رغم وحشية العدوان الصهيوني وجرائم الإبادة الشاملة نساء فلسطين.. التمسّك بحق الحياة وعشق الحرية والكرامة والاستقلال
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
عملت الأسر في غزة على توزيع أفرادها في أماكن مختلفة تجنباً لفقدان كل أفراد الأسرة في غارة واحدة
الأسرة/ زهور السعيدي.
لم تكن الأوضاع المعيشية والصحية في قطاع غزة بخير طيلة العقود الماضية، ويعيش قطاع غزة الذي يعتبر من أكثر الأماكن اكتضاضاً بالسكان في العالم ويسكن فيه قرابة ثلاثة ملايين نسمة منهم 50% تحت سن 18 يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة ومعقدة منذ 75 عاماً ولكنها أخذت بالتدهور الشديد بعد اندلاع العدوان الصهيوني الحالي والذي استباح خلال الخمسة الأسابيع الماضية كل شيء فيه وسفك دماء البشر هناك على نطاق واسع فقتل حتى لحظة كتابة هذا التقرير قرابة 11الف إنسان غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن وأصاب نحو ثلاثين الف فلسطيني معظمهم أطفال ونساء ومسنين.
كانت غزة تحت الحصار الصهيوني الخانق لنحو عقدين من الزمان لكن ما تواجهه حاليا على يد حكومة تل أبيب الوحشية هو حرب إبادة شاملة وجرائم حرب ضد الإنسانية لم تعرفها البشرية منذ الحرب العالمية الثانية.. ناهيك عن حرمان ملايين المدنيين من حقوقهم الإنسانية الأساسية، ليجد الأطفال والنساء وذوو الإعاقة وكبار السن انفسهم أمام مخاطر جمة للبقاء على قيد الحياة بينما تلاحقهم الصواريخ والقنابل الأمريكية والصهيونية في كل بقعة من القطاع الذي لا تزيد مساحته عن 360كيلو مترا مربعا.
ويقول مختصون إن نحو مليون ونصف المليون فلسطيني اضطروا إلى ترك منازلهم رغم عدم توفر مأوى بديل. كما كانت عمليات الإجلاء مهددة للحياة ومعقدة للغاية من الناحية اللوجستية بالنسبة للعديد من الأشخاص بمن فيهم المقيمون في المستشفيات باعتبارهم يعتمدون على أجهزة دعم الحياة أو يحتاجون إلى الرعاية الحثيثة ومع ذلك ظل الفلسطينيون وفي مقدمتهم النساء والأطفال متمسكون بحقهم في الحياة وفي العيش الحر الكريم، ولم تستطع آلة القتل الصهيوامريكية أن تقهر عزيمتهم أو تكسر إرادتهم فراحوا يواجهون الدمار الشامل لمنازلهم ولإحيائهم السكنية وجرائم القتل الواسعة والتدمير الممنهج لحياتهم بمزيد من الصمود والتحدي وعشق الحياة مسطرين من وسط الركام وأشلاء أبنائهم قصة إنسانية عظيمة أذهلت شعوب الدنيا فراحت تبحث بدهشة عن سر عظمة وصمود واستبسال وإيمان هذا الإنسان ومدى عشقه للحياة وللحرية والكرامة .
عمد الفلسطينيون في مواجهة أعتى أسلحة القتل والخراب في قطاع غزة طوال ستة وثلاثين يوما من العدوان البربري إلى اتخاذ خطوات بسيطة في ظاهرها قوية في مضمونها ورسالتها الإنسانية.
عملت الأسر والعائلات الفلسطينية في -غزة كما تؤكد على ذلك تقارير إعلامية- على توزيع أفرادها في أماكن مختلفة تجنباً لفقدان كل أفراد الأسرة في غارة واحدة، على غرار ما حدث في الأيام الأولى للقصف الصهيوني الذي اسفر عن إبادة أسر بكاملها.
