عملت الأسر في غزة على توزيع أفرادها في أماكن مختلفة تجنباً لفقدان كل أفراد الأسرة في غارة واحدة

الأسرة/ زهور السعيدي.
لم تكن الأوضاع المعيشية والصحية في قطاع غزة بخير طيلة العقود الماضية، ويعيش قطاع غزة الذي يعتبر من أكثر الأماكن اكتضاضاً بالسكان في العالم ويسكن فيه قرابة ثلاثة ملايين نسمة منهم 50% تحت سن 18 يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة ومعقدة منذ 75 عاماً ولكنها أخذت بالتدهور الشديد بعد اندلاع العدوان الصهيوني الحالي والذي استباح خلال الخمسة الأسابيع الماضية كل شيء فيه وسفك دماء البشر هناك على نطاق واسع فقتل حتى لحظة كتابة هذا التقرير قرابة 11الف إنسان غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن وأصاب نحو ثلاثين الف فلسطيني معظمهم أطفال ونساء ومسنين.


كانت غزة تحت الحصار الصهيوني الخانق لنحو عقدين من الزمان لكن ما تواجهه حاليا على يد حكومة تل أبيب الوحشية هو حرب إبادة شاملة وجرائم حرب ضد الإنسانية لم تعرفها البشرية منذ الحرب العالمية الثانية.. ناهيك عن حرمان ملايين المدنيين من حقوقهم الإنسانية الأساسية، ليجد الأطفال والنساء وذوو الإعاقة وكبار السن انفسهم أمام مخاطر جمة للبقاء على قيد الحياة بينما تلاحقهم الصواريخ والقنابل الأمريكية والصهيونية في كل بقعة من القطاع الذي لا تزيد مساحته عن 360كيلو مترا مربعا.
ويقول مختصون إن نحو مليون ونصف المليون فلسطيني اضطروا إلى ترك منازلهم رغم عدم توفر مأوى بديل. كما كانت عمليات الإجلاء مهددة للحياة ومعقدة للغاية من الناحية اللوجستية بالنسبة للعديد من الأشخاص بمن فيهم المقيمون في المستشفيات باعتبارهم يعتمدون على أجهزة دعم الحياة أو يحتاجون إلى الرعاية الحثيثة ومع ذلك ظل الفلسطينيون وفي مقدمتهم النساء والأطفال متمسكون بحقهم في الحياة وفي العيش الحر الكريم، ولم تستطع آلة القتل الصهيوامريكية أن تقهر عزيمتهم أو تكسر إرادتهم فراحوا يواجهون الدمار الشامل لمنازلهم ولإحيائهم السكنية وجرائم القتل الواسعة والتدمير الممنهج لحياتهم بمزيد من الصمود والتحدي وعشق الحياة مسطرين من وسط الركام وأشلاء أبنائهم قصة إنسانية عظيمة أذهلت شعوب الدنيا فراحت تبحث بدهشة عن سر عظمة وصمود واستبسال وإيمان هذا الإنسان ومدى عشقه للحياة وللحرية والكرامة .
عمد الفلسطينيون في مواجهة أعتى أسلحة القتل والخراب في قطاع غزة طوال ستة وثلاثين يوما من العدوان البربري إلى اتخاذ خطوات بسيطة في ظاهرها قوية في مضمونها ورسالتها الإنسانية.
عملت الأسر والعائلات الفلسطينية في -غزة كما تؤكد على ذلك تقارير إعلامية- على توزيع أفرادها في أماكن مختلفة تجنباً لفقدان كل أفراد الأسرة في غارة واحدة، على غرار ما حدث في الأيام الأولى للقصف الصهيوني الذي اسفر عن إبادة أسر بكاملها.
ورغم أن الموت يحيط بأبناء غزة من كل حدب وصوب سواء بانعدام الماء والغذاء أو بانتشار الأوبئة، إلا أن الموت بفعل القصف الصهيوني يمثل الخطر الأكبر بالنسبة لأهالي غزة، حيث يصل عدد القتلى بشكل يومي إلى قرابة 1000 شهيد، والذي يعتبر بحسب مراقبين واحداً من أعلى معدلات الضحايا بين المدنيين منذ الحرب العالمية الثانية.. كما عملت الأسر على تقنين شرب المياه وتقليص تناول الغذاء المتاح إلى وجبة واحدة فقط في اليوم بل والعيش على قطعتي خبز للفرد الواحد كما تؤكد ذلك منظمات دولية.
وتؤكد وزارة الصحة الفلسطينية أن هناك عشرات الأسر في غزة قد أبيد جميع أفرادها وقد تم شطبها نهائيا من السجلات المدنية بفعل الغارات الوحشية الأمريكية الصهيونية التي مسحت أحياء سكنية بالكامل لتمثل معدلات الضحايا واحدة من أعلى معدلات القتل والإصابة في أوساط المدنيين منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تعرض كل كيلو متر في قطاع غزة لـ50 طناً من المتفجرات المحرمة دوليا ومع ذلك ظل القلب الفلسطيني ينبض بالحياة وبعشق الكرامة والحرية والاستقلال.
أمام هذه الأعداد المهولة من الشهداء والجرحى من الشيوخ والأطفال والسيدات والمسالمين والعزل، وأمام هذه المجازر التي لم تراع أي ذمة أو عهد، أو معايير وضوابط أخلاقية وقانونية وبتواطؤ دولي يندى له جبين الإنسانية، يسطر شعب فلسطين فصولا مشرفة في النضال والتحرر من نير الاحتلال والظلم والاستبداد ويعلن للقاصي والداني عن وفاة كل الاتفاقيات الخاصة بحماية المدنيين أثناء الصراعات المسلحة وكافة المواثيق والقوانين الدولية ذات الصلة، بما فيها القانون الدولي الإنساني الذي فشل فشلاً ذريعاً في إيقاف هذه الإبادة الإنسانية الجماعية بحق شعب لم يرد يوما إلا العيش بعزة وكرامة وفي ظل راية دولته المستقلة.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

