*بالرغم من أنني متيقن أن شهادتي مجروحة في الرفيق والصديق/عزيز بن حبتور، إلٱ أنني مصر إصراراً لا يعرف النكوص أو التراجع عن الإدلاء بهذه الشهادة التي مفادها ان الرجل هذا قد جمع بين اطراف المجد بجدارة لا يرقى لمصافها سوى قلة من الرجال الذين رحمهم ربي، وفوق كل ذلك نراه مثابرا على البقاء متموضعا في ذلك المربع كجندي وحارس أمين بمربع القيم والمبادئ الثورية، مؤكدا أن معادن الرجال تتفولذ في معامع الصهر للإرادات والمواقف الملحمية – – – معذرة على إقحامك عزيزي القارئ على الوقوف أمام قناعات ذاتية أفصحت بها لأسباب سيرد جلها في سياق هذه القراءة لمقال بن حبتور الجديد الذي بين أيدينا.

*
*وبالعودة لمضمون المقال الذي ضم عنوانه مفردات عصية على فهم واستيعاب من انبطحوا في التطبيع أو تواروا خلف صمت غير إيجابي، ليواروا سوءاتهم خلف سياجات من ظلمة الجهالة أو الشعور بجسامة الدور المقاوم، ورهابة الفعل الإجرامي ضد مدنيين عزل جلهم من النساء والأطفال والشيوخ بعد هزيمة نكراء وفضيحة مخزية، أدخلهم فيها فيلق الطوفان الجارف (لأسطورة الجيش الذي لا يقهر)، لكنه ليس قهراً فحسب بل تم تمريغ جباه قادته في وحل غزة العزة والكرمة وغيرها من المفردات التي أوردها الكاتب في ثنايا مقاله هذا.*
*لقد دشن الكاتب دخوله في المقال على صيغة التدوين التوثيقي ليوميات (طوفان – الأقصى) بالنص «للأسبوع الثالث على التوالي منذ اطلاق بشائر النصر…. إلى آخر التدشين»، وهو تدشين لم نعتده من الكاتب لكنها ضرورة يفترضها مضمون المقال، وجلل دلالاته الحاكمة وكذلك نتائج تداعياته والتي لم يرغب أن يدخل في تفاصيلها عامة، لكنني سأحاول ملامستها ولو بشيء من التكثيف الإيجابي فقط، نتيجة لأهمية أبعادها الإقليمية والدولية كذلك، ولكن بالطبع لاحقاً وأينما أتاح السياق لي بذلك.*
*يسترسل الكاتب في تسطير تشع من ثناياه أساريره المبتهجة، عكستها المفردات الواصفة لكينونة (الطوفان) ببشائر نصر انتظرته الأمتان العربية والإسلامية منذ ما يقارب ثلاثة أرباع القرن من الزمان، هي بالفعل عمر الكيان الصهيوني الغاصب للأرض الفلسطينية التي عاش فيها شعبنا الفلسطيني في ظل مجازر وويلات لا عد ولا حصر لها، منذ النكبة التي نزلت عليه بسبب التآمر الاستعماري الغربي وزادتها ممارسات الغاصب وعنجهيته قهراً وألماً لا تطيق الجبال تحمل شدة قساوته وجوره الذي فاق كل الأوصاف، في ظل سكوت مخجل من الحكام العرب خوفا على كراسي السلطة التي قدم المستعمر بعضها لهم، وبعضها الآخر ظل محل تنازع بيني أشغلهم عن المواجهة، حالة القهر والعسف وكل أنواع الاضطهاد التي عاشها شعبنا الفلسطيني الأبي صنعت منه (شعب جبارين) لم ينكسر ولم يخضع متمسكا بحقوقه المشروعة بالرغم من كل ذلك وبالرغم من وقف الغرب الاستعماري الذي بقي مساندا للكيان الذي زرعه لخدمة مصالحه في تمزيق شعوب أمتينا العربية والإسلامية.*
