زنقة 20:
2025-01-23@02:40:07 GMT

أغاليط الوعي الزائف حول الدولة

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

بقلم : ذ. امحمد لقماني

ثمة نقاش صاخب و جريء يحتل بعض مواقع التواصل الإعلامي و الاجتماعي، مضمونه وجود تهديدات و مخاطر وشيكة  و مؤكدة تتربص بالبلاد ، بعضها ( أي التهديدات) يقال أن مصدرها خارجي فيما البعض الآخر  يتزعمه الطابور الخامس .

رواد هذا النقاش، حتى وإن افترضنا فيهم حسن النوايا و الغيرة الوطنية، إلا أن نتيجته تكاد تكون عكسية، إذ لا يقف في حدود البناء الخطابي، بل يقـود إلى تغذية الرأي العام بأفكار و هواجس ليس لها ما يبررها، و أكثر من ذلك تذهب في اتجاه تبخيس الدولة و التشكيك في قدرة مؤسساتها على مواجهة مختلف المخاطر، بغير قليل من الخفة  ومن الفقر الفكري والنظري بمفهوم الدولة و تطورها.

المغاربة، مهما اختلفوا وتجاذبوا فيما بينهم، فإن فكرة الانتماء للوطن تجمهعم و الولاء للدولة يُوحدُ كيانهم.  فالمغاربة عاشوا و منذ زمن بعيد في كنف هذا الوجدان الأصيل الذي أبقاهم أحراراً وعصاةً عن التطويع و الاحتواء رغم عنف الإيديولوجيات و قسوة الغزوات ووطأة المؤامرات والتواطئات.

نعم، المغاربة، لديهم كل المقومات الأصيلة في الثقافة والانتماء و التدين و السياسة ، التي تسمح بتوطين فكرة الدولة الحديثة في البيئة المغربية بدون إكراه أو إسقاط أو استنساخ.  ولعل هذا الرسوخ للدولة يعود، في جزء كبير منه، إلى تلازمها ( أي الدولة)   للملكية في تجسيدهما معا للكيان الجامع.

هذا التلازم إلى حد التماهي يسبغ على النظام السياسي المغربي طابعا خاصا يميزه عن انظمة سياسية أخرى حيث تتماهي الدولة مع الحزب ( الصين) أو القبيلة( افريقيا) أو العائلة( امارات الخليج) أو الإمام( ايران) أو العسكر ( الجزائر).

والملاحظ في  التجربة المغربية أن مختلف التحولات و النقلات النوعية في التاريخ السياسي الحديث والمعاصر للبلاد، لم تُبْنَ قط على القطائع الكبرى بقدر ما تأسست على نهج الاستيعاب تارة  والتوافق  البناء تارة أخرى. وهذا النهج  شكل دوماً مخرجاً هادئاً من الأزمات والتوترات، وإسمنتاً للبناءات و التراكمات.

وكل من لم يستفد من هذه الدروس المستقاة من صميم تاريخ الدولة بالمغرب، فإنه يحكم على نفسه بالاغتراب حتى وإن كانت تحليلاته وأطروحاته تمتلك بعض عناصر الجاذبية والتماسك النظري.  وهذا عين ما أصاب بعض نخب اليوتوبيا التي وجدت نفسها  قليلة الحيلة أمام مغرب أبان عن ممانعة عجيبة أمام هول الصدمات السياسية و الهزات الامنية ، بما فيها تلك الآتية رياحها من خارج الديار؛ فلا مشروع  الحزب الوحيد نجح، و لا انقلاب عسكري نجح، و لا ثورة اشتراكية نجحت، و لا الفكرة الجهادية الاسلاموية نجحت،  بل وحتى  موجة ما سمي بالربيع العربي المحمول على فكرة الفوضى الخلاقة في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد، أبانت من خلالها الدولة بالمغرب على قدرة هائلة على الاستيعاب و التكيف الإيجابي و امتصاص الصدمات، عكس أغلب المجتمعات العربية التي سقطت فيها الدولة كقصر من رمال و دخل أهلها في أتون حروب أهلية  أتت على الاجتماع الوطني  بالخراب و الدمار.

فما الذي جعل الدولة تسقط هناك و تصمد هنا ؟ هي أربعة عوامل سوسيوسياسية  تقف وراء متانة الدولة و فاعليتها الاجتماعية، تنبه لها المغرب مبكرا غداة الاستقلال  لكن أهملتها  باقي الدول العربية و الافريقية، و هي عينها العوامل التي ميزت الذكاء الاستباقي  للمغرب في توقع المخاطر و تدبير الأزمات :

1- منع الحزب الوحيد و اعتماد التعددية الحزبية و النقابية ؛

2- إبعاد الجيش عن السياسة ؛

3- إبعاد الدين عن السياسة و تحصين المجال الديني داخل حقل إمارة المؤمنين ؛

4- اعتماد نهج اقتصادي منفتح.

لذلك على دعاة التخوين و المهووسين بنظرية المؤامرة ، أن يتملَّكوا وعيا بمفهوم الدولة  في النسق السياسي المغربي  في تطوره التاريخي و ليس انطلاقا من شبكة  قراءة  مؤدلجة لا صلة تَشُدّها إلى الواقع الموضوعي للمغرب.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

بو عاصي: وجود حقيبة المال بيد وزراء أمل خرب الدني

اعلن عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي أن الدولة اللبنانية كطائرة محطّمة أخرجناها من "بؤرة كسر" الى المدرج، لكن هذا لا يعني ان مشاكلنا حلّت إنما إنطلقنا على طريق الحل ولكن لا يظنّن أحد أننا وصلنا.

