فلسطين ومؤتمرات العرب وقمم المسلمين..
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
لقاءات ومؤتمرات وتصريحات يطلقها العرب والمسلمون حول فلسطين ومجازر العدو الصهيوني بحق أبواقها تزداد وتتسع المذابح وتطال المرافق الصحية والخدمية في حرب غير مسبوقة بأدواتها وأطرافها، ومن مؤتمر سلام القاهرة إلى اللقاءات المكوكية العربية، إلى مؤتمر (ماكرون) الذي لا يعد كونه تجمعاً لتسجيل حضور فرنسي بحثا عن دور لها في المنطقة وهي المطرودة من أفريقيا، وغدا أو بعده قيل هناك مؤتمرا قمة عربي وإسلامي برعاية نظام آل سعود، فماذا ستكون نتائج هذه المؤتمرات؟!
هل سيكون للعرب والمسلمين موقف يعيد للعروبة ألقها وللإسلام قيمه السمحة؟!
هل ستخرج هذه القمم بموقف يرفع الضيم والظلم عن أبناء فلسطين وغزة ويعمل على وقف الوحشية الصهيونية؟
هل سينتصر العرب والمسلمون لدماء أطفال غزة وشيوخهم ونسائهم؟!
ماذا سيناقش العرب والمسلمون في قممهم المرتقبة؟ هل سيناقشون آلية دعم الشعب العربي في فلسطين ويمدون المقاومة بالسلاح والمال والعتاد المطلوب لمواصلة كفاحهم ضد العدو المحتل؟!
هل سيناقشون مقاطعة الصهاينة والأمريكان ومن يتحالف معهم ويساند حق الصهاينة (بالدفاع عن النفس)؟!
هل سيقرر العرب والمسلمون الاقتداء بحلفاء الكيان الصهيوني وإعلان مساندتهم وتضامنهم مع الشعب العربي المسلم في فلسطين ودعمهم بكل متطلبات الصمود إسوة بمواقف أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والغرب الذين أعلنوا تضامنهم مع كيان العدو وهرولوا إليه معبرين عن تضامنهم معه ومؤكدين وقوفهم المبدئي والثابت إلى جانبه ومناصرته ضد (إرهاب الشعب العربي الفلسطيني) الذي أصبح هو (الإرهابي والمجرم) والكيان المحتل هو الحمل الوديع والضحية المجني عليه.
ماذا سيناقش العرب والمسلمون في قمتهم المرتقبة بعد أكثر من شهر من المذابح والمجازر الصهيونية التي تتم برعاية أمريكية غربية وفي ظل صمت دولي مطبق، وهل ما يجري للشعب العربي في فلسطين وغزة تحديدا منذ 7 أكتوبر الماضي، أي منذ أكثر من شهر أسقط خلالها العدو أكثر من 35 ألف طن من المتفجرات منها أسلحة محرمة دولية وبعد استشهاد أكثر من ستة آلاف طفل ناهيكم عن أولئك الذين لا يزالون تحت الأنقاض لعدم تمكن فرق الإنقاذ من أخراجهم ودفنهم لنقص في معدات الأنقاض، ماذا سيقدم العرب والمسلمون لفلسطين بعد استشهاد أكثر من ثلاثة آلاف امرأة هن زوجات وأمهات، ماذا سيقدم حكام العرب والمسلمون لفلسطين وقد بلغ عدد الشهداء قرابة 11 ألف شهيد وهناك 30 ألف جريح، وبعد دمار القطاع بمشافيه ومراكزه الصحية وبنيته التحتية.
نعم.. ماذا في جعبة الحكام العرب والمسلمين وعلى ماذا سيجتمعون ويتفقون؟ هل يملكون القدرة علي إيقاف العدوان ومحاكمة المجرمين الذين ارتكبوا المجازر بحق الشعب الفلسطيني ليس في قطاع غزة بل في كل فلسطين بما فيها أرض 48 المحتلة، منذ أكثر من شهر وأمام هول وبشاعة الجرائم الصهيونية وتصريحات قادة العدو المستفزة ومعها التصريحات الأمريكية والغربية الوقحة، لم نسمع ولم نشاهد موقفاً عربياً أو إسلامياً يعكس وحدة الهوية والانتماء ولا وحدة العقيدة ولم نر حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر) صدق رسول الله.
إذا ماذا في جعبة النظام العربي والإسلامي لم نعرفه بعد ولم يعلن عنه؟
ومع ذلك نرحب ويرحب كل عربي ومسلم بهذا الجمع العربي الإسلامي في بلاد يفترض أنها بلاد رسول الله وفيها مدينته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وفيها بيت الله الحرام، وكل أملنا أن تخرج هذه القمم بقرارات ترتقي لمستوى قدسية مكة والمدينة وتعاليم ديننا الإسلامي وبما تتطلبه وحدة الهوية والانتماء وقيم العروبة وأخلاقياتها وبما يتماهى مع وحدة الهوية والانتماء والمصير الواحد.