ورغم أن الموت يحيط بأبناء غزة من كل حدب وصوب سواء بانعدام الماء والغذاء أو بانتشار الأوبئة، إلا أن الموت بفعل القصف الصهيوني يمثل الخطر الأكبر بالنسبة لأهالي غزة، حيث يصل عدد القتلى بشكل يومي إلى قرابة 1000 شهيد، والذي يعتبر بحسب مراقبين واحداً من أعلى معدلات الضحايا بين المدنيين منذ الحرب العالمية الثانية.. كما عملت الأسر على تقنين شرب المياه وتقليص تناول الغذاء المتاح إلى وجبة واحدة فقط في اليوم بل والعيش على قطعتي خبز للفرد الواحد كما تؤكد ذلك منظمات دولية.
وتؤكد وزارة الصحة الفلسطينية أن هناك عشرات الأسر في غزة قد أبيد جميع أفرادها وقد تم شطبها نهائيا من السجلات المدنية بفعل الغارات الوحشية الأمريكية الصهيونية التي مسحت أحياء سكنية بالكامل لتمثل معدلات الضحايا واحدة من أعلى معدلات القتل والإصابة في أوساط المدنيين منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تعرض كل كيلو متر في قطاع غزة لـ50 طناً من المتفجرات المحرمة دوليا ومع ذلك ظل القلب الفلسطيني ينبض بالحياة وبعشق الكرامة والحرية والاستقلال.
أمام هذه الأعداد المهولة من الشهداء والجرحى من الشيوخ والأطفال والسيدات والمسالمين والعزل، وأمام هذه المجازر التي لم تراع أي ذمة أو عهد، أو معايير وضوابط أخلاقية وقانونية وبتواطؤ دولي يندى له جبين الإنسانية، يسطر شعب فلسطين فصولا مشرفة في النضال والتحرر من نير الاحتلال والظلم والاستبداد ويعلن للقاصي والداني عن وفاة كل الاتفاقيات الخاصة بحماية المدنيين أثناء الصراعات المسلحة وكافة المواثيق والقوانين الدولية ذات الصلة، بما فيها القانون الدولي الإنساني الذي فشل فشلاً ذريعاً في إيقاف هذه الإبادة الإنسانية الجماعية بحق شعب لم يرد يوما إلا العيش بعزة وكرامة وفي ظل راية دولته المستقلة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حسين فهمي: مصر حاضرة بفنها في كل بيت عربي وواجبنا الحديث عن فلسطين ولبنان
بدأ النجم حسين فهمي كلمته بحفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 45، المقام حاليا بدار الأوبرا المصرية بتعليقه على كلمات قصيدة «على هذه الأرض ما يستحق الحياة» للراحل محمود درويش.
وقال حسين فهمي خلال كلمته: «على ھذه الأرض ما یستحق الحیاة، الفن اللي قادر یعبر عن مشاعر الإنسان بصدق یستحق الحیاة، الفن اللي من خلاله بنعلن عن مواقفنا تجاه قضایا معاصرة مھمة وبنحكب عن حوادیت لناس من لحم ودم، بالتأكید یستحق الحیاة».
وتابع: «على مدار الأیام اللي فاتت لمست حب كبیر، واحتفاء بالمھرجان وأنشطته وفعالیاته، وكلنا كفريق عمل مھرجان القاھرة السینمائي الدولي سعداء بكل كلمة اتقالت، بس كمان مھم إني أقول إن اللي اتقال في حق أشقائنا في فلسطین المحتلة وفي لبنان أیضا، ده واجب علینا ومش غریب على مصر أم الدنیا وحاضنة العروبة اللي فضلت طول عمرھا لسان أمة عربیة مناضلة وكبیرة، فضلت بفنھا وأفلامھا حاضرة في كل بیت عربي لحد ما بقى الفیلم المصري بیتقال عليه الفيلم العربي، عشان كدا ھتفضل مصر كبیرة بمواقفھا وفنھا وفنانینھا اللي شرفونا في المھرجان على مدار الأیام اللي فاتت بحب حقیقي للسینما".
وشهدت الدورة الخامسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي، مشاركة 194 فيلمًا من 72 دولة، و16 عرضًا للسجادة الحمراء، و37 عرضًا عالميًا أول، و8 عروض دولية أولى، و119 عرضًا لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
اقرأ أيضاًنبيلة عبيد تخطف الأنظار بحفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي 45 بهذه الطريقة
يسرا وحسين فهمي على السجادة الحمراء بحفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي 45 | صور
لافتة إنسانية لـ حسين فهمي على السجادة الحمراء في مهرجان القاهرة السينمائي الـ45