زنقة 20:
2025-04-27@03:18:41 GMT

أغاليط الوعي الزائف حول الدولة

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

بقلم : ذ. امحمد لقماني

ثمة نقاش صاخب و جريء يحتل بعض مواقع التواصل الإعلامي و الاجتماعي، مضمونه وجود تهديدات و مخاطر وشيكة  و مؤكدة تتربص بالبلاد ، بعضها ( أي التهديدات) يقال أن مصدرها خارجي فيما البعض الآخر  يتزعمه الطابور الخامس .

رواد هذا النقاش، حتى وإن افترضنا فيهم حسن النوايا و الغيرة الوطنية، إلا أن نتيجته تكاد تكون عكسية، إذ لا يقف في حدود البناء الخطابي، بل يقـود إلى تغذية الرأي العام بأفكار و هواجس ليس لها ما يبررها، و أكثر من ذلك تذهب في اتجاه تبخيس الدولة و التشكيك في قدرة مؤسساتها على مواجهة مختلف المخاطر، بغير قليل من الخفة  ومن الفقر الفكري والنظري بمفهوم الدولة و تطورها.

المغاربة، مهما اختلفوا وتجاذبوا فيما بينهم، فإن فكرة الانتماء للوطن تجمهعم و الولاء للدولة يُوحدُ كيانهم.  فالمغاربة عاشوا و منذ زمن بعيد في كنف هذا الوجدان الأصيل الذي أبقاهم أحراراً وعصاةً عن التطويع و الاحتواء رغم عنف الإيديولوجيات و قسوة الغزوات ووطأة المؤامرات والتواطئات.

نعم، المغاربة، لديهم كل المقومات الأصيلة في الثقافة والانتماء و التدين و السياسة ، التي تسمح بتوطين فكرة الدولة الحديثة في البيئة المغربية بدون إكراه أو إسقاط أو استنساخ.  ولعل هذا الرسوخ للدولة يعود، في جزء كبير منه، إلى تلازمها ( أي الدولة)   للملكية في تجسيدهما معا للكيان الجامع.

هذا التلازم إلى حد التماهي يسبغ على النظام السياسي المغربي طابعا خاصا يميزه عن انظمة سياسية أخرى حيث تتماهي الدولة مع الحزب ( الصين) أو القبيلة( افريقيا) أو العائلة( امارات الخليج) أو الإمام( ايران) أو العسكر ( الجزائر).

والملاحظ في  التجربة المغربية أن مختلف التحولات و النقلات النوعية في التاريخ السياسي الحديث والمعاصر للبلاد، لم تُبْنَ قط على القطائع الكبرى بقدر ما تأسست على نهج الاستيعاب تارة  والتوافق  البناء تارة أخرى. وهذا النهج  شكل دوماً مخرجاً هادئاً من الأزمات والتوترات، وإسمنتاً للبناءات و التراكمات.

وكل من لم يستفد من هذه الدروس المستقاة من صميم تاريخ الدولة بالمغرب، فإنه يحكم على نفسه بالاغتراب حتى وإن كانت تحليلاته وأطروحاته تمتلك بعض عناصر الجاذبية والتماسك النظري.  وهذا عين ما أصاب بعض نخب اليوتوبيا التي وجدت نفسها  قليلة الحيلة أمام مغرب أبان عن ممانعة عجيبة أمام هول الصدمات السياسية و الهزات الامنية ، بما فيها تلك الآتية رياحها من خارج الديار؛ فلا مشروع  الحزب الوحيد نجح، و لا انقلاب عسكري نجح، و لا ثورة اشتراكية نجحت، و لا الفكرة الجهادية الاسلاموية نجحت،  بل وحتى  موجة ما سمي بالربيع العربي المحمول على فكرة الفوضى الخلاقة في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد، أبانت من خلالها الدولة بالمغرب على قدرة هائلة على الاستيعاب و التكيف الإيجابي و امتصاص الصدمات، عكس أغلب المجتمعات العربية التي سقطت فيها الدولة كقصر من رمال و دخل أهلها في أتون حروب أهلية  أتت على الاجتماع الوطني  بالخراب و الدمار.

فما الذي جعل الدولة تسقط هناك و تصمد هنا ؟ هي أربعة عوامل سوسيوسياسية  تقف وراء متانة الدولة و فاعليتها الاجتماعية، تنبه لها المغرب مبكرا غداة الاستقلال  لكن أهملتها  باقي الدول العربية و الافريقية، و هي عينها العوامل التي ميزت الذكاء الاستباقي  للمغرب في توقع المخاطر و تدبير الأزمات :

1- منع الحزب الوحيد و اعتماد التعددية الحزبية و النقابية ؛

2- إبعاد الجيش عن السياسة ؛

3- إبعاد الدين عن السياسة و تحصين المجال الديني داخل حقل إمارة المؤمنين ؛

4- اعتماد نهج اقتصادي منفتح.

