توفيق عطيفي – مراكش الآن
أكد الدكتور محمد بنطلحة الدكالي، رئيس المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، أن المسيرة الخضراء تشكل عنصرا متجددا يعكس الرباط المقدس بين الشعب والملك في الدفاع عن الثوابت المكونة لكيان الأمة الدولة، وأن تمثل هذه القيم المشكلة لصلب الهوية المغربية القائمة على البدل والعطاء حتى يكون الجميع وكل من موقعه مزودا بالإمكانات اللازمة للوقوف في وجه كل الدسائس التي تسعى للنيل من الثوابت المغربية.


الأكاديمي بنطلحة الدكالي، الذي حل ضيفا على الكلية المتعددة التخصصات بآسفي، وذلك في إطار ندوة علمية تحت عنوان: “الترافع الأكاديمي حول القضية الوطنية”، بشراكة مع جمعية الجامعة الثقافية، بحضور كل من الزوهرة الرامي عميدة الكلية، إبراهيم الكراوي رئيس جمعية الجامعة الثقافية، الدكتور عبد اللطيف بكور أستاذ العلوم السياسية، أكد (الدكتور بنطلحة) أن الترافع الأكاديمي يستوجب الالتزام بمفهوم المواطنة الإيجابية كالتزام سياسي صادق يستحضر القضية الوطنية والتقيد بضوابط دولة الحق والقانون. مبرزا أن المصلحة العليا للوطن يجب النظر إليها من المنظور الإستراتيجي الواضح الأهداف، والتمتع بفلسفة واعية بعلم الترافع أسسا وآليات وأبعاده الفنية، وقال في هذا الصدد:” إنه ابداع وعلم وله ميكانزمات، يجب على الجامعات المغربية أن تعمل على تأطير الطالبات والطلبة، في هذا المجال حتى نساهم في تخريج افواج جديدة قادرة على الترافع على قضايا البلاد”.
وأردف ذات المتحدث في سياق استعراضه لمقومات الترافع الأكاديمي، أن هذا الأخير يحتاج للمهارات والتقنيات واللغات، وفن الرد والإحتراز من الوقوع في أخطاء تاريخية أو قانونية، ذلك أن المترافع لابد وأن يتمتع بسرعة البديهة وسعة المعرفة في الرد العلمي والحذر من الفخاخ، وتغليب منطق الاحتكام للمحاججة والتمرن اللازم لإقناع الطرف الآخر. وكشف أن الترافع بشأن القضية الوطنية يقتضي الاعداد الكافي لتملك الفهم التام بالقضية ومحتواها من أجل الرد المقنع والإلمام بالتاريخ وقواعد القانون الدولي، والتمتع بكفايات في علم نفس التواصل لبلوغ مستوى دعوة الآخر الى مراجعة ما تم شحنه به من معرفة وهمية.
ونظرا لاختلاف البيئات الترافعية بين الدول والتكتلات الإقليمية والجهوية، اعتبر الدكتور بنطلحة، أن الترافع بآليات القانون الدولي في البيئة الحاضنة له كسويسرا مثلا، يفترض من المترافع الإلمام بقواعد القانون الدولي، حتى يمكنه نيل احترام الآخرين خاصة في حالة عرضه للوثائق القانونية التي ترفع من حجية مرافعته.
ودعا بنطلحة من آسفي عاصمة عبدة، بتأسيس مشروع وطني قائم على الترافع من أجل قضيتنا الوطنية عبر إطلاق منصة وطنية للترافع عن مغربية الصحراء المغربية، وتتضمن مختلف الإنتاجات العلمية تجاه الصحراء المغربية، وبضرورة جعل الترافع الأكاديمي مشروعا يعتمد على برنامج عمل هدفه الأساسي إمكانية التصدي للطرح الانفصالي في كل المحافل الدولية. داعيا الى التسلح باللغة الإنجليزية، لا سيما وأن المترافع هو المدرك لقضيته والقادر على التعبير عن قضيته وأن اعتماد الترجمة في المحافل الدولية قد لا تسعف حامل القضية الترافعية في اقناع من يستهدفهم، وبالتالي التأثير على بنية الأهداف، الى جانب توظيف العبارات المؤثرة والوعي بسياقات توظيفها في أطوار المرافعة، ومعرفة ثقافات البلدان الحاضنة للترافع لتوظيفها، كما عليه الحال بالنسبة لدول شمال أوروبا الذين ينزعون الى ثقافة حقوق الانسان وكذا الهدوء والاتزان، ودراسة سيكولوجية المحاور كسيكولوجية الأمريكي المبنية على القوة والمصلحة وفقا لتعبيره.