*في مدخل قصير لمتن المقال نجد الكاتب يوضح بعجالة موقف بلاده الداعم والمؤيد للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وكذلك موقف اليمن المؤيد والداعم للمقاومة الوطنية والإسلامية في لبنان الشقيق، مؤكدا أن هذا التأييد والتضامن ممتد إلى كافة شعوبنا العربية المقاومة بدون تفريط أو مَنّ بالفضل، ثم نرى الكاتب وقد عاد إلى سرده التوثيقي مستعينا بالأرقام وكذلك بشرح تصويري للمشاهد والحالات التي يعيشها قطاع غزة، مبينا ان 40% من مباني ومساكن القطاع تم تدميرها انتقاما متغطرسا حيث امتد إلى البنى التحتية فلم يترك أي منشأة مدنية أو دار خدمة أهلية أو سقف ورشة إنتاجية بما فيها أفران الخبز إلَّا ومسحها ومن فيها من بشر من خارطة العمران بالقطاع ومن السجل المدني للمواليد والأنفس، ولعل القاصمة للظهر هي ضربة مستشفى المعمداني الذي قتل وجرح كل من فيه من مرضى وجرحى ونازحين احتموا بين جدرانه، حيث سقط اكثر من 500 شهيد وبضع مئات من الجرحى في غمضة عين وبدم بارد لا يشوبه خجل أو يردعه قانون دولي ولا عُرف إنساني، ممعنا بالقصف على مدار الساعة ممطرا القطاع بآخر واحدث أنواع الصواريخ والقنابل حتى المحرمة دوليا، كل ذلك مصحوب بحصار شديد قاطعا للكهرباء والمياه والأدوية والوقود وحتى رغيف الخبز بما يعنيه ذلك من سياسة تركيع وإبادة جماعية ممنهجة أمام مراء ومسمع العالم قاطبة، حاصدا أرواح 7600 شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى مرأى 70% منهم من النساء والأطفال حتى تاريخ كتابة مقال بن حبتور بيوم الجمعة 29 أكتوبر 2023م.*
*وتحت تأثير من حرقة الدم والشعور الإنساني بهول ما يرتكبه العدو الصهيوني نجد الكاتب، وقد ذهب مسهبا بالوصف والتحليل لكل رذائل الكيان ومعه مؤسسوه وداعموه الرئيسيون بسخاء (تحالف الانجلوسكسون ودول الناتو رئيسة)، الذين هبوا مستنفرين لكافة برلماناتهم ومؤسساتهم السياسية والإعلامية والثقافية والاقتصادية وحتى الدوائر والمنظمات الأممية، تم تجييرها وتوظيفها لتأكيد ودعم الرواية الصهيونية وإظهار ما حدث كاعتداءات وجرائم (ضد السامية)، كأنما الفلسطينيون لا يكفيهم ما حل بهم من جرائم الصهاينة ولا بد من إبادتهم مضاف لذلك تحميلهم مسؤولية تلك الجرائم، فقط لم يطالبونهم بدفع تعويض للكيان الصهيوني على ثمن القنابل والصواريخ وكلفة وقود الطائرات المغيرة وكلفة التشغيل والإهلاك للأصول (الطائرات والدبابات والمدافع)، هذا يعتبر كرماً من الانجلوسكسون ودول الناتو.*
*وفي عودة إلى الوراء قليلا نجد الكاتب وقد ذهب بالحديث عن فزعة العجوز الخرف (جو بايدن) في زيارته الى تل أبيب ومعه وزراء الحرب والسياسة، لكن مع الفارق انه ذهب مدججا بأسطولين مُدعمين بحاملتي طائرات وألفين اضافيين من جنود المارينز وثلة من الجنرالات واسعي الخبرة بحرب المدن، تصوروا كل ذلك لتلحق بهم فرنسا ???????? وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا و و و، كل ذلك لمواجهة مقاومة بلواءين من البواسل وسط رقعة من الارض مساحتها 360 كم.مربعاً فوق جيش الصهاينة الذي قوامه ستمائة ألف جندي وضابط، بالحساب الاستراتيجي العسكري يعتبر ذلك سلوكاً فاقداً للصواب وجهالة بالاستراتيجية/العسكرية، (لكنني هنا سأتدخل) موضحا للبعد الجيواستراتيجي الذي دشن ٱفاقه انتصار( طوفان-الأقصى) والذي من وجهة نظري يعتبر تدشيناً لولادة (عالم متعدد الأقطاب)، حيث اضاع فرصة التطبيع (السعودي-الاسرائيلي) أولا، ثانيا عطل تنفيذ الخط التجاري البحري والبري (الهند-الإمارات-السعودية-إسرائيل-اروبا) مانعا على الأمريكان ضم الهند الى ترسانتها (الجغرافية والديمغرافية) في المواجهة مع الصين وروسيا وايران كقوة اقليمية، مبقيا على فوز الصين حصريا بمشروع الحزام والطريق (طريق الحرير) لتزداد قوة اقتصاديا وتجاريا وتمددا جيوسياسيا على مستوى كوكبنا برمته، وثالثا خفف من الضغط الغربي على روسيا بإنحسار الدعم العسكري والمالي المقدم لأوكرانيا، لا بل جذب انتباه العالم قاطبة نحو فلسطين ولم يعد احدا مهتم بمتابعة أخبار العملية الخاصة لروسيا بأوكرانيا وذلك ما كان ينبغي على روسيا الاستفادة منه لتضرب تحت الحزام لإسقاط نظام زيلينسكي النازي، لكن لا نعرف لماذا تأخر الروس بذلك.*