أردوغان: الإبادة الجماعية في غزة عار مشترك على الإنسانية

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة منذ عام عار مشترك على الإنسانية، في حين أضيفت إليها الهجمات غير الأخلاقية وغير القانونية على الضفة الغربية ولبنان".

جاء ذلك في كلمة ألقاها الخميس خلال الجلسة الافتتاحية لقمة المجموعة السياسية الأوروبية المنعقدة في العاصمة المجرية بودابست.

وشدد أردوغان على ضرورة "أن يدرك داعمو العدوان الإسرائيلي، دون شرط أو قيد، أنهم أصبحوا شركاء في الجرائم المرتكبة".

ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار والضغط على إسرائيل لضمان وصول كميات كافية من المساعدات الإنسانية".

وقال إن منطقة الشرق الأوسط تشهد "مأساة إنسانية" أكبر من تلك القائمة بسبب الحرب الأوكرانية.

مبادرة تركية

ولفت إلى إطلاق تركيا مبادرة في الأمم المتحدة تهدف لوقف بيع ونقل الأسلحة والذخيرة لإسرائيل.

وأضاف أردوغان أنهم أعدوا خطابا مشتركا يحمل توقيع أكثر من 50 دولة ومنظمة دولية، وتم تقديمه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وللمملكة المتحدة بصفتها الرئيسة الدورية لمجلس الأمن الدولي خلال نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وإلى الجمعية العامة الأممية.

وفي سياق متصل، أشاد الرئيس التركي باعتراف أيرلندا، والنرويج وإسبانيا وسلوفينيا رسميا بدولة فلسطين، معربا عن تقديره باسم تركيا حكومة وشعبا لهذه الدول على هذه الخطوة.

وشدد على أن مثل هذه الخطوات تشكل سابقة للدول الأوروبية الراغبة في السلام بالمنطقة.

ودعا جميع الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين إلى أن تحذو حذو الخطوة "من أجل المساهمة في العدالة والسلام".

يشار إلى أنه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية على غزة، أسفرت عن نحو 146 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • "غزة ستنتصر".. آلاف المغاربة يتضامنون مع فلسطين ولبنان
  • حصيلة العدوان الصهيوني على غزة ترتفع إلى أكثر من 43 ألف شهيد و102 ألف مصاب
  • الصحة بغزة: ارتفاع شهداء العدوان الصهيوني إلى نحو 43500 شهيد
  • الأمم المتحدة: 70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة نساء وأطفال
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 43,469 شهيدا و102,561 مصابا
  • أردوغان: الإبادة الجماعية في غزة عار مشترك على الإنسانية
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 43.469 شهيدا و102.561 مصابا منذ بدء العدوان الصهيوني
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 43.469 شهيدا منذ بدء العدوان الصهيوني
  • في اليوم الـ398 من العدوان ..العدو الصهيوني يواصل الإبادة الجماعية والحصار في غزة
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 43,391 شهيدا و102,347 مصابا