المصدر: مراكش الان

إقرأ أيضاً:

الدكتور نظير عياد: التجديد في الخطاب الديني أصبح ضرورة ملحة

بحضور فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، انطلقت فعاليات ندوة "الخطاب الديني وبناء الوعي لدى الشباب" التي نظمتها الإدارة العامة لرعاية الشباب بجامعة حلوان بالتعاون مع أسرة من أجل مصر المركزية. 

جاءت الندوة تحت رعاية الدكتور السيد قنديل رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور حسام رفاعي نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور عماد أبو الدهب نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، والدكتور وليد السروجي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، الدكتور جمال على عميد كلية التجارة وإدارة الأعمال 

وأقيمت الفعالية بمجمع الفنون والثقافة تحت إشراف الدكتور أشرف رضا المدير التنفيذي للمجمع، بمشاركة الدكتور محمد حلمي رائد أسرة من أجل مصر المركزية.

أكد الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، أن تنظيم مثل هذه الفعاليات يُعد من أولويات الجامعة لتعزيز وعي الطلاب وتعريفهم بأمور دينهم من خلال جهات موثوقة. واعتبر وجود الدكتور نظير عياد فرصة استثنائية للطلاب للاستفادة من علمه الغزير ورؤيته المستنيرة في قضية تجديد الخطاب الديني.

شدد قنديل على أن دور جامعة حلوان التنويري والتثقيفي يتجاوز تقديم المعرفة الأكاديمية ليشمل بناء شخصية الطالب الواعية والمتوازنة، المدركة لتحديات عصرها.

وأضاف أن تجديد الخطاب الديني ليس مجرد قضية نظرية، بل ضرورة مجتمعية لمواجهة الأفكار المتطرفة التي تهدد استقرار الأوطان والقيم الإنسانية. وهنا يبرز دور العلماء الأجلاء كالدكتور نظير عياد في تقديم تفسير مستنير للنصوص الدينية يراعي متغيرات العصر ويؤصل قيم التسامح.

ومن جانبه رحب الدكتور حسام رفاعي نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب بفضيلة المفتي مؤكداً إننا ندرك تمامًا أن شباب الجامعات هم عماد المستقبل وقادة الغد، ومن هنا تأتي أهمية هذه اللقاءات التي تهدف إلى توعية الطلاب بأهمية الفكر المستنير، ومساعدتهم على فهم صحيح الدين بعيدًا عن التشدد والغلو. ونحن على يقين أن لقاء اليوم سيترك أثرًا عميقًا في نفوس أبنائنا الطلاب، ويحفزهم على تحمل مسؤولياتهم تجاه مجتمعهم، كجيل يؤمن بالعلم، الحوار، والتسامح.

وخلال كلمته وجه فضيلة المفتي الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية الشكر لأسرة جامعة حلوان على الدعوة الكريمة لإعادة الوعي وبناء الإنسان ومناقشة التطرف الديني وأثره وأسبابه على هدم المجتمعات وهي قضية هامة تناقش الفهم غير السليم للدين للجماعات المتشددة، ويعد التحاور والمناقشة  ضرورة حياتية وفريضة في هذه الآونة لدفع  الافتراءات الملصقة بصحيح الدين، وتجديد الخطاب الديني يمثل دفعة قوية لبناء الإنسان، وارجو ان يكون لبنة لبناء الإنسان والعودة لصحيح الدين تاخذ بصلاح أبنائنا وبناتنا .