*بالعودة لمضمون متن مقال بن حبتور والذي وجدناه مسترسلا في الشرح والتوضيح، وتذكيرا للجميع بزيارات الرؤساء الأمريكان إلى بغداد أو كابل وتدخلاتهم العسكرية فيهما وكذلك في ليبيا وكيف خرجت جيوشهم مهزومة منها بما فيها فضيحتهم (بمقديشو) وهذه الأخيرة بمشيئة الله بغزة، ثم نجد الكاتب وقد (انعطف مستديرا) نحو الرئيس الفرنسي ماكرون مباشرة، عارضا على القارئ الكريم تأصيل تاريخي للبدايات الأولى لانطلاق الحروب الصليبية من فرنسا (موثقا الزمان والمكان ومصدر سلطة قرار تلك الحرب)، مؤكدا أن معاني مفردات الخطابين لم تتغير فهي هي رغم مرور اكثر من ألف سنة بينهما، وواصل استدارته ليتناول بقية (زعماء ورق السوليفان) واحدا واحد عارضا تفاصيل في غاية الأهمية (أنصح القارئ بالعودة إلى نص المقال) للوقوف عليها من مصدرها فهي بقلم كاتبها ابلغ (من قرائتي تعقيبي المتواضع).*
*ولنذهب معاً إلى المرتكزات السبعة وخلاصتها، التي عودنا عليها صديقي الماجد الشهم، والتي عنونها بـ(دروس ودلالات انتصارات يوم السابع من أكتوبر 2023م) التي عرفت «طوفان- الأقصى» وهي حسب ما قام الكاتب بترتيبها اليكموها بتفاصيلها التالية:-*
1 – يحدثنا الكاتب بفخر عن ما اسفر عنه انقشاع دخان المعارك، ليكتشف العالم ان الذي يقود وينفذ المعارك هم الأمريكان ومعهم قوات الناتو بدرجة رئيسة أما قوات الجيش الصهيوني فليسو سوى رديف تابع لتلك القوات وما (غرفة العمليات المشتركة) إلٱ دليل واضح على صوابية سرد الكاتب، الذي نضيف عليه ان معارك العراق أو أفغانستان تعتبر لا شيء أمام تراجيديا ملاحم (غزة الكرامة) التي يستبسل فيها شهداء أحياء باعوا أرواحهم لله الواحد القهار.*
*2 – وفي هذا المرتكز يشير الكاتب إلى ملامح أشرنا اليها بعاليه، وهي بروز (المحور الشرقي) روسيا-الصين + دول العالم الثالث في أسيا – أفريقيا – أمريكا اللاتينية، يتصاعد دوره في المواجهة ولا نستغرب من وقوع انخراط مباشر لربما في معارك غزة وليس بعدها، خاصة بعد استخدام (الفيتو المشترك ر.ص).*
*3 – الكاتب هنا يصور لنا حقيقة ما أظهرته سخونة المعارك وبسالة المقاومة الفلسطينية، من حجم شراسة التقتيل البربري المتوحش بحق المدنيين أطفالاً ونساء وشيوخاً وهدماً لمساكنهم، ويظهر حقيقة الانجلوسكسون والناتو على حقيقتهم الداعمة للصهاينة كم نفاقهم وزيف ادعاءاتهم التي تتلطى بالقيم والمبادئ الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان ليست سوى مسرحيات هزلية وفقاعات صوتية تشوش على مشاهد مجازر ذبح النساء والاطفال ليس إلٱ، في حرصهم الشديد بالحفاظ على تراثهم الدموي كدراكولات في الألفية الثالثة دون خوف او خجل.*