وفي مقابلة عبر الــ mtv، أشار الى ان "الكل مستعجل لتشكيل الحكومة بهدف إعادة انتظام عمل المؤسسات ولكن بعض الأمور التي تحصل بعكس كل المنطق السياسي، مضيفاً: "بعض ما يتم تداوله خارج اي منطق كحديث بعضهم عن الحاجة لحكومة غير سياسية! أقترح عليهم تشكيلها من ناديي الرياضي والحكمة ولكن فاتنا أن الرياضي مقرب من تيار المستقبل والحكمة من القوات اللبنانية. كما يدعو البعض الآخر الى ألا تضم حزبيين. في كل دول العالم الحكومات سياسية ولا تناقض بين الحزبي والكفوء. الناس تثق بالأحزاب فنحن كقوات مثلاً حصدنا اكثر من 220 الف صوت".

تابع: "وزراء "القوات" أظهروا طريقة حكم مختلفة والاخصام أشادوا بأدائهم قبل الاصدقاء. اذكّر أنني اقدمت على إلغاء عقود مئات الموظفين الذين شكلوا فائضاً في وزارة الشؤون الاجتماعية قبل أيام من الانتخابات النيابية. إنتمائي الحزبي وفّر لي الغطاء لاقوم بخطوة رجل الدولة هذه".

بو عاصي أشار الى أن  "القوات مع حكومة منسجمة ولا تهتم لحكومة جامعة"، لافتاً الى ان "من المفترض أن تحاسب الأقلية المعارضة في مجلس النواب الأكثرية الحاكمة في مجلس الوزراء لكن هذا أمر غير قائم في لبنان".

كما وشدّد رداً على سؤال على أن تكليف الرئيس نواف سلام هو صناعة محلية، مؤكّداً ان أي كتلة لم تتعرّض لأي ضغط.

وفي ما يتعلق بحقيبة وزارة المال وإمكان منحها للشيعة مجدداً، أوضح: "لا مشكلة لدي إن كان وزير المال بوذياً او هندوسياً أو مارونياً أو شيعياً. ولكن لا يجوز بأي شكل تكريس حقيبة لأي طائفة ولم يتم ذلك إلا بوهج سلاح الحزب. لقد اعطوها زوراً طابع الميثاقية وتحت هذا الغطاء راح وزير المال يتحكم عبر إمضائه بمصير باقي الوزارات بشكل غير مقبول".

تابع: "وجود حقيبة المال بيد وزراء "أمل" على مدى السنوات الماضية "خرب الدني" والوزراء المتعاقبون على وزارة المال مسؤولون عن تدمير الاقتصاد وانهياره. لذا أمر خطر ربط حقيبة وزارة المال بطائفة لأنّه يُعطي صلاحية للوزير باستنسابية التوقيع.

ردّاً على سؤال، أجاب: "لا يمكننا الحديث في الوقت الحالي عن "deal breaker" إن أعطيت حقيبة المال لشيعي بحيث لا نشارك كـقوات بالحكومة. في الأساس أي قرار في هذا الصدد يتخذه تكتل الجمهورية القوية مع الهيئة التنفيذية في القوات. ولكن الثلاثية السابقة (جيش - شعب - مقاومة) وتكريس حقيبة لطائفة معينة والثلث المعطل هي الامور التي نرفضها بالمطلق".

تابع: "لسنا مع إعطاء "الحزب" أكثر من حصته لأنه في كل مرة يؤذي لبنان واللبنانيين. للتذكير، في العام 2005 كان الحزب بحالة أكثر سوءاً من المرحلة الحالية وجاء بعدها اتفاق مار مخايل كنفحة سمحت له الإجهاز على الدولة".

من جهة أخرى، إعتبر بو عاصي أن "الحزب" جزء من الدولة العميقة والعقيمة الى جانب بعده الايديولوجي وارتباطه بالجمهورية الاسلامية في إيران"، مضيفاً: "لذا نحن كـقوات لبنانية بالطبع مع تفكيك التركيبة التي أدار الحزب من خلالها  شؤون الدولة لأنه مارس الإطباق على البلاد كالأخطبوط وهذه خطورته".

ختم بو عاصي: "علينا العمل كي تكون العلاقة بين لبنان وسوريا سليمة وندّية بحيث يتم التخلي عن المطامع التوسعية لدى سوريا الممتدة من العام 1920 حتى سقوط نظام بشار الأسد وأدعو المسؤولين اللبنانيين لدعوة المسؤولين السوريين لزيارة لبنان لا ان نكتفي بزيارة سوريا".

مقالات مشابهة

  • تهديد ترامب للديمقراطية الليبرالية في الولايات المتحدة
  • تكالة يبحث مع نائبيه ومقرر مجلسه مستجدات الحالة السياسة الليبية الراهنة
  • عضو بحزب الوعي: كلمة الرئيس في احتفالية الشرطة تحمل معان وطنية وإنسانية عميقة
  • حزب الوعي: كلمة الرئيس باحتفالية عيد الشرطة تؤكد تقدير الدولة لشهدائها
  • بو عاصي: وجود حقيبة المال بيد وزراء أمل خرب الدني
  • المكتب السياسي لحزب "الجرار" ينتقد تعثر التنسيق في الأغلبية الحكومية في سياق تسخينات انتخابات 2026
  • الـBusiness Insider :ماذا يعني المشهد السياسي المتغير في لبنان بالنسبة لحزب الله؟
  • المصريين الأحرار بالسويس يناقش آليات مكافحة الشائعات وتعزيز الوعي الوطني
  • حزب الوعي: مشاركة مصر في أعمال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي التزام بتعزيز حضورها الدولي
  • محافظ الغربية: الصحافة القومية شريك محوري في بناء الوعي ودعم التنمية