وأضاف الدكتور عياد أن هذا اللقاء يعد أحد اللقاءات المهمة التي تطرقت لموضوع مهم وهو قضية تجديد الخطاب الديني والتطرف من الالتزام أو الانفلات ، وقد جاء الدين الإسلامي بهدف تحقيق الصلاح في الحياة الاولى والفلاح في الآخرة، و نظرة الناس للدين تأتي متفاوتة لذا جاءت الدعوة للتجديد في الدين  فالله يبعث على رأس كل أمة كل مائة سنة من يجدد بها فهي ارادة ربانية والواقع أننا يمكن أن نطمئن أن طبيعة الدين تقبل وتوجب التجديد فهو يتميز بخصائص المرونة والثبات والصلاحية لكل زمان ومكان فالدين فيه الثابت والمتغير، فالتجديد ضرورة وهي مسألة خطيرة،  ولكن يجب انتقاء من يجدد  فالدعوة إلى الله تحتاج إلى أدوات ووسائل وعناصر ولا يمكن أن يقوم بها الا من تتوافر به عدة أمور ابرزها ما يسمى بالرسوخ في العلم والقدرة على التعامل مع النص وفهم الواقع وإنزال حكم الله مع واقع الناس دون الاعتراض على أمر إلهي ، وعالم الدين هو المنوط به تجديد الدين كل منا في مجاله .

وغياب التجديد يلزم عنه آفة التطرف بأبعادها سواء كان تطرف ديني او لا ديني لأنه في حقيقة الامر لا يوجد تطرف في الدين إنما تطرف في سلوك المنتمين للدين، ودعاة التحرير والتنوير حاولوا أن يتعاملوا مع النص الديني بعيدا عن مضمونه ونصه ، وجاء ذلك  نتيجة عدم تجديد الخطاب الديني ، وأصبح الدين  مهنة من لا مهنة له ، واختزل البعض الأحكام من خلال  قراءة انتقائية لأحكام الدين مما أدى لاتهام الدين بما ليس فيه .
لذا الفهم الصحيح للدين وعرضه بصورة سلسة أصبحت ضرورة واجبة فالغلو والتشدد أبعد ما يكون عن مراد الله تعالى، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا .

كما تضمنت الفعالية الإجابة على تساؤلات الطلاب الخاصة بالعبادات والأمور الدينية والحياتية، وفي الختام تم  تبادل الدروع.

وجاءت الفعاليات تحت إشراف الدكتور أحمد عليق مستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية، واللواء محمد أبو شقة امين عام الجامعة، والأستاذ هشام رفعت أمين الجامعة المساعد لشئون التعليم والطلاب ، الأستاذ محمد السيد جاد مدير عام الإدارة العامة لرعاية الشباب.

مقالات مشابهة

  • المنشاوي يرأس اجتماع المجلس الأكاديمي لجامعة أسيوط الأهلية
  • الجامعة القاسمية و”وام” تختتمان مؤتمر “صناعة المحتوى”
  • “الوطنية لحقوق الإنسان” توثق وفاة طالب بالكلية الجوية بمصراتة جراء التعذيب
  • مجموعة “الدكتور عبد القادر سنكري وأبناؤه” تشارك بمشروع دعم برامج استمرارية التعليم في لبنان
  • إلباييس: فرق الإغاثة المغاربة “جنود الصحراء” يعملون بدون توقف لإزالة أوحال الفيضانات
  • الدكتور نظير عياد: التجديد في الخطاب الديني أصبح ضرورة ملحة
  • الأمير الدكتور فيصل بن مشعل يرعى حفل افتتاح مؤتمر “قيصر” الدولي للجراحة
  • الصكوك الوطنية تطلق صك “زايد وراشد”
  • “المياه الوطنية”: واحة بريدة صاحبة “أول بصمة مائية” في العالم و”أول بصمة كربونية” في الشرق الأوسط وأوروبا.. وتتحول إلى خزانٍ لامتصاص “الانبعاثات”
  • بسبب قضية “مكافحة الاحتكار”.. غوغل قد تُجبر على بيع “كروم”