*4 – يوضح الكاتب في هذا المرتكز السردي، كيف أن التحالف الانجلوسكسوني ومعه دول الناتو دفعوا بقوات النخبة لديهم لإرعاب محور المقاومة كي لا يوسع مدى المواجهة من ناحية، ومن الناحية الأخرى يدعم جيش الصهاينة ويعيد اليه رباطة الجأش التي فقدها بصدمة اليوم الأول من ذلك الطوفان المقدسي، ومن النحية الثالثة ينغمس بقواته تلك بلباس عسكري صهيوني في قتال المقاومة الفلسطينية كما فعلوا بحرب أكتوبر 1973م، معولين على عرض القوات التي جلبوها إلى شرق المتوسط، ونفوسهم تدعو وتتضرع (يا رب لايوسع محور المقاومة مدى المعركة).*
*5 – في المتكأ السردي الخامس يقدم صديقنا دولة رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال بصنعاء/أ.د.عبدالعزيز صالح بن حبتور حكماً عاماً، بأن ما أنجزته وتنجزه عملية طوفان الأقصى من انتصار تاريخي عظيم هو نصر للمقاومة الفلسطينية والعربية وكافة قوى التحرر في العالم، مستندا في ذلك على ثبات أطفال ونساء وشيوخ غزة المدنيين، رغم ما شاهده العالم من مذابح ومجازر بربرية في حقهم وكاميرات كل الفضائيات تنقل قولاً واحداً من الضحايا (نحن مع المقاومة) ولو تمت أبادتنا فهذا الثبات والإصرار هو من يرفع معنويات بواسل المقاومة، كما انه يرعب قلوب الجنود الصهاينة وشركاءهم من ضباط وجنود الناتو ومارينز هوليوود.*
*6 – أما في سادس المرتكزات يعلنها الكاتب في زئير كالأسد انه فصل الخطاب بشأن سقوط كل مشاريع التطبيع الأمريكي/الصهيوني مع الحكام المتصهينين من عرب وفلسطينيين، حيث نزع طوفان-الأقصى ورقة التوت عن جيش الصهاينة وانكشفت عورة فقاعة الجيش الذي لا يقهر، بل انه اصبح بحاجة ساتر ليخفي سوءته التي هتك سترها، ومعه خابت أوهام الحكام الذين توهم حماية من يحتاج الحماية لذاته.*
*7 – وسابعا قدم الكاتب استخلاصا يسبق خلاصة المقال مفاده، ان محور المقاومة بكافة أطرافه التي عددها بلداً بلداً مستهلها بإيران ومختتمها باليمن الميمون، وكيف اظهروا صلابة منقطعة النظير وقدرات تكتيكية عسكرية متميزة وتنسقي امني واستخباري عالي المستوى، بالرغم من تهديد أساطيل الانجلوسكسون ودول الناتو ووعيد عجوزهم الخرف بشن حرب لا تبق ولا تذر ضد دولهم، وناولوه الأذن الطرشى غير عابئين بشيء، مصممين على ان يكون محورهم هو من يصنع التغير ويرسم ملامح (عالم متعدد الأقطاب) من خلال إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها الفدس وفق حدود 4يونيو 1967م، بمشيئة رب العزة والجلال وتوفيق رضوانه.*
*الخلاصة: -*
*يرسخ في خلاصته الكاتب أن ختامها مسك ورياحين جنان الرحمن، من خلال نفيه لمقولة (سبت اليهود) بدليل قوله السابع من أكتوبر 2023م يوم (السبت المبارك) يوم النصر العظيم كعظمة يوم (فتح مكة) على يد اشرف وأنبل خلق الله وأقربهم (للباري جل شأنه)، الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ٱله الطيبين والاطهار الميامين، فهو يوم سيتم بنتائجه بإذن الله وتوفيقه فتح باب (بيت المقدس) للعرب والمسلمين على مصراعيه، بموجب الخارطة الجديدة التي رسمت بدماء الفلسطينيين والأحرار من العرب عامة والغزاويين خاصة لتعود ملايين اللاجئين لأراضيهم فهم من (عاهدوا الوطن السليب بأن يعود الى البنين) – – – تلك هي مفردات النار التي سطرها كاتب بلسان رجل دولة مناضل، و بعقل بروفيسور أكاديمي وبقلب رجل مؤمن استشرف قادمات الأيام بفراسة الإيمان اليقيني بنصر الله عز وجل، وتلك حقيقة أفصحت بها في فاتحة هذه القراءة المتأنية كشهادة حق لا مداهنة أو تدليس يعتريها والله على ما أقول شهيد.*
*جامعة عد