غير أن الخوف كل الخوف أن يخضع المجتمعون لتعاليم أمريكا ويجبروا على إدانة المقاومة واعتبارها حركات (إرهابية) قامت بمغامرة طائشة وبعمل إرهابي ضد (دولة ديمقراطية متحضرة) حسب مزاعم أمريكا والغرب الذين ينظرون للحدث من يوم 7 أكتوبر ولا علاقة لهم بـ75 عاما من الاحتلال، ينظرون للحدث متجاهلين دوافعه وأسبابه ومتجاهلين أن هذا العدو الإرهابي تجاهل كل القوانين والتشريعات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة بما في ذلك قرار التقسيم الذي قبل به الكيان وحصل بقبوله علي هذا القرار بالاعتراف الدولي عام 1948م وبعد أن نال الاعتراف تنكر للقرار ولم يعمل به حتى اليوم.
إن القادة العرب والمسلمين مطالبين بالخروج بموقف موحد يرتقي لمستوى التضحيات التي قدمها شعبنا العربي في فلسطين، موقف يرتقي لمستوى الجرائم الصهيونية، أو فلا يلطخوا وجوههم بمزايدات من مواقف العار والانهزام، أن المشهد الفلسطيني لم يعد يحتمل التخاذل والسمسرة والمساومة والتسويف والمزايدة، أن النظام العربي برمته والنظام الإسلامي أمام تحد حقيقي، تحدي يتصل بوجودهم وبدورهم ومكانتهم وشرعيتهم.
مطلوب موقف عربي وإسلامي يرتقي لتضحيات أطفال ونساء وشيوخ فلسطين، ويتماهى مع بطولات المقاومة الأسطورية التي استطاعت ولا تزل تمرغ جيش العدو وتلحق به العار والهزيمة رغم المجازر التي يرتكبها العدو بحق المدنيين الأبرياء تعبيرا عن فشله وإخفاقاته في الميدان أمام أبطال المقاومة الصامدين للشهر الثاني أمام وحشية القوة الصهيونية وجيشها الذي أثبت للعالم أنه جيش مهزوم وفاشل وجبان ولهذا يحاول إرعاب أبطال المقاومة بارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل ومحاصرتهم من الغذاء والدوا والماء والكهرباء في سابقة لم بقوم بها أحدا قبل الصهاينة عبر التاريخ.
فهل تأتي قرارات قمتي العرب والمسلمين مختلفة عن سابقاتها أم ستأتي على غرار قمة 1982م التي عرفنا فيها مبادرة آل سعود للسلام.؟!
تلك المبادرة التي كتبها الصحفي الأمريكي (توماس فريدمان) وقدمت للقمة باسم ولي العهد السعودي حينها الأمير عبد الله بن عبدالعزيز، للتغطية على جرائم الصهاينة في لبنان..
والخشية أن تأتي قمم السعودية اليوم تلبية لطلب أمريكي صهيوني غربي والهدف التحايل على تضحيات الشعب العربي في فلسطين ومصادرة تضحيات المقاومة وتلميع الوجه الصهيوني القبيح.
هذا ما سوف تكشف عنه تداعيات الأيام القادمة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
للمرة الرابعة عشرة (فلسطين 2) يدك عمق الكيان.. أزمة إسرائيلية في مواجهة اليمن
يمانيون ـ تقرير | علي الدرواني
مع وصول صواريخ (فلسطين 2) البالستية الفرط صوتية اليمنية إلى “تل أبيب” يافا المحتلة، تتحطم نظرية الأمن الصهيونية المبنية على القبة الحديدة والدفاعات الجوية متعددة الطبقات في مواجهة الصواريخ اليمنية، لاسيما الفرط صوتية منها، والتي وصلت حتى كتابتة هذه السطور إلى 14 صاروخا، من (نوع فلسطين 2) بميزته الفريدة الفرط صوتية، التي افتتحها صاروخ حاطم.
منذ الخامس عشر من سبتمبر واصلت القوات المسلحة اليمنية قصفها المطرد على أهداف حساسة وحيوية لكيان العدو، بينها قاعدة نيفاتيم التي استهدفت مرتين بصواريخ فلسطين2، ومطار بن غوريون الذي قصف مع عودة المجرم نتنياهو من واشنطن، وفي الأسبوع الماضي جاء قصف مقر وزارة حرب العدو ضمن أهداف أخرى وسط الكيان، ليكون صاروخ السبت أبرز تلك الصواريخ.
من ادعاء الاعتراض إلى الاعتراف بالفشل
طوال الفترة الماضية يحاول العدو الإسرائيلي التقليل من الصواريخ اليمنية ومفاعيلها على الأرض، وإن كان يعترف بوصولها، إلا أنه يدعي اعتراضها خارج الغلاف الجوي أحيانا، ويذهب لتفسير الانفجارات والأضرار الناتجة في المنشآت الصهيونية على أنها بسبب الصواريخ الاعتراضية، لكنه لا يستطيع أن يقدم أي تفسير على التخبط والتناقض بين الادعاءات وما توثقه كاميرات المستوطنين.
