اتفضل السجاير يا جابر أفندي"
أخذها منه جابر عصفور ثم مد يده الأخرى إليه وفى يده الخطاب:
"خد ده يا عم عبده وابعته في البوسطة لما يعدى عليك رمضان البوسطجي" تناول عبده البقال الخطاب ونظر فوجد عليه اسم جمال عبد الناصر.
-- " يا نهار مش فايت أنت اتجننت يا جابر أفندى..جواب لرئيس الجمهورية حته واحدة"!
-- رد جابر عصفور: "اه...وفيها ايه"؟
-- فيها ايه؟ بقولك ده جمال عبد الناصر؟
رد جابر عصفور:" هو اللى هيجبلى حقى"!
-- " حاضر يا جابر أفندى" وبالفعل نفذ عبده البقال ما طلبه وأرسل الخطاب!
•••
بعد أسبوع وجد جابر عصفور موظفًا من إدارة جامعة القاهرة جاء إلى محافظة الفيوم في مهمة رسمية للبحث عن المدرس جابر عصفور لمقابلة رئيس الجامعة فى أسرع وقت. وبالفعل عاد معه ودخل لرئيس الجامعة الذى استقبله الفرحة والسرور والترحاب( والكباب)! والأحضان - وهو الذى فشل في اللقاء به من قبل رغم وقوفه على بابه عدة مرات - ثم قال له:" وحشتنى يا جابر يا ابنى..اتفضل على كليتك استلم شغلك.. هي الكلية هتلاقي معيد زيك فين يا راجل" ثم قال بكلمات حانية:" ولو فيه حاجه ابقى كلمني انا على طول..مكتبى مفتوح.. مش لازم يعنى تكلم الريس) ابتسم جابر عصفور وهو يقول: "حاضر يا دكتور" ثم توجه إلى الدكتورة سهير القلماوي ليتسلم عمله في شهر مارس من عام 1966 معيدًا في كلية الآداب جامعة القاهرة..
•••
وعندما أقف أمام هذا الموقف الذي حدث - ومازال يحدث - وسيظل يحدث - أسأل نفسي: "ماذا لو استسلم جابر عصفور ولم يدافع عن حقه؟ وماذا لو لم يصل خطابه للرئيس جمال عبد الناصر؟ وماذا لو أهمل عم( عبده البقال) ولم يرسل الخطاب؟!
أسئلة كثيرة، ومثيرة لكن الجميل فيها هو الإصرار على (الحق ) الذى أوصل صاحبه إلى (الحلم)..
وحول مصير جابر عصفور من ( جابر أفندى المدرس فى المدرسة الابتدائية) إلى أن يصبح الدكتور جابر القيمة والقامة فى النقد الأدبى والثقافة المصرية والعربية.
خيري حسن
-----------------
•• الأحداث حقيقية والسيناريو من خيال الكاتب.
•• المصدر : مجلة العربي - عام 2018
•• الصور:
الرئيس جمال عبد الناصر
الدكتور جابر عصفور.