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

موفق طريف الحفيد الذي خلف جده في زعامة دروز فلسطين

شخصية دينية بارزة في المجتمع الدرزي، وُلد عام 1963 في قرية جولس بمنطقة الجليل، وينحدر من عائلة ذات تاريخ ديني طويل في قيادة الطائفة الدرزية، التي تولى رئاستها خلفا لجده، عمل على تعزيز دور الدروز في المجتمع الإسرائيلي، وهو صاحب السلطة الدينية العليا للطائفة الدرزية في فلسطين، والراعي لأماكنها المقدسة وممثل الطائفة في قضاياها الدينية أمام المؤسسات الإسرائيلية.

المولد والنشأة

وُلد موفق طريف عام 1963 في قرية جولس بمنطقة الجليل شمال فلسطين المحتلة. ينحدر من عائلة درزية كبيرة، فقد كان جده أمين طريف رئيسا للطائفة الدرزية في إسرائيل مدة 65 عاما.

وكان طريف مساعدا لجده مدة 15 عاما، قبل أن يتولى رئاسة الطائفة خلفا له عام 1993.

الدراسة والتكوين العلمي

أتم طريف دراسته في المدرسة الدينية الدرزية العليا التي تقع في "خلوات البياضة" بلبنان.

كما حصل على شهادة في القانون من الكلية الأكاديمية "أونو" في فلسطين.

وفي عام 2010 مُنح شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة حيفا.