لذلك على دعاة التخوين و المهووسين بنظرية المؤامرة ، أن يتملَّكوا وعيا بمفهوم الدولة  في النسق السياسي المغربي  في تطوره التاريخي و ليس انطلاقا من شبكة  قراءة  مؤدلجة لا صلة تَشُدّها إلى الواقع الموضوعي للمغرب.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

بيان ريال مدريد حول فكرة الانسحاب من النهائي أمام برشلونة

بعد انتشار أنباء عن انسحاب ريال مدريد من نهائي كأس الملك أمام الغريم برشلونة، مساء السبت، أنهى النادي “الملكي” الجدل ببيان جديد.
ووفقا لسكاي سبورتس، أكد “الملكي” أن الفريق لم يفكر أبدا في الانسحاب من النهائي، بالرغم من مقاطعته المؤتمر الصحفي الجمعة.
وأكد ريال مدريد أنه لم يفكر قط في مقاطعة نهائي كأس ملك إسبانيا، رغم انتقاده الشديد للتصريحات “غير المقبولة” التي أدلى بها المسؤولون بعد مؤتمر صحفي مثير للجدل لحكم المباراة.
وألغى ريال مدريد اللقاءات الإعلامية والتدريبات الرسمية قبل المباراة النهائية بعد تصريحات الحكم دي بورغوس بينغويتشيا، قبل أن يؤكد لاحقا مشاركته في المباراة.
وأصدر ريال مدريد بيانا جاء فيه: “في ضوء الشائعات التي انتشرت في الساعات الأخيرة، يُعلن نادي ريال مدريد أن فريقنا لم يُفكر أبدا في الانسحاب من نهائي الغد”.
تصريحات الحكم الإسباني
وفي مؤتمر سابق صباح الجمعة، انفجر الإسباني ريكاردو دي بورغوس حكم نهائي كأس ملك إسبانيا من البكاء بعد هجوم قناة ريال مدريد العنيف تجاهه.
وقال دي بورغوس في المؤتمر الصحفي قبل نهائي كأس الملك، منفجرا من البكاء: “عندما يذهب ابنك إلى المدرسة ويخبره الآخرون أن والده لص ويعود إلى المنزل باكيًا، فسيكون الأمر صعبا للغاية”.
وأكمل حكم النهائي في المؤتمر “أحاول تثقيف ابني وإخباره أن والده أمين، وأنه مجرد رياضي عادي”.
وأضاف: “عندما أترك التحكيم أريد لابني أن يفخر بما كان عليه والده وبالتحكيم الذي منحنا قيمًا كبيرة”.
وعن المستوى الحالي للحكام، رد “مررنا بعامين صعبين، ورغم ارتكاب بعض الأخطاء إلا أن مستوانا الحالي ليس سيئا على الإطلاق ويمكننا التحسن، ولكن يجب أن يشعر اللاعبون بالرضا”.
وأتم: “ما نمر به خطر، ليس فقط بين المحترفين، ولكن الأمر يمتد للعائلات، وخاصة أن كرة القدم شعبية، ويجب أن يتأمل الجميع ذلك”.

سكاي نيوز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • "البيجيدي": "بلوكاج" بنكيران و"إرباك" حكومة العثماني وانتخابات 2021 عوامل شككت المواطنين في الجدوى من السياسة
  • ابن كيران: القضايا التي دافع عنها "البيجيدي" تظهر حاجة البلاد إلى حزب وطني مستقل معتز بمرجعيته الإسلامية
  • بيان ريال مدريد حول فكرة الانسحاب من النهائي أمام برشلونة
  • ما هي الإمتيازات التي كانت تدافع عنها د. هنادي شهيدة معسكر زمزم
  • البيان الأخير لجماعة الإخوان.. بين المقاومة الأيديولوجية والتوظيف السياسي
  • هبة مجدى: استغرقت 3 ساعات لاستيعاب فكرة مسلسل منتهى الصلاحية
  • «الجبهة الوطنية» تهنئ الرئيس والقوات المسلحة والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء
  • الأزمي: بدون العدالة والتنمية، السياسة في المغرب تفقد معناها
  • دولة آسيوية تتراجع عن فكرة انسحابها من أوبك+
  • الجديد: فكرة بطاقات توزيع الوقود مرفوضة