كان أول صاروخ فرط صوتي (فلسطين 2) عشية 12 من ربيع الأول، مع احتفالات اليمن بالمولد النبوي الشريف (15 سبتمبر). حينها قال جيش العدو إنه جرت عدةُ محاولات اعتراض من منظومتي حيتس والقبة الحديدية، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه جرى إطلاق أكثر من عشرين صاروخا اعتراضيا، كلها كانت فاشلة في اعتراضه، في حين أضافت صحيفة يديعوت أحرنوت أن الصاروخ اليمني لم يتم اكتشافه إلا في مرحلة متأخرة للغاية، مؤكدة أن الصاروخ يتمتع بأنظمة ذكية تجعل من اعتراضه عملية صعبة للغاية، وقالت هآرتس: إن تحقيقا للقوات الجوية الإسرائيلية وجد أن الاعتراض كان جزئيا، حيث ادعت أن أحد الصواريخ ضرب الصاروخ اليمني لكنه فشل في تدميره.
استمرت مثل هذه الادعاءات مع كل صاروخ تقريبا (اعتراض او اعتراض جزئي) الى ان اتى صاروخ السبت وكشف ما تبقى من عورة الطبقات الدفاعية الصهيونية، حتى صفارات الإنذار لم تنطلق إلا في الوقت الضائع، وتناقل الإعلام الصهيوني شهادات مستوطنين أنهم سمعوا انفجار الصاروخ قبل صفارات الإنذار، والأحسن حالا منهم قال إنه سمع في الطوابق العليا لكن الوقت لم يسعفه للهروب الى الملاجئ قبل انفجار الصاروخ.
الشيء المهم هنا -بخصوص محاولات الاعتراض- أنه تم تفعيل منظومة “حيتس”، وأطلقت صاروخا واحدا للاعتراض، وأطلقت القبة الحديدة صاروخين، لتصبح ثلاثة صواريخ فقط، مقارنة بأكثر من عشرين صاروخا حاولت اعتراض أول بالستي فرط صوتي من نوع فلسطين2.
ومثلما وصل صاروخ الخميس، إلى منطقة “رامات غان” في “تل أبيب”، وتسبب بتدمير عدة منشآت في المنطقة، فقد وصل صاروخ السبت أيضا محدثا دمارا واسعا وحفرة بعمق عدة امتار، حسب الإعلام العبري، ادعى العدو في الأولى أنه نفذ “اعتراضا جزئيا” للصاروخ في محاولة للتخفيف من وقع فشل عملية الاعتراض، لكن هذه المحاولة لم تعد مجدية بالنسبة لصاروخ السبت، بعد أن “أثار الدمار الواسع العديد من التساؤلات حول مفهوم (الاعتراض الجزئي)”. حسب يديعوت أحرنوت.
وأخيرا يتم الاعتراف بالفشل وعدم تمكن الدفاعات الجوية الصهيونية من اعتراض هذا النوع من الصواريخ المتطورة.
“يديعوت أحرنوت” العبرية قالت إن هذه الضربة أثبتت وجود ثغرة خطيرة في الدفاعات الإسرائيلية، ووضعت احتمالا يفيد أن التطور الأكثر تعقيدا في هذا النوع من الصواريخ هو السبب في فشل اعتراضها.
أزمة الكيان فاقد الشيء لا يعطيه
نقلت هيئة الإذاعة الصهيونية أن الكيان بصدد الاستعداد لتنفيذ عدوان جيد على اليمن، لكن هذه المرة مع مشاركة دول أخرى يرجح، الأمر الذي يعكس عجز الكيان عن تحقيق أهدافه وردعه تجاه صنعاء دون مساعدة دولة أخرى، وهذا جانب من الأزمة التي يعاني منها الكيان، إلى جانب أزمة المسافة الطويلة، ونقص المعلومات الاستخباراتية حول اليمن، وهي نفسها الأزمة التي تعاني منها الولايات المتحدة الأمريكية، وبناءً عليه فإن الاستعانة الصهيونية بواشنطن ربما لن توفر لها ما يحقق أهدافها، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
الليلة الماضية نفذت القوات الأمريكية غارات عدوانية على صنعاء مدعية أنها استهدفت مخازن أسلحة ومنشأة قيادية، ولم تمر ساعات حتى اعترفت بسقوط طائرة حديثة في البحر الاحمر، مدعية أنها بنيران صديقة، لم تنطلِ تلك الادعاءات على أحد، أسوشيتد برس علقت مستنكرة: “لم يتضح على الفور كيف يمكن لـ Gettysburg أن تخطئ في اعتبار طائرة F/A-18 طائرة أو صاروخاً للعدو، خاصة وأن السفن في مجموعة قتالية تظل متصلة بالرادار والاتصالات اللاسلكية”. وسخر محلل شؤون الأمن القومي في مجلة ناشيونال انترست (براندون ويشيرت) على صفحته في اكس قائلا: “نيران صديقة؟! لقد وصلنا حقا إلى مستوى متدنٍ للغاية كقوة عظمى مزعومة عندما تكون هذه أفضل وأقرب قصة تصديقا للتغطية على حقيقة أن “الحوثيين” ربما أسقطوا إحدى طائراتنا”.