هرتسي هاليفي (يمين) مع زعيم الطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف (الجيش الإسرائيلي) التجربة الدينية

تولى موفق طريف رئاسة الطائفة الدرزية بناء على وصية جده قبل وفاته، التي نصت على أن يخلفه حفيده في هذا المنصب، إضافة إلى توليه وكالة وقف مقام النبي شعيب ومقام الخضر وخلوة جولس، بعد أن عمل مساعدا لجده مدة 15 عاما.

في عام 1997 انتُخب طريف لرئاسة المجلس الديني الأعلى، وأصبح قاضيا للمذهب في المحكمة الشرعية الدرزية للاستئناف في عكا عام 2002، ثم تولى منصب رئيس المحكمة في عام 2016.

وطريف هو صاحب السلطة الدينية العليا للطائفة الدرزية في فلسطين، وراعي الأماكن المقدسة، وممثل الطائفة في قضاياها الدينية أمام المؤسسات الإسرائيلية.

إعلان

تابع طريف قضايا الطائفة الدرزية في سوريا عبر تواصله مع الأطراف الإسرائيلية والروسية، وبتركيز خاص على محافظة السويداء التي تعد أكبر تجمع درزي في البلاد.

ومنذ توليه رئاسة الطائفة، حافظ على تواصل مستمر مع مختلف المؤسسات الإسرائيلية، بما في ذلك الحكومة والجيش، بهدف "الدفاع عن حقوق الطائفة وتعزيز مكانتها في المجتمع الإسرائيلي".

شمل هذا التواصل لقاءات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، منهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أبدى اهتماما بشؤون الدروز في إسرائيل، مشيرا إلى أهمية تمكينهم عبر سياسات اقتصادية واجتماعية.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يمين) يصافح الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف (الجزيرة)

وفي أبريل/نيسان 2018، كان طريف أحد مشعلي ما يسمى "شعلة الاستقلال" في الاحتفال الرسمي بمناسبة الذكرى الـ70 لإعلان قيام إسرائيل، وهي مشاركة تُعتبر رمزية وتُظهر انفتاحه على الاحتفالات الرسمية الإسرائيلية، رغم ما قد يترتب على ذلك من تحديات للطائفة الدرزية في سياق هويتها الدينية والسياسية.

كما زار قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال عميكام نوركين دار الطائفة الدرزية بقرية جولس والتقى أثناءها بطريف في أواخر 2018، وأكد نوركين حينها "التزام إسرائيل وجيشها بحماية أبناء الطائفة الدرزية في مختلف مناطق وجودهم".

إضافة إلى ذلك ظهر طريف في لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين من مختلف المجالات، وأصبح شخصية بارزة في تمثيل الطائفة الدرزية في المحافل السياسية والدينية في إسرائيل.

وقد لاقت هذه العلاقة مع المسؤولين في إسرائيل بعض الانتقادات من جانب أفراد من الطائفة الدرزية الذين رأوا أن هذه العلاقة فيها شبهة التمادي والتماهي مع السياسات الإسرائيلية في المنطقة.

وفي يوم 14 مارس/آذار 2025، عبر وفد مكون من نحو 60 شخصية دينية من الطائفة الدرزية السورية خط الهدنة في مرتفعات الجولان المحتل إلى إسرائيل، في  زيارة هي الأولى من نوعها منذ حوالي 50 عاما، امتدت يومين.

إعلان

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن الزيارة "تمت بالتنسيق مع الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف".

وعبر الوفد -الذي ضم 3 حافلات رافقتها مركبات عسكرية إسرائيلية- إلى بلدة مجدل شمس في الجولان، ثم توجهوا شمالا لزيارة مقام النبي شعيب في بلدة جولس بالقرب من طبريا، حيث التقوا بالشيخ طريف.

لم تلق هذه الزيارة قبولا لدى رجال الدين الدروز في محافظة السويداء، الذين نفوا مشاركة أحد منهم في الزيارة، وقال الشيخ سعيد البكفاني، أحد شيوخ الدروز في المحافظة إن من زار مقام النبي شعيب "هم رجال دين من القنيطرة وريف دمشق".

زيارة السفير الروسي في إسرائيل إلى بيت زعيم الطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف (مواقع التواصل) العلاقة بين طريف وروسيا

سعى طريف لبناء علاقات تعاون مع روسيا عبر تواصل مستمر، مع عقد لقاءات متكررة مع السفير الروسي في إسرائيل أناتولي فيكتوروف، أسفرت عن تعاون قوي بين الطرفين، خاصة في المواضيع التي تهم الطائفة الدرزية في سوريا.

وفي 25 ديسمبر/كانون الأول 2018، طلب طريف من فيكتوروف نقل رسالة إلى القوات الروسية في سوريا، دعا فيها إلى التنسيق بين الجيش السوري ومشايخ عقل وقيادات الطائفة الدرزية، وجاء هذا الطلب في إطار سعيه لتوثيق الروابط بين الدروز في سوريا وأطراف الحكم فيها.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020 زار طريف روسيا، وطرح ورقة عمل حول أوضاع الدروز في سوريا وحقوقهم ودورهم في مستقبل البلاد.

وفي 5 يناير/كانون الثاني 2021، تناول طريف في لقائه مع السفير الروسي موضوع تقديم المساعدات الإنسانية والمادية من الدروز في إسرائيل إلى السويداء عبر وساطة روسية مباشرة.

موقف الطائفة الدرزية

تتباين مواقف أبناء الطائفة الدرزية من تصرفات طريف بين مؤيدين ومعارضين، وذلك بسبب علاقاته الوثيقة مع إسرائيل وتواصله المستمر مع مؤسساتها.

فمن جهة يرى عدد من أفراد الطائفة الدرزية أن طريف هو مرجعية دينية تاريخية ومعترف بها، وينحدر من عائلة ذات مكانة دينية مرموقة، ويُعتبر حفيد المرجعية الدينية للطائفة، أبو يوسف طريف، ويعتبرون أنه ممثل للطائفة بشكل رسمي ويعمل على تعزيز مصالحها وحمايتها في مختلف المحافل، سواء داخل إسرائيل أو خارجها.

إعلان

لكن من جهة أخرى هناك فريق من أبناء الطائفة في مناطق مثل السويداء بسوريا يرون في تصرفات طريف، خاصة علاقاته الوثيقة مع إسرائيل، تهديدا للهوية الوطنية السورية للطائفة، ففي سبتمبر/أيلول 2018، عندما زار طريف السويداء، اعتبره بعض السكان "خائنا" بسبب جنسيته الإسرائيلية، ما أثار جدلا واسعا في المجتمع الدرزي.

هؤلاء يرون أن طريف قد يساهم في التشكيك في انتمائهم الوطني والتزامهم بالقضية الفلسطينية عبر علاقاته بالإسرائيليين، خاصة في ظل الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري والأراضي الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • موفق طريف الحفيد الذي خلف جده في زعامة دروز فلسطين
  • من أوكرانيا إلى فلسطين: العدالة الغائبة تحت عباءة السياسة العربية
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تدين العدوان الأمريكي على اليمن
  • تركيا الأولى عالميا ضمن الدول التي يصعب فيها امتلاك منزل!
  • رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع : الدعم العسكري الذي قدمته اليمن لغزة تاريخي وغير مسبوق
  • لجان المقاومة في فلسطين تدين العدوان الأميركي البريطاني السافر على اليمن
  • لجان المقاومة في فلسطين: العدوان الأمريكي لن يفلح في كسر إرادة الشعب اليمني
  • وقفات حاشدة بالحديدة تجدد التضامن مع فلسطين وتدين جرائم القتل في سوريا
  • وقفات في الحديدة تجدد التضامن مع فلسطين
  • وقفات جماهيرية في صنعاء تأكيدا على التضامن مع فلسطين